الثلاثاء 31 أيار (مايو) 2011

عملية «سالم» الفاشلة لتهريب المخلوع «مبارك» من شرم الشيخ إلى «إسرائيل»

الثلاثاء 31 أيار (مايو) 2011

قبل أيام صرح المستشار عبد العزيز الجندي وزير العدل لوسائل إعلام مصرية وعالمية بأن هناك معلومات عن عملية تم إحباطها لتهريب الرئيس المخلوع حسني مبارك خطط لها فلول نظامه السابق... وربما كان يقصد تلك القصة التي ننفرد بنشرها اليوم في «روز اليوسف» وربما كانت هناك معلومات أخرى حول محاولة ثانية لهروبه إلا أن المؤكد أنه كانت هناك محاولة ما لتهريب الرئيس المخلوع بعد صلاة الجمعة الماضية من المستشفى الذي يعالج فيه بشرم الشيخ.

في الحقيقة لم يكن أحد يصدق أن جبروت رجل الأعمال حسين سالم كان ليصل لدرجة وضعه خطة كاملة لتهريب المخلوع من مقر محبسه بمستشفى شرم الشيخ، فقد حصلت «روز اليوسف» من مصادر مطلعة على الجانبين بوقائع موثقة بتسجيل من شبكة راديو جيش الدفاع «الإسرائيلي» أثناء البث الرسمي يوم الأحد 29 مايو الماضي والخبر يقول إن محطات الرادار «الإسرائيلية» فوجئت بعد ظهر الجمعة الماضية (جمعة الغضب الثانية) بطائرة عمودية تدخل المجال الجوي «الإسرائيلي» من فوق مدينة (إيلات) قادمة من الناحية المصرية بطريقة غير مشروعة حيث تعمل خطوط الملاحة الجوية العالمية وخطوط الطيران «الإسرائيلية» المدنية وحتى طائرات رجال الأعمال «الإسرائيليين» بعد الحصول على تصريح بالإقلاع ومثله للهبوط من خلال خطوط ملاحية دولية ومدنية متعارف عليها.

إلا أن تلك الطائرة ظهرت فجأة على الرادارات ولم يفلح المراقبون الجويون في «إسرائيل» من معرفة هويتها حيث كشف راديو جيش الدفاع أن القوات الجوية «الإسرائيلية» في مطار قريب من الحدود المصرية «الإسرائيلية» بطابا أعلنت حالة الطوارئ بالمطار وعلى الفور صعدت للجو أربع طائرات «إسرائيلية» من طراز «إف 16» واعترضت الطائرة العمودية.

الخبر أشار أيضاً إلى أن الطائرة لم تكن عليها علامات تميزها أو تدل على ملكية أي شركة محلية أو دولية لها وأن الطائرات المقاتلة حاولت لعدة دقائق التحدث مع قائد الطائرة وعندما لم يستمع هددوه بقصف الطائرة فراح يتحدث معهم بلغة عبرية سليمة في حديث لم ينشر بعد أن صدر حظر نشره، وعقب التفاهم الذي تم بين الطائرات المقاتلة «الإسرائيلية» وقيادة الطائرة العمودية سمحت المقاتلات «الإسرائيلية» للطائرة بالتقدم لمطار بن جوريون الدولي حيث هبطت الطائرة العمودية في حراسة المقاتلات «الإسرائيلية».

على أرض المطار وفي منطقة العمليات العسكرية كان الجميع في ترقب وحذر شديد لاستقبال الطائرة لمعرفة قصتها خاصة أن (الموساد) هو الذي سمح للطائرة بالهبوط واستقبل ضباطه طاقم الطائرة الغريبة في وجود ضباط جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي «الإسرائيلي»).

وبالرغم من أن القصة تشبه روايات الخيال القصصي إلا أن الأحداث الجارية في محاكمة «مبارك» دفعت رجل الأعمال المصري حسين سالم ومجموعة حراسته من جهاز (الموساد) «الإسرائيلي» لفقد عقلهم واتزانهم معاً فقرروا الإقدام على عملية كانت ستصبح عملية يتحدث عنها الإعلام طويلاً وربما كانت لو تمت وكشفت تفاصيلها لأحدثت أزمة حقيقية لا يعرف أحد عواقبها بين القاهرة وتل أبيب.

الوقائع تؤكد أن رجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم أقنع بعض ضباط (الموساد) «الإسرائيلي» في لقاء تم بينه وبينهم أوائل الأسبوع الماضي في لندن بضرورة مساعدته لأنه مضطر لإنقاذ مبارك من مقر محبسه في مستشفى شرم الشيخ لأن القضية في مصر ستكشف معلومات خطيرة لو تم إلقاء القبض عليه وستنال «إسرائيل» نصيباً منها غير أنهم لم يعطوه رداً قاطعاً.

وفي اللقاء أقنعهم حسين سالم بأن لديه القدرة والعناصر المدربة على القيام بالمهمة على أرض شرم الشيخ وقدم سالم لـ (الموساد) خطة عملية متكاملة كانت ستكون تاريخية لو تحققت يوم الجمعة الماضية، حيث حصل على المشورة المباشرة من طاقم حراسته «الإسرائيلي» المكون من ضباط وخبراء أمن سابقين من (الموساد) وأجهزة المخابرات «الإسرائيلية» الأخرى بقيادة ضابط (الموساد) «الإسرائيلي» ويدعى «العقيد روني» وهؤلاء ربما لأسباب مالية وجدوا أن سالم يترنح حالياً وأصبح فريسة سهلة فأقنعوه أن لديهم القدرة على وضع خطة عاجلة يمكنه بها إنقاذ صديقه المخلوع من المستشفى وقدموا له خطة مبدئية قابلة للتنفيذ بدون تعقيدات، فطلب منهم سالم التوضيح فأخبروه أنه لا مشكلة في التنفيذ لأنهم سيطلبون من بعض عملاء (الموساد) العاملين في أوروبا والذين لا يعملون في مواقع رسمية حالياً التوجه على الأرض لمصر وبالتحديد للسفر لشرم الشيخ لتنفيذ الخطة وقالوا له إن أفضل موعد سيكون عقب صلاة الجمعة الماضية والتي عرفت بجمعة الغضب الثانية.

كما اخبروه بأن أجهزة الأمن المصرية ستكون مشغولة بما يحدث في القاهرة وأن الجماهير الغاضبة ستشكل الأداة الرئيسية للعملية فالمنطق يقول إنه من الممكن أن يخترقوا المستشفى الذي يقيم به الرئيس المخلوع وفي أثناء الفوضى التي ستحدث بالمستشفى سيمكنهم خطف الرئيس مبارك وأقنعوه بأن نسبة نجاح العملية تفوق 85% لو نفذت بالطريقة التي وضعوها.

«سالم» اتصل بعنصر بالمخابرات البريطانية يعد صديقاً له منذ أعوام طويلة وأطلعه على العملية وطلب رأيه الشخصي غير أن الرجل أخبره بأنها مجرد لعب أطفال ونصحه أن يصرف النظر عن ذلك الخيال حيث يمكن أن يؤدي لكارثة تدهور العلاقات بين مصر و«إسرائيل» وربما بريطانيا ضمنياً لأن العملية خطط لها على أرض بريطانية على حد تعبير الرجل لسالم.

المهم خرج الضابط البريطاني واتضح أنه سلم المعلومة لمصادر بريطانية خشيت من النتائج التي يمكن أن تحدث فطار الخبر بشكل أو بآخر للقاهرة لكنه وصل بتأخير 5 ساعات عن الموعد الذي حدد لتنفيذ العملية وهو ما يؤكد سلامة الموقف المصري من عدم القبض على مجموعة التنفيذ ظهر الجمعة الماضية.

على الجانب الآخر كان «سالم» مع ضباط (الموساد) «الإسرائيلي» من حراسته الشخصية يعد للعملية ضارباً بعرض الحائط نصيحة صديقه البريطاني فقام عن طريق شركة طائرات عمودية مدنية مقرها مدينة (إيلات) «الإسرائيلية» تؤجر الطائرات العمودية لأغراض السياحة باستئجار طائرة عمودية تم نزع العلامات المميزة لها ودفع للشركة المالكة لها مبلغ 650 ألف دولار أمريكي على أساس أنه يتم ضمنياً دفع تأمين على الطائرة في حالة فقدانها.

على الجانب الآخر أقنعه ضباط (الموساد) «الإسرائيلي» من طاقم حراسته بأنهم حصلوا على الدعم من جهاز (الموساد) نفسه حيث أصبح شريكاً على حد تعبيرهم له في تنفيذ العملية التي حددوا لها عقب صلاة الجمعة الماضية وعليه دفع سالم لهم مقابل التنفيذ وإدارة العملية مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي وضعها بأسمائهم في بنوك بريطانية.

في يوم الخميس 26 مايو الماضي طار بالفعل عدد من عملاء (الموساد) يتبعون فرقة سالم لشرم الشيخ وعددهم سبعة أشخاص، حيث أتصل رجل الأعمال بإدارات منتجعاته السياحية بشرم الشيخ من خلال خط تليفون دولي بريطاني وطلب منهم مساعدة مجموعة سياح أجانب تريد النزول للسياحة بشرم الشيخ وتشير المعلومات إلى أنهم لم يكونوا على علم بالخطة وأنهم وفروا لمجموعة العملية سيارة واحدة للإيجار وأن «سالم» وفر بطريقة ما للفريق مسدسات خفيفة نقلت لهم على الأرض تسلموها أمام جامع حسين سالم بشرم الشيخ قبل صلاة الجمعة الماضية، وكانت الخطة تركز على إثارة الجماهير ممن يصلون بالمسجد وتشير المعلومات إلى أن فريق التنفيذ يتكلم المصرية بطلاقة وأنهم أقنعوا المصلين بضرورة الذهاب إلى المستشفى الذي يوجد به مبارك عقب الصلاة للتظاهر وللمطالبة بإعدام المخلوع وأن الجماهير المتحمسة للفكرة صاروا معهم بالفعل بل إن بعض المارة ركبوا معهم في سياراتهم وأمام المستشفى راحوا يهتفون مع الجماهير التي اشتد حماسها في اللحظة المتفق عليها وأقنعوا الناس بضرورة اقتحام المستشفى بل أنهم كانوا في صدارة من نزلوا من الرصيف المقابل للمستشفى في اتجاه بوابته الرئيسية غير أن البوابة تم تأمينها من جانب فرق الحراسة المصرية بعد أن ركبت لها دعامات فولاذية منذ أيام مما جعل عملية اقتحامها أمراً صعباً بالذات لأن من ساروا وراء المجموعة «الإسرائيلية» وحاولوا الاقتحام لم يكن عددهم بالقدر الكافي الذي يسمح بكسر البوابة بطريقة التدافع فوقفت فرقة العملية دون أن تستطيع تنفيذ ما جاءوا له.

أما بقية القصة كما خطط لها فكانت بعد كسر البوابة سيصعد الفريق «الإسرائيلي» إلى غرفة الرئيس المخلوع عن طريق رسم «كروكي» لها ذكرت به جميع التفاصيل وأنهم تدربوا على التضاريس من خلال صور التقطت من موبايل لم يحدد صاحبه غير أنه من المرجح التقاط تلك الصور عن طريق سوزان مبارك زوجة الرئيس نفسها أثناء إقامتها معه التي يتضح أيضاً أنها كانت دائمة التحدث والتشاور مع حسين سالم عبر هاتف كان قد تحدث منه «مبارك» من قبل مع (الموساد) «الإسرائيلي» ونتانياهو وعدد من السياسيين بالعالم في فبراير الماضي.

الخطة كانت مثل أفلام هوليوود فمن المفروض أنهم سيصلون لغرفة مبارك ويبدلون ثيابه ويلبسونه «باروكة» وفي الفوضى التي كانوا سينشرونها بالمستشفى بطريقة إطلاق الأعيرة النارية بل كان من المقرر أنهم سيتعاملون بالنيران مع طاقم الحراسة العادي لأنهم كانوا سيطلبون من «مبارك» أن يأمر طاقم حراسته القديم والذي لا يزال بعضهم معه حتى الآن مساعدته للخروج خارج بوابة المستشفى ومنها كانوا سينقلونه لمنطقة مكشوفة خارج شرم الشيخ وهي المنطقة التي تحصل فيها شركة الطيران «الإسرائيلية» على تصاريح السياحة العادية حيث تنقل عادة سياحاً أجانب من وإلى (إيلات) «الإسرائيلية» وبعدها كانوا سيهربون مبارك لـ «إسرائيل» تمهيداً لنقله خارجها بواسطة علاقات صديقه حسين سالم.

بقية قصة الطائرة كشف عنها راديو جيش الدفاع «الإسرائيلي» غير أن الغريب أن (الموساد) «الإسرائيلي» كان يعتقد أن العملية نجحت بالفعل وذلك بعد الغموض الذي تصرف به قائد الطائرة العمودية وامتناعه عن الحديث مع المقاتلات «الإسرائيلية» وفي مطار بن جوريون كانت تشريفة (الموساد) و(الشين بيت) كاملة بل إن مكتب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» قد أخذ خبراً بالأحداث عقب هبوط الطائرة العمودية غير أن «مبارك» لم يكن على متنها فلم يجد ضباط (الموساد) بداً إلا أن ألقوا القبض على قائدها الذي اتضح أنه ضابط سابق في العمليات الخاصة «الإسرائيلية» كما صادرت الطائرة وألغت تصريح الطيران المدني للشركة المالكة لها كما ألقت السلطات «الإسرائيلية» القبض على باقي الفريق «الإسرائيلي» الذي اتضح أنهم قسموا أنفسهم قسمين أحدهما كان بالطائرة والثاني المنفذين الذين عادوا إلى (إيلات) بالسيارات في وقت لاحق يوم الجمعة الماضية، الجدير بالذكر أن الواقع كما جرى على الأرض كان يشير إلى الفشل الكامل حيث تبين أن الطائرة نفسها منعت من الهبوط في مكانها المعتاد وإنها اضطرت للعودة لـ «إسرائيل» دون تنفيذ الخطة المقررة وهو ما كان يشير إلى أن مجموعة المستشفى كان سيلقى القبض عليها بنسبة كبيرة حيث لم تصل الطائرة للموقع المتفق عليه وكانوا سيضطرون لاستخدام السيارات عبر دروب الحدود.

وأكد مصدر أن «إسرائيل» سترسل طاقماً أمنياً إلى لندن هذا الأسبوع ليلتقي رجل الأعمال المصري حسين سالم أولاً للاتفاق معه على تفاصيل القضية التي تعدها «إسرائيل» ضد مصر وسيكون هو الشاهد الأقوى فيها، ثانياً لكي يحذروه من تكرار تلك المحاولات غير المسئولة في محاولة منهم لإقناعه بأن هناك العديد من الحقائق الأمنية قد تغيرت على أرض الواقع في مصر بعد الثورة خاصة في مدينة شرم الشيخ، المعروف أن مصر قد علمت بالمحاولة بتأخير 5 ساعات كانت كفيلة بمساعدة أعضاء فريق سالم بالعودة عبر منفذ الحدود لـ (إيلات) «الإسرائيلية» حيث يتضح من القصة أنهم هم أيضاً قد ألقي القبض عليهم غير أننا لم نتمكن من معرفة التصرف الذي تم معهم من قبل السلطات «الإسرائيلية» لكن المرجح أنه تم إطلاق سراحهم بعدها بساعات قليلة.

- [**المصدر : «روز اليوسف» المصرية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2176699

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2176699 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40