تصدرت محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك اهتمام الصحف الأجنبية الصادرة الخميس، وكلها أشارت إلى بداية عصر جديد من خلال تلك المحاكمة وأنها ينبغي أن تكون عبرة للزعماء الآخرين.
في أنقرة، أبدت صحيفة (حريت) التركية عدم الارتياح من صورة إدخال مبارك قفصاً حديدياً. وأكدت المصادر أن المحاكمة، ستلعب دوراً حاسماً، بالنسبة لتحرك الشعب المصري خلال المرحلة المقبلة.
ووصفت صحيفة (الميساجيرو) الايطالية، أولى جلسات المحاكمة التاريخية وصفاً دقيقاً، وذكرت ان «مصر بدت غير مصدقة، عندما تم رصد أول محاكمة لفرعون في التاريخ».
واعتبرت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية إن مصر دخلت التاريخ العربي عندما ظهر مبارك على نقالة طبية في قفص الاتهام بالمحكمة استجابة لمطلب الشعب الذي استعبده على مر ثلاثة عقود. وأضافت الصحيفة على موقعها الالكتروني أنه سبق للرئيس العراقي السابق صدام حسين دخول قفص الاتهام قبل مبارك إلا أنه للمرة الأولى في منطقة «الشرق الأوسط»، وبالتحديد في مصر يمثل زعيم عربي أمام المحكمة للمحاسبة والمحاكمة.
وأكدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية ان المشاهد الحية التي بثت لجلسة محاكمة الرئيس السابق وهو داخل قفص الاتهام، أثارت ذهول المشاهدين في منطقة «الشرق الأوسط» بأسرها. واعتبرت الصحيفة ان تلك المشاهد أثارت مشاعر متباينة بين أوساط المتابعين، فالبعض تولد لديه الأمل في أن تضحى محاكمة مبارك مثالاً يحتذى لسائر الحكام المستبدين، الذين تشبثوا بمقاليد الحكم، لأمد طويل على الرغم من الدعوات التي تنادي باحداث تغيير، كما هو الحال في دول مثل ليبيا وسوريا واليمن.
ونظر البعض الآخر بعين الشفقة لرؤية ذلك المشهد لرجل مسن بلغ من العمر 83 عاماً ملازماَ سريره الطبي داخل قفص الاتهام، وأبدوا القلق من أن يبعث ذلك برسالة عكسية إلى سائر الطغاة في الوطن العربي بأنه في حال عدولهم عن الاستمرار في القتال ضد شعوبهم قد يواجهون ذلك المصير الذي يواجهه مبارك الآن. ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام طالما شددت على الأبعاد التاريخية لتلك المحاكمة التي تعتبر المرة الأولى التي يحاكم فيها حاكم عربي على أيدي شعبه دون تدخل خارجي.
واعتبرت صحيفة (زود دويتشه سايتونج) الألمانية إن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك حدث تاريخي، حيث سيحاكم لأول مرة أحد الحكام المستبدين العرب في بلدهم. وأضافت ان محاكمة مبارك ستعطي مثالاً فريداً لكثير من الحكام المستبدين، حيث كان مثوله أمام المحكمة أمر مثير للدهشة ووصفته بأنه موقف يتسم بالشجاعة. ورأت أن مبارك ظهر بمظهر الخاطئ التائب، وهو أمر لم يكن يتوقعه بالتأكيد معارضوه ولا مؤيدوه.
من جانبها اعتبرت صحيفة (دير شبيجل) أن مبارك ظهر في المحكمة، ولا تبدو عليه علامات الندم، مشيرة الى الهدوء الذي كان يعم أرجاء القاعة. وأضافت ان نجله جمال الذي كان سبباً رئيسياً في سقوط والده، نفى كل التهم المنسوبة إليه. أما موقع (الدويتش فيلا الإليكتروني) فأوضح إن ظهور الرئيس السابق، وهو ممدد على سرير طبي متحرك، أثلج صدور الذين أطاحوا به، مشيرة الى ان بعض الحكام العرب الذين يواجهون انتفاضات شعبية مماثلة قد يفزعون لتلك المحاكمات التي تحدث في مصر.
أما صحيفة (لاستامبا) الإيطالية فقد وصفت المحاكمة بأنها أمر «غير قابل للتصديق». ورأت الصحيفة ان محاكمة الرئيس السابق هي الأولى من نوعها إذا ما قورنت بمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أو المحاكمات التي تجري حالياً بحق الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، مؤكدة ان محاكمة مبارك فريدة من نوعها.
وفي (الاندبندنت) كتب روبرت فيسك الخبير في شؤون «الشرق الأوسط» في الصحيفة البريطانية، تحت عنوان «الرجل القوي المنيع، أقدم طاغية ونجلاه يواجهون غضب أمة روعوها» يقول: «كانت هذه اللحظة، لحظة أثبتت فيها البلاد أن ثورتها ليست حقيقية فحسب، بل إن ضحاياها حقيقيون»، وأضاف أنه كان يمكننا أن نرى خفقان وجه مبارك، وهشاشته فيما كانت أصابعه تلعب في أنفه تارة وفمه تارة أخرى، وتحاول منع الأضواء من الاقتراب كثيراً منه، ثم ظهر صوته يقول بعينين متغطرستين «أنا هنا» وألحقها بصوت قوي تقشعر له الأبدان : «أنا لم أرتكب أي جريمة من هذا القبيل..».
RLS
