الاثنين 8 آب (أغسطس) 2011

فليذهب مبارك إلى السجن والنظام إلى الإعدام

الاثنين 8 آب (أغسطس) 2011 par نصري الصايغ

في مصر محاكمة عنوانها : محاكمة مبارك وولديه وأعوانه. لائحة الاتهام، قتل المتظاهرين والسماح باستخدام أسلحة نارية وإطلاق النار بقصد إزهاق الأرواح، والاتفاق مع «لص الغاز» سامح فهمي ومساعدته على بيع وتصدير الغاز لـ «إسرائيل» بقصد تربيح حسين سالم، وحصول ولديه جمال وعلاء على عطية، عبارة عن خمس فيلات بقيمة أربعين مليون جنيه من حسين سالم، مقابل مليوني متر مربع في شرم الشيخ...

هذه اللائحة الدسمة كافية لمحاكمة مبارك وأعوانه، وإنزال العقوبات المناسبة. إنما...

في مصر سؤال عنوانه : هل هذه محاكمة لمبارك، أم محاكمة لنظام برمته؟ وفي مصر تمنيات، ليت المحاكمة تتأجل، إلى حين استكمال الثورة، لأن المطلوب أن يحاكم النظام بغير أدوات النظام. محاكمة مبارك حالياً غير كافية، لأن النظام (العسكري ـ السياسي ـ القضائي) هو نظام مبارك. وهو غير مؤهل لإعادة الحق إلى مصر، وان كان سيسعى لإعادة بعض الحق للشهداء...

وتأتي مناسبة هذه الأسئلة والتمنيات، على خلفية ما يثار من جدل حول مصير دكتاتور باناما، الابن المفضل لواشنطن، في مرحلة، والابن العاق في ما بعد، اعتقلت القوات العسكرية الأميركية بقيادة ريغن حاكم باناما وساقته إلى المحاكمة وأصدرت بحقه عقوبة بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة تهريب مخدرات، ثم سُلّم إلى فرنسا لمحاكمته على تبييض مليوني يورو ونيف في باريس في الثمانينيات.

انتهت فترة السجن للدكتاتور البانامي. حوكم على ما «ارتكبه» بحق أميركا وفرنسا. فماذا عن الارتكابات في حق الشعب في باناما؟ الحكومة البنامية تطالب باسترداده، لمحاكمته على ما ارتكبه بحق شعبه : قتل، تعذيب، إخفاء معارضين، سرقة، نهب، تدمير مؤسسات الدولة. والقضاء في طليعتها...

لقد استردت أميركا حقها. لقد استعادت فرنسا حقها. وهما لا يرغبان بتسليم الدكتاتور، ليحاكم على جرائمه الأصلية. وهنا أيضاً، يصح القول : النظام الدولي يحاكم أحد أعضائه.

ليس مطلوباً تنظيف النظام وتبييض صفحته وغسل يديه، واعتبار مبارك وأعوانه مجرمين عاديين. ليس مطلوباً أن يظهر وكأن الكارثة سببها سلوك عصابة عائلية أساءت إلى النظام. ليس مطلوباً التضحية بعدد من المسؤولين السابقين، إنقاذاً لما تبقى من النظام.

إذا كان للثورة أن تفوز، فأمامها خيارات البدائل القصوى والصعبة، والخيارات السريعة والسهلة. الخيار الثوري، هو في إسقاط النظام، عبر تحويل محاكمة رموزه، لمحاكمة مرحلة، كان فيها النظام، بمؤسساته كافة، حذاء في قدمي السلطة المستبدة، الهاتكة، الفاتكة، الناصبة.

المحاكمة. إذا أفضت إلى محاكمة مبارك وأعوانه، تكون قد حصلت على «تحصيل الحاصل». أما إذا أفضت إلى جر النظام برمته إلى قفص الاتهام، فإنها تكون قد بشرت بطلاق المجتمع المصري مع الاستبداد، وأقامت ركائز دولة حديثة، قوامها المسؤولية والمحاسبة. واحترام حقوق الناس، ولا سلطة فوق سلطة القانون، وان الرؤساء خدّام الشعب.

لقد نجحت مصر في ولوج الثورة من أبوابها السلمية. فلم ترتكب جريمة انتقام. ولم يحصل لمبارك ما حصل مع شاوشيسكو، وهي تريد أن لا يتحول مبارك إلى نورييغا يتم التضحية به، على حساب الضحية الكبرى المتمثلة بمصر.

هل كان من الأفضل تأجيل المحاكمة إلى ما بعد انتصار الثورة، وتغيير النظام؟

مصر مؤهلة للجواب السليم. لإقامة محاكمة عادلة وشفافة... وثورية كذلك.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2177240

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2177240 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40