الأحد 1 أيار (مايو) 2011

جولة في فضاء التطورات العربية

الأحد 1 أيار (مايو) 2011 par جمال الشواهين

ليس في ليبيا جيش نظامي كما هو حال الدول، والذين يقاتلون الآن من أجل بقاء معمر القذافي يوصفون بأنهم كتائب مسلحة من عناصر ليبية ومرتزقة إفريقية. ولو أن في ليبيا جيشاً بالمعنى المتعارف عليه لكان حسم أمر الوضع فيها، لصالح الجهة التي سيقف معها.

في مصر حسم الجيش المصري مصير نظام حسني مبارك عندما أعلن انحيازه للشعب والثورة، وذات الأمر في تونس، وهو الأمر غير المحدد الآن بالنسبة للجيش اليمني، الذي يبدو أنه يقف على الحياد بدرجات كبيرة، إذ لم ينحز للرئيس علي عبدالله صالح حتى الآن، ولا للشعب الذي يطالب بإسقاطه.

المسيرات المليونية في مصر كانت ستحسم وحدها مصير النظام، غير أن إدراك الجيش المصري لواقع الحال دفع به للانحياز إليها، ولو أنه لم يفعل لوجد نفسه إما في مواجهتها، أو مواجهة نفسه وهو ينقسم بين الولاء للنظام والانتصار للشعب.

ليس من بديل أمام الشعب اليمني من الاستمرار حتى النهاية في مواجهة نظام صالح، ولن يجد الجيش اليمني من بد من الانضمام للثورة من أجل قيادتها أولاً، وتوجيه مصير البلاد بعد ذلك بما يتوافق مع مطالبها.

الوضع في ليبيا يسير نحو التقسيم، بين ليبيا شرقية وأخرى غربية، غير أن حدوث ذلك لن يكون كافياً لبقاء معمر القذافي بالسلطة، فهو في كل الأحوال لم يعد مقبولاً من أي جهة.

التحركات الشعبية بالعراق ستظل مغيبة عن الواجهة، إذ مطالبها برحيل الاحتلال يعني رحيل نظام المالكي، وهذا ما لا يريده الاحتلال والمالكي معاً، ما يعني بقاء الاحتمالات بالعراق مفتوحة.

الجديد هو ما يجري في سوريا، وواقع الحال فيها يبعث للحيرة والقلق معاً، فسوريا من موقعها كآخر دولة عربية في مواجهة العدو «الإسرائيلي»، تنحرف الآن نحو مواجهات داخلية ستحرف موقعها وموقفها السياسي باتجاهات جديدة، ويراد في المحصلة فك تحالفها مع إيران، والتخلي عن دعم المقاومة. ولم يعد محدداً تماماً طبيعة ارتباط الابعاد التي توجه الدفة، غير أن الأكيد هناك سعي أمريكي «إسرائيلي»، لقلب السياسات السورية رأس على عقب.

هدوء الشارع ومحركيه من أحزاب وقوى شبابية ونخب سياسية لا يعني الاستكانة، أو الثقة بما سيخرج عن لجنة الحوار الوطني، لأن العدو «الإسرائيلي» يتابع بقلق واهتمام ما يجري بالدول العربية، ويبحث الآن عن حلول دائمة تضمن استمرار وجوده، ويدرك أن لا مناص من اعلان دولة فلسطين، وهو يريدها مربوطة بالأردن، ومن بعده بدول الخليج عبر صيغة تؤمن حل مسألة حق العودة، وفي إطار عدة سيناريوهات يظل احتمال متغير قوي بالأردن قائماً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165653

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165653 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010