الخميس 4 آب (أغسطس) 2011

«إسرائيل» إذ تبكي مبارك..؟!

الخميس 4 آب (أغسطس) 2011 par نواف الزرو

«إسرائيل» تبكي على مبارك...!

«إسرائيل» لا تصدق ما جرى وما يجري هناك في القاهرة...!

حالة من الدهشة والذهول تلف «إسرائيل»...!

ربما لا تكفي حتى هذه العبارات المكثفة للتعبير عن حقيقة ما ألم بالدولة الصهيونية، أولاً وهي ترى تهاوي حارسها العربي - نظام مبارك - وسقوط اخطر جدار عربي حام لها، ثم وهي ترى مبارك في القفص...حليفها وسمسارها في «الشرق الأوسط»...!.

فقد أثارت محاكمة مبارك حالة من الدهشة وعدم التصديق في الدولة الصهيونية، عكستها جملة من التصريحات والتعليقات البكائية عليه : فقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» آفي ديختر إن «وضع مبارك داخل القفص وهو مريض يعكس أن النظام الحالي في مصر ينتهج سلوك الأنظمة غير الديموقراطية»، واعتبر أن «إهانة مبارك تعطي ضوءا أحمر للزعماء العرب حول علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي لم تستنكر هذا التصرف»، مشيراً إلى «أن واشنطن متورطة في إهانة مبارك الذي ظل حليفا لها طيلة حكمه لمصر».

وأعرب عضو الكنيست إسرائيل حسون (حزب كديما) عن أمله في «أن يتمكن فريق الدفاع من إثبات براءة مبارك»، مبدياً «حزناً شديداً لرؤيته مبارك في هذا الشكل المهين».

وكان السفير «الإسرائيلي» السابق لدى مصر ايلي شاكيد، قال للإذاعة «الإسرائيلية» إن «ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبّر عن الشعب المصري»، موضحاً : «لقد اعتادوا على مسامحة القادة على أخطائهم... ومنذ الثورة وحتى الآن، أظهر الشعب المصري الرأفة بشأن أخطاء السياسيين... أما ما يحدث حالياً فهو انتقام وتعذيب».

وغصت الصحف العبرية بالمقالات والتعليقات حول محاكمة مبارك وتابعتها عن كثب، فكتبت صحيفة «معاريف - 2011-8-3» تحت عنوان «محاكمة التاريخ»، تقول : «أن حلم مبارك في أن يعود إلى القاهرة بعد ستة أشهر من طرده من قصره لم يكن على هذا النحو، فتحت حراسة مشددة وبشكل تلفّه السرّية، نقل مبارك من شرم الشيخ إلى قفص الاتهام»، مشيرة إلى «أن المحاكمة حدث تاريخي يعصف بمصر كلها»، وقال المحلل عوديت غرانوت «أن مبارك ألقي فريسة للجماهير من خلال هذه المحاكمة»، لافتاً إلى «أن مصير مبارك سيكون الموت الحتمي سواء أدين أو برّئ».

وفي صحيفة «هآرتس» كتب آفي يسسخروف يقول : «إن المحاكمة محاولة أخرى من الحكومة المصرية والمجلس العسكري لتهدئة الشعب»، مشيراً إلى «ان تخوف الحكم الحالي في مصر هو أنه من دون تقديم جواب لمطالب الجماهير التي تقصد ميدان التحرير فإن الغضب قد يوجه إليه».

الى كل ذلك، عندما اعلن وزير الخارجية المصري السابق نبيل العربي «إن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان بمثابة كنز لـ «إسرائيل» عندما كان في السلطة»، مضيفاً في تصريحات له خلال برنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامية منى الشاذلي، الذي أذاعته قناة «دريم» الفضائية السبت «إن «إسرائيل» كانت تستطيع فعل أشياء كثيرة وتمرير ما تريد من خلاله، وهذا الكنز نفد الآن (وكالات/ الأحد 3 / 04 / 2011)»، فقد مس الجوهر والصميم وكشف حقيقة كبيرة ملموسة خطيرة كانت تربض على قلوب كل العرب، ولم يكن العربي مبالغاً في ذلك، فالأدبيات السياسية «الإسرائيلية» التي تتحدث عن ذلك لا حصر لها.

ولعل من ابرز ما يلفت الانتباه في المشهد المصري ومحاكمة الرئيس المخلوع مبارك، هي تلك البكائية «الإسرائيلية» على مبارك ونظامه وعهده ودوره في خدمة الدولة الصهيونية، فقد وصف الكاتب «الإسرائيلي» المعروف ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة «هآرتس 29 / 07 / 2011»، مصر بأنها «كانت بمثابة الحارس الشخصي لـ «إسرائيل» في أثناء حكم مبارك».. ولذلك عرضت «إسرائيل» على مبارك قبل عدة شهور، «اللجوء السياسي في «إسرائيل»»، وقال بن إليعيزر لإذاعة الجيش 03/08/2011 «إنه التقى مبارك في شرم الشيخ، وأبلغه بأن المسافة قصيرة إلى «إسرائيل»، وستكون فرصة جيدة بالنسبة له لتلقي العلاج».

ونعتقد «ان «إسرائيل»» لن تنسى عهد ودور مبارك في خدمتها، والأدبيات «الإسرائيلية» التي تتحدث عن ذلك كثيرة لا حصر لها.

ففي حينه، عندما اهتزت الأرض تحت أقدامه، نشرت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» عدداً كبيراً من مقالات الرأي لأهم وأشهر الإعلاميين والسياسيين في «إسرائيل»، أكدوا فيها «أنهم يشعرون بالصدمة بسبب رحيل الرئيس السابق حسني مبارك من السلطة بشكل مفاجئ وغير متوقع بالمرة أدى إلى حدوث حالة من الارتباك والقلق والخوف غير المعلن في «إسرائيل»»، فـ «يديعوت أحرونوت» كتبت بعنوان «دموعي على مبارك»، أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك شخصية لا تعوض، وأن الشعب المصري أخطأ خطاً فادحاً عندما تسرع وأصر على الإطاحة بمبارك الذي كان يحكم مصر منذ 30 عاماً، مبرراً ذلك بأن مبارك كان الحائط المنيع الأخير الذي يقف في وجه انتشار الإرهاب والتطرف والإسلام الراديكالي بمنطقة «الشرق الأوسط»».

واعترف الإعلامي «الإسرائيلي» ايتان هابر بأن «مبارك كان طاغية، ولكنه كان رئيساً شديد الولاء لـ «إسرائيل» وللولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه كان متعاوناً مع «إسرائيل» وحافظ على معاهدة السلام، وفتح قصره بترحاب وكرم لقادة «إسرائيل»، ويصدر لنا الغاز المصري الجيد بـ «ثمن بخس»، حتى أنه شارك في جنازة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» المغتال إسحاق رابين».

وقال رئيس (الموساد) «الإسرائيلي» مائير داجان، «إن الرئيس مبارك كان على اتصال لحظة بلحظة بعدد من الضباط «الإسرائيليين» منذ اندلاع الثورة وحتى تدخل الجيش»، وذكر مائير في تقرير له عن أحداث ثورة 25 يناير وسبب فشل (الموساد) في توقعه «أن الجيش قام بقطع الاتصال بالكامل عن القصر الجمهوري حيث خير مبارك بين ترك الحكم أو الاعتقال الفوري، فاختار التنحي وخرجت عائلته في دقائق من القصر الجمهوري، وقام الجيش بجمعهم في بهو القصر ثم خرجوا بالملابس التي يرتدونها.. مؤكداً «أن المشير طنطاوي يرفض منذ هذا الوقت الحديث مع مبارك أو أي محاولة للتدخل أو الوساطة الخارجية بشأنه» (صحيفة روز اليوسف 5/11/2011).

وكان الجنرال احتياط بنيامين بن اليعازر قال مرة بـ «إن حسني مبارك بمثابة كنز استراتيجي بالنسبة لـ «إسرائيل»».

لذلك كله، وهناك الكثير الكثير من الحقائق والوقائع والوثائق، لا غرابة في أن يكون النظام المصري السابق برئاسة مبارك يحتل تلك المكانة المحورية في الإستراتيجية الصهيونية، فهو من وجهة نظرهم كان كنزاً استراتيجياً لا يقدر بثمن...!

غير أن هذا الكنز تبخر من بين أيديهم، ليبقوا في مهب رياح التغيير العربية.. وان غداً لناظره قريب...؟!

إنها بكائية «إسرائيلية» لم تشهدها الدولة الصهيونية في تاريخها إلا في حالات قليلة جداً كانت تواجه فيها تهديدات وجودية...!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2165488

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165488 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010