الثلاثاء 31 أيار (مايو) 2011

الزحف إلى القدس في ذكرى النكسة

الثلاثاء 31 أيار (مايو) 2011

يستعد الفلسطينيون للزحف إلى مدينة القدس، في الخامس من يونيو/ حزيران ذكرى هزيمة عام 1967 التي احتلت بسببها «إسرائيل» الضفة الغربية وقطاع غزة وسقطت خلالها مدينة القدس كاملة، مما أخضعها منذ ذلك الحين لأوسع عملية تهويد غيرت معالمها الثقافية والحضارية والبشرية.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله بالضفة أمس الاثنين إلى مسيرات حاشدة على طول خطوط مناطق التماس والحواجز والأراضي التي يمر بها الاستيطان والجدار، مشيرة إلى أن النشاط الرئيسي سيكون بالتوجه إلى حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس المحتلة.

ودعت رابطة الشباب المسلم في الضفة إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال في ذكرى النكسة، والمشاركة في المسيرات نحو القدس تحت عنوان «اليوم هو يوم التحرير، وإلى القدس المسير».

وأطلقت الرابطة في بيان لها اسم «جمعة البيعة للأقصى» على الثالث من يونيو/ حزيران، وستنظم فيه وقفات غضب في المسجد الأقصى والمساجد المركزية بمدن الضفة تمهيداً للسير نحو القدس الأحد المقبل.

[**سقوط رهان المفاوضات*]

وقال القيادي بالمبادرة الوطنية الفلسطينية صلاح الخواجا إن فعاليات إحياء ذكرى النكسة ستبدأ الجمعة وتستمر بالقرى المواجهة لجدار الفصل العنصري، وصولاً إلى المسيرات المركزية باتجاه القدس الأحد الموافق الخامس من يونيو/ حزيران، بالتزامن مع فعاليات بقطاع غزة ومخيمات الشتات.

وقال الخواجا لـ «لجزيرة نت» إن المسيرات نحو القدس تأتي بعد سقوط الرهان على الدور الأميركي الراعي لعملية السلام وعلى مفاوضات الحل السلمي، وبعد وصول الفلسطينيين إلى قناعة بضرورة الرهان على أنفسهم ومقاومتهم فقط.

وشدد على أن المأساة التي يعيشها سكان القدس وعزلها عن امتدادها الجغرافي الفلسطيني مغيبة في الخطاب السياسي الدولي والعربي، دون أن يدرك العالم حجم الانتهاكات «الإسرائيلية» هناك.

وأشار الخواجا إلى ما تداولته التقارير مؤخراً عن إنفاق الحكومات «الإسرائيلية» ورجال الأعمال اليهود نحو ثلاثمائة مليار دولار على الاستيطان والسيطرة على القدس، مقابل ستين إلى سبعين مليون دولار هي كل الدعم العربي للمدينة منذ احتلال ما تبقى منها عام 1967.

ويهدف الزحف إلى القدس - وفق الخواجا - إلى تعريف العالم بما يعانيه أهلها بعد أن هدم الاحتلال فيها 1900 بيت، إلى جانب تهديده بهدم عشرين ألفاً خلال العام الجاري، وسط قوانين مجحفة بالسكان الفلسطينيين.

وقال الخواجا «يكفي 63 عاماً من التشريد والمعاناة وتجاهل القوانين الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة ينطبق عليها القانون الدولي كسائر المناطق الفلسطينية وتحظر نقل سكانها أو إبعادهم».

[**تطوير مسيرات العودة*]

وقال الناشط بالحراك الشبابي مراد جاد الله إن مسيرات الزحف إلى القدس تأتي تطويرا لمسيرات العودة التي شهدتها ذكرى النكبة مؤخراً، إلى جانب التحول من نمط المهرجانات الخطابية داخل المدن إلى مسيرات نحو خطوط التماس مع الاحتلال.

وأضاف جاد الله لـ «الجزيرة نت» أن مسيرات ذكرى النكسة ستنطلق تحت شعار «نريد الوصول إلى القدس والصلاة في مدينتنا.. مسلمين ومسيحيين».

وأوضح أن القدس تعيش حصاراً خانقاً لا ينتهك حقوق سكانها فقط، بل حقوق كل الفلسطينيين بسبب منعهم من دخولها، مشدداً على أن المسيرات سلمية بحتة وتهدف إلى الدخول إلى القدس كحق تكفله القوانين الدولية.

ووجه الناشط الشاب انتقادات حادة للمؤسسات الدولية التي هي جزء من الأمم المتحدة والراعية للقانون الدولي، واتهمها بالتقصير الفاضح والتواطؤ مع الاحتلال «الإسرائيلي» فيما يخص القدس التي ينتهك فيها الاحتلال كل قوانين وقرارات الشرعية الدولية.

وقال أيضاً إن الشعب الفلسطيني في ظل الثورات العربية، وبعد إحياء ذكرى النكبة يوم 14 من مايو/ أيار، تولد لديه الإيمان القاطع بإرادته وقدرته على استعادة حقه المسلوب عبر المقاومة السلمية.

وأضاف جاد الله أن كل ما طرح من حلول لاستعادة الحق الفلسطيني سابقاً كان خارج إطار الشرعية الدولية وخاضعاً للإرادة الأميركية و«الإسرائيلية»، لذلك يأتي هذا الحراك بموجب قرارات الشرعية الدولية وليس تحت أي مظلة أخرى.

[**نداء لدعم الزحف*]

ووجه وزير القدس السابق والمهدد بالإبعاد عن المدينة خالد أبو عرفة نداءً للمنظمات والنشطاء الدوليين والدول العربية والقوى الفلسطينية إلى دعم مسيرات الزحف إلى القدس يوم 5 من يونيو/ حزيران.

وقال أبو عرفة لـ «الجزيرة نت» إن من حق الفلسطينيين الوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بعد أن حرموا منها خلال العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل.

وأشار الوزير، الذي يعتصم مع اثنين من النواب المقدسيين في مقر الصليب الأحمر الدولي رفضاً لقرار «إسرائيلي» بإبعادهم عن القدس، إلى مستويات متدرجة من سياسة فصل القدس عن واقعها الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا وحضاريا.

وبدأت سلطات الاحتلال هذه السياسة بمنع عودة 25 ألف مقدسي إلى مدينتهم بعد احتلال عام 67 بعد أن هربوا خلال الحرب، ثم شرعت بعد ذلك في سحب هويات سكانها وإبعادهم حتى وصل عدد المبعدين بالسنوات الأولى من احتلال المدينة 14,500 مقدسي.

وأوضح أبو عرفة أن سلطات الاحتلال صادرت 87% من مساحة القدس، ومنعت فيها البناء والزراعة والاستثمار الفلسطيني وأبقت 13% فقط بيد المقدسيين، ثم حددت التصرف فيما تركته لهم، من خلال منع رخص البناء مما دفع سكانها للهجرة إلى ضواحيها.

وبدأت عمليات تهويد القدس بالبناء الاستيطاني بعد إعلانها «عاصمة لـ «إسرائيل»» عام 1980، وبدأ هذا البناء في حلقات زمنية ومكانية متوالية انطلقت من محيط المسجد الأقصى ثم الأحياء العربية القريبة ثم الدائرة الأوسع.

وفي عام 1993 نصب الاحتلال حواجز تفتيش على مداخل القدس، وحظر على السكان الدخول أو الخروج إلا من خلالها.

وفي عام 2001 بدأ الاحتلال ببناء الجدار حول القدس، مما عزل 120 ألف مقدسي بالضواحي عن عائلاتهم داخل المدينة، فتراجع عدد السكان الأصليين من نصف مليون إلى 165 ألفا فقط.

وقال أبو عرفة إن نحو أربعمائة ألف فلسطيني كانوا يأتون للصلاة أيام الجمعة من الضفة الغربية وقطاع غزة وكل فلسطين، لكن تراجعت أعدادهم إلى بضعة آلاف، بل لا يسمح بوصولهم إلا بتصاريح خاصة خلال شهر رمضان فقط.

وقدر أبو عرفة أن 88% من الفلسطينيين لم يسمح لهم بدخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى بسبب إغلاق المدينة من قبل الاحتلال.

- **المصدر : «الجزيرة نت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165586

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165586 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010