قالت المخابرات المصرية، مساء اليوم، إن حركتي «فتح» و«حماس» توصلتا إلى تفاهمات حول كافة القضايا الخلافية في موضوع المصالحة الفلسطينية بما فيها تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات.
وقالت المخابرات المصرية في بيان إن المشاورات أسفرت عن تفاهم تام على نقاط للمناقشة بما في ذلك وضع اتفاق مؤقت بمهام محددة لتحديد موعد للانتخابات.
ونقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مسؤول مصري رفيع المستوى قوله إن التفاهمات تمت بين رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «فتح» عزام الاحمد، وموسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس».
وقال بيان صادر عن اجتماع وفدي الحركتين بالقاهرة اليوم إنهما توصلتا لتفاهمات كاملة حول كافة النقاط محل البحث بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات مهام محددة وتحديد موعد الإنتخابات.
واضاف البيان، الذي بثته وكالة انباء الشرق الاوسط، ان هذه التفاهمات ستتيح الفرصة أمام مصر للدعوة لعقد لقاء شامل يضم كافة التنظيمات والقوى والفصائل الفلسطينية للتوقيع على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد البيان أن هذه التفاهمات جاءت نتاجاً لتوافر الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام وحرص الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية على طرح مبادرات ومقترحات وأفكار إيجابية تعكس الروح الوطنية الصادقة نحو استعادة وحدة الشعب والوطن.
وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي أكد في مناسبات عدة خلال الفترة الماضية عزم بلاده على انجاز المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس». واستقبل لهذه الغاية وفود للحركتين في سبيل انجاز المصالحة.
وأكد عزام الأحمد، أنه تم الاتفاق مع حركة «حماس» مساء اليوم على كافة القضايا الخلافية الانتخابات والحكومة، مشيراً إلى انه سيكون اليوم وفي تمام الساعة الثامنة مساءً مؤتمراً صحلفياً مشتركاً. وأضاف في تصريحات إذاعية لـ «صوت القدس» من غزة، الى انه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية تمثل كافة اطياف الشعب الفلسطيني.
وقال الأحمد : «ان مصر ستدعو كافة الفصائل الفلسطينية أوائل الشهر القادم من أجل الاستماع لملاحظاتهم ومن ثم التوقيع على اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام». وأضاف : إن الحكومة المصرية تقوم منذ عدة أسابيع باتصالات غير معلنة لإنهاء الانقسام.
من جهته، قال القيادي في «حماس» محمود الزهار لقناة «الجزيرة» إنه «تم التوقيع على الورقة المصرية والملحقات التي صارت جزءاً منها». واوضح انه تم «الاتفاق على تشكيل حكومة من شخصيات وطنية يتم التوافق عليها».
وتابع أن الفصائل الفلسطينية ستدعى الاسبوع المقبل الى القاهرة «لاستكمال توقيع» وثيقة المصالحة الفلسطينية.
وجرت في القاهرة اليوم محادثات مغلقة بين وفدين من حركتي «فتح» و«حماس» لوضع اللمسات ما قبل الأخيرة لانجاز ملف المصالحة بين الطرفين، وفق ما ذكرته وكالة «معا» الإخبارية.
وأفادت الأنباء الشحيحة الواردة من الاجتماعات بان مصر أعادت ولأول مرة فتح الورقة المصرية للنقاش بين وفدي الحركتين «فتح» و«حماس»، وسط إصرار مصري على التوصل إلى نتائج تفضي إلى إتمام المصالحة.
وفد «حماس» الذي يتكون من موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وخليل الحية، ومحمود الزهار بحث مع وفد من «فتح» برئاسة عزام الأحمد بنود الورقة المصرية من جديد بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي للمصالحة.
وتتوقع مصادر إعلامية مقربة من الاجتماعات أن يتم التوصل إلى حلول لنقاط الخلاف بين «فتح» و«حماس» يمهد لتوقيع الاتفاق النهائي للمصالحة ما يتيح تشكيل حكومة وفاق والترتيب لإجراء الانتخابات الرئاسية التشريعية.
وكشف القيادي في «حماس» عزت الرشق، احد اعضاء الوفد المفاوض لحركة «حماس» في تصريح نقلها «المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحركة «حماس» انه تم التوقيع بالفعل الأحرف الاولى اليوم على اتفاق مصالحة بين حركتي «حماس» و«فتح» برعاية مصرية.
وقال الرشق إن القاهرة ستدعو الفصائل للتوقيع النهائي على الاتفاق خلال اسبوع بحضور الرئيس محمود عباس وخالد مشعل.
في السياق ذاته كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لموقع «اليوم السابع» المصري عن رغبة حركة «حماس» في فتح مكاتب لها في مصر، وهو الأمر الذي تم وضعه على أجندة وفد «حماس».
ولفت المصدر إلى أن «حماس» ألمحت لمسؤولين في مصر الى رغبتها لفتح مكاتب تمثلها مثل مكاتب حركة «فتح» الموجودة بالقاهرة، مبررة ذلك بأنه وسيلة مهمة لتسهيل التشاور مع القيادة المصرية من جانب وقيادة «فتح» من جانب آخر.
وأكد المصدر على أن هذا المطلب قديم كانت «حماس» قد طلبته أثناء جلسات الحوار الفلسطيني التي استضافتها القاهرة في عهد النظام السابق، إلا إنه قوبل برفض، مشيراً إلى أن «حماس» ترى أن الأوضاع تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وأن الوقت صار مناسباً لتحقيق هذا المطلب.
RLS
