الجمعة 26 آب (أغسطس) 2011

السيد نصر الله : لبنان اصبح مأزقاً لـ «إسرائيل».. وسيأتي يوم نصلي فيه في الأقصى

الجمعة 26 آب (أغسطس) 2011

أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أنه يوماً بعد يوم يؤكد الشعب الفلسطيني أن خياره لتحرير أرضه هو المقاومة. ولفت الى ان «العملية النوعية التي حصلت قبل أيام في «إيلات» والتي هزت الكيان الغاصب وقيادته ما هي إلا دليل على خيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة وهو الخيار الذي اختاره هذا الشعب بإرادته من دون أن يدفعه أحد إليه»، ودعا «العرب والمسلمين الى دعم خيار الشعب الفلسطيني في المقاومة لتحرير أرضه»، مؤكداً ان «كل التحولات التي تجري في المنطقة الآن هامة جداً وتصب لمصلحة القضية الفلسطينية».

ونبه السيد نصر الله «لما تتعرض له القدس المحتلة من عمليات تهويد ولما تتعرض له من خطر التهديم والسعي «الإسرائيلي» لتهجير أهلها وبناء مستوطنات ومعابد يهودية هناك»، وأشار الى ان «هناك مسؤوليات يجب أن تتحملها دول وشعوب عالمنا العربي والإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لحماية القدس وأهلها من المخاطر «الإسرائيلية» التي تتعرض لها المدينة المقدسة»، وشدد على انه «لا يجب التنازل عن أية حبة تراب ولا نقطة ماء في فلسطين ولا حتى التنازل عن أي حق من حقوق فلسطين النفطية وغيرها كما لا يجوز لأحد التنازل عنها أو حتى تفويض أحد للتنازل عنها».

وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه «حزب الله» الجمعة في بلدة مارون الرأس الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة بمناسبة «يوم القدس العالمي» إن «إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو شأن داخلي يقرره الشعب الفلسطيني لكن بما لا يؤدي الى التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني»، وأكد على «إقامة دولة فلسطين في يوم من الأيام على كل أرض فلسطين من البحر الى النهر»، واضاف انه «في هذا اليوم يجب استذكار شهداء فلسطين والأسرى الفلسطينيين وكذلك اللاجئين الفلسطينيين والحفاظ على حق العودة الى ديارهم»، ولفت الى ان «كل هذه المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال وبدل معالجة المشكلات الطارئة يجب معالجة المشكلة الأساسية المتمثلة بالاحتلال «الإسرائيلي»»، وتابع انه «لو عالجنا السبب الحقيقي وهو الاحتلال لاستطعنا معالجة المشكلات الناتجة عنه من أسرى وإقامة دولة ونهب خيرات وغيرها»، مشدداً على أن «الاحتلال هو سبب مآسي المنطقة كلها وليس فقط مأساة فلسطين».

وشدد السيد نصر الله على انه «سوف يأتي الزمان الذي لن تقفوا فيه فقط عند مارون الرأس لتنشق رائحة فلسطين بل سوف تتنشقون رائحتها من فلسطين وسيأتي اليوم لنصلي في المسجد الأقصى وكنيسة المهد ولبنان يكون حاضراً عندها بحماية المقاومة»، وأكد مخاطباً «أهل الصمود والمقاومة باسمكم جميعاً وباسم كل المقاومين وشرفاء هذه الأمة أقول لكم وللجنود الصهاينة المستنفرين مقابلتكم أن هذه الأرض الطيبة ستعود لأهلها»، وختم «هذه مشيئة الله والمقاومين فهؤلاء المؤمنون اليوم داخل فلسطين ومصر والأردن ولبنان وكل عالمنا العربي والإسلامي يتهيأون لليوم الذي يستعيدون فيه الأرض والقدس والمقدسات».

وذكر السيد نصر الله الى انه «تم اختيار مارون الراس لإحياء يوم القدس العالمي هو لما لهذا المكان من دلالة في المواجهة مع العدو وفي التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني والبطولات التي قدمها المجاهدون خصوصاً في حرب تموز 2006 بالإضافة الى تضحيات الجيش اللبناني»، وأضاف أن «هذه التضحيات جعلت من بعض الأماكن رموزاً ومنها مارون الراس لموقعها ولما قدمته بالإضافة الى ما شهدته خلال يوم النكبة من تظاهرة شبابية حاشدة أكدت أنه لا يمكن أن تصبح فلسطين قضية منسية كما قدم العديد من الشهداء في ذلك اليوم على طريق تحرير فلسطين».

ولفت السيد نصر الله الى «ما تشهده مصر في هذه الأيام من وقفة رسمية وشعبية أياً يكن حجمها وحجم التوقعات منها هي مؤشر على مرحلة جديدة في مصر»، واضاف انه «لو كانت قيادة مبارك هي القائمة لكان رد الفعل مختلفاً والغضب المصري الرسمي سيحل على الفلسطينيين ويحملهم تبعات عملية «إيلات»»، وأشار الى انه «هناك فرق بين تحذير مصر لـ «إسرائيل» من ضرب غزة أو أن تغطي عدوان غزة هناك فرق أن يتظاهر المصريون وينزعون العلم «الإسرائيلي» أو أن يوجه الرصاص الى صدورهم»، وأوضح انه «عندما تتحرك مصر يعني هناك تحول استراتيجي في المنطقة»، وأضاف «تحركت مصر قليلاً فاهتزّت «إسرائيل» ونتانياهو قال لا نستطيع أن نذهب الى عملية برية واسعة ضد غزة لأن هذا سيؤثر على علاقتنا مع مصر»، وتابع «نراهن ان يتبدل الموقف المصري نتيجة أصالة الشعب المصري».

وفي الشأن الليبي، قال السيد نصر الله إنه «لا شك أن نظام القذافي ارتكب الكثير من الجرائم والأخطاء بحق شعبه والقضية الفلسطينية ومن جملة جرائمه احتجاز الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه»، وأكد أن «هذه الجريمة ارتُكبت خدمة للمشروع «الإسرائيلي» لأن كلنا يعرف ماذا يعني موسى الصدر للمقاومة وللقضية الفلسطينية وبعد اختطافه حصل كل ما جرى بعد احتجازه وهذه من النتائج التي كانت تستهدف المقاومة»، وأشار الى أن «هذه اكبر جريمة ارتكبت ضد المقاومة وفلسطين فلو قدر للإمام الصدر أن يبقى لكانت هناك تحولات كبرى للمقاومة والقضية الفلسطينية»، ودعا «الثوار في ليبيا أن يضعوا حداً نهائياً لهذه القضية الإنسانية»، وأمل أن «يعود الإمام ورفيقاه الى لبنان أحياء».

ولفت السيد نصر الله الى أن «من جرائم نظام القذافي انه اخذ ليبيا بعيداً عن فلسطين وتنكر لقضيتها»، وتابع أن «المرجو اليوم أن يعيدوا ليبيا الى فلسطين والعالم العربي»، وشدد على انه «لا يمكن لشعب قاوم الاحتلال وقدم مئات آلاف الشهداء إلا أن يعود الى فلسطين لتكون حاضرة قوية في سياسته وخطته»، ونبه على «ضرورة أن يحافظ الشعب الليبي على سيادة بلده واستقلاله أمام الهجمة الأميركية المتوقعة عليه».

وحول الوضع السوري، لفت السيد نصر الله الى «حقيقة موقع سورية والقيادة السورية في الصراع العربي «الإسرائيلي» والقضية الفلسطينية»، وأشار الى «تمسك القيادة والشعب والجيش في سورية بالحقوق السورية وتمسك هذه القيادة بالحقوق العربية مقابل كل الضغوط الدولية والغربية خلال العقود الماضية»، وأضاف انه «لو ضعفت القيادة السورية في يوم من الأيام أمام الضغوط الغربية لكانت التسوية في المنطقة سارت وضاعت قضية فلسطين»، وأكد أن «القيادة السورية لها فضل في صيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها وبقاء هذا الموقف السوري شرط أساسي لبقاء القضية الفلسطينية»، وشدد على انه «لولا وقوف سورية الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين ودعمها لها لما كانت الأرض اللبنانية المحتلة لتتحرر فالمقاومة ما كانت لتنتصر لولا الدعم السوري».

وأكد السيد نصر الله أن «قيادات حركات المقاومة الفلسطينية في غزة يعرفون فضل القيادة السورية لتصمد غزة رغم أن هذا الأداء للقيادة السورية كان دائماً يستجلب المزيد من الضغوط عليها»، وأضاف «كلنا يؤيد الحاجة الى إصلاحات كبيرة وهامة في سورية لتتطور وتصبح أفضل نتيجة موقعها الهام في المنطقة»، ورأى انه «يجب أن يعمل كل من يدعي الصداقة والحرص على سورية ووحدتها أن تتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سورية ولدفع الأمور إلى الحوار والمعالجة السلمية»، ولفت إلى أن «من يطالبون بتدخل الناتو في سورية يريدون جرها إلى الحرب فقوتها أنها كانت محكومة بالشعور القومي ويريدونها أن تصبح كلبنان طائفية متناحرة»، محذراً ان «هناك من يحيي النعرات ويحرض طائفياً في سورية لأنه يريد تدميرها وإسقاط موقعها كما يريد أن يدفعها الى التقسيم خدمة لمشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي مزقناه في لبنان وغزة».

وقال السيد نصر الله إن «أميركا والغرب يريدون من القيادة السورية تنازلات لا إصلاحات»، وتابع «هناك دولاً أخرى بالعالم محكومة بديكتاتوريات قاسية ولا مساحة فيها للديمقراطية ولكنها تحظى بدعم وتأييد أميركا وفرنسا والغرب»، مشيراً الى أن «المسألة ليست مسألة إصلاحات ويجب أن نقف مع سورية كي لا تتنازل وكي تتمكن من تحقيق الإصلاحات براحة وطمأنينة وثقة».

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصر الله أن «موقع لبنان اليوم أصبح مختلفاً عما كان في الماضي»، ولفت الى أنه «كان هناك خشية لدى اللبنانيين أن أي حل في المنطقة يكون على حساب لبنان لأنه الحلقة الأضعف»، وشدد على أن «لبنان لم يعد الحلقة الأضعف في هذه المنطقة ولن يأتي يوم يعود كذلك فلبنان القوي يحمي سيادته واستقلاله»، وأضاف أنه «عندما يتحدث البعض عن مخاوف التوطين فلو كان لبنان ضعيفاً لحصل التوطين»، وتابع «أما لو جاء العالم كله ولبنان القوي رفض التوطين ومعه الفلسطينيين فلا أحد يستطيع فرضه على اللبنانيين والفلسطينيين»، موضحاً أن «دماء الفلسطينيين في مارون الرأس يؤكد أنهم يرفضون التوطين واللبنانيون لو كانوا ملتفين حول معادلة الشعب والمقاومة والجيش لن يحصل توطين»، مؤكداً «لن نسمح بحصول التوطين ولو تآمر البعض لحصوله فلن يكون هناك حل على حساب لبنان».

ولفت السيد نصر الله الى أنه «دائماً كان يخشى من تنفيس الاحتقان الإقليمي في لبنان ولكن هذا الأمر انتهى اليوم»، وأكد أن «لبنان أصبح مأزقاً لـ «إسرائيل» تهرب منه وفخاً لها تقع فيه لا تنصبه لأحد»، وأشار الى أن «معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي من فرضت هذا الواقع وفي يوم القدس مسؤولية اللبنانيين المحافظة على هذه المعادلة من اجل لبنان وفلسطين والقدس»، منبهاً ان «هناك من يعمل في الخارج ومن يساعده في الداخل كجزء من مكينة يديرها الخارج الأميركي و«الإسرائيلي» لضرب هذه المعادلة وتفكيكها واستهداف كل منها وإذا أمكن ضربها ببعض من خلال بث الفتن فيما بينهم».

وأشار السيد نصر الله الى أنه «بعد الفشل في الاستهدافات العسكرية والأمنية للمقاومة كان هناك سيل من الاتهامات والاستهداف وصل الى المحكمة الدولية»، وأضاف «كنت قد علقت على القرار الاتهامي الذي صدر عن المحكمة ثم عُقد مؤتمر قانوني سياسي وآخر فني عن الاتصالات ناقشا قيمة ما ورد في هذا القرار ويوماً بعد يوم يتكشف كم المحكمة مسيسة ولماذا أنشئت وكيف شُكلت وكيف وضع قانونها وكيف يتم العمل فيها وكيف ترفض أي قرينة أو شاهد على اتهام «إسرائيل»»، وأوضح أنه «عندما اخرج أنا وإخواني لنشرح ونوضح حقيقة هذه المحكمة لا نهدف لإقناع الإدارة الأميركية ولا بلمار ولا كاسيزي ولا بعض الشخصيات في لبنان بذلك فهؤلاء ركبوا المشروع ويسيرون فيه إنما نحاكي الرأي العام الذي نراهن على مساندته المقاومة وإدراكه لهذه المؤامرة»، وشدد على أن «المقاومة ستتجاوز هذه المؤامرة الجديدة وما صدر عن المحكمة لا قيمة له والمتهمين من المقاومة هم مظلومون ويتحملون تبعات انتصار المقاومة».

وانتقد السيد نصر الله «وجود قوى داخلية تعمل على محاصرة الحكومة والدولة والجيش اللبناني واستهدافه»، وسأل «هؤلاء مع من يتلاقون عندما يقومون بذلك وعندما يحرضون على الجيش ويدعون ضباطه الى التمرد لمصلحة من ذلك؟ هل لمصلحة لبنان؟ أم لمصلحة فلسطين؟ أم لمصلحة المقاومة؟»، وأضاف أليس ضرب هذا النسيج الوطني من خلال التحريض الطائفي والمذهبي يؤدي الى ضرب وحدة الشعب لمصلحة من ذلك؟»، ورفض «الطعن بالجيش الذي هو المؤسسة الوطنية الضامنة للسلم الأهلي والعيش المشترك»، وتابع «أنا لا اتهم أحداً بالعمالة لكن من مسؤولية الشعب اللبناني الحفاظ على الجيش والمقاومة وكل من يحرض على الجيش ويتحدث بلغة طائفية يخدم «إسرائيل» من حيث يعلم أم لا يعلم».

وشدد السيد نصر الله على أنه «سوف يأتي الزمان الذي لن تقفوا فيه فقط عند مارون الرأس لتنشق رائحة فلسطين بل سوف تتنشقون رائحتها من فلسطين وسيأتي اليوم لنصلي في المسجد الأقصى وكنيسة المهد ولبنان يكون حاضراً عندها بحماية المقاومة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2177381

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2177381 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40