الجمعة 22 نيسان (أبريل) 2011

الإعدام أو المؤبد في انتظار مبارك.. غضب من مطالبة نائب مرشد الإخوان بتطبيق الحدود

الجمعة 22 نيسان (أبريل) 2011

كلما اتسعت دائرة التحقيقات مع رجال نظام مبارك، والبحث عن ثرواتهم وثرواته هو وأسرته، وما حدث من عمليات قتل المتظاهرين كلما ازدادت النار اشتعالاً في قلوب المصريين. ففي «وفد» الأربعاء كتب زميلنا طارق تهامي تحقيقاً اعتبره بلاغاً للنائب العام عن إخراج معهد القلب القومي في امبابة سيارات اسعافه لنقل البلطجية الى ميدان التحرير للمشاركة في قتل المتظاهرين، وأن موظفين أخبروه بالآتي : هناك سيارات إسعاف خرجت من معهد القلب في اليوم الأول لموقعة الجمل، بهدف قتل المتظاهرين!

وكانت تدخل إلى الميدان، بعد تحميلها بزجاجات المولوتوف والحجارة، وكان يتم عن طريقها، تمويل البلطجية، بأدوات القتل المجرمة! وعندما سألت زميله - الموظف - عن حقيقة التفاصيل، التي سردها السائق، قال لي : صحيحة مئة بالمئة، لأنني ايضاَ، تعرضت للاعتداء بالضرب، والتهديد بالقتل بالقرب من منزلي، لمجرد أن المعلومة وصلتني، ولمجرد أنني تساءلت عن سر تهشم احدى السيارات رغم انها لم تخرج - على الورق - في مهمة عمل في هذا اليوم، لأنه من المعروف ان إسعاف معهد القلب، ليس دوره نقل المصابين - نتيجة الجروح، بل دوره الأساسي، إنقاذ المصابين بأزمات قلبية، ولذلك كان غريبا، خروج هذه السيارات، إلى ميدان عبدالمنعم رياض، يوم موقعة الجمل! يعرف أن ممولي هذه العملية القذرة، هم عدد من رجال الأعمال من المنتمين للحزب الوطني في دائرة قريبة، من مقر معهد القلب وقاموا بجمع أربعمئة ألف جنيه خلال نصف ساعة تنفيذا لأوامر، جاءتهم، من أمن الدولة!!

وقام عدد من العاملين بالمعهد، من المسؤولين المختصين بإصدار التعليمات، بشكل مباشر، أو غير مباشر بتنفيذ العملية، بدقة متناهية، وبدون خلل حتى تم قتل المتظاهرين، في ميدان عبدالمنعم رياض.

السائق والموظف، قالا لي : إن الجريمة حدثت، دون علم مدير المعهد، ومساعديه من الأطباء، وأكدا أنها تمت بمعرفة، عدد من مسؤولي الكادر الإداري.

وبدأت تتكشف حقائق أخرى عن مشاركة مبارك وأركان نظامه في المذبحة، وهو ما قاله رئيس مجلس الشعب السابق، خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور والمتهم والمحبوس في هذه القضية، بالإضافة للإثراء غير المشروع، إذ قالت «الأخبار» أمس في تحقيق لزميلتنا خديجة عفيفي وزميلنا عزت مصطفى عن التحقيقات معه : «فجر د. فتحي سرور مفاجأة، حيث قرر أمام المستشار محمود السبروت قاضي التحقيق انه في اليوم التالي لهذه الواقعة وفي اجتماع موسع حضره كل أركان النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك ورئيس الوزراء والوزراء من السابقين ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق وعمر سليمان رئيس المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف تناولوا ما حدث في ميدان التحرير بكل سخرية؟! سواء قتل المتظاهرين أو الشروع في القتل والحادث كله تناوله أركان النظام بتهكم، كرر د. فتحي سرور هذه الكلمات اكثر من مرة أمام جهات التحقيق».

ونشرت صحف أمس ايضا آراء لرجاء القضاء، بأن الإعدام أو المؤبد في انتظار مبارك، إذا ثبتت الاتهامات الموجهة إليه بالمشاركة في التحريض أو الأمر بقتل المتظاهرين، وأعلنت الحكومة انها لن ترضخ لعملية لي ذراعها في تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظاً لقنا أو لقطع خطوط السكك الحديدية والطرق، وأنها قررت إلغاء اسم جائزة مبارك الى النيل، واعتبار يوم الاثنين اجازة في عيد شم النسيم، وظهرت في الأسواق أنواع جديدة من الرنجة والفسيخ قالت عنها جريدة «روزاليوسف» في تحقيق لزميلنا فتحي الضبع : «لجأ العديد من التجار والبائعين مع اقتراب أعياد شم النسيم وفي ظل الركود وارتفاع أسعار الرنجة إلى حيلة لجذب الأنظار من خلال وضع أسماء رواد سجن «طرة» على أنواع الرنجة، حيث جاء فسيخ مبارك وهو السوبر المغلف ليكون الأغلى بين الأنواع الأخرى وسعره خمس وستون جنيها للكيلو، أما الفسيخ السائب ويطلق عليه فسيخ «سوزان» فوصل سعره إلى ستين جنيها فيما أطلق على الرنجة المغلفة رنجة صفوت وسعرها خمس وعشرون جنيها للكيلو، والرنجة السوبر السائبة أطلق عليها رنجة عز وسعرها عشرون جنيها للكيلو، بينما الرنجة السائبة متوسطة الجودة فسعرها ثمانية عشر جنيها للكيلو وأطلق عليها رنجة «عزمي».

أما الرنجة الأقل جودة فأطلق عليها رنجة جمال وعلاء وسعرها أربعة عشر جنيها للكيلو، في حين أطلق على البطارخ اسم بطارخ سرور وسعرها ستون جنيها للكيلو.

وقال أحمد فرج رئيس أحد المصانع المتخصصة في صناعة الأحذية أنه ينوي طرح ماركات متعددة من الشباشب والأحذية يوضع عليها صور عزمي وعز وصفوت لبيعها في الأسواق بأسعار منخفضة». وإلى قليل، قليل، من كثير جدا لدينا :

[**استعانة بالآيات القرآنية لإظهار غضب الله على مبارك ورجاله*]

لا أعرف كيف أواجه هذه السيول المنهمرة دون توقف ضد مبارك وابنيه علاء وجمال وزوجته السيدة سوزان، وقادة نظامه، بحيث طفت فوق صفحات كل الصحف والمجلات، في هجمات لا حدود لعنفها وكراهيتها وشماتتها بطريقة مذهلة، لأن أصحابها ينتمون الى كل التيارات السياسية والدينية المتناقضة بحيث توحدت في الموقف من مبارك وأسرته ونظامه، وتلمس الصدق في كلامها، ولوحظ أن هناك ميلاً للاعتقاد بأن عقاب ربك هو الذي نزل، ولذلك كثر الاتجاه بالاستعانة بآيات القرآن والأحاديث الشريفة، وحكايات الأولين في مهاجمته، ففي مجلة صباح الخير قالت زميلتنا سهام ذهني : «العبرة ليست مفيدة لرئيس الجمهورية القادم فقط، وإنما من المهم أن يعتبر كل مسؤول مع اختلاف درجات المسؤولية، ففي الحديث الشريف أن كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته بالتالي فإن على كل مسؤول في كل موقع أن يؤدي ما عليه من واجبات وأن يبتعد عن مصادر الفساد والإفساد، وأن يتذكر أن لا أحد فوق المساءلة، فإذا كان العديد من الفاسدين مازالوا في مواقعهم القيادية على قمة العديد من الشركات والمؤسسات في مختلف المناطق بمصر، فإن كل مصري يعاني من هؤلاء الفاسدين سيشعر بثمار الثورة بشكل مباشر حين يرى محاسبة هؤلاء الذين تضطره الظروف للاحتكاك بهم، وهي محاسبة لابد من الإسراع في إنجازها لإبعاد بقايا الفاسدين المفسدين عن مواقعهم القيادية سواء في الجامعات أو المؤسسات أو المحليات أو غيرها من المواقع التي مازالوا فيها.

وإلى أن يتم هذا التطهير فعلى الفاسدين الذين مازالوا بكراسيهم أن يتعظوا مما جرى مع أكبر رأس في الدولة ومع أكبر الأغنياء جاها وثراء، وأن يتذكروا أن الله حين يأخذ الظالم فإنه يأخذه أخذ عزيز مقتدر، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن دعوة المظلوم يرفعها الله ويفتح لها أبواب السماء، ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».

[**«الجمهورية» : أخذهم الله بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر*]

والتقط الخيط في نفس اليوم - الثلاثاء - زميلنا بـ «الجمهورية»، إبراهيم أبو كيلة وأصابعه على حبات المسبحة : «فأخذهم الله بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر، سقطوا من أعلى عليين إلى أسفل سافلين، ومن قصورهم وأبراجهم الشاهقة إلى غياهب السجن، من العرش إلى البرش، أي عقل يصدق أن يصير الجلاد مجلودا، ويتحول السجان إلى مسجون، يكون الرئيس السابق قيد الحبس على ذمة التحقيق لاتهامه بالفساد وقتل مواطنيه، وزوجته، سيدة مصر الأولى التي كانت، والتي كنت أسمع حكايات عن تسلطها وتجبرها، كانت تعد العرش لابنها لتظل الملكة الأم، كانت ترفع قدر من تريد وتحط من قدر من تريد، أين هي الآن وهل نفعها غرورها وتسلطها، هل يذكر لها أحد حسنات، لا أظن، وابنها الوريث الذي كان قاب قوسين أو أدنى من العرش، لم يكن يدري أنه أدنى إلى البرش، ما شعوره الآن وهو محبوس حتى ولو كان محبوساً في زنزانة 7 نجوم، والابن الآخر الذي قد يكون كسب بعض التعاطف من شعبنا العاطفي، ألم تكن له أخطاء، ألم يشارك في نهب أموال ليست له أو لأبيه؟».

[**يوم القارعة الأولى ويوم الحاقة الأولى*]

لكن المفاجأة جاءتنا من زميلتنا بمجلة «آخر ساعة» ثناء رستم التي وقفت لتعظ قائلة ولا تخفي شماتتها في آل مبارك وأعوانه إلا أنها حذرت من تجمعهم في سجن واحد حتى لا يتعرضوا للحسد، قالت : «يوم القارعة الأولى وما أدراك ما القارعة، يوم الحاقة الأولى وما أدراك ما الحاقة، وجاءت الطامة الكبرى، في الدنيا، يوم يتذكر الإنسان ما سعى واكتسحت نظام مبارك الفاسد المفسد وكنستهم جميعا إلى باب واحد في سجن مزرعة طرة، الذي جمع العصابة من هشام طلعت وحتى علاء وجمال مبارك وبينهم زكريا عزمي والشريف ونظيف وأذنابهم من المفسدين الفاسدين، اعترف أن هذه الإجراءات أكدت حقيقة ثورة 25 يناير وأعادت الاعتبار للشعب المنهوب المفترى عليه. يحق لنا أن نتساءل : لماذا سجن مزرعة طرة بالذات؟ ألا يساوركم خوف من نفثة حسد تضرب هذا التجمع المهيب في مقتل؟

تذكروا نصيحة يعقوب لأولاده : «يا بني لا تدخلوا من باب واحد»، وادخلوا من أبواب متفرقة، إذن توزيع السجناء على عدد من السجون في المرج، والواحات، والقطا ودمنهور والحضرة، والنطرون، أمر عاجل جدا ومهم، أولا : حتى لا يصيبهم الحسد على هذه اللمة والعزوة في الليمان!

وثانياً : نخشى أن يتحول السجن إلى «فور سيزون» يقضي فيه السجناء أيام العسل،

وثالثاً : لابد أن يعانوا الضربة كما عانينا وعانى السجناء قبلهم، وأخيرا لعلها الفرصة الأخيرة للقضاء على الثورة المضادة، نريد معاملة عادية وعادلة للسجناء شأنهم شأن كل متهم ترمي به الأقدار إلى أي من السجون المذكورة، كما أتمنى على النيابة أن تباشرهم في السجون للتأكد من أنهم سجناء، وليسوا في نزهة لشرم، طرة»!

[**صبر أيوب ثلاثين عاماً وصبرت مصر مثله*]

وبعد أن انتهت ثناء من إلقاء درسها على الحاضرات من النساء والفتيات، قام زميلنا وصديقنا تهامي منتصر بإلقاء درس على الحاضرين من الرجال والشباب، مكررا ايضا قصة سيدنا يعقوب وأولاده، فقال في نفس العدد : «إذا كان سيدنا يعقوب احتسب وصبر ثلاثين عاما حتى رد الله له ابنه يوسف الصديق، فإن الشعب المصري صبر واحتسب ثلاثين عاما حتى رد الله له حقه وسقط مبارك الذي يتم التحقيق معه الآن على التحريض على قتل المتظاهرين وسفك دماء الشعب، ونريد أن يتم التحقيق معه عن الملايين من ساكني العشوائيات الذين لا يعرفون حتى الفقر وعن إفساد النفوس التي زين لها الرشوة والفساد.

وعن أراضي مصر التي تم نهبها، ومصانعها التي بيعت بأبخس الأسعار، وعن الأراضي الزراعية التي سمح بتجريفها وتجفيفها والبناء عليها، وعن المبيدات المسرطنة التي سمح لوزيره أن يغرسها في الأرض الطيبة التي أنقذت العالم من المجاعة أيام يوسف الصديق عليه السلام.

صدق وعد الله وسجن مبارك وأعوانه في انتظار محاكمته وبجانبه يقف ولداه اللذان استباحا وطنا بأكمله واعتبراه ملكا خالصا لهما وتذكر مبارك الله أخيراو وهو يردد أمام من يحققون معه مرددا «ربنا كبير» ونسي ما يجب أن يكون عليه الحاكم العادل وتفرغ لتحقيق حلم الخلود فحقن جسده العجوز بما يشبه أكسير الحياة ليعيش أطول، وأنفق مئات الألوف من الدولارات على تزويد جسده بخلايا جديدة تمنحه قوة زائفة مستخرجة من خلايا جذعية نشطة مأخوذة من «دماء المشيمة» فهو أراد الحياة وسيمنحها له الله حتى يحاكم ويعاقب على ما فعله».

[**«الوفد» : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً*]

وانتقل السيل الى «وفد» الأربعاء، التي قال فيها عضو الهيئة العليا واستاذ القانون بجامعة القاهرة الدكتور محمود السقا : «ويقول كل واحد منهم - رهين محبسه : «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً»، ونقول له بلسان الشعب كله : هذا جزاء من يخون الوطن في ماله وثماره، ثمن الخيانة غالي : واليوم جاءت البشرى وتحطمت الاصنام وسقطت من عل، هذا النهم نحو زيادة «الثروة الذاتية» لكل منهم الأب والأم والولد بل والعم والخال قد أدى بهم وبالبلاد إلى نكسة حقيقية في كل شعاب الحياة، والشعب - الآن - في شوق إلى رؤية محاكمة هؤلاء الذين سرقوا مصر كلها، وكلمة القضاء ستكون لا ريب في ذلك درسا قاسيا قوياً ضد كل من تسول له نفسه أن يخون وطنه ويسرق غرسه وثمره، وسوف يعض كل منهم بنانه، ويقول: ياليتني، كنت، حيث لا ينفع الندم.

وهذا لعمري جزاء من يخون الأوطان في ماله ومآله».

[**قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء*]

أما محمود شاكر، فقال بعد أن انتهى من صلاته وهو لا يخفي قدرا معقولا من الشماتة : «قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير»، حكمتك يا صاحب الأمر في الدنيا والآخرة، سبحان الله المعز المذل، أين أصحاب القصور والمنتجعات، أين الخدم والحاشية، أين الحراسات الساهرة ليل نهار لحمايتهم أين الطائرات الخاصة والسيارات الفارهة. أين الطعام الفاخر الذي كان يأتي من باريس ولبنان وغيرها؟!

هذه أسئلة يرددها الشعب الذي امتلأ جسده بالأمراض وأصيب قلبه وكبده بالفيروسات، بسبب مياه الشرب الملوثة، والزراعات المسرطنة، سبحان الله، هؤلاء الفاسدون يحاسبون اليوم من رأس الفساد مبارك وجميع البطانة التي أذلت الشعب طوال ثلاثين عاما، بدءا من طابور العيش حتى العلاج على نفقة الدولة هل يصدق مبارك أو يتخيل أن يجلس يوماً أمام جهات التحقيق متهماً بالقتل والثراء غير المشروع؟».

[**هل كان مبارك فعلاً في خدمة وطنه؟*]

اما أغرب الشامتين في مبارك فكان زميلنا في «المساء» مرتضى العمدة الذي روى لنا حكاية حدثت له، قال في صفحة الحوادث : «مبارك الذي كان يقول دائماً انه في خدمة أبناء وطنه »رياءً» وكذباً.. لي موقف ما زلت أذكره معه في أواخر التسعينيات ذهبت الى قصر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة طالباً مقابلته وإذ بالحرس يلتفون حولي - أكثر من ستة أشخاص - وبعد أسئلة وأجوبة كثيرة وتفتيش دقيق سمح لي بدخول القصر ولحظتها عشت أسعد أيام حياتي لأنني سأقابل الرئيس لقضاء حاجتي، ثم تحولت السعادة في غمضة عين الى كابوس كاد يقتلني ويدمرني بعد أن سألني الموظف أنت تريد مقابلة مبارك؟ نعم، صمت برهة، وقال لي يبدو أنك إنسان طيب، «قوم امشي» ولا تفكر في العودة إلى هنا مرة أخرى.

الكلمات نزلت علي كالصاعقة فغادرت المكان لا أرى أمامي وكأنني أحمل الجبال فوق رأسي، أسير بصعوبة شديدة لأن الموظف هددني بألا أنظر خلفي، قلت «حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مبارك»، طبعاً في سري، أما اليوم فأقولها، علانية دون خوف أو خجل».

[**كنا نتمنى أن نعيش عصر الرئيس السابق*]

طبعاً عنده حق، وقد قالها في نفس اليوم ساخراً زميلنا في «الأخبار» هشام مبارك، وهي : «لم أهاجم زكريا عزمي حتى الآن لأنه الرجل الذي فجر ثورة الفساد للركب في المحليات والذي منعته نزلة برد شديدة من تفجير ثورة الفساد للنخاع في الرئاسة وتعاطفت معه بعد أن اعترف في التحقيقات أنه مجرد ضحية وأن اسمه الحقيقي هو زكي قدرة الذي لعب دوره زمان الفنان عادل أدهم، إسرق يا زكي قدرة يسرق زكي قدرة ينهب زكي قدرة وعندما سأله وكيل النيابة: أمال يازيكو إيش فرعنك قال : ملقيتش ريس يلمني!».

لكن في اليوم التالي - الخميس - نبه زميلنا في «المساء» سامي حامد، هشام إلى أن مبارك، لقي مصيرا أغبر، إذ لم يعد قادرا على حماية زيكو، الذي اصبح مسجونا، فقط وإنما على حماسة نفسه، قال عن مبارك وهو شامت فيه : «كنا نتمنى أن نعيش عصر الرئيس السابق، فزادت الثورة من مكاسبها وصرنا نعيش عصر الرئيس المخلوع، بل والرئيس المحبوس!!

بل أثبتت أيضا انه «غبي» حين قرر احتكار السلطة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتعامل مع مصر وكأنها شركة حديد يمكن احتكارها بل واحتقار شعبها باعتباره من العاملين في هذه الشركة.

انها رسالة إلى رئيس مصر القادم أياً كان، أقول له : انظر قبلك!».

وأنا مضطر لإغلاق الباب أمام عشرات المهاجمين لمبارك والساخرين منه والشامتين فيه وفي أسرته ورجال نظامه، لعدم وجود مساحات خالية لهم في عرض اليوم، وغداً، إن شاء الله أماكنهم محجوزة، وأولهم حكايته وهو يقود الموتوسيكل رغم انه كفيف وتشبيهه بشخصية الشيخ حسني.

[**الإخوان والدعوة لإقامة الدولة الدينية وتطبيق الحدود*]

وإلى الإخوان المسلمين، والمعركة التي اشتعلت ضدهم فجأة بسبب ما نشر عنهم في مؤتمر عقدوه في امبارة بمحافظة الجيزة، ودعوة سعد الحسيني، والدكتور محمود عزت لإقامة الدولة الدينية وتطبيق الحدود، ودعوتهم كل الفصائل الإسلامية للتوحد، وقد نشرت «المصري اليوم» نص ما قالاه وأحدث ضجة هائلة، وجود الشكوك في نواياهم، ويوم الاثنين نشرت «المصري» ردا من الدكتور محمود عزت نائب المرشد، قال فيه : «نشرت جريدتكم بعددها الصادر السبت 16-4-2011 خبراً في صدر صفحتها الأولى تحت عنوان «الإخوان : نريد تهيئة مصر للحكم الإسلامي، وتطبيق الحدود يأتي بعد امتلاك الأرض» ما نصه : «وحول موقف «الإخوان» من تطبيق الحدود، أكد أن هذا الأمر يأتي بعد امتلاك الأرض.

وأضاف : لابد أن تقام الحدود بعد أن يكون الإسلام في حياة الناس وأخلاقهم وتعاملاتهم».

وأود أن أؤكد أن هذا الكلام هو محض كذب وافتراء وتدليس وأنه عار من الصحة تماماً، وأن ما قلته في المؤتمر الذي عقد في امبابة يوم الخميس الماضي عندما سئلت عن تطبيق الحدود لم ترد في عبارة «امتلاك الأرض»، على الإطلاق وأن ما قلته هو أن كلمة «حدود» مرتبطة عموماً بوجود أرض وأن هذه الأرض هي المجتمع وأخلاقه وتعاملاته.

فالإخوان المسلمون يؤمنون بأن المعنى بتطبيق الحدود هو السلطة التنفيذية والدولة وليست أي جهة أخرى وأنه لا يجوز الحديث عن تفصيلاتها إلا بعد تهيئة شاملة تحقق حاجات وضرورات الشعب، فضلا عن تنمية السلوك القويم ونشر الخير بين الناس.

إن مثل هذه الأخبار وتعمد نشرها محرفة هو جزء من حملة مشبوهة ضد جماعة الإخوان المسلمين دأبت صحيفتكم وعدد من محرريكم على تنفيذها، هو ما يخالف الأعراف الإعلامية وميثاق الشرف الصحافي.

أرسل لكم هذا الرد عملاً بحقي القانوني في الرد في الصفحة نفسها وبالضغط نفسه مع احتفاظي بكامل حقي القانوني أمام الجهات المعنية.

[**طرح الحدود تمهيداً للحكم الاسلامي*]

ولا تجد «المصري اليوم» رداً على تعقيب الدكتور محمود عزت سوى نشر النص الحرفي لتصريحاته : «مسألة تطبيق الحدود، كما نقول، إن الحدود تكون بعد أن أملك الأرض، لما أملك الأرض أولا، ثم أضع الحدود أولا، ولابد من تطبيق الحدود ولكن بعد أن يكون الإسلام في حياة الناس، في قلوبهم، في أخلاقهم، في تعاملاتهم، وحينئذ لا بد أن تقام الحدود».

نص تصريح المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد حول التمهيد لحكم إسلامي : «يا إخواني، باختصار بسيط جدا، نحن نريد في هذه الفترة ريادة المجتمع لأنه لا تنظيم أقوى ولا أمتن ولا أعرق ولا أكثر انتشارا من أهل الإسلام في هذا البلد، نريد هذا، أن يقوموا بالريادة في هذا المجتمع، لتحقيق هويته الإسلامية وتماسك هذا الشعب، وانتصار إرادته، تحقيقاً أو تمهيدا لحكم إسلامي أصيل إن شاء الله تترسخ فيه قيم الحرية والعدالة والشورى والتعاون على البر والتقوى والامتنان لهذا البلد من منطلق الإسلام.

فيا إخوة يا كرام يا إخوان يا سلفيين يا صوفية يا أنصار سنة يا مصريين، لا نوم بعد اليوم، كل ما نملك من وقت وجهد وفكر وعمل نسخره ليل نهار لنمكن هذا الدين في هذا البلد العظيم، ولقد ثبت يقيناً من الثورة وتاريخ هذا البلد العظيم أنه بلد الإسلام».

[**الاخوان استغلوا الثورة ولم يفجروها*]

وفي نفس العدد شن زميلنا محمود الكردوسي هجوماً عنيفا على الجماعة، قائلا عنهم : «بدأت «أسلمة» الثورة منذ أسبوعها الأول، تباطأ الإخوان في البداية وأبوا أن ينزلوا إلى الميدان، ثم تأكد لهم أن ساعة قصاصهم من مبارك نظامه ربما تكون قد أزفت، فهبطت جحافلهم على الميدان من كل فج عميق : بخيمهم وأسرهم وزادهم ومصاحفهم.

لم يكن ممكنا ولا جائزا لمراقب أو محلل، أن يدقق أو يتساءل عن مغزى كثرة أصحاب اللحى والمنقبات، خاصة في المظاهرات المليونية فليس ثمة اي مجال لأي «تصنيف».

الإخوان في الحقيقة شكلوا جسماً خرسانياً ساهم بشكل فعال في رد غارات بلطجية النظام «حزبا وحكومة وأمناً ورجال أعمال» وقد شهد الكثيرون بما أبدوه خلال هذه المواجهات من بأس وبسالة، وقدرة مذهلة على التنظيم، كانت أصوات هتافهم توحي بأنهم ذاهبون إلى حرب، وفي الليل يفترشون أسفلت الميدان وحشائشه ويبتسمون للكاميرا كأنهم عائدون لتوهم من حصاد محصول أو نوبتجية في مصنع، ولا مانع من المشاركة في أغنية : إنها لحظتهم التاريخية.

كنت متخيلا أن ثورة 25 يناير ستكون حدا فاصلاً في تطورها كـ «قوة سياسية» وأنهم سيتوقفون عن إقحام الدين في عملهم لكن الطبع يغلب التطبع، إذ ما إن أعلن مبارك تنحيه عن الحكم وبدأ الثوار يلتقطون أنفاسهم حتى عادوا إلى فطرتهم وضغطوا على مواطنين عزل، بورقة الدين لتوجيه الاستفتاء على تعديلات الدستور».

[**الإخوان يستخدمون الإسلام لتحقيق أغراض دنيوية*]

وفي نفس اليوم - الاثنين - شارك زميلنا وصديقنا بمجلة «الإذاعة والتليفزيون» محمد الغيطي في الهجوم على الإخوان بقوله في «الوفد» : «مشروع الإخوان السياسي يؤكد ما كانوا يتحرجون من ذكره ويتخفون خلف أقنعة نكرانه، خطورة هذه التصريحات انها تؤكد ما حذرنا منه مرارا الإخوان جماعة سياسية تستخدم الإسلام لتحقيق أغراض دنيوية وهي امتلاك السلطة، والأخطر أن المتحدثين تكلموا بجرأة عن انهم سيستغلون مناخ الحرية ما بعد الثورة في حصد كل الغنائم وهو ما حذرنا منه فعلا، الإخوان ركبوا الثورة ومناجلهم تحصد كل حقل، لا نقاء في السياسة ولا طهر ولا نبل ، الإخوان مثل أي فصيل سياسي أهدافه ميكافيلية، وقد قرأوا كتاب الأمير لميكافيللي ويحفظونه ويطبقونه عن ظهر قلب وعقل، الغاية تبرر الوسيلة.

ومبدأ «التقية» هنا مستعمل بجدارة وامتياز، الإخوان يظهرون غير ما يبطنون ويتحدثون، بما لا يفعلون وإذا قالوا لكم إحنا هانشتغل على 30 % من المقاعد معناها انهم سيشتغلون على ثلاثة أضعاف هذا العدد».

لكن في اليوم ذاته، حاول زميلنا في «الأخبار» سيد حجازي إزالة المخاوف من الإخوان بقوله : «وإذا كنا ندعو للحرية والديمقراطية وأن تعلو كلمة الشعب وأن تترسخ ملامح الشفافية إذا كنا ندعو لكل ذلك ونستعد للقتال من أجل الحفاظ عليه فلماذا نرفض اذن إذا اختار الشعب الإخوان أن يأخذوا فرصتهم فإن أحسنوا فلهم أجران وإن أساءوا فلهم أجر وللشعب أن ينحيهم عن الطريق وأن يختار غيرهم، إن من حق كل إنسان أن يقول رأيه ومن حق كل إنسان أن يعبر عن نفسه بكل حرية وشفافية فإذا اختار الشعب فاختياره ملزم له الطاقة وله الاحترام وعلى من يقدم لنا رأياً أو يتخذ موقفاً أن يقدم لنا مبرراته فالجهل قبيح والتعصب الأعمى أقبح».

[**الاخوان يقلدون ممارسات مبارك*]

طبعا، طبعا، ولكن لا بأس من تذكير حجازي بالتاريخ الذي مضى، وهو تكفل به يوم الأربعاء زميلنا وصديقنا حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة مؤسسة «دار الهلال»، بقوله في «المصري اليوم» : «نجح نظام مبارك منذ عام 1984 في أن يجعل من الإخوان فزاعة للقوى المدنية والتيارات السياسية في مصر، فضلا عن أن يكونوا فزاعة للغرب لكن الجانب الآخر من الصورة أن قيادات الإخوان قبلت هذه اللعبة وبعضهم استمرأها، وهاهم يمارسونها معنا بأنفسهم وفي خطابهم.

في أغسطس 1952 تصور قادة الإخوان أن من حقهم فرض الوصاية على الحكام الجدد، وصل الأمر في النهاية أن طلب المرشد الثاني أن تعرض عليه جميع القرارات قبل إصدارها ليتأكد من مدى مطابقتها للشريعة والمشهد الآن يتكرر في سياق آخر وبحيثيات جديدة، حيث يتصور قادة الجماعة انهم هم الثورة، وهم وحدهم من أسقط مبارك ونظامه، فيحاولون فرض الوصاية علينا.

الإخوان لا يتغيرون ولا يتعلمون، وهم كذلك لم يستوعبوا بعد حقيقة ما جرى في مصر».

[**المصريون يرتعدون من التوجهات الدينية الجديدة*]

لكن اتضح أن زميلنا بـ «الأخبار» حازم الحديدي كان يتابع كل هذه المناقشات والمخاوف، وهو ما دفعه لأن يقول في نفس اليوم : «بعض الناس يخافون من الإخوان المسلمين، ومعظم الناس يرتعدون من السلفيين، وفي تطور جديد تحول الخوف من الإخوان إلى هلع عندما أشار نائب المرشد العام الى إمكانية إقامتهم للحدود، إذا ما حكموا البلاد، بينما تحول الارتعاد من السلفيين إلى تبول لا إرادي، عندما قالوا، لا ولاية لكافر على مسلم، في إشارة لرفضهم تعيين محافظ قبطي لقنا، بالإضافة الى قولهم ان الديمقراطية خطر، لأنها تجعل مرجعية التشريع للشعب، وأمام هذه التصريحات ادعو كل المحجبات لارتداء النقاب، وأدعو كل الفنانات للهجرة، وبالذات غادة عبدالرازق، وأدعو الدكتور عبدالمنعم كامل باتخاذ الاجراءات اللازمة لتحويل دار الأوبرا إلى دار مناسبات».

[**معارك السلفيين وتفسير الجماعات للاسلام متناقض*]

وإلى السلفيين وما يثيرونه هذه الأيام من ضجة بسبب ما بدر من بعضهم من أقوال استفزت الكثير واخافتهم ومن أعمال نبهت آخرين للخطر الذي يمكن أن يشكلوه، وكانت نتيجة هذه المعارك أن الكثيرين بدأوا يعرفون المعلومات عن الحركات والجمعيات الإسلامية، وأنها لا تتفق جميعا على رأي واحد، بالنسبة للأضرحة، وإزالة المنكر، وقد نشرت «الجمهورية» يوم الجمعة في صفحة الدين والحياة التي يشرف عليها زميلنا فريد إبراهيم حديثا مع الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة والأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وأجراه معه زملاؤنا فريد إبراهيم وعمر عبدالجواد وأحمد الداوي، وقال فيه : «نحن لا نقول بأننا سلفيون حتى لا ينسب أي خطأ إلى الجمعية الشرعية ووقتها يقولون هذا هو الإسلام الذي يرونه ونبتعد عن الهدف الأساسي للجمعية الشرعية التي اخذت على نفسها عهدا لخدمة العقيدة الإسلامية في كل مجالات الحياة.

نحن لا نحجر على أبنائنا في انتخاب من يشاءون وألا يدخلون السياسة بالترشح لمجلس الشعب ولا توجد لنا أية تحالفات مع أي تيارات أخرى، ولكن نطلب من أبنائنا إذا رغب أحد منهم في خوض التجربة السياسية أن يتخلى عن أي منصب قيادي بالجمعية حتى لا نخلط الدين بالسياسة فأحد رؤساء فروع الجمعية الشرعية بتلبانة طلب ان يخوض تجربة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فقررنا فصله إذا أقدم على ذلك، فأنا رفضت نزول أبناء الجمعية الشرعية إلى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير حتى لا يحسب على مصر ان بها ثورة إسلامية.

الجمعية الشرعية مر عليها أكثر من مئة عام ولم يسبقها أنصار السنة المحمدية ولا السلفيون فهي الجمعية الوحيدة التي قامت بهدف نشر السنة الصحيحة ومقاومة البدع والخرافات ومنها الموالد والارتزاق من وراء الأضرحة وهي من هذا المنطق تعتبر سلفية وللتوضيح كلمة سلفية فيها غموض شديد. السلفيون الحاليون يرون مفهوم السلفية الانتماء الى افكار ابن تيمية أما السلفيون وفق المنهج الحقيقي فهي السير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأوائل، وكل مسلم مطلوب منه أن يكون سلفيا أما قول جماعة أنها السلف فهذا يعني إقصاء لجماعة المسلمين. المسلمون سلفيون فما جد هذه الأيام من قطع الأذن أو مقولة البعض من لا يعجبه فليذهب الى امريكا فهذا يمثل جهلا بالإسلام يتولاه بعض الناس، ويمتد إلى جذور النظام السابق الذي كان لا يعيش إلا في أجواء الفتن حيث كان يخلق المشكلات ليكون هناك مبرر لبقائه فما حدث في الإسكندرية كان من تنظيم النظام السابق ودليل ذلك ما حدث أيام الثورة حيث لم يعتد أحد على الكنائس أو يقترب منها بسوء فالاعتصامات تعود بالثورة الى الوراء وترغب الى خلق حالة من الفتن بين الشعب وبين المؤسسة العسكرية.

اتفق علماء الأمة على ان القبر لا يرتفع إلا عن الأرض قدر شبر بما يدل على أنه قبر، حيث لا يستطيع أحد من مذاهب الأئمة ان يقول بغير ذلك وان كان يمكن ان يتم بناء سور حول القبر للمحافظة عليه حتى لا تنهش جسد الميت الدواب ولا السباع أما تحويل قبر الميت الى مكان للارتزاق من ورائه فليس من الإسلام، فهذه منكرات يجب الكف عنها ومقاومتها وذلك يكون بتعديل قانوني، فهناك أشياء مباحة قانونا رغم انها تتعارض مع أصول الدين مثل إباحة الزنا وشرب الخمر والسفور والعري والقبح الأخلاقي، فالأضرحة منكر من المنكرات ولكن ليس معنى هذا أن نبيح هدمها باليد».

- **المصدر : صحيفة «القدس العربي» اللندنية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2182068

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182068 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40