الاثنين 20 حزيران (يونيو) 2011

بالأسماء والوقائع .. أهل التطبيع (الحلقة الحادية عشر)

تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
الاثنين 20 حزيران (يونيو) 2011

دفاعاً عن الغزو الأمريكي للعراق .. علي سالم يقول : العراقيون تعساء لأنهم لم يرحبوا «بمحرريهم» الأمريكان.

ماذا قال علي سالم حينما سأله صديقه : مش ناوي ترجع عن سكة التطبيع اللي جابتك ورا؟ وماذا قالت زوجة الصديق عندما رأت علي سالم يدافع عن «إسرائيل» على قناة «الجزيرة»؟

خمسة آلاف دولار هي أول مبلغ حصل عليه علي سالم بعد أن سافر إلى «إسرائيل» خمس عشرة مرة .. فهل تعرف كم دفعوا له ثمناً لشتائمه وتهجمه على معارضي التطبيع؟ وبماذا وصفوا هذه الشتائم؟

[**5 آلاف دولار هي أول ما حصل عليه علي سالم بعد سفره إلى «إسرائيل»*]

من حق الأستاذ علي سالم، أو إيلي سالم، أو علي خنفس، سمه ما شئت .. من حقه أن أحيطك علماً أن ثمن سفره إلى «إسرائيل» ودفاعه عن التطبيع، وبالذات الثمن المعلن .. أي الذي قالت الصحف إنه قبضه من الصهاينة والأمريكان .. بدأ بخمسة آلاف دولار فقط، على عكس الرئيس مبارك الذي عرضوا عليه جائزة نوبل، وقيمتها كما نعلم أكثر من مليون ونصف المليون دولار، إذا لبى رغبتهم وسافر إلى «إسرائيل».

هذا ما قاله الرئيس مبارك شخصياً، وليس أنا .. ومن فضلك، لا تفتح فمك دهشة، وارجع بنفسك إلى الحديث الذي أدلى به الرئيس مبارك لأحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية منذ أربع سنوات، وهو منشور أيضاً وبالخط العريض، في صحفنا الحكومية، «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» في 15/7/2007 في ذلك الحديث قال الرئيس مبارك حرفياً، حسب النص المنشور : (في زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية حاول بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي إغرائي بجائزة نوبل إذا لبيت رغبتهم وذهبت إلى «إسرائيل») واستطرد الرئيس مبارك قائلاً : (طبعاً رفضت هذه الزيارة .. رفضت زيارة بلا نتيجة وبلا حل نهائي يحفظ الحقوق .. رفضت زيارة «إسرائيل» في ظل احتلال للأراضي الفلسطينية وقتل ودماء للفلسطينيين) واختتم مبارك كلامه عن هذه الفضيحة التي يتناساها المتصهينون متسائلاً في تهكم: (كيف يفكر هؤلاء؟) وهو سؤال يفضح بشاعة الرأسمالية في «تسليع» كل شيء، ويؤكد توهم الصهاينة والأمريكان أن كل إنسان مثل أي «سلعة» له ثمن ويمكن شراؤه، من أدنى شخص إلى رئيس الدولة .. الرئيس مبارك عرضوا عليه جائزة نوبل مقابل أن يزور «إسرائيل» ورفض .. أما علي سالم، فاكتفوا معه بخمسة آلاف دولار فقط ووافق، بل وسافر باعترافه إلى «إسرائيل» بدلاً من المرة خمس عشرة مرة. وبالمناسبة : في الحوار الذي أجراه الزميل عصام عبد العزيز مع علي سالم على صفحات مجلة «روزاليوسف» في 18/7/2009 سأله عصام : (كيف تسافر إلى «إسرائيل» وتجلس مع «الإسرائيليين» الذين يقتلون إخواننا في غزة والضفة وفي لبنان؟) فأجاب علي سالم دون خجل : (لازم أقعد معاهم حتى لا يقتلوا أكثر). فكم مواطن فلسطيني إذاً، لم يقتله «الإسرائيليون» نتيجة جلوس علي سالم معهم؟ وكم «شبر» من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة تحرر نتيجة زيارات علي سالم للكيان العنصري الصهيوني خمس عشرة مرة وليس مرة واحدة؟ وهل هرب الجيش «الإسرائيلي» من غزة ومن جنوب لبنان نتيجة جلوس علي سالم، أو الرئيس مبارك، أو محمود عبّاس أو غيرهم مع «الإسرائيليين» والتفاوض معهم طوال الثمانية عشر عاماً الماضية؟ وهل اضطرت قوات بريطانيا العظمى مثلاً، للجلاء عن مصر بعد 74 عاماً من الاحتلال نتيجة للتفاوض «وحده» .. أم أن تفاوض عبد الناصر ورفاقه مع البريطانيين كانت تعززه العمليات الفدائية، ومقاطعة المصريين للعمل في المعسكرات البريطانية؟

أما الخمسة آلاف دولار التي قلت في البداية، إن علي سالم قبضها من الكيان الصهيوني .. ففي المواجهة التي حدثت بيني وبينه على شاشة قناة «دريم» مساء السبت 15/1/2005 في برنامج «الحقيقة» الذي يقدمه الزميل والكاتب الصحفي اللامع وائل الإبراشي .. في ذلك البرنامج سألت علي سالم أمام المشاهدين عن السبب الذي من أجله قبض هذه الخمسة آلاف دولار من «إسرائيل»، فقال لي نصاً، والشريط موجود : (أخذتها جائزة عن أبحاث) وتهرب يومها من أن يذكر ما هي هذه الأبحاث، ولماذا لم ينشرها حتى الآن؟ هل لأنها «عورة» لا يصح أن يراها سوى الصهاينة والأمريكان؟

لحظة من فضلك : الأستاذ علي سالم أو إيلي سالم أو علي خنفس، سمه ما شئت .. ليست الخمسة آلاف دولار السابقة، هي كل ما قبضه من الصهاينة والأمريكان .. وقبل أن تعرف ما هو المبلغ الأكبر الذي أعلنت الصحف أن علي سالم قبضه منهم، ولماذا قبضه، وما هو اسم الدلع الذي أطلقوه على هذا المبلغ .. أقترح أن تقرأ عنه أولاً الفقرة الآتية حتى نهايتها. هي فقرة من مقال قديم عنوانه : (أرجوك يا عم علي .. اسكت) .. والمقال منشور بجريدة «المصري اليوم» في الأحد 31/8/2006 أي مضى عليه أربع سنوات وزيادة، ورغم ذلك مازالت هذه الفقرة في رأيي أفضل «مدخل» لمعرفة من هو علي سالم بالضبط، خصوصاً أن كاتبها هو أحد «محبيه» .. كما ذكرت في الحلقة الماضية.

المحب: هو صاحب القلم الرشيق الزميل «عاطف حزين» الكاتب والصحافي في بجريدة «الأهرام»، أما لماذا هذه الفقرة بالذات، فلأن عاطف وصف نفسه فيها بأنه أحد الذين يحبون علي سالم، بل ووصفه بالمبدع والفنان، وبالتالي لن يستطيع علي سالم أن يصف عاطف بأنه من الحاقدين والحاسدين وأعداء «الكرواسون» .. وربما فقط يتبرأ من صداقته أو يصفه بما يصف به معارضي التطبيع، حيث يصفهم علي سالم كما رأينا تفصيلاً في الحلقة الماضية بالصراصير، وبأنهم: (على درجة رفيعة من الانحطاط، والتخلف، والتطرف، والعجز، والغباء، والخلل العقلي).

يقول عاطف حزين في مقاله نصاً: (الذين يكرهون علي سالم وهم كثيرون، سيقولون لك: دعك منه، إنه لا يستحق مجرد التفاتة .. والذين يحبونه وأنا منهم سيقولون : هذا رجل يستحق اللوم والتقريظ، وربما «طس» وجهه بجردل ماء بارد حتى يعود إلى جادة الصواب).

[**الدفاع عن الشيطان*]

وفي الحلقة الأخيرة من برنامج «الاتجاه المعاكس» الذي تبثه قناة «الجزيرة» أراد فيصل القاسم مقدم البرنامج عمل شو مسرحي بين زعيم التطبيع علي سالم والدكتور إبراهيم علوش، أحد أهم أعداء الصهيونية، فإذا بالحوار الذي دار على خلفية نهر الدم الجاري في لبنان وفلسطين على أيدي «إسرائيل»، يتحول إلى جنازة لعلي سالم أخجلت محبيه، فأقعدتهم عن تشييعه أو الترحم عليه .. للوهلة الأولى ظننت أن عم علي سالم الفنان المرهف وصل إلى الدوحة مقر قناة «الجزيرة» محطم الفؤاد، كسير الوجدان، بعد أن عاين بنفسه جرائم العصابة الصهيونية التي تسمى «إسرائيل»، والتي بشرنا بجنة من التعايش معها في عز وسلام وحرية وديمقراطية .. ظننت رغم أن عم علي عاين هذه العصابة الصهيونية وهي تسوي مدناً بالأرض، وتسحق أطفالاً أتوا إلى الدنيا أمس الأول، وتدمر كل وسائل الحياة، وتطرد الناس من بيوتهم، فظننته سيعلن كفره بكل ما كان يؤمن به، عبر نفس الشاشة التي طالما دافع من خلالها عن «إسرائيل» ووصف العرب بالمتخلفين .. توهمت أن عم علي سالم سيلقي بكل مساحيق التجميل التي كان يحملها معه إلى كل مكان يدعى إليه، من أجل تجميل وجه شمطاء، قبيحة، شريرة، لا تحمل سمة إنسانية يسمح لك بالنظر إليها نصف دقيقة .. لكن عم علي أخذته العزة بالإثم، وتلفع بروب المحاماة ليترافع مرة أخرى عن الشيطان، ومن سوء حظه أن شيطانه كان ماثلاً أمام الجميع ودماء الأطفال تغطي يديه وأنيابه وهو يتلمظ لحمهم قطعة، قطعة بمنتهى التلذذ، فجاء دفاعه دفاع محام مبتدئ عن سفاح ممسوك «تلبس» ومعترف في محضر البوليس ومحضر النيابة بكل جرائمه .. وهكذا «زنق» عم علي سالم نفسه في ركن الحلبة، ووضع يديه إلى جانبيه، فاستقبل وجهه عشرات اللكمات ما بين مستقيمة وخطافية وصاعدة، وهو لا يرد إلا بكلمات عبيطة مستهلكة، مثل المصير الأسود الذي سنلاقيه لو حكمنا الإسلاميون المتطرفون.

كنت أتابع صديقي الدمياطي المبدع علي سالم وهو يترنح على الحلبة وأنا في غاية الحزن لدرجة أنني خاطبته عبر الشاشة متخيلاً أنه سيسمعني: ليه عملت في نفسك كدا يا عم علي؟

كانت زوجتي تشاهد البرنامج معي فظنت أن سؤالي يبحث عن جواب، ففوجئت بها تسألني : ضيوف البرنامج ده بياخدوا فلوس كويسة؟ دون إدراك مني لمغزى سؤالها وعلاقته بسؤالي، هززت رأسي موافقاً .. ثم أعادت سؤالها بصيغة أخرى: فلوس كويسة لدرجة تخلي الواحد يكتب نهايته بإيده .. ليس نهاية كصاحب موقف مختلف بالطبع، ولكن نهايته كإحساس .. وكمشاعر .. وكبني آدم؟ هذه المرة لم أكن أملك الإجابة، فقط تذكرت ذلك الصباح في فندق فلامنكو بالزمالك حيث تعود الأستاذ علي سالم أن يتناول فطوره ويقرأ جرائد الصباح، يومها دعاني إلى فطور خواجاتي: كرواسون وكابتشينو .. كان المناخ حولنا بموسيقاه الهادئة وعطوره الصباحية مشجعاً لإخراج ما في النفس .. ولأنني أحبه سألته: موش ناوي ترجع عن سكة التطبيع إللي جابتك ورا يا عم علي؟ فقال: (بص يا صديقي .. هناك معارك عليك أن تخوضها للنهاية، لأن تكاليف الانسحاب منها أفدح من تكاليف الصمود فيها) .. واختتم الزميل عاطف حزين مقاله عن صديقه علي سالم متسائلاً: (يا ترى مين إللي زقك يا عم علي في تلك البلاعة الكريهة؟!) .. هل هي فقط الخمسة آلاف دولار؟

على أية حال: إذا حاولت بكل الطرق والكباري أن تمشي على طريق علي سالم وأمثاله، وحرصت قبل الأكل وبعده على فرد الملاءة (للتيارات القومية والجماعات الإسلامية في العالم العربي بحدة وبشدة، وليس مهما بموضوعية) .. فسوف تكون (شجاعاً) في نظر الصهاينة والأمريكان، وفي نظر وكلائهم في كل مكان، وستترك فوراً سندوتشات الفول و(البتنجان) وتنسى تلك الحكمة الرومانسية البالية التي تقول (تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها)، وستأكل سندوتشات شاورمة، محشوة بلحم أطفالك، ولحم أطفال مدرسة بحر البقر، ولحم أطفال فلسطين الذين «شوتهم» «إسرائيل» بقنابل النابالم والفوسفور الأبيض .. وستنضم بكل فخر إلى سماسرة أبناء صهيون، الذين يملؤون بطونهم بلحم الوطن ودماء الشهداء ومن أنفسهم لا يتقيّؤون، وستصبح طبعاً أحد سفهاء هذا الزمن الذين حتى لو كانوا يدفعون حقاً خمسة وعشرين جنيهاً ثمناً لسندوتش الشاورمة، كما فاخر علي سالم بذلك في مقاله بجريدة «روزاليوسف» في 9/8/2010، لكان عليهم أن يستتروا مراعاة لشعور كل هؤلاء الفقراء والعاطلين المعتصمين جوعاً أمام مجلس الشعب بعد أن نجحت حكومة (الكذب) الوطني الديمقراطي، في ظل اتفاقية السلام إياها، أن تنقل مصر القيادة والريادة من مرحلة الخصخصة إلى مرحلة المصمصة في عظام الفقراء والبسطاء وشهداء طوابير البطالة، والعيش، والأرز، والسكر، وجراكن المياه، وانقطاع الكهرباء، وأنابيب البوتاجاز التي وصل سعر الواحدة منها إلى ثلاثين جنيهاً.

[**مبارك أسقط حجة المطبعين*]

لحظة من فضلك: الأستاذ علي سالم أو إيلي سالم أو علي خنفس، سمه ما شئت .. لكن، على سيرة أنابيب البوتاجاز، من حقه أن أحيطك علماً بأنه ينافس الدكتور عبد المنعم سعيد في الدفاع عن دعم آلة العدوان الصهيونية، بتصدير البترول والغاز المصري إلى «إسرائيل»، بدلاً من تصديره إلى شبرا والبراجيل .. ورغم ذلك مازال علي سالم يستبسل دون حياء في الدفاع عن تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني .. رغم أن الرئيس محمد حسني السيد إبراهيم مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس الحزب الحاكم، وليس رئيس حزب أو تيار معارض، وهذا هو المضحك، هو الذي فضح علي سالم وأمثاله، في الشهادة الخطيرة التي أدلي بها مبارك ضمن حديثه للقناة الأولى بالتلفزيون «الإسرائيلي»، وفضح كذب الحجة التي يتستر خلفها المطبعون!!. هل تعرف هذه الحجة؟ وهل يذكر علي سالم ما قاله مبارك بعضمة لسانه للتلفزيون «الإسرائيلي».

قد يقول علي سالم إنه لا يتذكر ما قاله الرئيس مبارك عن التطبيع وعن المطبعين ضمن حديثه للتلفزيون «الإسرائيلي»، رغم أن صحفنا الحكومية الثلاث نشرت ذلك الحديث يوم الأربعاء 13 من مايو/أيار عام 2009 ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو صهينوها .. قال مبارك للمذيع «الإسرائيلي» في ذلك الحديث الدامغ بالحرف : (ماذا قدمتم للسلام .. لا شيء .. لقد اعتقدتم أنكم ستحصلون على التطبيع مع الدول العربية بدون تحقيق أي تقدم في السلام، وبدون إعطاء الفلسطينيين أرضهم .. ألم يكن لديكم مكاتب تجارية في كثير من الدول العربية .. حوالي خمس أو ست دول عربية .. ماذا قدمتم مقابل ذلك .. أو ماذا قدمتم لتشجيع باقي الدول العربية؟ هل فعلتم شيئاً للسلام أو التقدم فيه؟ لم تفعلوا شيئاً .ز ويجب أن لا تقولوا ثانياً نعمل تطبيع ثم نعمل تقدماً ملموساً .. لأ، اعمل أنت الأول تقدم كبير جداً في عملية السلام يشجع الدول العربية، وستجد هذه الخطوة تتلوها خطوات، وستجد مكاتبكم التجارية تعود إلى الدول العربية مرة أخرى) .. وهنا، قال المذيع «الإسرائيلي» للرئيس مبارك: (يعني لازم التقدم في العملية السلمية يأتي أولاً .. ثم يأتي التطبيع!) .. فقال مبارك للمذيع: (يجب أن لا نضحك على بعض .. التطبيع حصل، ولم يحدث منكم أي تقدم في عملية السلام!).

هل سمعتم؟ أكرر: الرئيس محمد حسني السيد إبراهيم مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس الحزب الحاكم، وليس رئيس حزب أو تيار معارض، يقول بعضمة لسانه: (يجب أن لا نضحك على بعض .. التطبيع مع «الإسرائيليين» حصل، ولم يحدث أي تقدم في عملية السلام).. أي سقطت الحجة التي كان يتستر خلفها علي سالم وأمثاله، ممن اقترفوا جريمة التطبيع، بدعوى بناء الثقة وتشجيع «الإسرائيليين» على التقدم فيما يسمونه زوراً (عملية السلام). ويقفز السؤال الأهم: إذا كان الرئيس مبارك نفسه، قد قال في نفس حديثه للتلفزيون «الإسرائيلي»، بأن أفيغدور ليبرمان، الذي هو وزير خارجية «إسرائيل» الآن، لم يكتف بالتطاول على الرئيس مبارك، ولا بالتهديد بتدمير السد العالي، وإنما قال أيضاً، ووفقاً لنص كلمات مبارك نفسه (هناخد سينا تاني، ولن نعطي شيئاً للفلسطينيين إلا بالحرب).

وإذا كان الرئيس مبارك «يقاطع» ليبرمان عقاباً له على تهديداته هذه، ويمنعه من تدنيس تراب مصر، ويرفض أن يحضر أي مؤتمر يشارك فيه ليبرمان، مثل مؤتمر «دول البحر المتوسط» الذي تأجل أكثر من مرة بسبب إصرار «إسرائيل» على أن يحضره ليبرمان بصفته وزيراً لخارجيتها الآن .. أي إذا كان الرئيس مبارك يستخدم سلاح «المقاطعة» عقاباً لليبرمان على تطاوله ووقاحاته في حق مصر، وفي حق رئيس مصر .. فلماذا لا نستخدم سلاح المقاطعة عقاباً لـ «إسرائيل» على بقية جرائمها في حقنا وفي حق أشقائنا العرب والفلسطينيين؟!. لماذا يغضب الرئيس مبارك لكرامته وكرامة مصر على سطر ويترك مئة سطر؟ هل مصر التي تطاول عليها ليبرمان مثلاً، ليست هي مصر التي تجرأ عليها، غيره من المسؤولين «الإسرائيليين»؟

لحظة من فضلك: الأستاذ علي سالم أو إيلي سالم أو علي خنفس، سمه ما شئت .. قد يقول هو أمثاله من المطبعين المصريين، إنهم من ضعاف الذاكرة .. لهذا عندي لهم ملف منتفخ بوقاحات وتهديدات صديقهم نتنياهو، وأولمرت، وباراك، وبيريز، وتسيبي ليفني، وقت أن كانت وزيرة لخارجية «إسرائيل»، التي وصفها الرئيس مبارك لصحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» في الخميس 27/12/02007 بأنها (تجاوزت الخطوط الحمراء) حينما انتقدت ما تقوم به السلطات المصرية لإحكام الحصار على غزة، وإحكام الرقابة على الأنفاق، ووصفت أداء مصر نصاً بالأداء (البشع والرديء) وكأن مصر تعمل خفيراً لدى «إسرائيل»، ومن حق «الإسرائيليين» تقييم أداء السلطات المصرية أو الحكم عليه.

[**إساءات نتنياهو*]

أقول: عندي ملف منتفخ بقصاصات الصحف والمجلات، التي نشرت وقاحات وتهديدات المسؤولين الصهاينة وتجرؤهم على مصر، ورئيس مصر، وأمن مصر، وسيادة مصر التي يتشدق بها البعض حالياً قبل الأكل وبعده .. لكني، ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو صهينوها، سأكتفي الآن «بعينة» سريعة من بذاءات نتنياهو على سبيل المثال .. يقول نتنياهو مثلاً: (مصر تعرف جيداً أن السادات لم يوقع معنا اتفاقية السلام في كامب ديفيد .. إلا بعد أن ذاق مرارة الهزيمة في حرب أكتوبر عام 1973 ورأى الجيش «الإسرائيلي» وهو في طريقه إلى القاهرة!!). .. هذا هو بالحرف، ما نشرته جريدة «الأهرام» على صفحتها الحادية عشرة صباح السبت 28/9/1996 منسوباً إلى (النتن ياهو) .. وقبلها بأقل من أسبوعين فقط .. وتحديداً، في 16/9/1996 بشرتنا أيضاً جريدة «الأهرام» على الريق، وعلى صفحتها الأولى، بأن نفس نتنياهو، تطاول على مصر وعلى رئيس مصر وقال ساخراً: (إذا كان الرئيس مبارك، أو إذا كانت مصر تتوهم أنها تعاقب «إسرائيل» بتلويحها بعدم عقد المؤتمر الاقتصادي الثالث، المقرر عقده بالقاهرة في 12/11/1996 فهي بذلك تكون مثل الشخص الذي يقطع أنفه بيده لكي يغيظ غيره)، هذا ما تبجح به نتنياهو حرفياً، وفقاً لما نشرته جريدة «الأهرام» على صفحتها الأولى في 16/ 9/1996.

ورغم ذلك «بلع» الرئيس مبارك وقتها وقاحة النتن ياهو، وعقد المؤتمر بالقاهرة في موعده، وحضرته أيضاً «إسرائيل» .. أما ذلك التهديد الوقح، الذي قال فيه نتنياهو صراحة: («إسرائيل» لن تنسحب من هضبة الجولان، ولن تعترف بحل الدولتين، وترفض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967!). هذا التصريح أو هذا التهديد الذي نشرته جريدة «الأهرام» صباح السبت 9/5/2009 قالت «الأهرام» يومها، إن نتنياهو أدلى به لراديو «إسرائيل» يوم أمس، الجمعة.. أي أن نتنياهو من فرط الوقاحة والجليطة، أدلى بهذه التهديدات قبل يومين فقط من مجيئه إلى منتجع شرم الشيخ لمقابلة الرئيس مبارك صباح الإثنين 11/5/2009.

والأوقح: هو أن الرئيس مبارك نفسه، في الحديث الذي أدلى به لجريدة «معاريف» «الإسرائيلية»، وأذاعه التلفزيون المصري في الثلاثاء 10/3/1998 ونشرته صحفنا الحكومية الثلاث .. في ذلك الحديث، قال مبارك نصاً: (رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو لم ينفذ تعهداته لي تجاه السلام).

لحظة من فضلك : الأستاذ علي سالم، أو إيلي سالم، أو علي خنفس، سمه ما شئت .. يتناسى أن «إسرائيل» وأمريكا وكل دول العالم توظف سلاح المقاطعة لخدمة مصالحها، ولإعلان ما ترفضه أو تريد الاحتجاج عليه .. ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو صهينوها، خطاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الأمم المتحدة مثلاً، قاطعه الوفد الأمريكي وقاطعته أيضاً وفود بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتعمدوا الخروج من القاعة أمام كاميرات التلفزيون ووكالات الأنباء، فور أن بدأ الرئيس «نجاد» في إلقاء خطابه في الأمم المتحدة .. لم تتعلل أمريكا ومن معها بتلك الحجة المفضوحة التي يلوكها كل من نطالبه بمقاطعة «إسرائيل» .. لم تقل أمريكا ومن معها: (نحن أقوياء، ويجب ألا نخشى مواجهة إيران، لن نقاطعها، ولن نترك لها الساحة خالية). .. وهي تقريباً نفس الكلمات التي يلوكها علي سالم وأمثاله، تبريراً لعدم مقاطعتهم «إسرائيل».

[**الدعوة لمقاطعة «حماس»*]

المضحك هو أن علي سالم يدعو إلى مقاطعة «حماس»، في نفس الوقت الذي يرفض فيه مقاطعة «إسرائيل»، ويرتكب من أجلها أحط أنواع الكذب والتضليل .. والدليل، هو الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارجية «الإسرائيلية» المسمى «تواصل» .. وهو الموقع الذي حجز فيه علي سالم لنفسه، مثل الدكتور عبد المنعم سعيد، مكاناً دائماً في ما يسمى بقائمة «الشرف» «الإسرائيلية»، وهي كما قلت في الحلقة الماضية، تضم كتاباً وصحافيين من العرب والمصريين، يدافعون عن جرائم الصهاينة والأمريكان ويروجون للتطبيع والتركيع ودعاوى التبعية والهوان، لهذا يحتفي الموقع الرسمي لوزارة الخارجية «الإسرائيلية» بمقالات هؤلاء «المتصهينين٢ ويعيد نشرها باستمرار.

في هذا الموقع .. وتحت عنوان «اقتباسات الأسبوع» يوجد مقال قديم لعلي سالم سبق أن نشره في جريدة «الحياة» اللندنية بتاريخ 4/5/2005 وفيه كتب علي سالم ما نصه: (الزعاماًت الفلسطينية وخاصة الدينية حولت الحرب السياسية إلى حرب دينية، وشلال هادر من الانفعالات والعواطف، وقودها مزيج من الجهل، والألم، والضياع، والتعاسة) .. هكذا دون خجل، ومن أجل غسيل سمعة «إسرائيل»، يرتكب علي سالم أحط أنواع الكذب والتضليل، ويتهم القيادات الفلسطينية بتحويل الصراع العربي «الإسرائيلي» إلى صراع ديني .. في حين أن من فضح ادعاءه وهو المضحك هو نفس الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية «الإسرائيلية»، وكذلك موقع شبكة «بي. بي. سي» البريطانية .. كل منهما نشر في الأربعاء 12/5/2010 ما قاله نتنياهو، في الكنيست «الإسرائيلي» بمناسبة ذكري احتلال مدينة القدس، تحت عنوان: (نتنياهو يستند إلى التوراة في الجدل حول القدس) .. وفي التفاصيل: قال نتنياهو، الذي هو رئيس وزراء «إسرائيل» حالياً، أن اسم القدس ورد في التوراة (850) مرة، واعتبر نتنياهو ذلك دليلاً يثبت ملكيتهم للمدينة المقدسة .. أيضاً، ديفيد كيمحي ضابط المخابرات «الإسرائيلي» السابق، والشريك الحالي لعلي سالم في ما يسمونه جماعة «كوبنهاغن للسلام» والقيادي فيما يسمونه أيضاً بحركة «السلام الآن» في «إسرائيل» .. هذا القيادي «الإسرائيلي» له كتاب خطير اسمه «الخيار الأخير» .. يعترف فيه صراحة بأنه عمل لمدة 27 عاماً ضابطا في المخابرات «الإسرائيلية»، وعلى صفحة (323) من هذا الكتاب، بعد أن شرح ديفيد كيمحي داعية السلام!! كيف أنهم يكرهون إطلاق تعبير «الأرض المحتلة» على فلسطين لأنه يعني أنها ليست أرضهم .. قال كيمحي نصاً: (أي يهودي يعرف التوراة، لا يعتبر يهودا والسامرة أي الضفة وغزة أرضاً أجنبية، لأنها أرضنا، وعندما نصلي نتجه بصلاتنا نحو أورشليم التي وردت في التوراة ستمئة مرة) .. ليس مهما أن توراة نتنياهو ورد فيها اسم القدس (850) مرة، وتوراة كيمحي ورد فيها اسم القدس (600) مرة .. لكن المهم أن تلك أمثله سريعة تفضح حقيقة اتهام علي سالم للقيادات الفلسطينية بأنهم هم الذين حولوا الحرب السياسية إلى حرب دينية، ناهيك طبعاً عمّا تقوله القيادات الدينية «الإسرائيلية»، أمثال حاخامهم الأكبر «عوفيديا يوسف» الذي قال الموقع الإلكتروني لشبكة «سي. إن. إن» الأمريكية للأخبار، نقلاً عن صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» في 15/12/2009، إنه في عظته أمس أعاد إلى الأذهان تصريحاته العنصرية التي وصف فيها العرب «بالأفاعي» وقال نصاً: (المسلمون أغبياء ودينهم قبيح مثلهم) .. فمن إذاً، حول الحرب السياسية إلى حرب دينية. من يستخدم الدين في الصراع بين العرب والصهيونية؟.

[**الدفاع عن احتلال العراق*]

وصل دفاع علي سالم عن جريمة غزو أمريكا للعراق مثلاً، إلى حد وصفه للعراقيين بـ (التعساء) .. لأنهم بنص كلماته (لم يرحبوا بمحرريهم الأمريكان)، هكذا قال علي سالم نصاً .. ومن لا يصدق يعود إلى مقاله بمجلة «روز اليوسف» في 16/7/2005 أي بعد عامين كاملين من التدمير الأمريكي للعراق، وسيجد علي سالم في ذلك المقال يقول نصاً وبلا حياء: (أمريكا الآن تعاني من الحيرة في البحث عن مخرج من جحيم العراق، بعد أن اتضح أن صنع الحرية للآخرين ليس أمرًا سهلاً، ولعل بعض أصدقائي الأمريكان قد اكتشفوا أن منطقتنا تتطلب المزيد من الدراسة الميدانية، ولعلهم اكتشفوا أيضاً أن التعساء لا يرحبون بمحرريهم)!!.

وعلى ذكر العراق: من يرجع أيضاً إلى مجلة «كاريكاتير» الصادرة في 27/2/1991 أي قبل أن يسافر علي سالم إلى «إسرائيل» عام 1994 ويعود منها صهيوني البصر والبصيرة، من يرجع إلى ذلك العدد على سبيل المثال، سيجد علي سالم يتغزل في الرئيس صدام حسين، ويصفه نصاً بأنه: (حاكم قوي، وشهم، يؤمن بالعروبة، ويعشق الوحدة العربية).

[**ارتفاع أسعار اللحوم*]

آخر سطر : سيراً على خطا الأستاذ علي سالم وأمثاله .. تطوع رئيس شعبة المدابغ في الغرفة التجارية المصرية وقال دون حياء، إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم في مصر وأرجوك لا تضحك هو حركة «حماس».. جاء ذلك في تصريح عبقري نشرته له جريدة «روزاليوسف» بالخط العريض في الإثنين 26/4/2010، وقال فيه بالحرف الواحد: (تهريب العجول عبر الأنفاق إلى غزة، هو الذي أشعل أسعار اللحوم في مصر وجعلها بلا انضباط)، وضع من عندك ما تريده من علامات التعجب.

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية، وينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165821

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165821 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010