الجمعة 22 نيسان (أبريل) 2011

صحف دولية : اغتيال مريب لأحد أنصار القضية الفلسطينية

الجمعة 22 نيسان (أبريل) 2011

جرى في غزة، يوم الخميس، 14/4، اختطاف وقتل أحد أنصار القضية الفلسطينية، ناشط السلام، وعضو حركة التضامن العالمي، الشاب الإيطالي، فيتوريو أريغوني، المعروف والمحبوب في غزة التي كان يقيم فيها منذ ثلاث سنوات.

وتم الاغتيال على أيدي جماعة سلفية في غزة بعد ساعات من اختطافه، في ما يبدو ردّاً انتقامياً على حملة قامت بها حركة «حماس» على أعضاء الجماعة.

وقد لقيت عملية الاختطاف والقتل، إدانة شديدة من جانب الشعب الفلسطيني، الذي ينظر بعين الريبة إلى مثل هذه العمليات، التي لا تخدم سوى مصلحة العدو الصهيوني.

في صحيفة «آسيا تايمز» (19/4/2011) كتب رمزي بارود، أن الجماعة التي قتلت أريغوني، مثلما غيرها من أشباهِها، وُجَدت من أجل تنفيذ حدث عنيف محدد واحد، قبل أن تختفي تماماً. وكانت المهمة في هذه الحالة، قتل ناشط في «بعثة التضامن العالمي»، كرس سنواتٍ من حياته من أجل فلسطين. وكان قد وصف قبل اختطافه بوقت قصير، في موقعه على شبكة الإنترنت، الحصار «الإسرائيلي» لغزة، بأنه «إجرامي».. ورَثى الفلسطينيين المعدمين الأربعة الذين قضوا نحبهم داخل نفق على حدود غزة مع مصر، وهم يحاولون إدخال بعض الغذاء والحاجيات الأخرى.

وكان أريغوني قبل مقتله ينتظر وصول أسطول آخر يتكون من 15 سفينة تحمل ناشطين من 25 دولة، ومن المقرر أن يبحر إلى غزة في مايو/ أيار. وقد ناشد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو دول الاتحاد الأوروبي بإصرار، أن تمنع مواطنيها من الانضمام إلى تلك السفن.

ويضيف الكاتب، إن المسؤولين «الإسرائيليين» ساخطون على النشطاء العالميين الذين «ينزعون الشرعية» عن دولة «اسرائيل»، بوقوفهم متضامنين مع الفلسطينيين. وكان أريغوني قد فعل الكثير لتعرية صورة «اسرائيل» المزيفة بعناية، لتبدو وكأنها واحة من الديمقراطية والتقدم. ومع أقرانه من الناشطين، بدّد هذه الأسطورة من خلال وسائل الاتصال البسيطة.

وكان القتيل يذيّل رسائله بتوقيع «خلّيك إنسان» .. وكان عنوان كتابه الذي يسرد فيه تفاصيل تجربته في غزة «لنظل بشراً» .. ويقول الكاتب، إن الناشطة ماري هيوز طومسون، أطلعته على بعض رسائل البريد الإلكتروني التي كان أريغوني قد أرسلها إليها .. وجاء في بعضها «بصرف النظر عن الطريقة التي سننهي بها هذه المهمة، سيكون الأمر انتصاراً، لحقوق الإنسان، وللحرية. وإذا لم ينكسر الحصار مادياً، فسوف نكسر حصار اللامبالاة، والتخلي عن أهل غزة. وأنت تعرفين أن هذه اللفتة مهمة لهم . . .».

وفي صحيفة «الغارديان» (15/4/2011) كتب جون هوبر من روما «كان أريغوني ضمن مجموعة من الناشطين من أوروبا والولايات المتحدة، الذين أحيوا حركة التضامن العالمي، وهي مجموعة مؤيدة للفلسطينيين تعمل عن كثب مع صيادي السمك والمزارعين في قطاع غزة. وكان أريغوني في غزة منذ ثلاث سنوات، يعيش في منزل مكون من حجرة واحدة تطل على الميناء. وكان أحد المشاركين في بعثة غزة الحرة في أغسطس/ آب 2008، التي كانت تهدف إلى كسر الحصار «الإسرائيلي» وإيصال المعونات الإنسانية إلى القطاع».

وينقل الكاتب عن والدة أريغوني، وهي عمدة قرية بين مدينة ميلانو وبحيرة كومو، قولها إن ابنها لم يسبق أن وضع نفسه في مواقف خطرة. وكان يتصل بعائلته كل يوم أحد، وكان «هادئاً دائماً».

ولكن حياة أريغوني كانت أبعد ما تكون عن السلامة، كما يقول الكاتب. ففي سبتمبر/ أيلول 2008، أصيب بجروح أثناء مرافقته صيادي أسماك فلسطينيين في البحر. وقبل سنتين، تلقّى تهديداً بالقتل من موقع على شبكة الإنترنت، أمريكي يميني متطرف، قام بتزويد مَن يمكن أن يقتل أريغوني في المستقبل، بصورته وتفاصيل مميزة له، مثل وشم على كتفه.

ويقول الكاتب، إن التزام أريغوني الشديد بالقضية الفلسطينية، واضح بجلاء في موقعه على شبكة الإنترنت، الذي يحمل اسم «غيريلا راديو»، حيث كتب أن الحصار «الإسرائيلي» «إجرامي»، ووصف الفلسطينيين الأربعة الذين قضوا نحبهم داخل نفق بين غزة ومصر، بأنهم «شهداء».

ويضيف الكاتب، أن هذا الإيطالي الذي كان في السادسة والثلاثين من العمر، كان أولاً وقبل كل شيء، من أنصار السلم، كما يتضح ذلك من عنوان كتابه عن تجربته في غزة «لنظل بشراً».

وتشير صحيفة «الإندبندنت» (16/4/2011) في افتتاحية لها، إلى أن حادث اختطاف أريغوني هو الأول من نوعه منذ اختطاف الصحافي البريطاني، آلان جونسون سنة ،2007 وترى في ذلك دليلاً على تمكّن «حماس» من ضبط النظام خلال هذه الفترة .. ولكنها تخشى أن يكون حادث الاختطاف، بالإضافة إلى تزايد هجمات الصواريخ على دولة الاحتلال، دليلاً على احتمال حدوث انفلات أمني في غزة .. بما يحمله ذلك من مخاطر على غزة وغيرها في المنطقة ..

وتذكر الصحيفة عاملين يعززان التوترات الحالية، وتقول إن أحدهما يمكن التعامل معه؛ أمّا الثاني فهو أصعب في ترويضه والسيطرة عليه.

العامل الأول، هو استمرار الحصار «الإسرائيلي»، الذي ساعد في خلق التوترات، وهو يفاقمها الآن. وتضيف الصحيفة، إن تخفيف الحصار هو السبيل الوحيد لتخفيف الضغط داخل المنطقة المكتظة بالسكان. والسماح بدخول السلع، بما فيها الإمدادات الطبية ومواد البناء على وجه الخصوص، سوف يجلب تحسناً سريعاً للظروف داخل غزة، مع تحسين قدرة المستشفيات على العمل، وإيجاد مزيد من العمل المنتج، وتعجيل عملية إعادة البناء. ومن المؤسف، كما تقول الصحيفة، أن رد الفعل «الإسرائيلي» الآلي على تجدد العنف في غزة ، هو تضييق الحصار، من دون إدراك في ما يبدو، أن ذلك لا يؤدي الاّ إلى تعزيز الاتجاهات غير الحميدة ..

والعامل الثاني، هو أن الظروف في غزة لا تختلف عن الظروف التي خلقت الثورات في بقية أرجاء العالم العربي، فغالبية السكان من الشباب، والبطالة حادة، والعقبات التي تمنع المشاركة السياسية شديدة .. ولكن مفتاح استقرار القطاع، هو في يد «اسرائيل»، ويكمن، مرة أخرى، في تخفيف الحصار .

- **المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2180865

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2180865 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40