الجمعة 6 أيار (مايو) 2011

ساركوزي والاعتراف بيهودية «اسرائيل»

الجمعة 6 أيار (مايو) 2011

لم تحظ الجولة الاوروبية التي يقوم بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء «اسرائيل» وشملت كلا من بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص، الاهتمام المتوقع من قبل الزعماء الاوروبيين، او حتى اجهزة الاعلام، ليس لان العالم كان مشغولاً باغتيال زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن من قبل مجموعة كوماندوز امريكية، وانما ايضاً لان العالم بات يشعر بان السياسات العدوانية والاستيطانية «الاسرائيلية»، اصبحت تشكل عقبة في طريق السلام ومصدر تهديد للأمن والاستقرار في العالم بأسره.

نتنياهو أراد من هذه الجولة تحقيق امرين اساسيين، الأول هو حث الاوروبيين على ممارسة ضغوط على الفلسطينيين للاعتراف بـ «اسرائيل» دولة يهودية، اما الثاني فهو معارضة اي توجه للسلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة وجمعيتها العامة بالذات في ايلول/سبتمبر المقبل، للاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الاراضي العربية المحتلة عام 1967.

لا نعرف حجم النجاح الذي حققه نتنياهو للوصول الى اهدافه هذه في جولته الاوروبية، ولكن لم نلحظ صدور اي بيانات رسمية تؤيد هذه الاهداف، باستثناء تصريح ادلى به رئيس الوزراء «الاسرائيلي» ذكر فيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يؤيد الاعتراف بـ «اسرائيل» دولة يهودية.

ساركوزي لم ينف تصريحات نتنياهو هذه وما ورد فيها على لسانه، كما انه لم يؤكدها، ولكن ما سمعناه منسوباً اليه في المقابل هو تأييده لاي قرار يصدر عن الامم المتحدة بشأن الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية.

السؤال الذي يطرح نفسه هو عما اذا كان ساركوزي يريد ان يغطي على اعترافه بيهودية «اسرائيل» تلبية لطلب نتنياهو بالحديث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية الوهمية الذي يمكن ان يصدر عن الجمعية العامة التي لا تملك قراراتها صفة الالزام، ولا تعدو عن كونها مجرد توصيات لا تقدم ولا تؤخر.

الاعتراف بـ «اسرائيل» دولة يهودية يعني اضفاء شرعية فلسطينية ودولية ايضاً على سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي التي تتبناها الحكومة «الاسرائيلية» في حق الفلسطينيين، بما في ذلك تحويل حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني من عرب 1948 الى غرباء في ارضهم، ليس لهم حق المواطنة والحقوق المتساوية مع اليهود الوافدين من مختلف انحاء العالم الى فلسطين المحتلة.

الذهاب الى الجمعية العامة لانتزاع قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية جهد دبلوماسي وسياسي محمود، ولكن ليس له اي قيمة على ارض الواقع، تماماً مثل اعتراف 120 دولة بالدولة الفلسطينية التي اعلنها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 اثناء اجتماعه في الجزائر.

الدولة الفلسطينية تقام من خلال اعمال المقاومة بكل اشكالها على الارض الفلسطينية، مقاومة الاحتلال ومستوطنيه، وتقديم التضحيات في هذا المضمار، اما الغرق في احلام اليقظة، وتعليق آمال عريضة على امم متحدة تسيطر عليها الادارة الامريكية والدول الغربية الداعمة لـ «اسرائيل» فهو من قبيل شراء الوهم.

المصالحة الفلسطينية التي جرى توقيع اتفاقها في القاهرة يوم امس الاول يجب ان يكون البند الاول على جدول اعمالها هو مقاومة الاحتلال، وسيكون من الخطأ الانشغال بقضايا جانبية مثل تشكيل حكومة، واختيار وزراء، فأي حكومة واي سلطة هذه التي يهان رئيسها، بل رئيس دولتها الوهمية من قبل مجندة «اسرائيلية» صغيرة السن توقفه امام حاجز لتفتيشه وسيارته.

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2181851

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181851 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40