الأربعاء 13 نيسان (أبريل) 2011

كتاب | نهجنا في الكفاح (1-3)

الأربعاء 13 نيسان (أبريل) 2011

عن دار النشر البريطانية «بلوتوبرس» صدر كتاب «نهجنا في الكفاح : السلام العمل تحت الحصار في «إسرائيل» فلسطين» في 242 صفحة من القطع المتوسط، للكاتب الكندي ومخرج الأفلام الوثائقية مايكل ريوردان، الذي يركز في جل أعماله على إظهار قصص المهمّشين وإيصال أصواتهم المقموعة إلى الرأي العام العالمي.

يظهر كتاب ريوردان المقسّم إلى ثمانية عشر فصلاً كرواية، تسردها شخصيات متعددة متألمة يجمعهم المكان والهمّ الواحد، وهذه الشخصيات من النشطاء الفلسطينيين و«الإسرائيليين»، الذين كرسوا حياتهم سعياً إلى السلام وبحثاً عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يدخل الكاتب إلى أعماقهم بحوارات جذابة، يبرز لنا المعاناة التي واجهتهم، والمخاطر التي دفعتهم لأن يكونوا دعاة سلام، ويجد أن هؤلاء بما يقومون به بأساليب سلمية متعددة، يدعمون فكرة التعدد والتفاعل الإنساني، ويخلقون بصيصاً من الأمل والنور في ظل اليأس المظلم المحيط بالصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني.

يأخذنا ريوردان إلى بساتين الزيتون والقرى المحاصرة والمخيمات ونقاط التفتيش والحواجز، يبين لنا أن في كل بستان وقرية ومخيم ونقطة تفتيش وحاجز، قصصاً مؤلمة، وذلك على أمل منه أن هذه القصص ستلهم نشطاء السلام في فلسطين و«إسرائيل» وكل العالم.

«نهجنا في الكفاح» يعرض لنا هذه القصص، التي تشترك شخصياتها في الإيمان بأن العدالة وشيكة، ولأجل هذا الإيمان يكافح الأطفال والرجال والنساء بقوة مدهشة لا حدود لها، ويجد الكاتب أن المستبدين يخشون دائماً من رواية قصص ظلمهم، لأنها تشكّل بشكل أو بآخر قصة سقوطهم.

في مقدمته للكتاب، يشير الكاتب إلى المصدر الذي أخذ منه اسم كتابه، وهي من جملة قالها المخرج الفلسطيني الشاب مصطفى ستيتي، الذي يصنع الأفلام ويعلمها في «مسرح الحرية» في مخيم جنين، وهو ناشط سلام، يسعى إلى الحرية بطريقته الخاصة - من خلال أفلامه - وجملته كانت : «هذا هو نهجي في الكفاح»، والكاتب حوّلها إلى «نهجنا في الكفاح»، نظراً لذكره العديد من قصص ناشطي السلام.

يشير الكاتب أيضاً إلى الرواية الرسمية التي سمعها في حق اليهود بأرضهم الموعودة، قائلاً في ذلك : «مثل العديدين في أمريكا الشمالية، نشأتُ على الرواية الرسمية حول «إسرائيل» : الأرض المقدسة، الأرض الموعودة، الهولوكوست، النزوح الجماعي»، كما يشير إلى أنه كان يعرف الروايات الرسمية العربية، لكنه لم يكن قد سمع إلى الفلسطينيين أنفسهم. وقد تعرف في صيف 2001 في مؤتمر التاريخ الشفاهي في نيويورك إلى عالمة «إسرائيلية» في الإنسانيات، التي أصبحت ناشطة فيما بعد، واعتمد عليها الكاتب في رحلاته إلى فلسطين المحتلة، ويقول الكاتب : «أردت أن أعرف أكثر، ذهبت لأرى بنفسي ما يحدث على جانبي الجدار، وعلى مر الوقت، بدأت أرى المفارقات». ويقول بعد القيام برحلته الثانية إلى فلسطين المحتلة، وجمعِه المعلومات لأجل الكتاب : «بعد إدراكي لإمبراطورية التاريخ المظلم، صار بإمكاني أن أرى السبب الذي يجعل الناس ممن يديرون كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا يشعرون براحة مع احتلال «إسرائيل» لفلسطين، ورؤية هذه المفارقات هو سبب آخر لكتابة هذا الكتاب».

كما يجد الكاتب أن من التقى به هم بشر يتميزون برهافة الحس الإنساني يريدون معرفة ورؤية المزيد، ويصرون على رؤية الجانب الآخر للجدار، على الرغم من القوة الرادعة التي يستخدمها المستبدون «الإسرائيليون» في وجوههم، ويرى لو أن السلام تحقق في يوم من الأيام، فسيكون بفضل هؤلاء الناس، الذين يقفون في وجه جرائم المستبدين ويفضحونهم، ويجد من الواجب على نفسه أن يروي قصص هؤلاء الأبطال الاستثنائيين.

[**يوم مع دوروثي ناور*]

يتحدث الكاتب في الفصل الأول بعنوان «يوم في البلاد» عن حديثه مع امرأة يهودية مولودة في سان فرانسيسكو 1932، تدعى دوروثي ناور، التي هاجرت في الثامنة عشرة من عمرها إلى «إسرائيل»، ووجدت أن الوطن اليهودي الموعود لم يكن الفردوس المتخيل لها، وتقول : «مثل العديدين منا ممن نشأوا في فترة الهولوكوست، كنت مقتنعة أن الوطن الوحيد الذي يمكن أن يكون آمناً لليهود هو وجود وطن خاص بهم» وتضيف : «اعتقدت أنه سيكون المكان الملائم لتربية أطفالنا، حيث ثقافتنا اليهودية». وتتحدث للكاتب عن المجازر التي ارتكبها إسحاق رابين، وكذلك عن حظر التجوال المفروض في منطقة الخليل على 120 ألف فلسطيني، والذي دام أسبوعين من الزمن طيلة أربع وعشرين ساعة، وكان المقيمون اليهود البالغ عددهم 400 شخص يمارسون حياتهم الطبيعية، حيث لا حظر عليهم، وتقول بحزن : «إن عدم الإنصاف لم يدهشني، بل صدمني بعمق كبير حينها، كان ذلك يشبه إيقاظك بوقاحة من نوم عميق». وتتحدث أيضاً عن صدمتها الأخرى في الانتفاضة الثانية، حينما أقدمت الشرطة «الإسرائيلية» على قتل 13 فلسطينياً في المنطقة الشمالية من «إسرائيل» (فلسطين المحتلة)، وتقول عن ذلك : «بالنسبة لي، كانت تلك نقطة التحول، فحتى تلك الفترة، لم أرَ الشرطة «الإسرائيلية» تستخدم الذخيرة الحية ضد المواطنين «الإسرائيليين» - صُدمت كما غيري - كيف أتينا إلى هذا المكان؟ ماذا نفعل؟ بدأت بالبحث والإمعان في الأعمال الصهيونية الأولى، والكونغرس، وتاريخ فلسطين، وتقسيم الأمم المتحدة، هل تعلم أن السكان اليهود، على الرغم من أنهم كانوا أقل من الثلث في 1947 والقليل منهم كانوا مزارعين، أعطتهم الأمم المتحدة أكثر من نصف الأرض، وكانت من أفضل الأراضي على الخط الساحلي؟ والفلسطينيون على الرغم من أن أغلبهم كانوا من المزارعين، إلا أنهم حصلوا على البقايا، كيف يمكن لشيء مثل هذا أن يحدث؟ ويذكر الكاتب أن دوروثي وزوجها بعد تلك الصحوة في الانتفاضة الثانية، بدآ بالانضمام إلى المتظاهرين ضد الاحتلال. والآن يقفان إلى جانب الفلسطينيين لمواجهة الجنود «الإسرائيليين» والشرطة الحدودية.

بعد ذلك يمضي الكاتب مع دوروثي في لقاء عائلات فلسطينية متضررة بسبب إقامة جدار الفصل الذي قطع أرزاقهم، ودمّر مزارعهم وبيوتهم، بالإضافة إلى ذلك يبين من خلال لقائه بهم الدور التضليلي للإعلام الغربي في عدم نقل الحقائق كماهي، ويذكر شبكة «سي إن إن» و«بي بي سي» على وجه الخصوص.

[**الانتفاضة الثقافية*]

في الفصل الثاني بعنوان «نهجي في الكفاح» يتحدث الكاتب عن لقائه بالمخرج الشاب مصطفى ستيتي ابن الثالثة والعشرين عاماً، الذي استوحى منه الكاتب عنوان الكتاب، كان دليل الكاتب في التجوّل في مخيم جنين، ومن بعض حديثه عن المخيم قال الكاتب : «نشأ مخيم جنين في عام 1953، يعيش فيه ما يقارب 18 ألف لاجئ فلسطيني في أقل من كيلومتر مربع، وتقريباً نصفهم تحت عمر الثامنة عشرة، وهو الجيل الثالث الذي يعيش من دون منازل آمنة على أرضهم». كما يتطرق إلى هجوم الجيش «الإسرائيلي» وتدميره المخيم مرات عديدة، وحول ذلك يذكر ما قاله المخرج الشاب : «عندما اجتاح «الإسرائيليون» المخيم، لم يريدوا قتل الناس فقط، بل أرادوا أن يحطّوا من معنوياتنا أيضاً، أرادوا أن يشعروا بالعجز على أي فعل أمام هذا الرجل الخارق، لكن المخيم صمد أمامهم لأيام عديدة، والطريقة الوحيدة التي استطاعوا فيها تدمير المنازل هي استخدام «البلدوزرات»، وبعد ذلك شعرت أنه يتوجب علي أن أفعل شيئاً، بعضهم أراد أن يحارب بالسلاح، لكن كان هناك بعض الناس ممن اختار النضال بمواهبهم، وهذا ما أفعله الآن في مسرح الحرية».

كما يدخل في الحديث مع مصطفى حول تعلمه الإخراج، رغم أنه درس أنظمة إدارة المعلومات، وعن عمله في مسرح الحرية يقول مصطفى : «أدرّس مقررات للأطفال، وقد قمنا بإنجاز معارض كثيرة، والعديد من الأفلام القصيرة. أنا أحبّ المسرح، لكن أعتقد أن السينما تعتبر طريقة أسهل للحديث مع الناس عن الأشياء، لأنه في المسرح يجب أن تتواصل مع الناس ليأتوا إليه، لكن في السينما يمكنك أن تدخل إلى منازلهم، إن السينما هي طريقتي في إبلاغ الرسائل، إنها طريقتي في النضال، إننا لا نستطيع أن نحارب الدبابات، لكن يمكننا أن نثقف أنفسنا، لنخبر العالم حقيقة من نكون. هذه هي انتفاضتنا الثقافية».

يتحدث الكاتب عن المعاناة والجدار الذهني الذي يفرضه الاحتلال «الإسرائيلي» عليهم في المخيم، وما يتركه من آثار سلبية على أذهان الأطفال قائلاً : «لدينا جلسات علاجية بالدراما، ويستطيع الأطفال أن يفتحوا عقولهم ويحسنوا صورتهم تجاه أنفسهم، لكن عندما يذهبون إلى المنزل ليناموا، يسمعون أصوات الرصاص التي يطلقها الجنود «الإسرائيليون»، وبالتالي ينسون كل شيء تعلموه هنا، يخرجون ويرمون الحجارة على الجنود، ثم يعودون إلينا في اليوم التالي لنبدأ معهم من الصفر، وهذا شيء لا يمكن التعامل معه بسهولة أبداً».

يتوجه الكاتب بسؤال لمصطفى وهو : «هل يمكن لك أن تتصور انتهاء الاحتلال في فترة حياتك؟» يرد عليه مصطفى : «هذا سؤال صعب! لكن ربما، لا شيء مستحيلاً، في الحقيقة، هناك شيء ما يخيفني حول هذا السؤال، إذا ما انتهى الاحتلال، وحصلنا على حريتنا، حينها ماذا سنفعل؟ فنحن نرزح تحت الاحتلال منذ فترة طويلة، لم نتخيل أنفسنا بدونه. وهذا شيء على درجة كبيرة من الأهمية للتفكير فيه، ماذا سنفعل بعد الاحتلال؟ لو أعدنا فلسطين، هل ستكون دولة إسلامية؟ هل ستحكمها «فتح»؟ ماذا سيكون لدينا بالضبط؟»، كما ويبين الكاتب ما يعانيه مصطفى من بعض المضايقات في داخل المخيم نفسه بسبب ما يقوم به، وما يدعو إليه من الانفتاح والمطالبة بحقوق المرأة، ويذكر أن البعض في المخيم لجأ إلى حرق باب المسرح، وأشياء أخرى من هذا القبيل. وبعد هذا الحديث يسأله الكاتب : «كيف تجد الحرية وراء الجدار؟» يجيب مصطفى مع ابتسامة : «أي جدار؟ هناك جدار في الخارج بالطبع، لكن هناك جدار آخر في أذهاننا» ويذكر مصطفى جملة يقرؤها كل يوم مكتوبة في جناح التحرير : «السجن حالة ذهنية : لتحرر فلسطين، حرّر ذهنك».

[**لكل إيديولوجيا ثمنها*]

يتحدث الكاتب في الفصل الثالث بعنوان «متلازمة القدس المزمنة» عن الناشط «الإسرائيلي» مير مارغارليت، المولود في عام 1952 في الأرجنتين، زار «إسرائيل» (فلسطين المحتلة) في عام 1968 عندما كان طالباً، وفي عام 1972 قام بالهجرة إليها تحقيقاً للحلم الصهيوني، وقال حول ذلك : «كان من الواضح لي أن «إسرائيل» كانت المكان الوحيد الذي يمكن لليهود أن يعيشوا فيه بسلام، وعاجلاً أو آجلاً لابد أن يأتي كل اليهود». وبعد ثلاثة أشهر من وصوله، انضم إلى لواء ناحال في الجيش «الإسرائيلي»، الذي كان عمله توسيع الإقليم «الإسرائيلي» الجديد والدفاع عنه، ويذكر أن مشاركته في الجيش لم تكن واجباً أو عملاً، بل مهمة طالما حلم بها، وفي رغبة منه أن يكون مثل الصهاينة الأوائل، وقيامه بهذه المهمة مبعث فخر كبير له، حيث واتته الفرصة للقيام بهذا من أجل «إسرائيل». لكن عندما اندلعت الحرب في عام 1973، وكان له في الجيش سنتان، أصيب حينها إصابات خطيرة أبقته في المشفى لشهور عديدة، وخلال فترة العلاج تغير كلياً، وبدأ يدرك أن لكل إيديولوجيا ثمنها على حد قوله. ثم انضم فيما بعد إلى منظمة جديدة باسم «السلام الآن» التي تأسست 1978 خلال فترة محادثات السلام بين «إسرائيل» ومصر. وكان على حد قوله «ناشطاً عادياً»، يحضر التظاهرات ضد المستوطنات الجديدة، ويتكاتف مع النشطاء الفلسطينيين ممن صودرت أراضيهم.

ثم يمضي الكاتب في ما يقوله مير عن أشياء خاطئة في تركيبة «إسرائيل» : «ربما تعلمت شيئاً ما من والدي، الذي نجا من الهولوكوست، وهو أن هناك بعض المظالم لا يمكننا أن نتقبلها. وربما الشعور تجاه ما نفعله بالفلسطينيين يشبه بعض الشيء ما فعله الوثنيون باليهود في أوروبا قبل الهولوكوست»، ويضيف مير : «ربما هذا الشيء فتح عينيّ لإدراك أن هناك شيئاً خاطئاً في موقفنا، وإيديولوجيتنا، والطريقة التي ندير بها الدولة، وبات واضحاً لي أن هذه الدولة لم تكن الدولة التي أردت أن أعيش في كنفها، إنها ليست دولة أنبياء الكتاب المقدس، التي طالما حلمت بها».

يشير الكاتب إلى محطة أخرى من حياة مير، حينما كتب إطروحة دكتواره حول الحلم الصهيوني الذي اضمحل في وقت مبكر، عن اليهود الذين غادروا فلسطين في فترة الانتداب البريطاني ما بين 1920 إلى 1948، وبعد سنوات من البحث والاستقصاء تبين له أن اطروحته لم تُستقبل بصدر رحب، ويقول مير حول ذلك : «كانت الرسالة تشكّل صدمة كبيرة للمؤسسة التاريخية هنا، إنهم مهتمون فقط بمن يأتي إلى هنا، وليس من غادر». ولم تقبل الجامعة العبرية في القدس الأطروحة، إلى أن قبلها قسم التاريخ في جامعة حيفا التي تتسم بانفتاح أكثر من الأولى.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي قدمها مير وغيره من نشطاء السلام، إلا أنها تبدو كما يشبهها الكاتب «بأسطر في الرمل»، سرعان ما تمحيها الآلة الصهيونية الحربية المتشدّدة. يظهر الكاتب الإرادة القوية التي يتحلى بها مير قائلاً : «سوف ننجح يوماً ما، نحن متأكدون من ذلك، لأنه ليس هناك خيار آخر».

وفي النهاية يسأله الكاتب : ماذا عن الأوقات التي تكثر فيها الأزمات، وتبدو الصورة كئيبة بشكل هائل؟ يجيب بهدوء في وجوم : «هناك أيام وأسابيع لا ينفع فيها شيء، هناك أيام لا تستطيع النوم فيها، لأنك ترى الكثير من المظالم، والكثير من المعاناة، وليس بوسعك أن تقدم أية مساعدة، عندما يأتي إلينا الناس مع أمر تهديم، نزور المنزل ونتعرف إلى الزوجة والأطفال، ونقيم العلاقات الحميمية معهم، وعندما تفشل في إنقاذ منزلهم، تشعر بإحباط كبير يمنعك من النوم، لكن لا نملك تلك الرفاهية الكافية للشعور باليأس والإحباط لفترة طويلة، لأنه دائماً ما هناك عمل أكثر يجب إنجازه».

[**جسر إلى العالم*]

في الفصل الرابع بعنوان «جسر إلى العالم» يتحدث الكاتب عن الجمعية غير الحكومية «بروجيكت هوب» التي أطلقت مشروع المدونات «جسر إلى العالم»، ويبدأ بمدونةٍ لشاب فلسطيني يدعى أحمد يقول فيها : «كان جدي يعمل على سيارة شحن، وأبي كان سائقاً على سيارة الشحن أيضاً، وانتقلوا في عام 1948 من يافا، ذلك يعني قبل 61 عاماً، ثم تزوج أبي من أمي قبل 22 عاماً. كل عائلتي فلسطينية وجاؤوا إلى نابلس لأن الاحتلال أجبرهم على مغادرة يافا».

ويشير الكاتب إلى ما كتبه شاب في مدونة أحمد، يدعى مايكل، حيث يدل ما كتبه على التضليل الإعلامي الممنهج في الغرب، الذي يرسخ مفهوم الأرض الموعودة لليهود، ولا يصف ما يقوم به الجيش «الإسرائيلي» بالاحتلال، قائلاً : «هذا مثير جداً للاهتمام يا أحمد، ومن اللطيف أن أقرأ عن عائلتك. لكن لا أعرف ما الذي تقصده بالاحتلال، هل يمكنك أن تكتب أكثر عن ذلك؟، وشكراً». ويذكر الكاتب ما كتبه أحمد : «إن الاحتلال هو جيش من «إسرائيل»، قتل الكثير من الفلسطينيين، ودمر منازلهم، وزجّهم في السجون. إنهم الآن يستولون على بلادي. ويضعون نقاط التفتيش بين المدن، لذلك لا نستطيع أن نتحرك».

يمضي الكاتب أكثر في الحديث عن هذه المدونات، ويجري لقاءات مع إحدى المدربات، وهي مهندسة كمبيوتر تدعى ولاء شحروري، التي تجد أن هذا البرنامج يساعد الأطفال على تحسين لغتهم الإنجليزية والفرنسية، ومن خلال ذلك يمكنهم التواصل مع غيرهم في كافة أنحاء العالم، ويعكسوا واقعهم المرير، كما أن هذا البرنامج يساعد الأطفال على تعلم استخدام الكمبيوتر، لأنهم لا يملكونه في بيوتهم.

نجد الكاتب يشير إلى شاب كندي عاش طوال حياته في المروج الكندية الهادئة، وقد وصل إلى نابلس في منتصف الحظر، حيث أصابه المشهد بصدمة كبيرة، فبعد أن رأى ما يجري على أرض الواقع، وشهد الغزو «الإسرائيلي» على الضفة الغربية، تحدث عن الفرق بين ما تذيعه «بي بي سي» و«سي إن إن» و«الجزيرة الإنجليزية» قائلاً : «كنت مندهشاً برؤية الهوة الكبيرة بين ما تنقله الشبكتان البريطانية والأمريكية العريقتان إلى المشاهدين بخصوص ما يحدث، وما يمكن أن يشاهده باقي العالم على الجزيرة».

يتحدث الكاتب في فقرة كاملة عن الحجاب في الأوساط النسائية الفلسطينية، والآراء الغربية بخصوصه، كما يشير في النهاية إلى ما كتبته إحدى المدونات في صفحتها نتيجة المعاناة التي يجدنها في المخيمات، والأوامر «الإسرائيلية» بتهديم منازلهم، فغدا المنزل حلماً يساور مخيلة الصغار والكبار، هذه الفتاة الصغيرة اسمها فاطمة تقول : «إن المدينة التي أحلم بالذهاب إليها هي مثل نابلس، لكن مع منازل مزركشة، أريدها أن تكون بالقرب من البحر، لأتمكن من السباحة كل يوم، كما لا أريدها مليئة بالمنازل، لأنني أحب الطبيعة في الحقيقة، وأحب أن أرى الأشجار من حولي. بالطبع من دون احتلال، لأنه لا أحد يريد أن يعيش في مدينة تحت الاحتلال».

- **تأليف : مايكل ريوردان

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2181793

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع إصدارات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2181793 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40