السبت 18 حزيران (يونيو) 2011

بالأسماء والوقائع .. أهل التطبيع (الحلقة التاسعة)

تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
السبت 18 حزيران (يونيو) 2011

أنيس منصور يقول : بعض الصحافيين المصريين «ترعاهم» أجهزة المخابرات.

وأول سفير للكيان الصهيوني في القاهرة يكشف الدور «السري» لأنيس منصور بين مصر و«إسرائيل».

لماذا تشترط المخابرات الأمريكية على جواسيسها من الصحافيين والكتاب إجادة «التنكيت»؟ وما هي «النكت» الثلاث التي تطلب من عملائها أن يحفظوها جيداً.

باعترافهم : المخابرات الأمريكية أنفقت ثلاثة مليارات دولار على «النكت» والشائعات والصحف والمقالات التي تروج لسياساتها.

وكيسنغر يقول : «النكت» كانت أحد أسلحتي للتقرب إلى السادات وإلى غيره من الحكام العرب!.

وصدق أو لا تصدق : هؤلاء الصحافيون والأدباء .. «جواسيس».

[**أول سفير للكيان في مصر يكشف دور أنيس منصور بين «إسرائيل» والسادات*]

على صفحات جريدة «الأهرام» .. وتحديداً، في الخامس عشر من أغسطس/آب عام 1991 قال الكاتب المشهور أنيس منصور إن هناك نوعاً من الأدباء والصحافيين أسماهم (أدباء المخابرات) .. وفي المقال نفسه، هاجم أنيس منصور بعض الأدباء والكتاب والصحافيين المصريين، وقال: (مخابرات العراق والاتحاد السوفيتي تتولاهم وترعاهم).

وقبلها بعشر سنوات تقريباً .. وعلى صفحات الجريدة نفسها .. وتحديداً، في 8/9/1981 كان أنيس منصور قد قال أيضاً إن (المجلس الأعلى للصحافة لابد وأن يكون قادراً على عقاب الصحافيين والمفكرين والكتاب المصريين، الذين باعوا أقلامهم للعرب أعداء مصر، لأنها دعارة فكرية).

وبما أن الكاتب و«النكتجي» المشهور أنيس منصور قد أعطى نفسه الحق في اتهام غيره من الأدباء والصحافيين المصريين «بالدعارة» الفكرية، وبأنهم أعداء مصر، وبأن المخابرات الفلانية ترعاهم، وأنهم يعملون لصالحها .. فلماذا إذن نستعبد اتهام أنيس منصور بنفس هذه الاتهامات؟ لماذا نستبعد أن يكون أنيس منصور هو الآخر، مجرباً لهذه «الرعاية» المخابراتية التي يتهم بها غيره؟ ولماذا نستبعد أن تكون مخابرات أمريكا أو «إسرائيل» أو غير «إسرائيل»، ترعاه ككاتب وأديب مصري شهير، وترعى غيره من أبواق الأمركة والتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ هل لدى أنيس منصور ما يقطع بأن مخابرات العراق أو سوريا أو الاتحاد السوفييتي كما يقول، هي فقط المنوطة في العالم برعاية الأدباء المصريين، أو غير المصريين؟ وما هو دليله القاطع على ذلك؟ أنيس منصور يقول إن هناك أدباء وطلاباً وصحافيين مأجورين لحساب بعض الدول العربية وغير العربية مستنداً إلى أن (آراءهم تتفق مع أراء هذه البلدان، وتروج لدعاواهم).

وبنفس المنطق : لماذا لا يكون هناك أيضاً أدباء وصحافيون مأجورون في مصر وفي غير مصر، تدفع لهم مخابرات «إسرائيل» ومخابرات أمريكا .. طالما أن هؤلاء الأدباء والصحافيين يتبنون آراء الحكومة «الإسرائيلية» والأمريكية، ويروجون للركوع والخنوع والتطبيع مع الصهاينة.

ثم : لماذا تفضل المخابرات الأمريكية و«الإسرائيلية» أن يتصف عملاؤها بإجادة التنكيت، كما قال شاهد من أهلها، هو الصحافي الأمريكي «أرنست أوستر» المحرر بجريدة «إيفننج ستار» الأمريكية، وهو يحكي تجربته مع المخابرات الأمريكية، وكيف اشترطت عليه حفظ النكت، وإجادة التنكيت؟ وما هي أصلاً المواصفات النفسية والأخلاقية التي ترى هذه الأجهزة ضرورة توافرها في الصحافي أو في الأديب الذي يصلح للعمل معها أو الذي يسهل تجنيده؟ وهل هذه المواصفات تتوافر في أنيس منصور أو في غيره من الصهاينة المصريين، من راكبي الموجة في كل هوجة وفي كل حين؟ المتحدث الرسمي السابق باسم السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة واسمه إسحاق موشيه، كما قلت تفصيلاً في حلقة ماضية، له كتاب عنوانه : «مصر في قلبي» صدر باللغة العربية عن وزارة الثقافة «الإسرائيلية».. وفي هذا الكتاب، وصف إسحاق موشيه صديقه أنيس منصور بأنه : (فرن يغلي بالنكت والمعلومات) وأنيس منصور نفسه وقت أن كان رئيساً لتحرير مجلة «الجيل» في الفترة من عام 1960 وحتى عام 1962 والتي كانت تصدر من مؤسسة «أخبار اليوم»، كتب فيها مقالاً عنوانه : «هذا الجيل الجديد» وفي هذا المقال، قال أنيس منصور هو الآخر بأنه (يحتال على الرزق ويكسب قوته بالكذب والتسول والثرثرة وبيع النكت والطرائف والنوادر المسلية) فهل هذا دليل كاف على أن أنيس منصور يعمل لحساب المخابرات «الإسرائيلية» أو الأمريكية مثلاً؟ كل هذه الأسئلة وغيرها، تعالوا نبحث إجابتها.

من أول السطر : منذ عشرة أعوام تقريبا، وتحديداً في 12 مايو عام 2000 بث الموقع الإلكتروني لشبكة «بي. بي. سي» البريطانية خبراً لافتاً عنوانه (جواسيس في زي الصحافة).

وفي اليوم التالي مباشرة، أي في 13 مايو عام 2000 نشرت جريدة «الأهرام» القاهرية، نفس الخبر على صفحتها الأولى بعنوان (جواسيس في الخارجية الأمريكية).

وفي التفاصيل، قال الخبر نصاً : (تحت ستار أنهم صحافيون يغطون نشاط وزارة الخارجية الأمريكية، اندس عملاء وجواسيس لأجهزة استخبارات أجنبية ضمن الصحافيين، وتمكنوا من اختراق وثائق وأسرار الخارجية الأمريكية).

وقال الخبر أيضاً، إن (مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ذكر أن هؤلاء الصحافيين المزيفين، يحملون تصاريح رسمية صحيحة، تمكنهم من دخول وزارة الخارجية الأمريكية والتجول فيها بحرية دون مرافق، وأن المكتب مستعد للكشف عن شخصية هؤلاء الجواسيس، إذا طلب منه ذلك) .. كان هذا هو ما نشرته جريدة «الأهرام» على صفحتها الأولى في 13 مايو/أيار عام 2000.

وبعدها بأقل من شهر ونصف تقريباً .. وتحديداً في 23 يونيه من نفس العام، عادت الصحف، وقالت إن لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب الأمريكي (عقدت بالأمس جلسة استماع رسمية حول التقارير التي أقرت بأن هناك جواسيس ينتحلون صفة صحافيين، تمكنوا من اختراق وزارة الخارجية الأمريكية ووثائقها، وأن هناك جهاز كمبيوتر يحوي وثائق سرية حول أسلحة الدمار الشامل قد اختفى من وزارة الخارجية الأمريكية).

والكاتب الروائي الشهير «أرنست هيمنغواي» نشرت صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، وثائق من الأرشيف القومي الأمريكي، تظهر أنه، وهو الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل، والذي أنهى حياته بإطلاق الرصاص على نفسه في الثاني من يوليو/تموز عام 1961 هذا الأديب العالمي، كان جاسوساً لصالح المخابرات الأمريكية، وكان يتجسس على أهله وأصدقائه في كوبا، لحساب أمريكا!!.

والوثائق التي عثروا عليها في السفارة الأمريكية بإيران، وترجمها مجدي نصيف في كتابه «المخابرات «الإسرائيلية»» تقطع على صفحة (65) من ذلك الكتاب المهم بأن مخابرات «إسرائيل»، مثل مخابرات أمريكا (مشهورة بكرمها الزائد في الامتيازات والمكافآت المالية وغير المالية التي تمنحها لعملائها .. والفلوس والجوائز والمناصب والشهرة، على رأس هذه الامتيازات).

وضابط المخابرات الشهير «ماركوس وولف» الذي ظل رئيساً لمخابرات ألمانيا الشرقية لنحو ثلاثين عاماً متصلة، والذي طلب أخيراً حق اللجوء السياسي لـ «إسرائيل» هاهو على صفحات جريدة «الأهرام» يقول في 6/10/1991 إن (المخابرات «الإسرائيلية»، المعروفة اختصاراً باسم «الموساد»، تحتل رأس قائمة أجهزة المخابرات التي تبرر الغاية عندها استخدام (أحط الوسائل).

ثم : من كان يصدق مثلاً، أن إمبراطور الصحافة البريطاني روبرت ماكسويل قبل موته اللغز كان يعمل لحساب المخابرات «الإسرائيلية»؟ وهل كان أحد يعلم أيضاً أن نيكولاس ديفيز أشهر محرري صحيفة «الديلي ميرور» البريطانية، هو الآخر، يعمل لحساب «الموساد» «الإسرائيلي»؟ وهل تعلم من فضح ذلك؟

[**من أول السطر :*]

الصحافي الأمريكي الشهير سيمون هيرش، الذي كشف جرائم الغزاة الأمريكيين في سجن «أبو غريب» ضد أشقائنا العراقيين، له كتاب مهم اسمه «الخيار شمشون» وفي هذا الكتاب قال «هيرش» إن كلاً من إمبراطور الصحافة البريطاني روبرت ماكسويل، والصحافي الشهير نيكولاس ديفيز كانا يعملان لحساب المخابرات «الإسرائيلية»، وهما أيضاً اللذان أرشدا «الموساد» عن مكان اختباء عالم الذرة «الإسرائيلي» «فانونو» الذي كان قد هرب من «إسرائيل»، وفضح حقيقة برنامج «إسرائيل» النووي لصحيفة «الصنداي» البريطانية . فخطفته «إسرائيل» بمساعدتهما، وألقته في سجونها.

أما أول سفير لـ «إسرائيل» في القاهرة واسمه إلياهو بن اليسار ففي مذكراته التي نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» «الإسرائيلية» في 29 سبتمبر عام 1991 والتي ترجمها إلى اللغة العربية «نظير مجلي» وعرضها على صفحات عدد نوفمبر/تشرين الثاني 1991 من مجلة «اليسار» التي كانت تصدر شهرياً، عن حزب «التجمع» التقدمي الوحدوي.. في هذه المذكرات قال إلياهو بن اليسار بالحرف : (قناة الاتصال السري بين «إسرائيل» والسادات قبل اغتياله، كانت هي أنيس منصور. فهل حقاً قام أنيس منصور أو مازال يقوم بمهام «مخابراتية» سرية، لمصلحة «إسرائيل» أو غير «إسرائيل»، متستراً في (زي الأدب والصحافة)؟ هل يجيبنا أنيس منصور؟

الكاتب البريطاني المعروف «سومرست موم» اعترف بأنه كان عميلاً لجهاز المخابرات البريطانية، وسجل تجربته كجاسوس في كتاب مهم ترجمته «دار الهلال» الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2011 إلى اللغة العربية، وأصدرته في فبراير/شباط عام 1984 بعنوان : «كنت جاسوساً» .. فهل يأتي يوم، نقرأ فيه لأحد الصهاينة المصريين، كتاباً مشابهاً يقول فيه «كنت بوقاً لأمريكا» .. أو يقول آخر «كنت جاسوساً لـ «إسرائيل»»؟

وبالمناسبة : هل أحد كان يصدق أن «كيم فيلبي» أشهر جواسيس القرن العشرين، عمل هو الآخر مراسلاً لصحيفة «التايمز» في فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وبيروت .. وفي ذات الوقت، كان ضابطاً في المخابرات البريطانية، وعميلاً للمخابرات السوفييتية في وقت واحد .. وهو أيضاً الذي أبلغ السوفييت بأن الكاتب الصحافي الشهير «جون لوكاريه» ليس صحافياً ولا يحزنون، وإنما هو زميل له في المخابرات البريطانية؟ والأديب الإنجليزي الشهير «إيان فليمنج» مخترع شخصية جيمس بوند، كان هو الآخر جاسوساً في المخابرات البريطانية، ولم يعرف أحد ذلك إلا بعد أن اختلف مع رؤسائه، وتفرغ لكتابة الروايات البوليسية.

أيضاً : الكاتب الألماني المعروف «فيلهام شتايبر» كان هو الآخر جاسوساً في الطابور الخامس الألماني.

والرئيس الأمريكي الأسبق «رونالد ريغان» قبل أن يصبح رئيساً لأمريكا.. كان يحترف التمثيل، وفي ذات الوقت، كان يعمل مع المباحث الفيدرالية، جاسوساً ومخبراً يكتب التقارير السرية في زملائه الممثلين، بدعوى مكافحة الشيوعية .. والرسام العالمي «بيكاسو» بعد (17) عاماً من وفاته، قالت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، مازال يحتفظ له بملف سري يضم (187) صفحة، ويصنفه الأمريكان في هذا الملف بأنه شيوعي و«جاسوس» للاتحاد السوفييتي، قبل انهياره .. والشاعر الفرنسي الشهير «رامبو» نشروا انه كان هو الآخر يكتب تقارير سرية لحساب (سلطات الأمن الفرنسية).

والقائمة طويلة كما ترون، سواء كانت كل معلوماتها صحيحة، أو بعضها فقط .. وإلى أن يفعلها يوماً أحد «المتصهينين» المصريين ويعترف بحقيقته .. سيظل اسم الصحفي والأديب البريطاني المعروف «سومرست موم» على رأس قائمة الأدباء والصحافيين الذين اعترفوا بأنهم عملوا سراً كجواسيس .. ذلك لأن «موم» كما قلت منذ سطور، اعترف بذلك صراحة وسجل تجربته في كتاب مهم، ترجمته «دار الهلال» وأصدرته عام 1984 بعنوان «كنت جاسوساً» .. فهل يأتي فعلاً يوم، نقرأ فيه كتاباً مشابهاً يقول فيه أنيس منصور مثلاً، كنت بوقاً لأمريكا .. أو«كنت جاسوساً لـ «إسرائيل»»؟ وهل هو بالفعل كذلك؟ مجرد سؤال.

إلى أن تأتي الإجابة .. تعالوا إلى ما هو أغرب .. تعالوا إلى المواصفات النفسية والأخلاقية والعائلية، التي ترى المخابرات الأمريكية و«الإسرائيلية»، ضرورة توافرها في الصحافي، أو الكاتب، أو الأديب الذي يصلح للعمل معها، أو الذي يسهل تجنيده .. تعالوا إلى السبب الذي من أجله تفضل المخابرات الأمريكية أن يتصف عملاؤها بإجادة «التنكيت» وحفظ أكبر كمية من النكت والطرائف والحكايات المسلية.

[**من أول السطر:*]

هذا هو شاهد من أهلها .. هذا هو الصحافي الأمريكي «أرنست أوستر» المحرر بجريدة «إيفننج ستار» الأمريكية، يحكي تجربته مع المخابرات الأمريكية، وكيف اشترطت عليه حفظ النكت، وإجادة التنكيت .. تبدأ تجربة «أرنست» حينما قرأ إعلاناً يقول: (مطلوب للعمل بمرتب ضخم، صحافي له خبرة بالشؤون الداخلية وشؤون العالم الخارجية ويتقن بعض اللغات الأجنبية، ويقبل القيام بمهام ضرورية خارج أمريكا) هكذا قال الإعلان وقتها، أي وقت أن كان ليندون جونسون رئيسا لأمريكا .. وفي الحادي عشر من يناير/كانون الثاني عام 1966 ذهب الصحافي الأمريكي إلى العنوان المذكور في الإعلان، فبادره موظف المخابرات المسؤول قائلاً: (هل تحفظ بعض النكات؟) .. ولما تلعثم الصحافي مندهشاً من السؤال، سأله الموظف ثانياً: (وهل تحب زوجتك .. هل تشتاق إليها، أو إلى أولادك إلى حد لا تستطيع معه أن تفارقهما لفترة طويلة؟).

ولما أجاب الصحافي بالإيجاب، قال له الموظف المسؤول على الفور: (بصراحة أنت لا تصلح للعمل معنا في وكالة المخابرات الأمريكية .. نحن نبحث عن شخص يستطيع أن يترك أسرته عامين أو أكثر .. والشخص المثالي بالنسبة لنا، هو الشخص الذي فشل في حياته الأسرية، أو الذي يسعى للطلاق من زوجته، ويكف عن التفكير في أولاده، أو الذي لم ينجب، وينسى أن له أبوين، ويحفظ أكبر كمية من النكات والمسليات .. باختصار، نحن نبحث عن شخص سافل، وكتوم، وعديم الأخلاق .. شخص مستعد أن يتحول إلى مضحك، وثرثار، يردد النكت وطرائف الأخبار، لتسلية الملوك والرؤساء وكبار الشخصيات كلما كان ذلك ضرورياً لاستمراره قريباً من مصادر المعلومات!).

وفي محاولة صادمة لتلخيص أهم المواصفات النفسية والأخلاقية لمن يصلح عميلاً للمخابرات، ناول مسؤول المخابرات الأمريكية للصحافي «أرنست أوستر» ورقة فيها ثلاث نكات، وطلب منه أن يحفظها وأن يستوعبها جيداً، إذا كان حقاً يريد أن يعمل معهم!!

النكتة الأولى، تقول إن ضابط المخابرات الأمريكية قال يوماً لأحد عملائه: (لماذا أنت في مكتبك إلى هذا الوقت المتأخر من الليل؟!). فقال له العميل: (زوجتي يا سيدي مع صديقها الآن في المنزل ولا أحب رؤيته!!).

وتقول النكتة الثانية، أن أحد «الجواسيس» عاد إلى بيته، فوجد زوجته بين أحضان رجل غريب في حجرة نومه، فصاح فيها الزوج قائلاً: (من هذا الرجل؟). فالتفتت الزوجة إلى الرجل الغريب قائلة: (صحيح .. ما اسمك؟).

أما النكتة الثالثة، فتقول هي الأخرى، أن عميلاً للمخابرات الأمريكية قال يوماً لزوجته، إنه منذ شهرين تقريباً، وهو يقابل كل ليلة رجلاً يقول له وهو عائد إلى المنزل: (مساء الخير أيها الزوج المخدوع) .. فقالت له زوجته: (أنت تعلم يا زوجي العزيز أنني أحبك كثيراً، فلا تدع هذا الأحمق يفسد ما بيننا) .. وفي مساء اليوم التالي، وبينما كان الزوج عائداً إلى منزله، قابله نفس الشخص وهمس في أذنه قائلاً: (مساء الخير أيها الزوج النمام)!!.

[**من أول السطر:*]

هذا هو شاهد آخر من أهلها .. هذا هو كتاب «سي. آي. إيه» الذي صادرته وكالة المخابرات الأمريكية .. ثم أفرج عنه القضاء الأمريكي في الثالث عشر من يناير عام 1974 بعد أن حذف منه (168) فقرة، قالت المحكمة إنها (تضر بالأمن القومي الأمريكي).

وعلى صفحة (70) من هذا الكتاب الفضيحة، والذي ترجمته إلى اللغة العربية، «الدار المتحدة للنشر» في بيروت، وأصدرته بعنوان (الجاسوسية تتحكم في مصائر الشعوب) .. على تلك الصفحة، اعترف كبير خبراء المخابرات الأمريكية وضابطها الشهير فيكتور مارشيتي، هو وزميله جون ماركس مؤلفا الكتاب .. بأن (النكت والنوادر والطرائف المسلية، هي أحد الأسلحة السرية المهمة والمؤثرة، التي تلجأ إليها وكالة المخابرات الأمريكية، فيما تسميه بحرب «التضليل والدعاية السوداء» المعروفة باسم الحرب النفسية والتي تستخدم فيها النكات والشائعات وتزوير الوثائق والحقائق لتضليل الشعوب وتزييف وعيها عن طريق عملائها المتسترين خلف مهنة الصحافة والأدب) .. فضلاً عما أسماه الكتاب نصاً (تقوية روابط المخابرات الأمريكية بالصحافيين والسياسيين ورجال الإعلام والحكام الذين يتلقون من الأمريكان مشورة، وأموالا، تجعلهم باستمرار أدوات لأمريكا)!!

وعلى صفحة (191) وما بعدها من الكتاب نفسه، يعترف المؤلفان بأن وكالة المخابرات الأمريكية قد أنفقت سراً على هذه النكات والشائعات والكتب والمقالات وغيرها من أدوات التضليل والتطبيل ما يزيد على (3) مليارات دولار منذ إنشاء المخابرات الأمريكية عام 1947 وحتى عام 1972 فقط. وأن هذه العمليات التضليلية السوداء يقوم بها جهاز العمل السري بوكالة المخابرات الأمريكية الذي يضم جيشاً من العملاء سريين، من بينهم سياسيين وباحثون وطلاب وسينمائيون وصحافيون ومتخصصون في كل مجالات الإعلام والنشر، من أبناء الدول الأجنبية المستهدفة نفسها .. وبالذات من (هؤلاء المرتزقة المشوهين نفسياً، الذين يحترفون التنقل بين الاتجاهات السياسية، أو يعانون من الشعور بالنقص أو الشعور بالإحباط!) هذا هو بعض ما قاله كتاب «الجاسوسية تتحكم في مصائر الشعوب» .. ومن يريد المزيد يستطيع أن يعود إلى مذكرات هنري كيسنغر أشهر وزراء خارجية أمريكا، التي أصدرها عام 1979 في (1521) صفحة من القطع الكبير، وأسماها «سنوات البيت الأبيض». من يريد المزيد، يعود إلى هذه المذكرات الضخمة ويستمع بنفسه إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنغر وهو يعترف بعظمة لسانه بأن (النكت، والضحك عليها بصوت جهوري على طريقة السادات) كانت أحد أسلحته في التقرب إلى الرئيس السادات، وإلى غيره من الحكام والأثرياء العرب.

وعلى ذكر الأثرياء والحكام العرب، هذه واحدة من نكات الحرب النفسية الأمريكية السوداء، التي تعكس حقيقة نظرة الأمريكان للأثرياء العرب، نقلاً عن مذكرات كيسنغر.

تقول النكتة، إن السفير الأمريكي في إحدى العواصم العربية، دعا أحد الأثرياء العرب لحضور الحفل الذي ستقيمه السفارة قريباً .. فقال الثري العربي للسفير الأمريكي : (يسعدني طبعاً أن احضر حفلكم في أي يوم تحددونه، باستثناء أيام 3 و9 و17و26) .. فقال السفير الأمريكي مندهشاً: (ولماذا هذه الأيام بالذات؟) .. فقال الثري العربي: (لأني أتزوج في هذه الأيام من كل شهر).

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية، وينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2181728

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181728 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40