الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2011

بالأسماء والوقائع .. أهل التطبيع (الحلقة الثامنة)

تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2011

أنيس منصور يدافع عن تهديدات وزير خارجية «إسرائيل» بنسف السد العالي ويقول لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «الإسرائيلية»: سئمنا الاحتفال سنوياً بنصر أكتوبر ويجب إيقافه نهائياً.

في كتابه القديم «الحائط والدموع» أنيس منصور يصف «الإسرائيليين» «بالكلاب» واللصوص ويدعو إلى مقاطعتهم وطردهم من كل فلسطين «بالقوة» ويقول : اليهود يقدمون للناس الدعارة والمؤامرات وليس صحيحاً أن «الإسرائيليين» يريدون سلاماً ولن يتوقفوا عن التوسع .. والآن يتغزل فيهم ويروج للتطبيع معها قبل الأكل وبعده.

ماذا قال أنيس منصور عندما قام السادات بعزل البابا شنودة واعتقال (1536) معارضاً في ليلة واحدة؟!

أنيس منصور يقول : «أنا جدع» .. وديفيد هيرست يقول : أنيس مهمته تخريب العلاقة بين مصر والعرب لمصلحة «إسرائيل».

بعد وفاة السادات .. أنيس منصور يقول : اتفاقية السلام التي وقعها السادات مع «إسرائيل» لم تحقق السلام وإنما ضاعفت سوء الظن بين الجميع!

[**أنيس منصور مضحك السادات يصف العرب بالجرب والسادات بالمتآمر*]

في ليلة واحدة .. هي ليلة الخامس من سبتمبر عام 1981 اعتقل الرئيس السادات (1536) معارضاً مصرياً من السياسيين والصحافيين ورجال الدين، بداية من الزعيم الوفدي فؤاد سراج الدين، ومروراً «بالأستاذ» محمد حسنين هيكل، وانتهاء بالشيخ عمر التلمساني زعيم الإخوان المسلمين.

في ليلة واحدة .. هي ليلة الخامس من سبتمبر عام 1981 فصل الرئيس السادات أيضاً (67) صحافياً و(64) أستاذاً جامعياً، وأغلق سبع صحف مصرية، وحل (13) جمعية دينية، وعزل الأنبا شنودة، واتهم (22) شخصية سياسية وجامعية أخري بالخيانة والعمالة والتجسس لمصلحة موسكو .. فهل تعرف ما الذي قاله الكاتب «الديمقراطي» المشهور أنيس منصور عن هذه الاعتقالات في (أزهي عصور الديمقراطية)؟ قال نصاً وحرفاً إنها (ضربة معلم) .. وبكل انحطاط، اتهم الصحافيين والمفكرين المعتقلين (بالدعارة الفكرية) .. وإمعاناً في الديمقراطية، راح في نفس المقال الذي نشره بعد اعتقالات (5) سبتمبر بثلاثة أيام، يحرض السادات على المزيد قائلاً : (المجلس الأعلى للصحافة لابد أن يكون قادراً على عقاب الصحافيين والمفكرين والكتاب الذين باعوا أقلامهم للعرب أعداء مصر، لأنها دعارة فكرية).

وبعد اغتيال السادات في السادس من أكتوبر عام 1981 تنكر له أنيس منصور، وكتب بمجلة «أكتوبر» في نفس الأسبوع بأنه (المتآمر) .. وقال في المقال ذاته إنه هدده هو الآخر قائلاً : (يا أنيس .. أنا رئيس مصر، وأستطيع أن أضع في جيبك قطعة حشيش وأدخلك السجن بالقانون).

وحينما مات عبد الناصر فجأة في 28 سبتمبر عام 1970 هل تعرف ما الذي فعله المتقلب المشهور أنيس منصور بعد يومين فقط من وفاة عبد الناصر، الذي يهاجمه حالياً قبل الأكل وبعده؟

[**من أول السطر :*]

يومها، أي يوم وفاة عبد الناصر، وتحديداً، بعد يومين فقط من الوفاة، سارع أنيس منصور بالبكاء على صفحات جريدة «الأخبار» وكتب مقالاً شهيراً، راح يولول فيه قائلاً بالحرف : (المصاب مصابنا، وكلنا أهل الفقيد، ويوم ندفن جمال عبد الناصر سندفن معه أعز وأغلي سنوات مصر والأمة العربية .. كيف الحياة بعدك يا جمال، سوف تجف الدموع، ولكن لن نشعر بخسارتك إلا في ما بعد، عندما تتلبد السحب ونبحث عن الذي يواجه ويوجه فلا نجده .ز الله معنا يعوضنا عن هذا المشعل الذي أضاء كثيراً وبشدة، فانطفأ فجأة، وبسرعة).

هذا عن جمال عبد الناصر .. أما العرب والعروبة، فبعد أن يسافر السادات إلى الكيان الصهيوني في 19 نوفمبر عام 1977 يكتب أنيس منصور على صفحات مجلة «أكتوبر» في 15 أكتوبر 1978 مقالاً بذيئاً يقول فيه نصاً : (العرب جرب، فلا داعي لأن نغرق أنفسنا في العرب والعروبة) .. وعلي صفحات جريدة «أخبار اليوم» في 18 يونيه عام 1988 يقول أنيس منصور أيضاً : (نحن منهزمون دائماً .. فراعنة .. فلاحون ومثقفون .. والعرب بالنسبة لنا كالزواج شر لابد منه) .. وفي 23 ديسمبر عام 1984 يقول أنيس منصور في مجلة «أكتوبر» : (ليس صحيحاً أننا أمة عربية واحدة .. نحن شعوب مختلفة ناطقة باللغة العربية) .. ويقول أيضاً في المقال نفسه (أحترمك إذا حاولت أن يكون لك رأي في قضية فلسطين، وأحترمك أكثر إذا لم تحاول ذلك) .. وفي 4 نوفمبر عام 1979 وعلى صفحات مجلة «أكتوبر» نفسها يقول أنيس منصور نصاً : (الفلسطينيون يتحدثون في ميكرفونات مستعارة، لذلك تجد لأصواتهم دائماً لهجة العراق والاتحاد السوفييتي) .. الفلسطينيون كان أنيس منصور يتهمهم عام 1979 بأن لهم لهجة العراق والاتحاد السوفييتي، الذي كان .. أما الآن فيتهمهم، وبالذات «حماس»، بأن لهم لهجة إيران .. فلماذا يستبعد أنيس منصور أن يتهمه الآخرون بأن صوته هو الآخر له لهجة الصهاينة والأمريكان؟!

وإمعاناً في «التصهين» والأمركة، لم يخجل المطبع المشهور أنيس منصور وهو يعرب على صفحات جريدة «الأهرام» عن سعادته وحسن حظه، لقيام دولة عربية هي مصر، بضرب دولة عربية أخرى هي ليبيا.. وكتب نصاً بـ «الأهرام» في 25 يونيه عام 1989 دون خجل : (من حسن حظي أنني رأيت السادات وهو يطلب من الجمسي أن يؤدب الرئيس الليبي معمر القذافي، وهو ما قامت به طائراتنا فعلاً بعدها) .. أما السعودية التي يتغزل فيها أنيس منصور الآن، فقد حاول الوقيعة بيننا وبينها زمان، وتحديداً في نفس مقاله المنشور بـ «الأهرام» في 25 يونيه عام 1989، حيث تطاول عليها هي الأخرى في ذلك المقال، وقال بكل تنطع وابتذال : (الخوف هو الذي أدخل السعودية بار السياسة لتقول «أنا جدع») .. لماذا؟ من بعيد تأتي الإجابة .. من بعيد، من بريطانيا .. وتحديداً، في 21/12/1989 تأتي حروف الكاتب والصحافي الشهير ديفيد هيرست على صفحات «الغارديان» البريطانية تقول نصاً : (السادات له مضحك ومستشار اسمه أنيس منصور، مهمته الأساسية الدس والوقيعة وتخريب العلاقة بين مصر والعرب لمصلحة «إسرائيل»). فهل هذا صحيح؟ كتابات أنيس منصور تقول إنه يفعلها فعلاً قبل الأكل وبعده .. وأن إخلاصه لهذه المهمة، وصل إلى حد أن كتب في عموده اليومي بـ «الأهرام» صباح الأربعاء 8 /4/2009 قائلاً : (إذا كان وزير الخارجية «الإسرائيلي» إفغيدور ليبرمان قد هدد بنسف السد العالي، فمن بين العرب والفلسطينيين من يرى هذا الرأي ويتمناه، ونحن نعرف ونضع ألسنتنا تحت أقدامنا .. نموذجاً عالياً للصبر والتسامح وسوء الحظ) .. وكأن أنيس منصور يريد من الرئيس مبارك هو الآخر أن يفعل مثل السادات «ويؤدب» الفلسطينيين، بدعوى أنه قرأ الكف وعرف أنهم «يتمنون» ضرب السد العالي، أما «إسرائيل» التي هددت بضرب السد العالي، فلا يؤدبها، وإنما يدعمها بتصدير الغاز المصري وبمشاركتها في حصار أشقائنا الفلسطينيين وتجويعهم .. إلى هذا الحد وصل التصهين والأمركة.. وإلى هذا الحد وصلت محاولات أنيس منصور وأمثاله في الدس والوقيعة والتحريض، لصرفنا عن خطر العدو الصهيوني على أمن مصر، وتحويل «حماس» وسوريا وإيران و«حزب الله»، إلى عدو بديل لعدونا الحقيقي المسمى «إسرائيل» .. وسعياً إلى ذلك الهدف المفضوح، وإمعاناً في الدس والوقيعة، قرأ أنيس منصور «الكف» ثانياً، وقال على صفحات جريدة «الأهرام» في 7/3/2006: («حماس» ترى أن مصر هي دولة الخيانة للعرب) دون أن يحترم عقل القراء ويذكر لهم طبعاً ما دليله على هذا الادعاء الصهيوني المشبوه، وما الكتب أو المجلات أو التصريحات أو المراجع عموماً التي يستند إليها أنيس منصور وهو يجزم قائلاً : («حماس» ترى أن مصر هي دولة الخيانة للعرب).

أعرف أن أنيس منصور، مثل كل أبواق الصهاينة، ليست مهمته سوى «البغبغة» بدعاوى وأكاذيب بعينها .. ولهذا نجد معظم كتاباته واتهاماته للآخرين لا تزيد عن نكت وحواديت وكلام مرسل، يخلو من أي تحقيق أو توثيق أو إشارة إلى مصدر أو مرجع محدد .. لكن المخزي أن يصل به الحال في أداء مهمته المفضوحة إلى حد أن يكذّب نفسه بنفسه .. وإليكم سريعاً أحد الأدلة.

على صفحات جريدة «الأهرام» .. وتحديداً، في 9/ 9/1989 كتب أنيس منصور نصاً : (الفلسطينيون لا يريدون حلاً لقضيتهم، ويسعدهم البكاء والعويل وبيع دموعهم في سوق النخاسة السياسية، مثلما باعوا أرضهم زمان لليهود) هكذا ببساطة «يبغبغ» أنيس منصور بأكاذيب الصهاينة ويروجها .. نسي أنه هو نفسه على صفحة (65) من كتابه القديم «وجع في قلب «إسرائيل»» سبق أن نفى هذه الأكذوبة الصهيونية المفضوحة، وقال نصاً : (اليهود سرقوا واغتصبوا أرض فلسطين بالقوة) .. فأي القولين نصدق؟

[**من أول السطر :*]

والأوقح من كل ما سبق .. هو أن أنيس منصور إن لم يخجل من أن يعرب عن ضيقه بفرحة المصريين واحتفالاتهم السنوية بنصر أكتوبر المجيد، ولم يخجل من أن يعرب عن ذلك الضيق صراحة في أكثر من مقال وأكثر من حديث، منها ذلك الحديث الفضيحة الذي أدلى به أنيس للصحافي «الإسرائيلي» «ناحوم بارنباع» والذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» «الإسرائيلية» في الثامن من أكتوبر عام 2003 ونقلاً عن موقع «إيلاف» الإلكتروني لم يستطع أنيس منصور في ذلك الحديث أن يخفي ضيقه بحالة الفخر والفرح واحتفال المصريين بانتصارهم على أصدقائه «الإسرائيليين» في أكتوبر من كل عام، وقال نصاً للصحافي «الإسرائيلي» : (سئمنا هذه الاحتفالات .. وأصبح من الضروري إيقافها نهائياً .. كل المذكرات كتبت .. وكل الكلام قيل، وحان الوقت للانشغال بقضايا أهم مثل البطالة والفساد وإعالة البطون الجائعة).. أما التغني قبل الأكل وبعده، بهزيمتنا أمام «الإسرائيليين» عام 1967 فلم يمله، ولم يسأمه أنيس منصور وأمثاله من المصريين الصهاينة .. وكأن هؤلاء الذين يركبون الموجة في كل «هوجة» وفي كل عصر من أبواق الصهاينة والأمريكان في مصر .. كأنهم يريدون لنا أن نظل دائماً أسرى للشعور بالهزيمة مدى الحياة .. وباسم الواقعية، والعقلانية، والتدليس إياه، يسعون دائماً وبلا حياء، إلى تكريس الشعور بالخنوع والهزيمة في نفوسنا جميعاً بلا استثناء .. وأبسط دليل على ذلك، هو أسطوانة «خمسة يونية» التي نسمعها من هؤلاء المرتزقة قبل الأكل وبعده .. وبدليل، أنهم لا يتذكرون من «كل» تاريخ عبد الناصر سوى الخامس من يونية، ولا يحتفلون سنوياً إلا فقط بذكرى ذلك اليوم الذي قامت فيه «إسرائيل» بشن عدوان غادر على العرب، في الخامس من يونية عام 1967 وهو العدوان الذي يحرص هؤلاء المتصهينون على تسميته (هزيمة) خمسة يونية، وليس (عدوان) خمسة يونية، حتى يرسخوا في أذهان كل الأجيال أن «إسرائيل» (هزمتنا) بدلاً من أن نتذكر أنها اعتدت علينا، ويحتمل أن تعاود هذا العدوان ثانياً، فنستعد جيداً لمجابهة هذا العدوان المحتمل في أي وقت، والفاضح أيضاً هو أن أنيس منصور وأمثاله، ممن يروجون (لثقافة الهزيمة) يحتفلون سنوياً بخمسة يونية فقط، رغم أن شهر يونية نفسه به أيام عديدة مجيدة، وتستحق أن نحتفل بها حقاً وأن نستلهمها، وأن نجعلها دائماً حية في ذاكرة الأجيال ومن بين هذه الأيام على سبيل المثال، يوم (18 يونية) عام 1956 وهو اليوم الذي نجح فيه عبد الناصر ورفاقه في طرد قوات المحتل البريطاني من «كل» مصر وليس من سيناء فقط، بعد (74) عاماً من التبعية والاحتلال .. لكن الذين يستعذبون الشعور بالدونية، دعاة (ثقافة الهزيمة) والتبعية، يتناسون ذلك دائماً ويغمسون أقلامهم وألسنتهم سنوياً في «حبر» العجز والخنوع، ويتسابقون معاً إلى الركوع، وإلى مشاركة أسيادهم «الإسرائيليين»، في الاحتفال الذي يقيمونه سنوياً لتذكير العرب «بهزيمتهم» من «إسرائيل» في 5 يونيه عام 1967 وكأن ألمانيا، أو بولندا، أو اليابان، أو فرنسا، أو أمريكا، أو «إسرائيل» نفسها، لم تشرب هي الأخرى من كأس الهزيمة في الحرب .. الفارق الوحيد، كما يقول وولفجانج شيفلبوش في كتابه المعنون «ثقافة الهزيمة» .. هو أن الشعوب الأوروبية : (لم تسمح للهزيمة بأن تتحول إلى ثقافة عامة) وأن المثقفين الوطنيين في بلدان أوروبا، وفقاً لنفس الكتاب، عملوا بإخلاص على : (عدم استبقاء شعوبهم أسرى لثقافة الهزيمة) .. حتى «إسرائيل» نفسها، حينما هزمناها في السادس من أكتوبر عام 1973 تعمدت أن تسمي هزيمتها (بالتقصير) مثلما جاء في تقرير لجنة «إجرانات» التي حققت في أسباب هذه الهزيمة .. وتعمدت «إسرائيل» أيضاً أن تسمي هزيمة شارون وانسحابه من قطاع غزة أمام ضربات الفدائيين الفلسطينيين (بالانسحاب الأحادي) .. وكذلك هزيمتها المدوية أمام «حزب الله» في جنوب لبنان، أسماها تقرير «لجنة فينوغراد» (بالفشل والإخفاق) .. أما نحن، فمازال بيننا أبواق تردد تلك الأسطوانة المشبوهة المسماة (هزيمة 5 يونية) بدلاً من أن تقول (عدوان 5 يونية) الذي يجب ألا ننساه .. ومازال أنيس منصور يتصدر قائمة هؤلاء الأبواق في مصر، الذين يغيرون جلودهم، ويركبون الموجة في كل هوجة وفي كل عصر .. وإذا كنت لا تصدق، إليك عينة سريعة من آراء أنيس منصور السابقة في اليهود و«إسرائيل» وفي الخطر الصهيوني على مصر .. اقرأها جيداً، وقارنها بما يكتبه أنيس منصور حالياً.

[**من أول السطر :*]

المتحدث الرسمي السابق باسم السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة واسمه إسحاق موشيه، له كتاب عنوانه «مصر في قلبي» صدر عام 1994 باللغة العربية عن وزارة الثقافة «الإسرائيلية».

وفي هذا الكتاب فضح إسحاق موشيه عدداً من المصريين الصهاينة بالاسم، قال إنه تعرف إليهم وتعامل معهم، وأكلوا وشربوا في بيته، وزاروا «إسرائيل» أو سفارتها في القاهرة .. وفي هذا الكتاب، وعلى مدى خمس صفحات متتالية، تبدأ من صفحة (31) بالإضافة إلى ثلاث صفحات أخرى متفرقة هي صفحة (69) وصفحة (164) وصفحة (172) على مدى هذه الصفحات الثمانية .. فضح إسحاق موشيه بعضاً من حقيقة أنيس منصور ووصفه بصفات عديدة مخزية أقلها أنه : (فرن يغلي بالنكت والمعلومات التي لا ضابط لها) .. وعلى صفحة (32) من نفس الكتاب قال المسئول «الإسرائيلي» إسحاق موشيه : (في أحد الأيام سألت أنيس منصور عن كتابه «الحائط والدموع» وكذلك عن كتابه «وجع في قلب «إسرائيل»» ولماذا كتبهما) .. فهل تعرف السبب الذي جعل المسئول «الإسرائيلي» يسأل أنيس منصور عن هذين الكتابين بالذات؟ وهل تعرف أن أنيس منصور الذي يتغزل حالياً في «الإسرائيليين»، ويصدعنا يومياً بالكلام عن السلام والتسامح ومعاداة السامية، أعرب في هذين الكتابين عن احتقاره الشديد «لليهود» .. نعم اليهود وليس «الإسرائيليين» .. ووصفهم جميعاً بأوصاف عنصرية، منها ما كتبه على صفحة (73) من كتابه «الحائط والدموع» قائلاً بالحرف : (اليهود كلاب، وحقراء، وسفلة، وحثالة البشر) .. أما لماذا اليهود جميعاً، وليس فقط «الإسرائيليون» الذين يحتلون الأراضي العربية؟ فكما أشرت في حلقة سابقة، وكما جاء في صفحة (58) من نفس كتابه «الحائط والدموع» يقول أنيس منصور نصاً : (لأن كل يهودي يعتبر «إسرائيلياً»، بمقتضي قانون العودة إلى «إسرائيل» الذي ينص صراحة على أن كل يهودي في أي مكان في العالم هو «إسرائيلي» الجنسية، وفي استطاعته أن يكتسب الجنسية «الإسرائيلية» إذا طلبها، وليس من الضروري أن يسافر إلى «إسرائيل» ليحصل على جنسيتها، ولأن اليهودي «إسرائيلي» في أي مكان، فالواجب عليه أن يدفع الضريبة المطلوبة منه دائماً دعماً لـ «إسرائيل»، والواجب علينا أن نلعنه، وأن نقاطعه، وألا نفرق بين «الإسرائيلي» وبين من يدعم «إسرائيل»، حتى لو لم يكن يهودياً) ..

وعلى صفحة (15) من نفس كتابه «الحائط والدموع» يقول أنيس منصور أيضاً : (اليهود كذابون .. وقد كذبوا .. ومازالوا يكذبون على العالم بأنفسهم وبأقلامهم، وبأقلام غيرهم من الصحافيين والسياسيين والكتاب الذين يدعمون «إسرائيل»، ويؤيدون الصهيونية واغتصاب فلسطين وطرد أهلها بالقوة). .. وعلى صفحة (37) يقول أنيس منصور أيضاً : (هؤلاء اليهود في «إسرائيل»، هم جنود مرتزقة، فليست هذه بلادهم وليس هذا وطنهم) ويقول أيضاً على صفحة (31) من نفس «الحائط والدموع» : (أشهر أعمال الجاسوسية والخيانة الوطنية في التاريخ قام بها اليهود) .. وعلى صفحة (50) من نفس كتاب «الحائط والدموع» يقول أنيس منصور أيضاً : (لا يهمنا ألوان اليهود .. ولكن خطرهم الصهيوني هو الذي يجب أن يهمنا، وهو الذي يجب أن نستعد له، وألا نتجاهله، وألا نغفل عنه أبداً) .. أما كتابه «وجع في قلب «إسرائيل»» فيبدأه أنيس منصور بفصل عنوانه «الصهيونية عنصرية» وعلى صفحة (11) من ذلك الفصل، يقول أنيس منصور نصاً : (لا يملك العالم كله إلا أن يلعن اليهود .. ذلك لأنهم يؤلبون الناس، ويقلبون المواجع، ويهزون الأمن الدولي والسلام القومي، ويقدمون للناس الجنس والدعارة والمؤامرات الخفية، مقابل الشرف والقيم الأخلاقية والدينية .. إنهم يهدمون المجتمعات ودائماً يطعنون الأيدي التي امتدت إليهم .. وعلى صفحة (63) من نفس كتابه «وجع في قلب «إسرائيل»» يقول أنيس منصور نصاً : («إسرائيل» ليس لها خريطة أو حدود رسمية حتى الآن .. «إسرائيل» حدودها مفتوحة .. هم لا يردونها محددة، لأن أطماع «الإسرائيليين» لم تقف عند أي حدود بعد .. إنهم يريدون أن يحتالوا، وأن يساوموا، وأن يسرقوا، وليس صحيحاً أنهم يريدون سلاماً أو تعايشاً مع العرب) .. وعلى صفحة (65) من نفس «وجع في قلب «إسرائيل»» قال أنيس منصور أيضاً : (إذا كان اليهود قد سرقوا واغتصبوا أرض فلسطين بالقوة، فإن هذه الأرض أكبر من كل أطماع اليهود، بل إن اليهود لم يكن من أحلامهم أول الأمر أن تكون لهم فلسطين، فقد كانوا يحلمون بأي أرض وفي أي موقع .. فلما سرقوا فلسطين، راحوا أيضاً يبكون لأنهم لا يملكون الأرض العربية من النيل إلى الفرات). ..

وعلى صفحة (196) من نفس الكتاب، يقول أنيس منصور نصاً : (الشيء الوحيد الذي تحقق في ما بعد كارثة عام 1967 هو عقد اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 وهذه الاتفاقية لم تؤد إلى سلام دائم وحقيقي بين مصر و«إسرائيل» وإنما ضاعفت سوء الظن والمرارة بين الجميع، وهي لا شك أدت إلى اغتيال الرئيس السادات) .. وعلى صفحة (152) من نفس الكتاب، يقول أنيس منصور نصاً : (حربنا مع «إسرائيل» حرب ضد كيان توسعي عنصري مجنون .. كيان إرهابي يشن باستمرار حروباً توسعية ضد الدول العربية) .. وفي النهاية، يقول أنيس منصور أيضاً على صفحة (60) من كتابه «الحائط والدموع» : («إسرائيل» لن تتوقف عن التوسع وسوف تتوسع وتتوسع، كلما أعطيناها الفرصة .. ويجب أن نقاطعها وأن نطردها من فلسطين بالقوة، ويجب ألا ننسى أبداً أن «إسرائيل» ليست جادة في التعايش السلمي ولا في السلام، وليست جادة في حقن الدماء في «الشرق الأوسط»، ولا في العالم كله) .. وبعد كل ذلك يهرول أنيس منصور وأمثاله نحو التطبيع مع «إسرائيل».

[**طالب «حماس» بعد فوزها بالانتخابات بالاعتراف بـ «إسرائيل»*]

فور إعلان فوز «حماس» في الانتخابات التي جرت في 26/1/2006 وراقبها الأوروبيون والأمريكان وشهدوا بنزاهتها .. فور إعلان فوز «حماس»، سارع أنيس منصور قبل غيره من الأبواق، بترديد إملاءات وتهديدات «إسرائيل» لـ «حماس» بالحصار والمقاطعة .. وبدلاً من أن يطالب أنيس منصور باحترام إرادة الناخب الفلسطيني، وعدم معاقبته على اختياراته بالحصار والتجويع، كتب على صفحات جريدة «الأهرام» في السبت 18/2/2006 قائلاً : (مطلوب من «حماس» أن تقول نعم ثلاث مرات .. نعم للاعتراف بـ «إسرائيل» .. ونعم لوقف العنف .. ونعم لاحترام كل الاتفاقيات الدولية .. وإلا فسوف تقوم «إسرائيل» بالتضييق على فلسطين وحصارها، وسوف تجمد أموال الفلسطينيين، وتضغط أمريكا والدول الأوروبية على الفلسطينيين، وسيجد الرئيس محمود عبّاس نفسه مضطراً إلى حل حكومة «حماس» أو إقالتها) وهو ما حدث بالفعل.

أما حكومة «إسرائيل»، فقد كتب أنيس منصور في الثلاثاء 7/4/2009 يقول : (سواء كانت حكومة «إسرائيل» برياسة نتنياهو، أو برياسة ليفني.. فهذا شأنهم في «إسرائيل»، وعلينا أن نتفاهم ونتعامل مع الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة، ولا نقاطعها) تخيلوا.

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية، وينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2165415

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165415 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010