الأربعاء 21 نيسان (أبريل) 2010

(إسرائيـل) تحيـي ذكـرى قيامهـا بتسابـق علـى تهويـد القـدس

الأربعاء 21 نيسان (أبريل) 2010 par حلمي موسى

في الذكرى الثانية والستين لإنشاء الدولة اليهودية عادت القدس المحتلة إلى الواجهة في ظل الحديث عن احتمالات التسوية السياسية مع الفلسطينيين. وتبارى زعماء الحكم في إسرائيل في اليومين الأخيرين لا في تأكيد «الصلة» اليهودية بهذه المدينة فحسب، بل في التشديد على وحدانية سيادتهم عليها.

وقد استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول الجميع وأعلن أن البناء الاستيطاني في القدس لن يتوقف. ولحق به رئيس الكنيست روبي ريفلين في افتتاح الاحتفالات بذكرى «عيد الاستقلال» ليعلن «لن نعتذر عن احتلال القطمون، يافا وصفد، ولا عن تحرير الخليل ولا عن البناء في عاصمتنا القدس». ولم يطل كثيرا خروج وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان عن دبلوماسيته ليعلن أمام السلك الدبلوماسي المعتمد في إسرائيل أن القدس هي عاصمة دولة إسرائيل الأبدية ولن تقسم أبدا، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر.

وفي مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» الأميركية كرر نتنياهو مواقفه بأن إسرائيل لن تواصل تجميد البناء الاستيطاني في القدس. واعتبر أن مطلب التجميد أمر «غير محتمل» مذكرا بأن البناء في شرقي القدس ليس جديدا وأنه كان يتم أثناء حكومات غولدا مئير، وشمعون بيريز وإسحق رابين. وشدد على أن «الفلسطينيين يطلبون أن نمنع اليهود من البناء في الأحياء اليهودية في القدس. هذه ليست نقطة ابتداء للمفاوضات. ينبغي أن نجلس للتفاوض من دون شروط مسبقة».

وأشار نتنياهو إلى أن الأحياء اليهودية في القدس هي أحياء ستبقى في الدولة اليهودية وفق كل المشاريع التي نوقشت على طاولة المفاوضات، بما في ذلك في كامب ديفيد. وقلل نتنياهو من قيمة الخلافات مع إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، التي لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على سلسلة مطالب يتعلق أغلبها بالقدس. وقال «لدينا بعض الخلافات ونحن نحاول حلها عبر القنوات الدبلوماسية وبأفضل السبل». ورفض فكرة فرض حل وقال «يستحيل أن يفرض علينا حل. فالسلام يأتي من طرفين يجلسان للتفاوض».

وكرس ريفلين خطاب افتتاح الاحتفالات بذكرى إعلان الدولة، لقضية القدس وقال: «حول سؤال ما إذا كانت الصهيونية البناءة ستخرج أيضا من صهيون موديل 2010، وتحطم الجدران، أم سيتردد تلعثم شتاتي، اعتذاري، للانكفاء خلف أسوار. والأمر يتعلق بالتحديات التي نواجهها كشركاء في المصير، أم كخصوم». وشدد على أنه لا ينبغي لأحد «أن يخطئ بنا، فلن تكون هناك شراكة مع الطالبين لنا تشويش الهوية الصهيونية للدولة. ولن نعتذر: لا عن احتلال القطمون، أو يافا وصفد، ولا عن تحرير الخليل ولا عن البناء في عاصمتنا القدس».

وكانت حركة «السلام الآن» قد حذرت منذ أسابيع من أن ريفلين سيجعل من الحفل المركزي الرسمي «حفلا حزبيا يعبر فيه عن مواقف اليمين فقط». ودعت الحركة في حينه أعضاء الكنيست لمقاطعة الحفل ولم يغير ريفلين خطابه.

وكرر ليبرمان أمام حوالى 800 من السفراء والقناصل وزوجاتهم الذين اجتمعوا في حفل بمناسبة ذكرى «استقلال» إسرائيل، كلمات رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في العام 1980 التي ربط فيها بين اليهود والقدس، وأعلن «يا مواطني إسرائيل، هيا نضع القدس على رأس أفراحنا. ومن حقنا أن نعلن أن المدينة، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، كلها جميعا تحت سيادة إسرائيل، وهي عاصمتنا الأبدية، غير قابلة للقسمة. ولن تقسم أبدا». وأضاف ان بيغن قائل هذا الكلام نال جائزة نوبل للسلام، وإنه قاله بعد أن وقعت إسرائيل ومصر معاهدة السلام التاريخية ولم يعرقل طريق السلام.

ومن دون أن يذكر الإدارة الأميركية، قال ليبرمان ان «أي محاولة لفرض حل على الطرفين من دون وضع أسس الثقة المتبادلة لا يسهم إلا في تعميق الصراع. فالسلام لا يمكن فرضه. إنه واجب البناء».

وكانت قضية القدس قد دفعت الحائز اليهودي جائزة نوبل للسلام، الأديب إيلي فيزل لنشر رسالة مفتوحة في صحيفة «واشنطن بوست» دعا فيها أوباما لإعادة النظر في سياسته. وعنون الرسالة بـ «من أجل القدس». وهذه هي الرسـالة المفتوحة الثانية التي توجهها شخصية يهودية للرئيس أوباما بهذا الشأن بعد رسالة الملياردير رون لاودر. وأشار فيزل في مستهل رسالته إلى «أن الأمر محتوم أن تعود القدس إلى مركز السجال السياسي والعواصف في العالم. فالتوترات الجديدة والقديمة تبرز بوتيرة مقلقة». وشدد على أنه «كيهودي، القدس فوق السياسة». ومن أجل تأكيد قيـمة القـدس يهوديا لم يتردد في الإشارة إلى «أنها لم تذكر ولا مرة واحدة في القرآن».

وردت رئيسة منظمة «أميركيون من أجل السلام الآن» على فيزل بأن القدس ليست مجرد رمز يهودي بل هي مدينة مقدسة لمليارات من المسيحيين والمسلمين في العالم. وإلى جانب كونها عاصمة لإسرائيل، هي موئل التطلعات القومية للفلسطينيين.

كما أن الوزير الإسرائيلي السابق من حركة ميرتس رد على فيزل بأن رسالته تبين أنه يعرف «قدس العلى جيدا فيما لا تعرف جيدا قدس الدنيا». وكتب عن معطيات رسالة فيزل بأن أحدا ما «ضللك كي تصدق، يا عزيزي. لكن هذه ليست صورة الواقع. الصورة مغايرة تماما... فاليهود المتطرفون يصرون على الانغراس كالشوكة في حلق الأحياء العربية، وبقصد تهويدها، وهم يفعلون ذلك بعون من نبلاء اليهود الأميركيين، الذين تعرف بعضهم شخصيا».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165504

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165504 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010