الاثنين 24 أيار (مايو) 2010

أوجاع النكبة متى تنتهي ..؟!

الاثنين 24 أيار (مايو) 2010 par خالد معاني

النكبة وفي ذكراها الثانية والستين؛ لا يتوقف وجعها لحوالي سبعة ملايين فلسطيني هم من اللاجئين، ويضاف إليهم خمسة ملايين آخرين من الشعب الفلسطيني. فالوجع والألم واحد للفلسطينيين أينما باتوا وحلوا وشتتوا في المنافي.

أن يشاك الإنسان العادي شوكة صغيرة تؤلمه وتوجعه؛ يبقى لا يهدأ له بال؛ ويواصل البحث عن الخلاص منها. لكن أن ينتكب في أرضه وفضائه وذكرياته، وما أحب من هواء وماء وتراب وأطلال؛ فتلك مصيبة لا تعدلها مصيبة أخرى؛ تستلزم البحث عن كل الطرق والوسائل المشروعة للتخلص من هذا الوجع الأكبر.

عذابات اللاجئين تتجدد في الضفة وغزة والقدس وال48 والشتات، وسط التدمير والخراب المتواصل والقتل بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وكأنه لا يكفي الاحتلال ما أحله باللاجئين قبل 62 عاما من قتل للأطفال واغتصاب للنساء وتدمير للبيوت على رؤوس أصحابها؛ بل ويريد أن لا يراهم على وجه البسيطة.

دول الغرب خططت لزرع دولة الاحتلال في قلب العالم العربي والإسلامي كي تبقيه في حالة استنزاف تعطل نموه وتطوره، وحتى اللحظة نجح في ذلك؛ ولكن في المستقبل تشير المعطيات الحالية الى أن دولة الاحتلال باتت عبئ على الغرب بفعل سياساته العدوانية وقرعها للحروب بشكل متواصل، بل وصارت عبئ عن الآمن القومي الأمريكي ذاته، فالتبدل سنة كونية مستمرة.

أن تَنسى الأجيال ما حَدث لآبائهم؛ من بقر لبطون الحوامل، ومن طرق لرؤوس الأطفال بالمطارق وذبحهم في مجازر النكبة عام 48 في إرهاب تتأفف منه حتى الشياطين؛ فشل فيه الاحتلال فشلا ذريعا، فالآباء يموتون والأبناء والأحفاد يواصلون مشوار حق العودة والتحرير - رغم بطئه - ولا ينسون.

62 عاما من عمر النكبة، مدة زمنية طويلة وقاسية كانت كفيلة أن تشطب القضية الفلسطينية؛ بذوبان اللاجئين في الشتات، وحكم ذاتي للضفة والقطاع؛ بحكم أن القوي يفرض شروطه وبرامجه؛ إلا أن كل هذا لم يحصل بفضل وعي وتضحيات الفلسطينيين.

الاحتلال قوي بمعداته وآلياته وغطرسته هذا صحيح؛ لكنه ضعيف بمنطقه وبأخلاقه، ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية تبقيه على الأرض الفلسطينية. ولذلك يسعى جاهدا لإطالة عمر احتلاله بالبطش وفرض الوقائع على الأرض، متصورا أن القوة هي كل شيء؛ فيقوم وبالقوة بتغيير أسماء القرى والمدن ويزرع المستوطنات الفلسطينية، كما نادى به مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897. لكن ما حققه الاحتلال من انجازات وهمية لكيانه ما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تزول، وهذا يقوله كبار مفكريهم لأسباب يعرفونها جيدا.

صحيح أن الاحتلال قد نجح وبمعاونة وتواطأ بريطانيا في زرع وإقامة دولته؛ إلا انه لم ينجح في زرع ثقافة الهزيمة والاستسلام والقبول به؛ كونه جسم غريب كالشوكة الغريبة تدخل الجسد فلا يرتاح إلا بعد نزعها.

المشروع الغربي الذي زرع ما يسمى بدولة “اسرائيل” في غفوة من العرب والمسلمين؛ انقلب وبالا على الغرب ومصدر إزعاج دائم له، فلم يعد العالم يتقبل فكرة وجود جسم غريب في جسد أهم واخطر وأقدس بقعة في العالم.

العالم لا يحترم من لا يحترم نفسه، ولا يعترف بالضعفاء الذين لا يتعظون من نكبتهم؛ التي توجع وتؤلم كل حر وشريف في العالم.

الحق بحاجة للقوة. القوة تكون أكثر وأكبر تأثيرا عندما تكون موحدة، وتقوم على رؤى واضحة وذات أخلاق عالية. الاحتلال يملك قوة متغطرسة فانية كونها دون حق ودون أخلاق، واللاجئون يملكون الحق بالعودة، وتنقصهم القوة في المرحلة الحالية؛ وبالتالي هم سيعودون. فالحق معهم، والقوة تتبدل ولا تدوم حتى النهاية. والعودة باتت أقرب؛ بفعل تحولات وتغييرات إقليمية وعالمية تلوح في الأفق.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 88 / 2165700

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165700 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010