الخميس 4 آب (أغسطس) 2011

بشور : محاكمة مبارك انتصار للثورة.. وتعويض لكل شهداء الأمة

الخميس 4 آب (أغسطس) 2011

[**
- مبارك عبارة عن نهج سياسي.. والشعب سيُسقِطه.

- الانتخابات ستحدد وجهة مصر.. والخيار لتيار وطني عربي.

- المنطقة تعيش سباقا بين ثورات حقيقية وثورات مضادة.

- ثلاثية الفساد والاستبداد والتبعية في المنطقة بدأت تنهار.

- قوى استعمارية تستغل المطالب المشروعة في سورية.

- شتّان ما بين المطالب المحقة والأجندات المشبوهة!.*]

أعلن المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور أنّ محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأنجاله ووزير داخليته هو انتصار جديد للثورة الشعبية في مصر وتأكيد على أنّ هذه الثورة تسير في المسار الصحيح لها.

وفي حديث خاص لموقع «المنار» الالكتروني، اعتبر بشور أن هذه المحاكمة ليس فيها فقط إعادة اعتبار لشهداء الثورة المصرية ولا لشهداء الشعب المصري الذين سقطوا على امتداد السنوات التي حكم فيها مبارك مصر من ضحايا الفساد والإهمال والصفقات المشبوهة، بل فيها أيضاً نوع من التعويض لكلّ أبناء الأمة الذين سقطوا دفاعاً عن كرامتهم وشرفهم.

وفيما تحدث بشور عن «ثورة مضادة» تولَد في مقابل كل ثورة حقيقية وتحاول إخمادها وحرفها عن مسارها، أعرب عن اعتقاده بأنّ الحضور الشعبي المصري الذي يتكرّر بين الفينة والأخرى في الساحات هو الضمانة الكبرى لعدم انحراف هذه الثورة عن مسارها.

وفي قراءة لواقع المنطقة، نبّه بشور من المخططات الأجنبية التي تحاول استغلال الحراك المشروع في أي مكان، متحدثا عن محاولات التفافية على واقع الثورات، مشدداً على وجوب التمييز بين المطالب المشروعة لكل الشعوب والأجندات المشبوهة، وهو ما يتجلى بشكل خاص في سورية.

[**الثورة المصرية تسير في الاتجاه الصحيح*]

المفكر القومي والعربي معن بشور أكّد لموقع «المنار» أنّ محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأنجاله ووزير داخليته هو انتصار جديد للثورة الشعبية في مصر وتأكيد على أنّ هذه الثورة تسير في المسار الصحيح لها. ولفت إلى أنّ البعض كان يشكّك دائماً بقدرة شعب مصر على تغيير أوضاعه، فيما بالغ البعض الآخر في تفاؤله حين انطلقت الثورة «والحقيقة أنّ الافراط في التفاؤل هو كاليأس هنا». وأعرب عن اعتقاده بأنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مذكّراً كيف أنّ الكثيرين ظنّوا في البداية أنّ اعتقال مبارك وهم وأنّ محاكمته لن تتم وتحدثوا عن اتفاق سري يقضي بابعاده وحمايته من المحاكمة، لكنّ إرادة الشعب المصري فرضت نفسها وأكدت أن لا أحد خارج المساءلة أياً تكن رتبته.

واعتبر بشور أنّ هذه المحاكمة ليس فيها فقط إعادة اعتبار لشهداء الثورة المصرية ولا لشهداء الشعب المصري الذين سقطوا على امتداد السنوات التي حكم فيها مبارك مصر من ضحايا الفساد والإهمال والصفقات المشبوهة، بل فيها أيضاً نوع من إعادة الاعتبار لكلّ شعوب العرب والمسلمين الذين استشهدوا طيلة هذه السنوات في تواطؤ مشبوه كان نظام مبارك شريكاً أساسياً فيه. وأوضح أنّ في هذه المحاكمة نوعاً من التعويض على شهداء حرب غزة الذين شارك مبارك في حصار «إسرائيل» عليهم كما في تسهيل العمليات العسكرية ضدّهم. وفيما اعتبر أن في هذه المحاكمة أيضاً نوعاً من التعويض لشهداء لبنان الذين سقطوا في حرب تموز المجيدة، ذكّر كيف أنّ مبارك شارك في هذه الحرب حين شكّك بأسبابها واتهم المقاومة بالتسبّب به، موفراً بذلك الضوء الأخضر للعدو الصهيوني لمواصلة عملياته العسكرية. ورأى في هذه المحاكمة أيضاً تعويضاً لشهداء الحرب الأميركية في العراق وكذلك في أفغانستان حيث كان موقف مبارك مشجّعاً للحرب في الحالتين.

وانطلاقاً من كل ما سبق، خلص بشور إلى أنّ محاكمة مبارك هي نوع من التعويض لكلّ أبناء الأمة الذي سقطوا دفاعاً عن كرامتهم وشرفهم، كما أنّها تؤكد أيضاً أنّ مسار الثورة المصرية هو في الاتجاه الصحيح.

[**مقابل كل ثورة.. هناك ثورة مضادة!*]

وفيما أقرّ بشور بأنّ الثورة تسير بخطى وئيدة خلافاً للآمال التي علّقها كثيرون على وضع نتائج سريعة لها، شدّد على وجوب التنبّه إلى أنّ الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ليس مجرّد شخص ولا الذين كانوا حوله مجرد عصابة، لافتاً إلى أنّ مبارك يعبّر في الواقع عن نهج سياسي بحدّ ذاته، سواء في العلاقة مع العدو الصهيوني أو في التبعية للاملاءات الأميركية أو في إطلاق الفساد في الداخل والقمع وتكبيل الشعب المصري. واعتبر أنّ هذا النهج هو الذي يجب أن يسقط على يد الشعب المصري، لافتاً إلى أنّ محاكمة مبارك يجب أن تكون محاكمة لمرحلة أكثر منها محاكمة لجرائم محدّدة ارتكبها النظام، مشدداً على وجوب الخروج من المفاعيل السياسية وغير السياسية لهذه المرحلة.

ورداً على سؤال عن وجود خطر يتهدّد هذه الثورة خصوصاً في ظل شبح الاقتتال الطائفي، أوضح بشور أنّ كل ثورة تولَد، يولَد إلى جانبها ثورة مضادة تحاول أن تخمدها وتحوّلها عن مسارها، معرباً عن اعتقاده بأنّ الثورة المصرية ليست بعيدة عن هذا الخطر حيث هناك ثورة مضادة تحاول أن تحرق هذه الثورة وتحرفها عن مسارها. لكنه أعرب عن ثقته بأنّ مسار الأحداث التي مرت بها مصر على مدى الأشهر القليلة الماضية يشير إلى أنّ الحضور الشعبي المصري الذي يتكرّر بين الفينة والأخرى في الساحات هو الضمانة الكبرى لعدم انحراف هذه الثورة عن مسارها.

وإذ حذر من أنّ قوى الثورة المضادة ليست ببسيطة، أكد أنه حتى الآن من الذين يعتقدون أن الثورة المصرية تسير في الاتجاه الصحيح وهي تحقق في كل يوم مكسباً جديداً، مشدداً على وجوب عدم استعجال الانجازات «حتى لا نحبَط بالبطء». وفي سياق الانجازات، لفت بشور إلى أنّ كلام الثورة في مصر أصبح مختلفاً عن السابق سواء في ما يتعلق بغزة أو السياسة العربية أو حتى في ما يتعلق بالموقف العربي من إيران، متحدثاً عن اتجاهات تنمو تدريجياً.

وعلى الصعيد الداخلي، لفت بشور إلى أنّ الانتخابات القادمة ستحدّد وجهة مصر المقبلة، مشيراً إلى أنّ الخيار سيكون لتيار مصري وطني عربي إسلامي هو الذي سيحدّد مسار مصر في القادم من الأيام.

[**محاولات للالتفاف على الثورات المباركة..*]

وفي قراءة لواقع الثورات في المنطقة انطلاقاً من التجربة المصرية، لفت بشور إلى أنه لا يحبّ التبسيط ولا التعميم، لافتاً إلى أنّ ما يحصل في المنطقة هو عبارة عن ظاهرة هامة ألا وهي ظاهرة الثورة الشعبية التي تأخذ أشكالاً مختلفاً، مشيراً إلى أنّ هذه الظاهرة بلغت ذورتها في مصر وتونس «ثمّ بدأت بعد ذلك تتداخل الخيوط ويجري استخدام هذا المصطلح المبارك لتحقيق أهداف لا تمتّ له بصلة». وللتدليل على ذلك، لفت إلى التدخل الأجنبي في ليبيا الذي يحاول إفساد الثورة، كما إلى محاولات استغلال المطالب المشروعة في سورية لضرب نهج وطني قومي، وإلى محاولات إجهاض الحراك الشعبي المبارك في اليمن من خلال الالتفاف عليه، وكذلك إلى محاولات محاصرة الثورة الشعبية في البحرين، علماً أنها امتداد لحركة تحرّر عريقة وقديمة ومع ذلك تجري محاولات للقضاء عليها.

وفيما أشار بشور إلى دخول المغرب والأردن وكذلك المملكة العربية السعودية في سياق هذا المسار الشعبي العام، دعا للنظر إلى هذه الثورات في إطار خصوصية كلّ واحدة منها. وشدّد على وجوب التنبّه لعدم إتاحة المجال لأي قوى لاستغلال هذا الحراك الشعبي لغير مصلحة الأمة، معتبراً أنّ ذلك يحتاج لوعي ومقاييس واضحة، متحدثاً في هذا الإطار عن سباق محموم في المنطقة بين ثورة حقيقية وثورة مضادة. ولفت بشور إلى أنّ الثورة الحقيقية هي التي تلتزم بأهداف الأمة العربية والإسلامية وهي ثورة المستقبل وثورة الغد، «لكنّ ما نراه أحياناً هو محاولة التفاف على هذا التوجه». واستند في قراءته هذه إلى ثلاثية التبعية والفساد والاستبداد التي سبق أن أشار إليها، وهي الثلاثية التي حكمت المنطقة العربية على مدى العقود الماضية، لكنّها بدأت تنهار.

[**بين الثورات الشعبية ومقاومة الاحتلال*]

المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان ختم حديثه لموقع «المنار» بالتنبيه من المخططات الأجنبية التي تحاول استغلال الحراك المشروع في أي مكان. وأوضح أنه مع الشعب الليبي مثلاً ولكنه ضد تدخل الأطلسي العسكري، كما أنه مع مطالب الشعب السوري المشروعة ولكنّه ضدّ محاولة القوى الاستعمارية والصهيونية استغلال هذه المطالب لخدمة أجندات مشبوهة ومعروفة الأهداف والأبعاد، داعياً للتمييز بين الأمرين وعدم الوقوع في فخ الأجندات المشبوهة.

وشدّد ختاماً على ضرورة تأمين سبل التواصل والتفاعل بين ثورات الحراك الشعبية ضد الفساد والاستبداد والتبعية من جهة وبين مقاومة الاحتلال من جهة أخرى، موضحاً أنّ مقاومة الاحتلال في لبنان وفلسطين والعراق وكل مكان هي في الواقع الرافعة الأساسية لهذا النهوض الشعبي العربي. وتحدّث عن ضرورة التكامل بين هذين الجيلين، جيل المقاومة في أقطار متعدّدة وجيل الحراك الشعبي الذي نراه في أقطار أخرى، ما يفرض نوعاً من التفاعل الحيّ بين الجيلين.

- **المصدر موقع قناة «المنار» الالكتروني



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181868

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181868 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40