الخميس 28 نيسان (أبريل) 2011
على الغرب مقاومة حجة التدخل الانساني فهو غطاء لتدخل عسكري

العالم ترك السوريين لقدرهم... وحديث بشار عن «قوى اجنبية» تحضير لحرب اهلية

الخميس 28 نيسان (أبريل) 2011

في تعليق على ما يجري في سورية كتبت صحيفة «ديلي تلغراف» افتتاحية يوم امس قالت فيها ان السوريين تركوا لوحدهم في مواجهة آلة القمع السورية، مذكرة انه في العام الماضي مرت ذكرى مجزرة حماة التي تعتبر من اكثر المجازر التي يرتكبها حاكم ضد شعبه كما تقول الصحيفة.

وقالت ان عشرات الالاف قتلوا في واحد من «الافعال المميتة». واضافت ان ابن الرئيس الذي ارتكب مجزرة حماة، الرئيس بشار الاسد ارسل دباباته الى درعا قبل اسابيع حيث بدأت المظاهرات المعادية للحكومة هناك. وقالت ان الحاكم الذي قدم نفسه عندما تولى الحكم على انه اصلاحي، توصل الى نتيجة مفادها ان سياسة القبضة الحديدية هي التي ستكون نافعة لحل الازمة فقد تعلم من الرئيس مبارك الذي تخلى عنه الجيش وارسل جيشه ـ اي الاسد - لقمع المتظاهرين. كما انه تعلم درسا من ليبيا التي عززت خياره خاصة ان العقيد القذافي لا يزال في السلطة على الرغم من خمسة اسابيع من الضربات الجوية التي يقوم بها الناتو والدعم الذي تلقاه المعارضة من الدول المتحالفة ضده.

وتقول ان بشار الذي يقف الجيش الى جانبه يعرف ان فرص تدخل الدول الغربية ضده هي «صفر»، فمع ان علاقات سورية مع الغرب متقلبة وتدعم حماس وحزب الله وتقيم تحالفا مع ايران الا ان الغرب ـ «اسرائيل» - ظلت تتعامل مع سورية كبلد مستقل حيث لم تطلق رصاصة على «اسرائيل» منذ عام 1973. وعليه تقول الصحيفة ان الغرب كما فعل مع البحرين سيترك هذه المحاولة من محاولات الربيع العربي لوحدها، مع انه سيهدد باتخاذ الاجراءات العقابية ويشجب النظام القمعي «لكن علينا ان لا نستغرب ان تم تطبيق اي من العقوبات»، وتختم قائلة انه «بشكل جوهري، ومأساوي فالسوريون تركوا لوحدهم» بدون دعم.

وفي اطار آخر، كتب روبرت فيسك في «اندبندنت» قائلا انه ان صدقت الشائعات والصور فالنظام السوري يحضر لحرب اهلية، ويتحدث عن الصور المريعة لـ «الشهداء الذين لا يموتون» والتي يبث صورها التلفزيون الرسمي السوري، جثث مشوهة، عيون مقلوعة، وارجل متناثرة، ويقدمها على انها صورة عن البشاعة التي تمارسها عصابات ارهابية ضد الجنود السوريين. ويعلق قائلا ان المرء قد يشعر بنوع من السخرية عندما يتحدث التلفزيون عن العصابات الاجرامية التي تطلق النار على جنازات الشهداء لان الذين اطلقوا النار هم من جنود جيش الاسد.

ويرى فيسك ان التقارير التي يقدمها الاعلام الرسمي مهمة لانها تقترح ان عائلات ضحايا الة قمع النظام تقوم بالانتقام من الجنود الذين قتلوا ابناءها، مما يعني ان المعارضة مستعدة لاستخدام العنف ضد من اضطهدها.

ويضيف انه لو كانت هناك عصابات مسلحة تدور في البلاد فان سورية الاسد تسير نحو الحرب الاهلية. ومع ذلك فالحقيقة التي تقدمها صور الانترنت عن المصفحات وافلام الفيديو على يوتيوب عن القمع تقدم اطارا عن ان النظام البعثي في سورية ومنذ مجزرة حماة لا يزال يلعب بقواعد الحرب تلك. صحيح ان الجثث المشوهة المعروضة على التلفزيون هي لجنود لكنها ليست لجنود قتلهم الشعب بل لجنود قتلوا باوامر من الضباط لانهم رفضوا ان يطلقوا النار على ابناء شعبهم. وقامت جماعات «الشبيحة» باعدامهم فورا، حيث يتم عرض جثثهم على شاشة التلفاز لكي تؤكد الحكومة روايتها عن انها تقاتل حركات ارهابية. ويضيف ان نظرية «القوى الاجنبية» هي لعبة لعبها الحكام الديكتاتوريين العرب الذين سقطوا قبل الاسد، ولم تنطلي هذه الرواية على احد مع ان سورية الآن تحدثت عن دور لبناني لجماعة المستقبل التي يقودها سعد الحريري.

وفي هذا الاتجاه عرض وزير سابق على التلفزيون شيكا بقيمة 300 الف دولار موقع من تركي الفيصل - مدير المخابرات السابق السعودي، والذي كان يعرف اسامة بن لادن، حيث قال المسؤول ان الشيك قدم لمسؤولين لبنانيين من اجل زرع البلبلة وعدم الاستقرار في سورية. ومن المتهمين في هذه المؤامرة، الوزير السابق محمد بيضون الذي اتهم من اتهمه بالتحريض على قتله، ويرى الكاتب ان لعبة التبادل وتحميل المسؤولية تؤشر الى مرحلة جديدة في الازمة. فالحكومة ممثلة ببشار الاسد وشقيقه ماهر، وعلي حبيب محمود وزير الدفاع واصف شوكت ورستم غزالي، مدير المخابرات السابق، ورامي مخلوف قريب الرئيس ورجل الاعمال المعروف وهذه الحلقة الضيقة ستقرر مصير النظام الذي يقف ضد المتظاهرين. وفي الوقت الذي يستبعد فيه المراقبون تدخلا اجنبيا على غرار ما حدث في ليبيا، تحدث الكاتب باتريك كوكبيرن في نفس الصحيفة عن قدرة النظام الذي تحرك لقمع المتظاهرين وفيما ان كان سينجح في الامر، حيث يجيب ان الفرص متساوية، خاصة ان قدرة النظام مرتبطة بمواصلة المتظاهرين احتجاجاتهم. ويقول ان الانتفاضات العربية ضد الدول البوليسية تدخل شهرها الخامس بدون منتصر حقيقي. ففي المثال المصري والتونسي رأى الجيشان فيهما ان مصلحتهما هي مع الشعب. لكن في سورية يقف الجيش مع النظام، وفي البحرين تدخل السعوديون وقمعوا المتظاهرين اما في ليبيا فلم تستطع المعارضة حتى مع كل الدعم العالمي لها وضربات الناتو تحقيق الانتصار على القذافي. ويقول الكاتب ان سورية تسير على طريق المثال البحريني حيث توصلت الدائرة المقربة من الاسد الى ان التنازلات القليلة التي قدمها النظام هي اشارة على ضعفه. ويعتقد الكاتب ان القمع في الوقت الحالي قد ينفع لان الحكومة لديها الدعم الجوهري من داخل الطائفة العلوية، اضافة لمن يعملون مع الدولة ويخشون من التغيير من مثل الاقلية المسيحية والدروز.

ولكن الانتصار الموقت للنظام لا يلغي من حقيقة ان الدول العسكرية الشمولية في العالم العربي تقاتل من اجل البقاء. ففي عصر الانقلابات العربية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت الدولة قادرة على السيطرة على الاعلام والتحكم بحياة الناس. لكن احداث العالم الحالي اثبتت ان ادوات القمع الماضية فقدت قوتها، نظرا لدخول اساليب جديدة تفوقت على القمع وكانت قادرة على فضح ممارسات الدولة، وهي التواصل الاجتماعي والانترنت والفيسبوك التي لعبت دورا مهما في الربيع العربي.

وينقل عن معارض سوري قوله انه عندما قتل نظام حافظ الاسد في حماة اكثر من 20 الف مواطن لم تظهر حتى ولو صورة لقتيل ولا صورة لبيت مدمر. وعلى خلاف هذا فصور الضحايا في درعا ومدن سورية الاخرى يتم نقلها اليوم بثوان لكل انحاء العالم. صحيح ان الدولة قد ترد وتقفل كل الاتصالات ومقاهي الانترنت. ومع ذلك فالمعارضة قادرة على كسر الطوق، من خلال شراء بطاقات هواتف من الاردن كما يفعل سكان درعا القريبة من الحدود الاردنية او من خلال توزيع هواتف نقالة دولية كما فعل احد رجال الاعمال من السوريين. ويختم الكاتب مقاله قائلا ان الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا المتورطة في ليبيا باسم مساعدة الليبيين وحمايتهم من زعيم ديكتاتوري عليها ان لا تتجاوز لغة الشجب لسورية والتفكير بالتدخل لانه سيؤدي الى افعال عكسية كما اثبت الدرس الليبي والعراقي والافغاني.

ويقول ان الشعوب التي تتدخل الدول الغربية لحمايتهم تشك بالدوافع الانسانية، مشيرا الى ان شركات النفط البريطانية كانت تقاتل على حصتها من نفط العراق، حتى قبل ان تبدأ العملية العسكرية كما اظهرت وثائق نشرتها صحيفة «اندبندنت» الاسبوع الماضي.

وذكر الكاتب في النهاية ان الحماس لحماية المدنيين اصبح غطاء للتدخل العسكري. وقال ان الغرب يمكنه المساعدة في التخفيف من حدة الوضع عبر الشجب وانتقاد المذابح لكن عليه ان لا يتدخل ويغير ما يحدث في سورية. وذكر ان شجب الغرب كان سيحمل ثقلا لو قام بشجب القمع والقتل في البحرين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178077

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178077 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40