الاثنين 18 تموز (يوليو) 2011
خلال اعمال ملتقى يوم النصرة العالمي للتضامن مع القدس وفلسطين..

تلاسن حاد بين الزعنون ومحام فلسطيني شاب في القاهرة

كلمة شيخ الأزهر دعمت رئيس السلطة الفلسطينية وهاجمت النظام السوري بقسوة
الاثنين 18 تموز (يوليو) 2011

كشفت مصادر فلسطينية شاركت في أعمال «ملتقى يوم النصرة العالمي للتضامن مع القدس وفلسطين»، الذي انعقد مؤخراً في القاهرة، عن أن أعمال الملتقى شهدت عدداً غير مسبوق من المشاجرات، كان أعنفها التلاسن الذي جرى في اللجنة القانونية للملتقى، بين سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، والمحامي الفلسطيني الشاب أحمد الدبش، على خلفية الموقف من محمود عبّاس رئيس السلطة الفلسطينية، وسياساته.

الملتقى، عقد برعاية من مشيخة الأزهر الشريف تفعيلاً لتوصيات المجمع العام التأسيسي «للمؤتمر العام لنصرة القدس»، الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في كانون ثاني/يناير من العام الماضي برعاية الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، الذي انتُخب رئيساً لهيئته الاستشارية. وقد حدد المشاركون في المؤتمر أربعة مجالات لدعم صمود القدس وفلسطين، وهي :

أولاً : الميدان القانوني وحق العودة، ويشمل الملاحقات القانونية الدولية لمجرمي الحرب الصهاينة، والعمل القانوني لاستعادة الأوقاف العربية في القدس، وأيضاً سبل تفعيل حق اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم واستعادة ممتلكاتهم.

ثانياً : مجال الدعم العملي لصمود أبناء القدس اقتصادياً واجتماعيًاً، بما يشمل قطاع الإسكان وأيضاً المرافق الاجتماعية من مدارس ومستشفيات ودور رعاية، وقطاع النشاط الاقتصادي سياحة وصناعة تقليدية، وأخيراً برامج تدريب وتأهيل الكفاءات المقدسة في شتى مجالات النشاط.

ثالثاً : ميدان العمل التضامني والنشاط الجماهيري، ويشمل العمل الثقافي والخيري والتظاهرات الجماهيرية وأنشطة التضامن الأخرى كالمؤاخاة بين المدن والدعم البرلماني والنقابي... إلخ.

رابعاً : النشاط الخاص بالعمل الإعلامي والتواصلي، ومخاطبة الرأي العام العربي والإسلامي والدولي سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومحطات تلفزيونية ومطبوعات، أو وسائل الإعلام الجديدة على الافتراضي، كالمدونات ومواقع الإنترنت والصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، كـ «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب» وغيرها.

[**سلسلة فعاليات مقبلة*]

عقد الملتقى شكل فرصة للهيئات الأهلية والكفاءات التي يضمها «المؤتمر العام لنصرة القدس»، من أجل مناقشة الفعاليات التي يقترحها المؤتمر للتنفيذ عبر سلسلة من الأيام التضامنية على امتداد العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب، وأيضاً وسط الجاليات المقيمة في أوروبا والأميركيتين، وصولاً إلى إخراج الفعل التضامني من ضيق الإطار المناسباتي إلى رحابة الفعل اليومي، كما جاء في البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر.

لتحقيق هذا الهدف، سيناقش «ملتقى يوم النصرة العالمي» سلسلة من الفعاليات موزعة على أربعة محطات أساسية، تبدأ اولها بمناسبة «يوم السلام العالمي» في العشرين من أيلول/سبتمبر المقبل، تتلوها المحطة الموافقة لذكرى تحرير القدس على يد صلاح الدين، في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر، فمحطة ذكرى وعد بلفور في الثاني من تشرين ثاني/نوفمبر، وصولاً إلى المحطة المركزية الموافقة ليوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر.

يذكر أن العمل الفعلي لإنشاء وتكوين الشبكة الأهلية الدولية التي تجسدت في «المؤتمر العام لنصرة القدس» قد بدأ قبل عقد من الزمن، وشهد إقامة العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية، في جنيف عام 1999، وفي نيودلهي عام 2003، وجاكارتا عام 2005، وكوالالمبور عام 2007، وغيرها من اللقاءات والتجمعات الفرعية.

انقسم المؤتمر لأربع لجان ورش عمل. ورشة إعلامية وورشة قانونية وورشة العمل الجماهيري والتضامن الجماهيري وورشة الدعم العملي لصمود أبناء القدس اقتصادياً واجتماعياً.

في اللجنة الإعلامية أثيرت قضية عدم دعوة قادة «حماس» للملتقى وكادت أن تنفجر الأمور، لولا تدخل البعض.

وفي لجنة العمل الجماهيري حدثت مشكلة حيث أن المسؤولين روجوا لزيارة القدس، فهاجمت الدكتورة كريمة الحفناوي اللجنة معتبرة ذلك ترويجاً تطبيعياً.

[**مشاجرة الزعنون ـ الدبش*]

أما اللجنة القانونية التي ترأسها سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، فقد شهدت الشجار الأكثر عنفاً طوال أيام الملتقى.

بدأ الحديث في اللجنة عن جرائم الحرب وحق العودة، ودار نقاش عن ملاحقة جرائم الحرب الصهيونية وحقق العودة، ومدى قانونيته وكيفية تفعيله، وتحدث حمد حجاوي عن اختطاف منظمة التحرير.

الزعنون، تحدث بلغة مختلفة عما تحدث به الآخرون، حين دعا لدعم خطوات أبو مازن بالتوجه إلى الأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2011.

قبل انتهاء الناقش، طلب الكلمة أحمد الدبش، وهو محام فلسطيني شاب مقيم في القاهرة، حيث انتقد الموقف من التوجه إلى الأمم المتحدة، وصب جام نقده على عبّاس رئيس السلطة الفلسطينية، وتساءل قائلاً : إنني اتعجب من حركة تطلق على نفسها حركة تحرير وطني تبحث عن دولة قبل التحرير.. أين هي الدولة ومقوماتها القانونية..؟ لا توجد سيادة ولا حدود ولا... وقال اطلقوا لفظ مملكة أو امبراطورية على المقاطعة، نحن لا نعترف بحدود 1967.. حدودنا هي كامل التراب الفلسطيني، من خولكم بذلك؟ انتم تتحركون في الضفة الغربية تحت حراب «الإسرائيليين».. عبّاس يتفاخر بأنه يمر عن حاجز «إسرائيلي». أنتم أضعتم القضية الفلسطينية، عليكم مصارحة الشارع الفلسطيني بفشلكم بعد عشرات السنين في المفاوضات السرية.. وإذا أردتم الذهاب إلى مفاوضات أخرى ينطبق عليكم المثل اللبناني «اللي مجرب المجرب عقله مخرب».. عليكم التوقف عن ذلك، والإعتذار للشعب الفلسطيني وتعترفوا بأنكم حمير، وأن تختفوا من المشهد الفلسطيني.. أنتم تكذبون.. من سنة 1974 وافقتم على برنامج النقاط العشر، وبدأتم تستجدون السلام مع «الإسرائيليين»، كما أنكم كنتم موافقين على كامب ديفيد السادات، وكان البعض على مقربة من المفاوضات.. كذبتم على الشعب وكنت تستجدون الرضا «الإسرائيلي».

وأضاف : خرجتم من بيروت سنة 1982 وقال قادتكم آن الأوان لاحتضان البندقية الفلسطينية وإعطاء مجال للسلام.. اذهبوا لا نريدكم ممثلين شرعيين لنا.. لم نشارك في انتخابكم. على عبّاس وفيّاض وجماعته الرحيل من الضفة، وحل السلطة ولينتفض الشارع. أنا راح اكشف معلومات عبّاس.. اتصل بالمسئولين العرب يطلب عقد اجتماع قريباً جداً للجنة المتابعة لتأجيل طرح مشروع الدولة، لمدة 6 شهور أو سنة لإفساح المجال للمفاوضات، إنه لن يجرؤ على هذه الخطوة برغم رفضنا لها، من قام بعرقلة وحرق وإخفاء تقرير غولستدون وتآمر على الشعب لن يقدم على ذلك.

بعد انتهاء الدبش، بدأ نقاش في القاعة، وسط تأييد بعض المشاركين.

خلال النقاش حدثت مشادة بين الزعنون والدبش، حين تساءل الزعنون قائلاً: من أنت لتقرر ذلك..؟ أجاب الدبش أنا لاجئ فلسطيني من ضمن 8 ملايين لاجئ، لم نختار ولم ننتخب هذه القيادات.. ارحلوا.. التفت الزعنون إلى الدبش قائلاً له أنت قليل الأدب ومش متربي، اجابه الدبش أنا متربي ولا أخشى أحداً، ولكنك أنت مش محترم وقليل وطنية.

هنا وقف الزعنون معتزماً الإنسحاب، فما كان من الدبش إلا أن قرر أن ينسحب هو قائلاً لا يرضيني إفشال الملتقى، ولا يشرفني أن أجلس مع من «يبوسون» لحية عبّاس، ويقبضون مخصصات مالية منه، وليس لديهم أي نوع من الوطنية.

وأثناء انسحاب الدبش خرج خلفه عدد من الأشخاص تضامناً مع موقفه.

[**كلمات الافتتاح*]

وكان قد شارك عدد من الشخصيات السياسية في أعمال الملتقى في مقدمتهم الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق، سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتور سعيد خالد الحسن أمين عام مؤتمر نصرة القدس، والصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق، رئيس حزب الأمة، وفؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق.

والغريب ومع أنه لم تتم دعوة قيادات من حركة «حماس»، غير أنه تواجد بعض مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية، وحركة الجهاد الإسلامي، و«حزب الله»، وحركة «فتح»، وبعض القوى والأحزاب المصرية.

في كلمات الجلسة الافتتاحية، كان أكد الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق أهمية التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى والتعاون الإسلامي والتنسيق مع الشعوب المحبة للسلام وذلك لنصرة قضية القدس وتحرير فلسطين. وقال إن الدول الإسلامية والعربية تمتلك الكثير من الإمكانيات والثروات البشرية والمادية اللازمة لمواجهة أعداء الأمة، ولكننا ينقصنا التخطيط الحقيقي..

وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن فلسطين تتعرض لطغيان سياسي ومالي وإعلامي «إسرائيلي»، ولو أن كل مسلم في العالم دفع دولاراً واحداً في العام للقدس لتمكن أبناؤها من مواجهة مخطط هدم البيوت وسرقة التراث وتغيير الهوية وتهويد المدينة المقدسة..

وأكد الدكتور سعيد خالد الحسن أمين عام مؤتمر نصرة القدس حق كل عربي فلسطيني في العودة إلى بيته وممتلكاته وزيارة في فلسطين، وأن عرب فلسطين لن يتخلوا عن حقهم في التحرر واسترجاع ممتلكاتهم والعودة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين.

[**

شيخ الأزهر يدعم عبّاس وينتقد الأسد

*]

أما كلمة شيخ الأزهر فقد ألقاها عنه الشيخ حسن الشافعي، وقد قوبلت باستياء الحاضرين، وذلك لقوله : «أقول لأبو مازن إمض في طريقك، ولا تأبه لتهديدات «الإسرائيليين» وتحذيراتهم، واذهب لإعلان دولتك في الأمم المتحدة، فإن «إسرائيل» قد قامت بنفس هذه الطريقة ولم تنفذ بعدها قراراً لهذه الهيئة».

وفي نهاية كلمته شن هجوماً عنيفاً على القيادة السورية متهماً إياها بالتخلي عن الجولان، وعدم إطلاق رصاصة واحدة، وسحق الشعب السوري.

وقد لوحظ بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية بنقاش وصراخ أحد المقدسيين منتقداً الكلمات، ولوحظ أيضاً انفعال الدكتورة هالة الأسعد (سورية) لتطاول الشيخ على سوريا، وعدم الحديث عن الثورات العربية، وسمع نقاش حاد دار بين أحمد الدبش وممثل عن الشيخ وهو يقدم له نقداً لاذعاً، متهماً الشيوخ بأنهم شيوخ الاستسلام، ولا يحق لهم التسويق لمشاريع أبو مازن الاستسلامية.

وداخل أروقة المؤتمر ثارت تساؤلات عن أسباب حضور بعض الشخصيات أمثال فؤاد السنيورة.

- [**المصدر : صحيفة «المستقبل العربي» الالكترونية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2181089

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181089 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40