السبت 9 نيسان (أبريل) 2011

الغارات الأجنبية على السودان

السبت 9 نيسان (أبريل) 2011

يعتبر السودان من الدول العربية ودول العالم الأكثر تعرضاً منذ تسعينيات القرن العشرين للتعدي على سيادته بدءاً بالتدخل السياسي، وتسليح وتحريض معارضاته العسكرية، والدفع باتجاه انفصال أجزاء منه، وانتهاء بالغارات المسلحة على أراضيه.

ولئن كانت التدخلات السياسية في الشؤون الداخلية للدول العربية أمراً مألوفاً، فقد انفرد السودان دون أغلب الدول العربية بتلقي ضربات عسكرية بين الحين والآخر أغلبها مجهول المصدر، وإن كان معروف الهوية.

وتعتبر الولايات المتحدة و«إسرائيل» نظام الإنقاذ الحاكم في السودان نظاماً معادياً وداعماً لما تصفانها بالمنظمات «الإرهابية».

ومنذ وصول الرئيس عمر حسن البشير إلى السلطة في 1989, تدهورت علاقات أميركا بالسودان فأدرجته عام 1993 على لائحة الدول الراعية «للإرهاب»، وكثفت عليه الضغوط السياسية والأمنية ثم العسكرية.

[**مصنع الشفاء*]

وكانت أول ضربة عسكرية تعرض لها السودان يوم 22 أغسطس/آب 1998 حينما قصفت أميركا بصواريخ كروز مصنع الشفاء للأدوية في العاصمة السودانية.

وزعمت واشنطن حينها أنه ينتج أسلحة كيماوية, وتحديداً غاز الأعصاب (في أكس), كما ادعت أن له صلة بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.

وجاء القصف الأميركي لمصنع الشفاء بعيد الهجومين اللذين تعرضت لهما السفارتان الأميركيتان في نيروبي ودار السلام، واتهمت واشنطن تنظيم القاعدة بالتخطيط له وتنفيذه.

وقد فندت التحقيقات المزاعم الأميركية بشأن مصنع الشفاء مؤكدة أنه ينتج فقط الأدوية ويوفر ثلثي استهلاك السودان منه. وكان المصنع ينتج أدوية الملاريا وأدوية السل الذي كان ينتشر حينها بقوة في أرجاء السودان، كما كان يصنع أيضاً الأدوية البيطرية المستهلكة على نطاق واسع.

[**«إسرائيل» على الخط*]

ورغم أن السودان لا يرتبط بحدود مباشرة بـ «إسرائيل», فإن الطائرات الحربية «الإسرائيلية» استهدفته بغارتين على الأقل في ثلاث سنوات.

ففي بداية 2009, قصف سلاح الجو «الإسرائيلي» قافلة سيارات قالت مصادر مقربة من «إسرائيل» إنها كانت تحمل أسلحة لقطاع غزة، وقالت الحكومة السودانية إنها تعود لمهاجرين سريين تعودوا عبور المناطق المحاذية للحدود مع مصر.

وقتل خلال تلك العملية عدد من الأفارقة وفقاً لمصادر سودانية، علماً أن «إسرائيل» اكتفت بالتلميح إلى مسؤوليتها عن القصف دون تبنيه رسمياً, بينما نفى الأميركيون علاقتهم به.

وفي أبريل/نيسان الجاري قصف الطيران «الإسرائيلي» سيارة قرب مطار بورتسودان على ساحل البحر الأحمر مما تسبب في مقتل سودانيين كانا على متنها. ونفت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» حينها مزاعم «إسرائيلية» بمقتل القيادي فيها عبد اللطيف الأشقر المتهم «إسرائيلياً» بتهريب السلاح لغزة.

[**لا خطوط حمرا*]

ويبدو أن الغارات «الإسرائيلية» على شرق السودان تأتي في سياق الوضع الجديد الناشئ بعد حرب غزة الأخيرة، والذي تميز بإطلاق «إسرائيل» يدها لتغتال من تراهم أعداء لها في أي مكان وزمان دون اعتبار لسيادة الدول.

وكانت «إسرائيل» قد وقعت في يناير/ كانون الثاني 2009 اتفاقاً مع الولايات المتحدة تعهدت فيه الأخيرة بقيادة جهود دولية لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة، كما منحت «إسرائيل» في ما يبدو صلاحيات واسعة لتتبع من تشتبه في مساعدتهم على تهريب السلاح إلى القطاع.

وبما أن السودان مصنف «إسرائيلياً» وأميركياً على أنه صديق لقوى المقاومة الفلسطينية ومنها «حماس», فكان عليه أن يدفع الثمن غالياً من سيادته واستقراره.

وإن صحت التقارير «الإسرائيلية» بأن قصف بورتسودان كان يهدف لاغتيال الأشقر الذي يوصف بخليفة محمود المبحوح (القيادي الذي اغتاله الموساد «الإسرائيلي» في دبي), فإن ذلك يعني أن السودان ومواطنيه باتوا عرضة للاستهداف «الإسرائيلي» لمجرد الاشتباه.

ويبدو أن ضعف يد الحكومة السودانية، وصمت الدول العربية، وازدياد النفوذ «الإسرائيلي» في الشرق الأفريقي وفي منقطة البحر الأحمر, كلها عوامل تشجع «إسرائيل» على التمادي دون خطوط حمر.

- [**المصدر : الجزيرة نت.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165526

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165526 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010