السبت 20 آب (أغسطس) 2011
مصر تنذر «إسرائيل» : دم شهدائنا أغلى من أن يذهب بلا رد

15 شهيداً في غزة ... ونتنياهو يتوعّد بالمزيد

السبت 20 آب (أغسطس) 2011

بدت «إسرائيل»، أمس، كوحش أصابته الهزيمة بالجنون، إذ واصلت آلتها الحربية الانتقام من قطاع غزة، بعد سلسلة العمليات الفدائية في أم الرشراش أول من أمس، حاصدة المزيد من الضحايا الفلسطينيين الذين ارتفع عددهم يوم أمس إلى 15 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 40 جريحاً، في وقت توعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بمزيد من الغارات، فيما ردت المقاومة الفلسطينية على هذا التصعيد بإطلاق الصواريخ على المستوطنات «الإسرائيلية» المجاورة لقطاع غزة.

أما في مصر، فلم يكن المشهد أقل توتراً، إذ وجهت القاهرة احتجاجاً لـ «إسرائيل» بعدما تأكد استشهاد ثلاثة جنود مصريين في الغارات «الإسرائيلية» على الشريط الحدودي في سيناء، ليل أول من أمس، فيما استشهد ثلاثة آخرون على مقربة من الحدود، في إطلاق نار لم تعرف مصادره بعد. وقد أججت الجريمة «الإسرائيلية» مشاعر المصريين، حيث أكد رئيس الحكومة عصام شرف أن دماء شهداء الحدود لن تذهب هدراً، فيما شهدت القاهرة تظاهرات في ميدان التحرير وأمام السفارتين «الإسرائيلية» والأميركية للمطالبة برد حازم ضد الدولة العبرية، تزامناً مع تظاهرات أخرى في السويس والإسكندرية، فيما توجه رئيس الأركان الفريق سامي عنان إلى سيناء، للإشراف مباشرة على العملية الأمنية التي تنفذها القوات المصرية في سيناء، ومتابعة التحقيق في ما جرى خلال اليومين الماضيين. وترددت تقارير في وقت متأخر من الليل ان المتظاهرين تمكنوا من اقتحام مدخل السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة.

واستشهد مواطنان فلسطينيان، ليل أمس، في غارة شنتها الطائرات الحربية «الإسرائيلية» على مخيم البريج في وسط قطاع غزة، ما يرفع عدد الشهداء إلى 12 شهيداً وأكثر من 23 جريحاً. كما استشهد ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، في غارة على شارع المغربي في وسط قطاع غزة.

وكانت الطائرات «الإسرائيلية» واصلت منذ ليل أول من أمس غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، حيث قصفت مجموعة من المواطنين في منطقة الزنة شرقي خان يونس، ومجموعة أخرى من المواطنين بالقرب من مقبرة البريج.

واستشهد شاب في غارة «إسرائيلية» استهدفت دراجة نارية في منطقة الشيخ زايد في شمالي قطاع غزة عند وقت الإفطار. ونعت لجان المقاومة الشعبية الشهيدين صامد عباد ومحمد عناية اللذين قتلا في قصف «إسرائيلي» على مدينة غزة. كما أصيب مواطنان بجروح خطيرة في غارة على مصنع للإسمنت في شرقي مدينة غزة.

وفي رد على الاعتداءات «الإسرائيلية»، أطلقت المقاومة الفلسطينية عدداً من الصواريخ والقذائف على التجمعات الاستيطانية المجاورة لقطاع غزة. وأكدت «إسرائيل» سقوط قذيفتي هاون وصاروخ «غراد» على منطقة أشكول في النقب، وصاروخ «غراد» على مستوطنة «كريات ملاخي». كما أبلغ عن سقوط صاروخ آخر في مدينة أسدود.

وتبنت كل من ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب المجاهدين في فلسطين، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إطلاق القذائف والصواريخ.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنه في ضوء التصعيد «الإسرائيلي» فإنها قد أصبحت في حلّ من التهدئة مع «إسرائيل».

وقال رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية إن اتصالات تجري مع الأشقاء في مصر والأمم المتحدة من اجل وقف العدوان على غزة. وأعلن مكتب هنية انه أجرى اتصالاً بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وبحثا التطورات الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة.

[**الكيان الصهيوني*]

وتوعد رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو بمزيد من العمليات، معتبراً اغتيال قادة لجان المقاومة الشعبية مجرد البداية لسلسة من العمليات «الانتقامية». وبحسب ما نشر موقع صحيفة «هآرتس»، فقد جاءت تصريحات نتنياهو أثناء زيارته للجنود المصابين في مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع في جنوبي فلسطين المحتلة.

وأشارت «هآرتس» إلى أن زعيمة المعارضة تسيبي ليفني وصلت في وقت سابق إلى مستشفى «سوروكا» لزيارة الجرحى، وأكدت ضرورة «التعامل مع الحدود المصرية على انها منطقة حرب لا منطقة سلام»، مطالبة بـ «تغيير سياسة «إسرائيل» في التعامل مع هذه الحدود التي باتت تشكل خطراً امنياً على «إسرائيل»».

من جهته، قال قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو «الإسرائيلي» تال روسو إن «الجيش «الإسرائيلي» يتابع العديد من المعلومات التي تصله عن نوايا التنظيمات «الإرهابية» تنفيذ عمليات من شبة جزيرة سيناء، ويأخذ الجيش «الإسرائيلي» هذه المعلومات الأمنية بجدية عالية ويقوم بملاحقتها».

وفي ما يتعلق باستشهاد الجنود المصريين، قال روسو انه جرى نتيجة «انفجار عبوة ناسفة تركت في الموقع من قبل منفذي العمليات».

[**مصر*]

وتقدمت مصر، أمس، باحتجاج رسمي لـ «إسرائيل» بعد استشهاد ثلاثة من الجنود المصريين في غارات «إسرائيلية»، وذلك في أول اختبار جدي للعلاقات بين القاهرة و«تل أبيب» منذ ثورة 25 يناير.

وأعلن الجيش المصري في بيان بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إن «مصر تقدمت باحتجاج رسمي لـ «إسرائيل» على خلفية أحداث أمس (أول من أمس) التي وقعت على الحدود وطالبت بإجراء تحقيق عاجل حول الأسباب والملابسات المحيطة بمقتل ثلاثة من القوات المصرية».

وكان ضابط في الجيش المصري وجنديان في الأمن المركزي استشهدوا، أول من أمس، في غارات شنتها الطائرات «الإسرائيلية» قرب المنطقة الحدودية، إثر عملية أم الرشراش الفدائية، فيما أصيب سبعة آخرون من أفراد الأمن المصري بجروح.

ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن مسؤول عسكري إن الجنود الثلاثة قتلوا بقذيفة صاروخية أطلقت من مروحية «إسرائيلية» كانت تطارد ناشطين فلسطينيين عبروا الحدود بعد تنفيذ عملية أم الرشراش، لكن صحيفة «الأهرام» نقلت عن مسؤول عسكري كبير ان المجندين الثلاثة قتلوا برصاص مسلحين كانوا يريدون العبور إلى مصر من «إسرائيل».

ولقي مجند مصري، أمس، مصرعه، وأصيب جندي آخر من الأمن المركزي، وشخص آخر مجهول الهوية، في المنطقة الحدودية عند العلامة الدولية رقم 79، والواقعة في منطقة النقب بوسط سيناء. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحادث وقع عندما فتح مجهول نيران أسلحته باتجاه نقطة للأمن المصري في المنطقة. كما ذكرت وسائل إعلام مصرية أن جنديين آخرين قتلا في منطقة قريبة من الحدود «الإسرائيلية». وأصيب مجند آخر في اطلاق نار في رأسه ودخل في غيبوبة، وفق مصادر طبية وأمنية. ولم تعرف هوية المهاجمين.

في هذا الوقت، عززت القوات المصرية إجراءاتها الأمنية في سيناء ونشرت المزيد من القوات فيها، كما أغلقت معبر العوجة الحدودي مع «إسرائيل» إلى أجل غير مسمى.

وذكر مصدر عسكري مصري أن الفريق سامي عنان توجه إلى سيناء لتفقد الوضع، مشيراً إلى أنه سيرأس لجنة مكلفة التحقيق في مقتل عناصر من حرس الحدود بنيران «إسرائيلية».

من جهته، قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف، الذي عقد اجتماعاً موسعاً لحكومته لمتابعة الوضع في سيناء، يناقش البدائل المتاحة للرد على استشهاد الجنود المصريين في سيناء، إن «دم الإنسان المصري أغلى من أن يذهب بلا رد، وأكرم من أن يكون بلا قيمة».

وأضاف «ثورتنا المجيدة قامت كي يستعيد المصري كرامته في الداخل والخارج. وما كان مقبولاً في مصر ما قبل الثورة، لن يكون مقبولاً في مصر ما بعد الثورة». وختم قائلاً «عاشت مصر عظيمة وعاش أهلها يتمتعون بما يستحقون من كرامة».

وتظاهر مئات المصريين أمام السفارة «الإسرائيلية» في ميدان التحرير، وأمام السفارتين الأميركية و«الإسرائيلية» في القاهرة، عقب صلاة الجمعة منددين بالهجوم «الإسرائيلي» على الحدود المصرية، ومطالبين بطرد السفير «الإسرائيلي». كما شهد ميدان الأربعين في السويس تظاهرة مماثلة، فيما تظاهر المئات أمام القنصلية «الإسرائيلية» في الإسكندرية.

وندد عمرو موسى وحمدين صباحي، المرشحان البارزان لخوض انتخابات الرئاسة في مصر، بالانتهاك «الإسرائيلي»، مطالبين برد حازم على قتل العسكريين. وقال موسى إن «دماء الشهداء التي سالت أثناء أداء واجبهم المقدس لن تضيع هدرا، ويجب أن تعي «إسرائيل» وغيرها ان اليوم الذي يقتل فيه أبناؤنا بلا رد فعل مناسب وقوي قد ولى إلى غير رجعة».

وعاد السفير «الإسرائيلي» لدى مصر يتسحاق ليفانون إلى القاهرة بعد ظهر أمس، قادماً من «تل أبيب»، بعدما قطع زيارته التي بدأها قبل أسبوع لـ «إسرائيل»، وذلك لمتابعة التطورات الأخيرة علي الحدود المصرية.

وبدأ مئات السياح «الإسرائيليين» منذ صباح أمس بمغادرة الأراضي المصرية في جنوب سيناء ودهب وطابا وشرم الشيخ، وذلك عقب تحذير أطلقه ما يسمى بـ «مكتب مكافحة الإرهاب» «الإسرائيلي» مساء أول من أمس.

وشددت سلطات مطار القاهرة الدولي إجراءات التأمين المفروضة على مكتب شركة طيران «العال» «الإسرائيلية» في المطار خشية تداعيات غضب المصريين، وذلك بعد أسبوع فقط من استئناف الشركة رحلاتها بين القاهرة و«تل أبيب» عقب توقف حوالى خمسة أشهر.

- [**المصدر : وكالات.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2165897

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165897 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010