الأحد 10 نيسان (أبريل) 2011

مسرب «سجلات التفاوض» : الوسطاء الأميركيون يعتقدون أن العرب أغبياء

الأحد 10 نيسان (أبريل) 2011

أجرت مراسلة صحيفة «هآرتس» في الولايات المتحدة لقاءً نشر اليوم مع مسرب «سجلات التفاوض» الفلسطينية لقناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، كلايتون سويشر، قال فيه إن السلطة الفلسطينية حافظت على مسيرة أوسلو لأنها تحولت لصندوق تقاعد، فيما قال إن الأنظمة العربية المدعومة أميركياً وغربياً هي ضمان للأمن الذي تتمتع فيه «إسرائيل».

جاء اللقاء مع سويشر تزامناً مع صدور كتابه الجديد «وثائق فلسطين، نهاية الطريق؟». بدأ سويشر مسيرته كجندي في سلاح مشاة البحرية وبعد ذلك أصبح عميلاً خاصاً ومن ثم مؤلفاً لعدة كتب تكشف الدور الأميركي في فشل مفاوضات
كامب ديفيد بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية في العام 2000.

[** كلايتون سويشر*]

ويعمل سويشر مديراً لـ «وحدة الشفافية» في قناة «الجزيرة» الإنجليزية، وقال إنه «لو توفرت للجمهور العربي اليوم إمكانية التصويت على تأييد سلام مع «إسرائيل» أو الوحدة كعرب والتعهد بتحرير فلسطين التاريخية، فإني واثق من أنهم كانوا سيختارون الإمكانية الثانية»، ووصف الحكومات العربي بأنها «حكومات من ورق مدعومة من الغرب وتضمن الأمن الذي يتمتع به «الإسرائيليون»، لكن الوضع يتغير والمؤسسة الأمنية «الإسرائيلية» تعرف أنني محق».

وتابع : «لهذا السبب يكتب أشخاص مثل تسيبي ليفني في صحيفة «واشنطن بوست» أن على الأنظمة الديمقراطية العربية الجديدة أن توقع على «الكود الأخلاقي» الديمقراطي، أي التعهد بأنهم سيحبون «إسرائيل» ويتوقفون عن معارضة الاحتلال، وأنا ببساطة لا أرى هذا الأمر يحدث».

وأثارت تسريبات سويشر لقناة «الجزيرة» هزة سياسية في السلطة الفلسطينية، بعدما كشفت الوثائق عن مواقف فلسطينية في المفاوضات لم تكن معلنة، ما حدا برئيس دائرة شؤون المفاوضات المستقيل، صائب عريقات، بوصف المسرب بأنه عميل للاستخبارات الأميركية. وقال سويشر لـ «هآرتس» إن «عريقات تراجع لاحقاً» عن اتهامه بأنه عميل وأبلغه بمدى تمتعه من قراءة كتابه حول محادثات كامب ديفيد. وقال سويشر : «أعتقد أن عريقات أخطأ عندما اعتقد في أعقاب كتابي الأول بأني بين محبي السلطة الفلسطينية».

وقال إنّ ردود عريقات على ما بثته «الجزيرة» «لم تتطرق إلى السؤال الذي طرحه الكثيرون وهو إلى أي حد ألحقت ضرراً باستقرار وجهود السلطة الفلسطينية، وخصوصاً عندما اتخذوا قرارات بمحاربة فلسطينيين آخرين من أجل إرضاء «إسرائيل» والغرب».

وأضاف أن إدارة الرئيس باراك أوباما «كررت أخطاء كثيرة بدءاً من دعم السياسيين الذين لا يتمتعون بشعبية في السلطة الفلسطينية وحتى مواصلة نهج بناء دولة بوليسية في الضفة الغربية»، وقال إنّ «الولايات المتحدة مستمرة في رهن قيّمها الديمقراطية وتلك التي تتعلق بالحرية في خارج البلاد باسم السياسة الأميركية الداخلية».

وأشار إلى أن «تعيين أشخاص من فترة الرئيس كلينتون الذين حصلوا على مصادقة اللوبي اليهودي، مثل وسيط الظلال لعملية السلام، دنيس روس، والنائبة السابقة لميتشل، ميرا رودمان، ثبت هو الآخر أنه كارثة، لكن في واشنطن لا توجد انعكاسات للأخطاء المتعلقة بالشرق الأوسط».

وقال إن «أحد المفاوضين الفلسطينيين قال لي إن نزاهة إدارة أوباما تجاه الفلسطينيين مطابقة للتعامل مع السلطة في فترة الرئيس بوش، باستثناء أنه خلال حكم الحزب الجمهوري كانوا يعرفون من يواجهون». وتابع : «إنه لأمر جنوني أن اقرأ أن أبو مازن يقول إن شارون صديق جيد له في العام 2005، أو أن يقول أحمد قريع لليفني إنه كان سيصوت لصالحها أو اقتراب عريقات من حزب «كديما» وأمله بتنحي نتنياهو».

وأضاف : «إذا اعتقد عباس وعريقات أنهما ممثلان شرعيان للشعب الفلسطيني فإن عليهما أن يأخذا ثقتهما هذه إلى مخيمات اللاجئين ليتحققا من مدى تقبل أفكارهما هناك، لكن لماذا يتعين عليهما أن يطلعا جمهورهما إذا لم يكونا ملتزمين بتقديم حساب له؟».

[** سويشر إلى جانب عمر سليمان (إلى اليمين)*]

وقال إن «عدنان أبو عودة، الذي كان رئيس المخابرات الأردنية في فترة الملك حسين، قال لي مرة أنه يجب التفكير بالسلطة الفلسطينية على أنها صندوق تقاعد وعباس رئيسه و«الإسرائيليون» في مجلس إدارته ويمنحون راتب التقاعد للعاملين في السلطة الفلسطينية لقاء سلوك حسن وفيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يمولون ذلك».

وتابع : «عندما نفكر بهذا على هذا النحو سندرك لماذا سيعتبر الخروج من العملية التي بدأت في أوسلو انتحاراً اقتصادياً بالنسبة لموظفي السلطة الفلسطينية».

ورداً على سؤال إن كان يرى بحركة «حماس» بديلاً للسلطة، قال : ««حماس» كانت مستعدة للموافقة على هدنة لأمد طويل وحدود العام 1967، وهذا يظهر مما كتبوه هم أو من تقارير الإدارة الأميركية حول ذلك في «ويكيليكس»». وأردف : «على حلف أن يأخذ زمام الأمور وإنشاء منطقة عازلة في الضفة الغربية إلى حين تتراجع جميع المستوطنات إلى حدود العام 1967. وفي العام 2004 طرحت هذا الأمر أمام دنيس روس وقال لي «لماذا نفعل ذلك؟ فهذا سيكون تعويضاً للفلسطينيين على العنف».

وخلص سويشر إلى أن «الوسطاء الأميركيين يعتقدون أن العرب أغبياء ويجب أن تكون هناك عملية سلام كاذبة «لكي لا يكرهوننا»، وهم لا يدركون أن الجماهير ترى الحقيقة، وهؤلاء الذين يعتقدون بأنه يجب الاستمرار في نموذج الأعمال الاعتيادي، ألم يروا الشعارات حول غزة في ميدان التحرير؟».

وتابع بالقول «حتى إذا كانت تل أبيب وواشنطن يسيطر عليهما التوجس من إيران فإنه بالنسبة للعرب فان مصير القدس ما زال لب القضية».

وأخيراً، ورداً على سؤال بأن له أعداء كثر في الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والآن سيضاف له لقب كاره «إسرائيل» بعد تصريحاته الأخيرة، قال : «ولائي لدعم الحقيقة والعدالة. لا أخاف من لوبياتهم (مجموعات الضغط) أو من السياسيين الذين هم عميان بكل الأحوال».


titre documents joints

The Palestine Papers are back

10 نيسان (أبريل) 2011
info document : HTML
104.4 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165944

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165944 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010