الأربعاء 18 أيار (مايو) 2011

البلاد طلبت أهلها

الأربعاء 18 أيار (مايو) 2011 par زكريا محمد

في الحكايات الشعبية الفلسطينية يقف البطل المغترب، عند لحظة معينة، ويبلغ مضيفيه أو من هو عندهم في ديار الغربة قائلاً : (البلاد طلبت أهلها). يعني : لقد انتهت الرحلة، وحان موعد العودة إلى البيت. ثم يلم نفسه وأغراضه، ويمضي.

البلاد هي التي تطلب هنا، وعلى الشخص أن يخضع لطلبها. البلاد هي التي تأمر وعلى المغترب أن ينفذ أمرها. الأمر لا يتعلق بإرادته فقط. إرادته موجودة. لكن الإرادة الأعمق والأعلى هي إرادة البلاد، إرادة الأرض. هي السيد هنا والفرد هو العبد. هي تريد ابنها الغائب كما تريد أم طفلها، وعليه أن يستمع لصوتها الحنون الآمر.

كل شيء يشير الآن إلى أن البلاد طلبت أهلها.

عليهم أن يلملموا أنفسهم ويعودوا.

حان وقت العودة. الأرض لا تستطيع أن تصبر، بعدُ، على غربة أبنائها. لقد طالت هذه الغربة. طالت أكثر مما ينبغي، والأرض تضج بطلب أبنائها.

وقد فهم أبناؤها في أرض غربتهم طلبها، فجمعوا أنفسهم ومضوا إلى حدودها مشكلين نهرا طويلا من البشر.

نهر العائدين الذين طلبتهم بلادهم يتدفق. يتدفق من جنوب لبنان، ومن الجولان ومن شرق الأردن، ومن كل مكان.

نهر العائدين يتدفق. ويتدفق معه الدم الغض أيضا على أسيجة الحدود. لكن النهر لن يتوقف. فالبلاد طلبت أهلها.

هي تريدهم الآن.

هي تأمرهم أن يعودوا.

وهم ملزمون بتنفيذ أمرها الذي لا يمكن رده.

البلاد طلبت أهلها... هذا هو الوقت.

البلاد طلبت أهلها... هذا هو الشعار.

البلاد طلبت أهلها...

البلاد طلبت أهلها...

وكان أول من عاد حسن حجازي. طلبت يافا منه العودة، فلبى نداء يافا، وعاد..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 111 / 2165435

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165435 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010