الخميس 26 أيار (مايو) 2011

شبح الحرب الأهلية يخيم على اليمن بعد مقتل 40 في العاصمة

الخميس 26 أيار (مايو) 2011

قتل أكثر من 40 يمنياً يوم الخميس في اشتباكات جرت في شوارع العاصمة صنعاء في حين تتزايد المخاوف من أن يفجر القتال الذي يهدف لتنحية الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة حرباً أهلية في البلاد.

ويفر السكان بالمئات من صنعاء وقد حملوا أمتعتهم على السيارات أملاً في الإفلات من العنف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً منذ يوم الاثنين.

وكانت اعمال العنف التي دارت بين قوات امن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين ابناء قبيلة حاشد القوية التي يتزعمها صادق الأحمر هي الأكثر دموية التي يشهدها اليمن منذ بدأت الاحتجاجات في يناير (كانون الثاني). وتنذر الاشتباكات بالانتشار الى منطاق أخرى خارج العاصمة.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان على الانترنت ان 28 شخصاً على الأقل قتلوا في انفجار فجر اليوم بمنطقة لتخزين أسلحة في صنعاء.

وتجول مقاتلون يرتدون ملابس مدنية في بعض احياء العاصمة في حين سمع دوي اطلاق الرصاص من بنادق آلية بشكل متقطع.

كما سمع دوي انفجارات متفرقة في العاصمة بالقرب من منطقة الاحتجاجات حيث يطالب آلاف المعتصمين بتنحي صالح بعد ان حكم البلاد لمدة تقارب 33 عاماً.

واختلط الدخان الأسود المتصاعد من قذائف المورتر بسحابة من الغبار والتلوث تخيم على صنعاء.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية يوم الخميس ان بريطانيا ستقلص عدد العاملين في سفارتها باليمن بسبب العنف هناك.

وقال وزير الخارجية وليام هيج في بيان «في ضوء الوضع الأمني المتدهور قررت اليوم تقليص عدد العاملين في سفارتنا الى مستوى يكفي فقط للعمل بشأن اكثر المصالح البريطانية إلحاحاً وحيوية في اليمن.. من خلال السحب المؤقت لأربعة اعضاء من طاقم العاملين لدينا».

وتحاول الولايات المتحدة والسعودية - اللتان تعرضتا لهجمات تم احباطها من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن - نزع فتيل الأزمة والحيلولة دون انتشار الفوضى التي من شأنها أن تمنح القاعدة مجالاً أوسع للحركة.

وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن وهو على شفا الانهيار الاقتصادي دولة فاشلة تمثل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمي وعلى السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.

وفي اجتماع في منتجع دوفيل بفرنسا دعا زعماء مجموعة الثماني صالح للتنحي في محاولة لتفادي الحرب الأهلية التي بدأت تشتعل في منطقة من العالم في وقت يحاولون فيه مساعدة الديمقراطيات الناشئة في مناطق أخرى.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية «ندين القتال الذي وقع الليلة الماضية والذي هو نتيجة مباشرة للمأزق السياسي الحالي الذي يتحمل الرئيس صالح المسؤولية المباشرة عنه لرفضه توقيع اتفاق نقل السلطة الذي تقدم به مجلس التعاون الخليجي».

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي في باريس «ندعو كل الأطراف ... الى التوقف فوراً عن العنف».

وقالت «نواصل تأييدنا ليمن موحد ومستقر كما نستمر في تأييد رحيل الرئيس صالح الذي وافق باستمرار على التنحي عن السلطة ثم تراجع باستمرار عن تلك الاتفاقات».

وأمرت الولايات المتحدة كل دبلوماسييها غير الأساسيين وأفراد أسر العاملين بسفارتها في صنعاء بمغادرة البلاد.

وقالت الخارجية الأمريكية «مستوى التهديد الأمني في اليمن مرتفع للغاية بسبب الأنشطة «الإرهابية» والاضطرابات المدنية. هناك اضطرابات مدنية مستمرة في ارجاء البلاد واحتجاجات واسعة النطاق في المدن الرئيسية».

وأمر المدعي العام اليمني باعتقال زعماء متمردين لاتحاد عشائري تقوده عائلة الأحمر وقال مسؤول حكومي ان مقر قناة تلفزيونية تابعة للمعارضة «دمر» دون أن يقدم تفاصيل.

وقال الشيخ صادق الأحمر لرويترز انه ليست هناك فرصة للوساطة مع صالح ودعا القوى الإقليمية والعالمية الى اجبار الرئيس اليمني على ترك السلطة قبل أن ينزلق اليمن الى حرب أهلية.

وقال الأحمر «علي عبد الله صالح كذاب.. كذاب.. كذاب». وقال انه حازم على مواجهة صالح وانه سيخرج في النهاية من اليمن حافي القدمين.

وذكر صالح يوم الأربعاء أنه لن يقدم تنازلات أخرى لمن يطالبون برحيله على الرغم من تصاعد الاحتجاجات والضغوط الدولية.

وبدت أجواء الحرب تخيم على صنعاء مع تصاعد القتال الآن بعد ان ظلت الأزمة بين صالح ومعارضيه لأشهر تحت السيطرة.

وامتدت الطوابير أمام المخابز والبنوك ومحطات البنزين في صنعاء بينما يسعى السكان لتخزين الطعام والحصول على المال قبل أن يفروا الى مناطق أكثر أمناً.

وفتحت عدة متاجر للالكترونيات ابوابها لكنها خلت تقريبا من المشترين الذين تزاحموا على متاجر الأطعمة.

وتركزت أحدث الاشتباكات في منطقة بشمال صنعاء حيث يحاول مقاتلون تابعون للأحمر السيطرة على مبان حكومية.

وتناثر الزجاج المحطم على الأرض وأقيم مستشفى متنقل مما يدل على الضرر الذي لحق بمنزل الأحمر بينما سمع سكان صنعاء أصوات انفجارات تهز المدينة في منتصف الليل.

وقال مسؤول حكومي ان المطار اغلق لفترة قصيرة بسبب القتال لكنه عاد الى العمل.

وتفجرت أحدث جولات القتال بعد يوم من تراجع صالح للمرة الثالثة عن توقيع اتفاق توسطت فيه دول خليجية يضمن تنحيه ويمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتتصاعد الضغوط منذ فبراير (شباط) عندما بدأ محتجون استلهموا الثورتين المصرية والتونسية في الاعتصام بالميادين وتنظيم مسيرات شارك فيها مئات الآلاف لمطالبة صالح بالتنحي. وأسفرت محاولات صالح لإخماد الاحتجاجات بالقوة عن مقتل 260 شخصاً.

وعقد ائتلاف لأحزاب المعارضة وقف الى جانب المحتجين اجتماعاً طارئاً يوم الخميس لبحث ما وصفه بإصرار صالح على جر اليمن الى الحرب الأهلية.

وقال الائتلاف في بيان ان المعارضة تدعو الرئيس صالح لوقف القتال والاستجابة لمطالب الشعب اليمني بالتخلي الفوري والعاجل عن السلطة.

وقال شهود ومسؤولون ان أنصارا للأحمر زعيم اتحاد عشائر حاشد التي تضم أيضاً قبيلة سنحان التي ينتمي اليها صالح سيطروا على عدة مبان وزارية بالقرب من مقر الأحمر ومن بينها وزارتا التجارة والسياحة الى جانب مكاتب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وقال صالح لمجموعة من الصحفيين المختارين ومن بينهم صحفي من رويترز ان حكومته صامدة.

وفي مقر الاعتصام اعرب محتجون عن تخوفهم من مجريات الأحداث وما وصفوه باستعداد صالح لإشعال حرب أهلية بدلاً من رحيله.

وقال الطبيب احمد الملاحي (39 عاماً) «عائلة الأحمر جزء من الثورة والرئيس يريد تحويلها الى حرب أهلية».

«هذا الرئيس قمعنا. تصور انه مع موارد اليمن الكثيرة يعيش الشعب اليمني في فقر مدقع... لا يوجد شعب آخر في شبه الجزيرة العربية يعيش تحت هذه الظروف.. الفقر والتخلف والبطالة والفساد».

«كل العائدات الحكومية وكل المساعدات الأجنبية تذهب الى جيوبهم مباشرة».

وقال محتجون كثيرون انهم عازمون على مواصلة الاحتجاج لأنهم لا يرون لأولادهم مستقبلاً في ظل حكم صالح.

وقال محمد الجرادي (50 عاماً) العسكري المتقاعد «صالح دمر بلادنا وشبابنا.. لقد سحق مستقبلنا وقد قبلنا قدرنا لكننا نريد ان ننقذ مستقبل أبنائنا. ولهذا لن نتراجع ولن نسكت حتى يكون لأبنائنا مستقبل أفضل».

- **المصدر : رويترز



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165831

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165831 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010