الأربعاء 1 حزيران (يونيو) 2011

فلسطينيو سوريا في حوران والساحل : عين على فلسطين وعين على سوريا

الأربعاء 1 حزيران (يونيو) 2011 par علي بدوان

يتابع الشعب الفلسطيني عامة، وفلسطينيو سوريا خاصة الأحداث الجارية في سوريا وقلوبهم معلقة ومشدودة بالحرص الكبير على سوريا العربية وموقعها المتقدم في الصراع مع العدو «الإسرائيلي»، فيما عيونهم ترقب الأحداث بتمعن وتفحص مسؤول مستبشرين بالأمل المعقود على الشعب العربي السوري، من أجل عبور المرحلة الصعبة التي تمر بها سوريا بنجاح.

كما يتابع فلسطينيو سوريا تلك الأحداث بروح حريصة على سوريا، كوطن وشعب وموحد، وعلى دور سوريا التاريخي كرافعة للنضال الوطني الفلسطيني، فقد انطلقت الشرارات الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة من قلب سوريا، ومن بين التجمعات الفلسطينية على أرضها بدعم وإسناد كامل منها، وهو ما مكنها من الاستمرار والتعاظم وصولاً إلى امتلاك الشعب الفلسطيني زمام المبادرة، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وقواه الفدائية المقاتلة منذ أن أصبحت المنظمة تحت قيادة ائتلاف الفصائل الفدائية منذ شباط/فبراير 1968.

وفي إطار الأحداث التي جرت مؤخراً في سوريا، سلطت بعض وسائل الإعلام الضوء على اللاجئين الفلسطينيين في منطقة حوران عموماً وفي مخيم درعا خصوصاً، وفي مخيم الرمل الكائن في مدينة اللاذقية، مدعية وجود أدوار معينة للاجئين الفلسطينيين تجاه ما يجري في سوريا. وهو أمر نفته جميع الفصائل الفلسطينية، التي أكدت أن الموقف الفلسطيني تجاه ما يجري على أرض سوريا العربية هو موقف «الحياد الايجابي» الذي ينطلق من أهمية الحفاظ على الخط السياسي الوطني والقومي الذي تنتهجه سوريا، ورفض المساس الخارجي بها، كما في ضرورة تلبية المطالب المحقة للشعب السوري، مع التمييز بين مطالب محقة وأعمال تدميرية تجري بحق البلد تحت عناوين الإصلاح.

وما يهمنا في هذا المجال، هو إلقاء نظرة على حال اللاجئين الفلسطينيين في منطقة حوران ومخيم درعا، وفي مخيم الرمل في مدينة اللاذقية، حيث جرى زج اسم الفلسطينيين بالتفاعلات التي حصلت في تلك المنطقتين، ليتبين أن الفلسطينيين لم ولن يكونوا أدوات مؤذية في الداخل السوري، بل سيبقون على الدوام أمناء وأوفياء للبلد الذي احتضنهم وعاملهم بالمثل معاملة المواطن السوري، كما سيبقون أمناء وأوفياء للشعب السوري الكريم الذي قدم الغالي والرخيص من أجل قضية فلسطين التي تعتبر من وجهته قضية العرب الأولى.

[**الفلسطينيون في حوران*]

إن أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين منذ عام النكبة في سوريا يقارب نصف مليون لاجئ فلسطيني تضاف إليهم أعداد تراوح بين (100 إلى 125) ألف فلسطيني من حملة الوثائق المصرية واللبنانية ومن الضفة الغربية، ليصبح مجموع الفلسطينيين في سوريا نحو (625) ألف مواطن، تتركز غالبيتهم في منطقة دمشق وريفها، حيث يقيم (29%) منهم داخل المدن وخاصة في مدينة دمشق وأحيائها المختلفة، والنسبة الأكبر (71%) تقيم داخل التجمعات الفلسطينية المسماة بـ (المخيمات) بما في ذلك مخيم اليرموك، علماً بأن مخيم اليرموك في حقيقة الحال أصبح جزءاً إدارياً تابعاً بالكامل لمدينة دمشق، ولا يصنف في تعداد المخيمات بالنسبة لوكالة الأونروا، علماً بأن الوكالة تقدم لأبناء المخيم كل خدماتها المعروفة، خصوصاً في جانبها التعليمي والصحي.

أما في منطقة حوران ومحافظة درعا جنوب سوريا، فيقطن فيها نحو (7,2%) تقريباً من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بلغت أعداهم (22981) مع نهاية العام 2002، حيث يتركزون في مخيم درعا وسط المدينة (بقسميه القديم والجديد)، فيما تتوزع عدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران في (المزيريب، الطبريات، تل شهاب، جاسم، جلين، داعل، عابدين، كفر ناسج، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، الصنمين، هرير، نوى، سحم الجولان، الشيخ سعد، الحارة، بصرى الشام، النعيمة، أم الميادين، صيدا، الغارية الشرقية، الغارية الغربية، طفس ...) حيث يعيش أكثر من (10,500) لاجئ فلسطيني في تلك القرى والبلدات. وقد زادت الأعداد حتى باتت اليوم مع نهاية العام 2010 تقارب (35) ألف لاجئ فلسطيني. ويضاف إلى ذلك وجود استقرار أربع وعشرين عائلة فلسطينية من فلسطينيي العراق قدمت إلى درعا، للإقامة بجوار أقاربها الذين يعودون إلى بلدتي اجزم وجبع، فضلاً عن وجود ما يقارب من (5000) مواطن فلسطيني من أبناء قطاع غزة من حملة الوثائق المصرية، ومن أبناء الضفة الغربية. وبذا فإن أعداد الفلسطينيين في منطقة حوران تقارب الـ (45) الف مواطن فلسطيني.

ومن المعلوم، أن موجات قدوم الفلسطينيين إلى درعا وحوران، تمت على دفعتين، واحدة في عام 1948 والثانية في العام 1967 وقد ضمت اللاجئين الفلسطينيين من الذين كانوا مستقرين في الجولان السوري بعيد نكبة العام 1948 في مناطق : مدينة الحمة وقراها ومحيطها، فيق، خسفين، الجوخدار، الخشنية، النقيب، كفر حارب، عين زيوان، القنيطرة، عين مأمون، العال، والمناطق المطلة على بحيرة طبرية.

وقد تم تأسيس القسم الأقدم من مخيم درعا، والذي يجاور مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية في عامي (1950-1951) من أجل إيواء اللاجئين من الأجزاء الشمالية والشرقية من فلسطين في أعقاب نكبة العام 1948.

أما المخيم الجديد فهو بجانب المخيم القديم وقد أصبح جزءاً منه، وقد تم تأسيسه في عام 1967 من أجل إيواء نحو (4,200) لاجئ فلسطيني أجبروا على ترك محافظة القنيطرة في الجولان في أعقاب حرب العام 1967.

وتقدّم وكالة الأونروا كل الخدمات للاجئين الفلسطينيين في منطقة حوران، خصوصاً في جوانبها الثلاثة : التعليمية، والصحية، وخدمات الإغاثة الاجتماعية وشبكة الأمان الاجتماعي كالإقراض الصغير، حيث تدير الوكالة (11) مدرسة ابتدائية وإعدادية، وعيادتين صحيتين ومركزين لخدمة المجتمع المحلي ومركزاً واحداً للشباب. وتدير الأونروا أيضاً خمس مدارس ومركزاً صحياً في قريتي جلين ومزيريب.

ويعود اللاجئون الفلسطينيون في مخيم درعا ومناطق حوران المختلفة في أصولهم الفلسطينية إلى مدينة طبرية وقضائها أساساً، والى قرى قضاء صفد، وبعض قرى قضاء حيفا وغور بيسان والأغوار الشمالية، مثل: اجزم، جبع، عين غزال، عين حوض، أم الزينات، جب يوسف، الحسينية، الخالصة، لوبية، خربة الدوير، خربة المنطار، الخصاص، خيام وليد، طوبا الزنغرية، الزوق، الصالحية، عرب الشمالنة، القديرية، المطلة، القيطية، مغار الخيط، الحولة، جاحولة، الملاحة، الزوية، المنصورة، حمام طوبا، الناعمة، الدردارة، البوزية، الدفنه، الدكة، منصورة الخيط، كراد الغنامة، كراد البقارة، الوعرة السوداء، سمخ، عرب السمكية، الشجرة، الطابغة، عولم، كفر سبت، ديشوم، معذر، ناصر الدين، نمرين، النقيب، وادي الحمام، غوير طبريا، السمرة، سرجونيا، النقيب العربية، تلحوم، المنصورة، سيبانة، جسر المجامع، المغار ...

[**الفلسطينيون في الساحل السوري*]

يتواجد اللاجئون الفلسطينيون في مناطق الساحل السوري ضمن تجمع خاص بهم هو (مخيم الرمل) في مدينة اللاذقية، إضافة لانتشار أعداد متفرقة لعائلات منهم هنا وهناك، في مدينة جبلة، وبانياس، وطرطوس، وعدة عائلات تقيم في جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس تعمل في أعمال البحر قبل الخروج من فلسطين والى حينه (الصيد ، بناء السفن ..). وتبلغ نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الساحل السوري بحدود تقارب (3,5%) من أعداد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

أما مخيم الرمل كما يطلق عليه العامة، وذلك لوقوعه في منطقة تسمى الرمل الشمالي في قلب مدينة اللاذقية، فقد تشكل بداية اللجوء الفلسطيني بمنطقة الكورنيش الجنوبي للمدينة من أفواج اللاجئين الفلسطينيين الذي قدموا إلى سوريا ولبنان عبر السفن التي أقلتهم من حيفا ويافا وعكا إلى بيروت، ومن ثم انتقل موقع المخيم إلى منطقة الرمل الشمالي (منطقة عين الماء) جنوب المدينة والى الخلف من محطة القطار على شاطئ البحر، ليصبح اسمه في ما بعد مخيم الرمل الفلسطيني. كما يطلق عليه سكانه اسم (مخيم العائدين).

أنشئ المخيم عام 1952 على أراض مستملكة لصالح الهيئة العامة للاجئين العرب الفلسطينيين على العقار رقم 1140 بمرسوم لاحق حمل الرقم 2316.

تبلغ مساحة المخيم (220000م مربع) تقريباً، وليس فيه سوى شارع رئيسي واحد يسمى شارع البحر أو طريق البحر، وهو من المخيمات التي لا تعترف بها وكالة الغوث وتعتبره تجمعاً فلسطينياً لكنها تقدم له كل الخدمات التعليمية وخدمات الصحة والإغاثة الاجتماعية، حيث تدير وكالة الأونروا أربع مدارس إعدادية وابتدائية في المخيم هي: مدرسة جبع، مدرسة عتليت، مدرسة الخيرية، مدرسة مجد الكروم.

كما تدير الأونروا مستوصفاً صحياً تابعاً لها، إضافة لوجود مركز للهلال الأحمر الفلسطيني.

كما تشرف على الأعمال والنشاطات في المخيم دائرة اللاجئين العرب الفلسطينيين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا والتي يرأسها الفلسطيني على مصطفى المدير العام لمؤسسة اللاجئين. وتتنوع مهن سكان المخيم وتتصدرها مهنة الصيد البحري التي نقل فنونها اللاجئون الفلسطينيون من حيفا ويافا إلى أبناء الساحل السوري في اللاذقية وجزيرة أرواد قبالة مدينة طرطوس، حيث تعود أصول غالبيتهم إلى المدينتين، وقد ترأس عدد من الفلسطينيين أكثر من مرة نقابة عمال الصيد البحري في الساحل السوري.

يعد مخيم الرمل والتجمعات الفلسطينية في الساحل السوري مركزاً مهماً للنشاطات الفلسطينية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية المختلفة والمراكز الشعبية الفلسطينية. وقد قدم مخيم الرمل العشرات من أبنائه في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة وفي مختلف محطاتها من الأردن إلى لبنان.

ويعود اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وفي مختلف مناطق الساحل السوري إلى مدينتي حيفا ويافا بشكل رئيسي، والى قرى وبلدات قضاء حيفا وقضاء عكا والناصرة، مثل: اجزم، جبع، الطنطورة، كفرلام، الصرفند، البروة، أم الفرج، الزيب، عين غزال، الياجور، عتليت، الفريديس، السنديانة، البروة، عمقا، النهر، فراضية، دبورية، اكسال ... وهناك بضع عائلات فلسطينية من أبناء قطاع غزة ومن حملة الوثيقة المصرية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2165435

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165435 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010