دبابات الجيش المصري كانت وسط المتظاهرين في ميدان التحرير وشوارع القاهرة وباقي المدن المصرية دون أن تسجل مواجهة واحدة معهم، أو مجرد مخالفة بحقهم. غير ذلك، فقد نجحت إلى حد بعيد في حماية المتظاهرين من بطش أفراد وضباط الأمن الداخلي. وذلك في ذات الوقت الذي كانت فيه قيادة الجيش تبحث فيما يؤمن سلامة وسيادة الوطن وحقوق الشعب، وهو الأمر الذي انتهى بإسقاط حسني مبارك ونظامه، وتولي زمام الأمور انتقالياً حتى إجراء الانتخابات، وكل ذلك في إطار الانتصار للشعب وتحقيق مطالبه وصون حقوقه، إذ يدركون أن الجيش أساساً من الشعب، وهو له، وليس في مواجهته بأي حال من الأحوال.
لقد حصلت مصر على دباباتها وأسلحة جيشها بثمن من عرق ودم الشعب، وهي على هذا الأساس إنما هي من أجل مصر وشعبها، ومن أجل استخدامها ضد العدو وليس صدور المصريين. وليس أيضاً من أجل حماية نظام مبارك.
الدبابات السورية تحاصر المدن وتجتاحها، ويجري استخدامها ضد المتظاهرين أيضاً، وهي على هذا الحال لا تكون مثل الدبابات المصرية التي نالت شرفاً إضافياً على دورها، حاكته وساماً على صدور أبناء الجيش المصري.
دخول الدبابات ضد الشعب لا يمنحها شرفاً وحمايتها للنظام ليس دورها، ولو أنها كذلك لرأيناه في مصر.
كنا وسنظل مع سوريا وجيشها طالما هم في مواجهة العدو «الإسرائيلي» وإلى جانب المقاومة، وكذا مع الشعب السوري في الأحوال كافة. وهذه دعوة لعودة الدبابات إلى الواجهات الحدودية مع الجولان وفلسطين، والجيش إلى الثكنات ليظل على قاعدة الإيمان بمعركة التحرير.
العدو «الإسرائيلي» هو المستفيد مما يجري من أحداث مؤسفة في سوريا، ويسعى من خلالها لفكفكة مربع المقاومة، وواجب المسؤولية القومية وشرف الأمانة يدعوان للإصغاء إلى صوت العقل، فليس معقولاً الاستمرار في مواجهة الشعب، وترك العدو «الإسرائيلي» منتشياً على ما يراق من دم.