الاثنين 30 أيار (مايو) 2011

فيسك : لا احد من العرب يهتم ويصغي لما يقوله اوباما

الـ «اندبندنت» : على «إسرائيل» ان تتقبل الواقع العربي الجديد وتتكيف معه والتوقف عن إملاء الشروط
الاثنين 30 أيار (مايو) 2011

على «إسرائيل» ان تتقبل ان الربيع العربي قد غير من قواعد اللعبة في المنطقة العربية، هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة الـ «اندبندنت» البريطانية يوم الاثنين، وجاءت تعليقاً على افتتاح معبر رفح بين غزة ومصر وكيف ان القرار المصري جاء بدون استشارة مع «إسرائيل» في إشارة من الحكومة الانتقالية الى ان «إسرائيل» لم تعد تملي على مصر ما يجب او ما لا يجب ان تفعله مع الفلسطينيين.

والصحيفة وان اعترفت ان القرار جاء لاعتبارات سياسية داخلية، مثل الانتخابات القادمة وقرار من مثل هذا سيكون بالتأكيد مهما خاصة لمن يدعمون القضية الفلسطينية وهم كثر، ولكنه في اتجاه آخر يمثل تحولاً مهماً في شكل العلاقة في الأيام القادمة، فالنظام الجديد وان أكد على انه سيقوم باحترام الاتفاقية الثنائية بين البلدين إلا ان استقلالية قراره أمر أولوي.

وتشير الى ان معبر رفح له تاريخ مضطرب منذ افتتاحه عام 2005، وظل يعمل بشكل مضطرب، يغلق ويفتح فيما لم يكن لدى مراقبي الأمم المتحدة أي تفويض يخولهم التدخل، وعندما سيطرت «حماس» على غزة، ظل المعبر مغلقاً بشكل تام إلا في حالات استثنائية. ومع انها تقول ان إعادة فتح رفح من جديد يظل مرهوناً بحكم التاريخ، لكنه ليس معبراً للمسافرين فقط فقد كان دائماً معياراً لدرجة حرارة العملية السلمية، كما انه الشريان الحيوي الذي يحتاجه سكان غزة، وهو نقطة حدود ودولة لا تستطيع ان تسيطر على حدودها، فمن الصعب الحديث عنها كدولة ذات سيادة. والأهمية الجديدة هنا ان الافتتاح تم بدون عملية سلمية.

وعلى الرغم من بقاء المعبر مغلقاً للتجارة إلا ان حركة المسافرين منه واليه ستوفر متنفساً يحتاجه القطاع بعد سنوات من الحصار خاصة الاقتصاد المترهل. وتشير الصحيفة الى ان فتح معبر رفح كان سيثير المشاكل من جانب «إسرائيل» من ناحية إملاء الشروط لكنها على الرغم من الشجب لم تتحرك لمنع فتحه، مما يعني ان «إسرائيل» تصرفت بنوع من الحذر على خلفية الربيع.

وتضيف الصحيفة ان الأمن وان تحسن في الضفة الغربية على خلاف غزة لكن دولة فلسطينية قابلة للحياة بحاجة الى حدود أمنة مع جيرانها. وعليه ففتح معبر رفح ما هو إلا بمثابة عملية امتحان لأمن الدولة الفلسطينية القادمة. وختمت بالقول ان «إسرائيل» حاولت خلال السنوات الأربع الماضية وضع الشروط للسلام وللدولة الفلسطينية إلا ان مصر بإعادة فتح معبر رفح علمت الواقع الذي لن يكون لـ «إسرائيل» تأثير على مساره بل يجب عليها من الآن ان تتكيف معه.

وفي تساوق مع الافتتاحية كتب مراسلها ومعلقها روبرت فيسك تحليلاً مطولاً حول الدور الأمريكي في «الشرق الأوسط» تحت عنوان «من يلقي بالاً الى ما يقوله اوباما حول الشرق الاوسط»، محللاً معالم ضعف الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بالسياسة في «الشرق الأوسط». وقال في التحليل ان الشهر الحالي كان الشهر الذي كشف الرئيس، واكثر الشهور التي تراجعت فيها هيبة امريكا منذ لقاء روزفلت مع الملك عبد العزيز بن سعود على متن البارجة الأمريكي (يو اس اس كوينسي) في عام 1945.

واشار للمهزلة التي لعبها كل من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو في واشنطن، وسفر الأول الى أوروبا وحديثه عن الدور الأمريكي في الربيع العربي، في وقت كان فيه العرب يتظاهرون ويموتون كالعادة من اجل حريتهم.

ويعلق فيسك قائلاً ان هذا أمر يثير القرف وينقل عن صديق مصري قوله عن أي دور يتحدث اوباما؟ مضيفاً، هل ما زالوا يعتقدون أننا نلقي بالاً بما يقولونه؟ ويرى فيسك ان فشل اوباما بدعم الربيع العربي حتى تحقق أدى الى خسارة امريكا الورقة الأخيرة. وأشار لموقف الإدارة الأمريكية من تونس ومصر وتردده في ليبيا وسكوته على الأسد والبحرين والسعودية، فيما يقعي امام «إسرائيل»، ولهذا السبب فالعرب يديرون ظهورهم لأمريكا ليس خوفاً منها او رعباً ولكن باحتقار، فهم - أي العرب - هم من يتخذون القرارات.

ويقول ان تركيا غاضبة من الأسد لأنه وعدهم بالإصلاح مرتين ولم يحقق وعوده. وأرسلت تركيا الى دمشق وفدين وكذب في المرة الثانية على وزير الخارجية التركي عندما وعده بان يأمر شقيقه ماهر بسحب كل الجنود من شوارع المدن السورية لكنه واصل القتل والتعذيب.

ويضيف الكاتب ان تركيا وهي تراقب الهروب الكبير للسوريين الى الحدود الشمالية من لبنان فهي تخشى من تكرار الهروب الجماعي للأكراد بعد حرب الخليج عام 1991.

وقامت الحكومة التركية برسم خطة سرية لمنع الأكراد من الهروب بالألوف الى حدودها الجنوبية ـ الشرقية. ويقول ان الجنرالات الأتراك يحضرون لإرسال ألوية لسورية كي يقوموا بإنشاء ملجأ آمن للأكراد داخل الحدود السورية، ربما في القامشلي وجزء من دير الزور. وعلى صعيد الجبهة الليبية يقوم امير قطر بمحاولات لإقناع الجزائر بالتوقف عن دعم القذافي بالمصفحات والدبابات، خاصة ان قطر مكرسة لدعم المعارضة المسلحة، ولديها مستشارون في مصراتة وطائراتها تشارك في العمليات من مكان غير معروف في جزيرة كريت.

ويعلق فيسك قائلاً انه لو صح ان الجزائر تدعم ليبيا فعمليات الناتو ستطول. ويعلق ان الأمر يعتمد ان كان بوتفليقة يسيطر على جنرالاته أم لا خاصة ان الدبابات الجزائرية أكثر تطوراً فكل دبابة يخسرها القذافي يحصل على واحدة أكثر تطوراً. ويقول ان السوريين يصبون الآن جام غضبهم على القطريين، خاصة تركيز «الجزيرة» على الانتفاضة السورية، ويقول ان السوريين علقوا الآن استثمارات قطرية بقيمة أربعة مليارات دولار في مشاريع منها تعود الى شركة الماء والكهرباء القطرية.

ويرى ان اليمن قد يكون الأكثر دموية من بين كل الانتفاضات العربية.

ويعود الى اوباما محللاَ سياسته التي يقول أنها تقوم على دعم الديمقراطية من جهة ويعارضها عندما تتصادم مع مصالح امريكا في المنطقة. فضمن هذه السياسة المتناقضة يدفع اوباما من اجل بيع السعودية أسلحة بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لبناء قوة خاصة قادرة على حماية المنشآت النفطية. ويتساءل عن هذه السياسة التي لا تدعم الانتفاضة السورية التي يقاتل أبناؤها للحصول على نفس الديمقراطية الأمريكية.

ويعود الى ان ما يثير ويقلق في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة ان العالم العربي «أبله» طبعاً اكثر من «إسرائيل» - وأنهم منعزلون عن العالم ولا يفهمون تاريخهم وعليه على امريكا ان تقوم بتلقينهم الدروس، مع ان العرب أكثر تعلماً مما كانوا عليه في أجيال سابقة ، يتحدثون لغة انكليزية واضحة ويستطيعون معرفة معالم الضعف وان لا قيمة لخطاب اوباما الذي غطى 45 دقيقة.

وأشار الى تراجع اوباما امام نتنياهو بنفس الطريقة التي تراجع فيها جورج بوش امام أرييل شارون، متحدثاً عن بلاغة اوباما التي لا عظم لها، مستغربين كيف صفق الكونغرس 55 مرة لخطاب نتنياهو بحماس منقطع النظير أكثر من برلمان «البصيمة» لصالح والأسد وغيرهما.

وتحدث عما جاء في خطاب نتنياهو ومعانيه خاصة المصالحة الوطنية بين «حماس» و«فتح» متذكراً انه زار غزة في الثمانينات من القرن الماضي عندما قررت «إسرائيل» ان تدعم حركة إسلامية من اجل إبقاء الصف الفلسطيني منشقاً، مذكراً في ذلك بسياسة «إسرائيل» مع «حماس» في بداية نشوئها. ويقول ان «إسرائيل» كانت لها اتصالات مع «حماس» فلماذا إذاً يعارض نتنياهو المصالحة؟.

ولكن ما يقوله الأخير ومعه اوباما ليس مهماً. ويختم قائلاً مع استمرار كل الكلام الممل والذي لا قيمة له فان شيئاً لن يمنع الفلسطينيين من بدء انتفاضة ثالثة إن كان السوريون والمصريون والتونسيون قادرين على فعلها.

يقول اوباما انه يجب أن لا يتم المضي بمشروع الدولة الفلسطينية أمام مجلس الأمن، من يصغي لكلامه، حتى «الإسرائيليون» لا يهتمون بما يقول، الربيع العربي سيصبح صيفاً ساخناً ثم خريفاً، والعالم العربي سيتغير للأبد، وما تقوله امريكا لن يهم.


titre documents joints

Who cares in the Middle East what Obama says? - Robert Fisk, Commentators - The Independent

30 أيار (مايو) 2011
info document : HTML
107.4 كيلوبايت

Leading article: Israel has to accept that the Arab Spring changes the game - Leading Articles, Opinion - The Independent

30 أيار (مايو) 2011
info document : HTML
355.8 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2176810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2176810 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40