الاثنين 12 أيلول (سبتمبر) 2011

«إسرائيل» تنحني أمام «التسونامي السياسي»

الاثنين 12 أيلول (سبتمبر) 2011

حادثة اقتحام السفارة «الإسرائيلية» في مصر أعادت، مرة أخرى، اتفاقية السلام الموقعة منذ عقود بين البلدين إلى الواجهة، وسط حرص قادة الدولة العبرية، على استخدام لغة هادئة في معالجة الأزمة، وتأكيدهم «أهمية السلام مع القاهرة».

فالعلاقات الدبلوماسية بين «تل أبيب» والقاهرة، «خيار» استراتيجي للدولة العبرية. هكذا كان التعامل معها دائماً منذ توقيعها عام 1979. وعلى الرغم من أنّ الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك نفسه لم يزر «إسرائيل» إلّا مرة واحدة (لحضور جنازة إسحاق رابين)، كان حريصاً على هذه الاتفاقية. أما مع سقوطه، فقد وضعت هذه الاتفاقية قيد العاصفة، وبدأ «الحرص» عليها يتبدد، ما أدى إلى تسرب القلق إلى نفوس الساسة «الإسرائيليين»، إلى أن تحققت «نبوءة» سوداء نهاية الأسبوع. مشهد اقتحام السفارة، ذكّر «الإسرائيليين» تاريخياً باقتحام السفارة الأميركية بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وجعلهم يخشون من تكرار المشهد، وخصوصاً أنّ الإيرانيين في حينه احتجزوا رهائن أميركيين لمدة تزيد على عام، وهو ما لم يحصل في القاهرة، التي يحكمها الجيش، الذي سهّل إخلاء «الإسرائيليين».

والطائرة التابعة لسلاح الجو «الإسرائيلي»، التي نقلت عشرات الدبلوماسيين من القاهرة إلى «تل أبيب»، تحمل بين طيّاتها قصة عن العلاقات المصرية «الإسرائيلية». هذه الطائرة، كانت تابعة ذات يوم لسلاح الجو المصري، ومن على متنها وصل السادات إلى زيارته للقدس المحتلة عام 1977. ونفس الطائرة أيضاً نقلت مبارك إلى الدولة العبرية عام 1995. أما عام 2005، فباع المصريون الطائرة لشركة أميركية، ومن هناك وصلت «إسرائيل».

رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، فهم أنّ التعاطي مع الأزمة المستجدة، في ظل «التسونامي السياسي» عليه، يجب أن يكون حذراً. بعد تخليص «الإسرائيليين» الستة الذين علقوا في قلب السفارة بعد الاقتحام، ألقى كلمة، شكر خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما وقوات الكومندوس المصرية، قبل أن يؤكد أنّ «إسرائيل» «ستواصل تمسكها بمعاهدة السلام»، وأنّ «الإسرائيليين» «يعملون مع الحكومة المصرية من أجل إعادة، وبسرعة، سفيرنا إلى القاهرة».

كذلك شدد على أهمية تغيير الترتيبات الأمنية للسفارة، في وقت لا ينفي فيه مقربون من نتنياهو إمكان نقل السفارة إلى مكان آخر أكثر أمناً، لكنّهم يدركون أنّ مساراً كهذا من شأنه أن يستغرق شهوراً. وأكدّت مصادر «إسرائيلية» أنّ وفداً «إسرائيلياً» يضم خبراء أمن سيسافر إلى القاهرة قريباً من أجل الاطلاع عن كثب على هذه الأمور، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ السفير «الإسرائيلي» لدى القاهرة يتسحاق ليفانون، طلب البقاء في القاهرة، إلا أنّ القرار صدر بإعادته. ووفقاً للصحيفة أجرى نتنياهو اتصالاً مع ليفانون قال له خلاله «ستعود إلى القاهرة في أقرب وقت ممكن، شريطة اتخاذ الترتيبات الأمنية» اللازمة.

من جهته، دعا وزير الدفاع «الإسرائيلي» ايهود باراك، في أعقاب الحادثة الى اجتماع المجلس الوزاري المصغر لبحث ما سمّاه «تدهور مكانة «إسرائيل» السياسية». وقال باراك «نتجت من حولنا صورة واسعة، تتضمن ما حدث لنا مع تركيا وما يحدث مع مصر، وما يحدث أيضاً مع الفلسطينيين. يجري الحديث عن أحداث ليست تحت سيطرتنا، لكننا بالطبع نستطيع أن نؤثر على صورتنا قبالتها». وأضاف إن «الحميمية مع الولايات المتحدة تتهالك. ويجب بحث وضعنا قبالة الرباعية الدولية، ومقابل أوروبا، قبيل قرار الأمم المتحدة».

التعامل الحذر مع قضية اقتحام السفارة المصرية بدا واضحاً أيضاً على وزير الخارجية «الإسرائيلي» افيغدور ليبرمان، الذي أثنى على دور رئيس حكومته والرئيس الأميركي باراك أوباما حيال الأزمة. وعبر في حديث مع القناة «الإسرائيلية» الثانية عن اعتقاده بعدم وجود «خطر على اتفاقية السلام مع مصر».

وكانت «دراما» السفارة في مصر قد أقلقت الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية»، خوفاً من إلحاق الضرر بالعلاقات الأمنية بين «تل أبيب» والجيش المصري. إلا أنّ مسؤولاً أمنياً قال أمس لموقع «والا» «الإسرائيلي» إن العلاقات «لا تزال كما هي». وعمّا وصفه الإعلام العبري بـ «تهرب» رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوي من نتنياهو، قال المسؤول الأمني إن هذا «لم يلحق الضرر بالعلاقات بين المستويات الميدانية للجيشين «الإسرائيلي» والمصري».

- **المصدر : صحيفة «الأخبار» اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165412

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165412 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010