الخميس 21 نيسان (أبريل) 2011

كأنها ليست هنا

الخميس 21 نيسان (أبريل) 2011 par زكريا محمد

«إسرائيل» ليست هنا

هذا هو الأمر..

المنطقة العربية تتزلزل، ويوشك أن يصل صدى زلزالها إلى أمريكا اللاتينية والصين وروسيا، من دون أن يكون لـ «إسرائيل» أي دور. «إسرائيل» تجلس بعيدا على السياج. ليس لها دور في كل ما يجري. ليس لها نفوذ. لا أحد يسال عنها وعن رأيها، إذا استثنينا الأشياء المخابراتية.

«إسرائيل» التي بدت في لحظة وكأنها آمر المنطقة وناهيها، تنتظر الآن على السياج حذرة خائفة. الثورات العربية لا تقوم من أجل «إسرائيل»، بل من أجل قضايا داخلية. لكن «إسرائيل» ترتجف على السياج. ترتجف لأنها تدرك أن الزلزال تحت السطح زلزال ضدها وضد الدكتاتوريين معا.

مضى زمن الديكتاتورات الذين أحبتهم «إسرائيل»، من جهة، وبررت وجودها بواسطة قمعهم ودمويتهم، من جهة ثانية. زمنهم كان زمن «إسرائيل». اليوم يذهبون بلا رجعة، ويذهب النوم المرتاح عند «إسرائيل». لا نوم مريحا بعد اليوم. في الليل تتقلب من القلق، وفي النهار تجلس على السياج. لا شغل حقيقيا لها هنا.

ما تخافه «إسرائيل» هو أنه ستكون هناك برلمانات وأحزاب تناقش كل أمر يتعلق بها. ليس ثمة بعد الآن صفقات سرية عبر أمريكا من أجل «إسرائيل». كل شيء سيكون علنيا. مسألة العلاقات معها، أيا كان اتجاهها، منذ الآن مسألة شعوب. «إسرائيل» كانت تلعن الديكتاتوريات وتفاخر باختلافها عنهم، لكنها كانت تريدهم. وجودهم كان ضمانة لوجودها، على عكس ما كانت تقول نفاقا. الديمقراطية العربية عدو «إسرائيل». ليس من شك في ذلك. «إسرائيل» تدرك هذا تماما. لكنها على عادتها تبحث عن كل ما يحرض على هذه الديمقراطية. يقول لنا نتنياهو ما معناه : (نخشى أن يتحول الربيع العربي إلى شتاء إيراني). إدخال إيران هنا يهدف إلى تحريض الغرب فقط. اما المعنى الفعلي فهو الخوف من أن تتحول أزهار الربيع العربي إلى أشواك في مواجهة «إسرائيل». وهي ستتحول كذلك.

نتنياهو حلم بربيع يشبه ربيع أوربا الشرقية! حبيبي، هذه هي المنطقة العربية. نحن هنا في القاهرة لا في براغ. في الشام لا في بودابست. ولأننا في القاهرة والشام وتونس، فإن على «إسرائيل» أن تجلس على السياج، منتظرة ما ستفعله أمريكا من أجلها. أمريكا سوف تحاول في القاهرة، وفي كل العواصم، لتحويل الربيع العربي إلى ربيع «إسرائيلي»، لكن هذا لن يحدث. لن يحدث أبدا. وإذا أرادت واشنطن أن تحافظ على مصالحها فيجب عليها ان تكف عن النظر إلى المنطقة العربية من خرم الإبرة «الإسرائيلي». لن تمر المنطقة بعد الآن من خرم الإبرة «الإسرائيلية». انتهى هذا الزمن. الزمن الذي ادخل فيه السادات ومبارك الفيل العربي من خرم إبرة «إسرائيل».

الفيل لن يدخل من خرم إبرة «إسرائيل» ولا غيرها بعد اليوم.

ليحملوا إبرتهم، وليجلسوا على السياج، لكن الفيل أحرن ولن يدخل من خرم الإبرة.

أكثر من ذلك، ليس هناك ما يمنع من أن يتقدم الفيل، في لحظة ما، نحو السياج ذاته. نعم، احذروا، فالفيل قد يقرر أن يحتك بالسياج. وإن فعل فلن تنفع أسيجة ولا جدران.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165580

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2165580 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010