الجمعة 8 نيسان (أبريل) 2011

ويكيليكس : «إسرائيل» لم تعرف كيفية التعامل مع «حماس» ومحمد رشيد لرئاسة السلطة

الجمعة 8 نيسان (أبريل) 2011

يتبين من عدة وثائق أعدها دبلوماسيون أميركيون وتسربت عبر موقع «ويكليكس» الالكتروني أن «إسرائيل» لم تضع خلال العامين 2008 و2009 سياسة واضحة تجاه قطاع غزة وحركة «حماس» التي أصبحت تحكم القطاع منذ منتصف العام 2007.

ويظهر من هذه الوثائق التي نشرت صحيفة «هآرتس» اليوم الجمعة مضمونها أن رئيس (الشاباك)، يوفال ديسكين، في منتصف العام 2008 تحدث عن أن عملية عسكرية برية في قطاع غزة هي «أمر لا يمكن منعه» وهو ما حدث فعلا في نهاية العام نفسه عندما شنت «إسرائيل» الحرب على غزة وأنه سيتعين على «إسرائيل» احتلال الشريط الحدودي الجنوبي للقطاع مع مصر لفترة معينة لمنع استمرار نقل الأسلحة وهو ما لم يحدث.

وفي المقابل، قال قائد الجبهة الجنوبية للجيش «الإسرائيلي» في حينه اللواء يوآف غالانت في نهاية العام 2009 وبعد عام من الحرب على غزة إن الحكومة «الإسرائيلية» لم تتخذ قرارات بشأن مستقبل غزة وأنه يجب تقوية «حماس» للتمكن من منع إطلاق صواريخ على «إسرائيل» وفي الوقت نفسه إضعاف «حماس» من دون إعادة احتلال القطاع.

وكان ديسكين قد التقى وزير المخابرات المصرية في حينه عمر سليمان في 12 أيار/ مايو العام 2008 وتباحثا في سبل التوصل إلى تهدئة في القطاع، وفي اليوم التالي التقى ديسكين مع السفير الأميركي في «تل أبيب» في حينه ريتشارد جونز.

وفي 22 أيار/ مايو بعث جونز برقية إلى واشنطن قال فيها إن ديسكين وصف لقاءه مع سليمان بـ «المثير» وأنه «جرى في أجواء حسنة ومغلفة بالأكاذيب مثلما هو الحال في الشرق الأوسط تماماً».

ووفقاً للبرقية الأميركية فإن ديسكين اعتبر أن سليمان والحكومة المصرية يريدون كسب الوقت رغم أنهم يتفهمون احتياجات «إسرائيل» للتهدئة، وأن سليمان فوجئ عندما سمع من ديسكين أن «إسرائيل» مستعدة للتوصل إلى تهدئة.

وعدد ديسكين شروط «إسرائيل» للتهدئة التي شملت وقف كامل للأعمال المسلحة ووقف تهريب الأسلحة إلى القطاع وشدد على أن ««إسرائيل» لن تتحمل أية تعليمات بتنفيذ هجمات تصدر من غزة إلى الضفة الغربية».

ورغم الحديث عن استعداد «إسرائيل» للتهدئة إلا أن ديسكين أكد أنه مثل معظم «الإسرائيليين» يشكون فيما إذا كانت «حماس» ستوافق عليها.

وكتب جونز في البرقية أن «ديسكين والكثيرين في «إسرائيل» يعتقدون أن «إسرائيل» ستضطر إلى الدخول بقوة إلى غزة وضرب تعاظم قوة قواعد «الإرهاب» هناك ومن الأفضل أن يحد ذلك عاجلاً»، وأن ديسكين أوضح أن الخيار المفضل على «إسرائيل» هو شن عملية عسكرية برية وأنه «سيتعين على «إسرائيل» ممارسة ضغوط على «حماس» طوال أشهر أو سنين».

وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 بعث السفير الأميركي في «تل أبيب» برقية إلى واشنطن قال فيها إن ««الإسرائيليين» يتمتعون من الوضع الأمني الأفضل منذ بداية الانتفاضة الثانية وذلك نتيجة لنجاح الاستخبارات «الإسرائيلية» في هزم شبكات «إرهاب» الانتحاريين في الضفة الغربية».

وأضاف السفير الأميركي أن «المسؤول عن غزة (غالانت) قال لنا إن القيادة السياسية في «إسرائيل» لم تقرر طبيعة السياسة التي تعتزم انتهاجها وأوضح غالانت أن «إسرائيل» مهتمة في المدى القريب بأن تكون «حماس» قوية كفاية من أجل فرض سلطتها ومنع إطلاق الصواريخ باتجاه «إسرائيل»».

وتابع أنه «رغم ذلك فإنه في الأمد المتوسط تفضل «إسرائيل» منع «حماس» من ترسيخ سيطرتها في غزة رغم أنها في الأمد البعيد تطمح إلى الامتناع عن نشوء وضع تضطر فيه إلى إعادة السيطرة على القطاع وتحمل مسؤولية رفاه السكان المدنيين».

وتدل وثائق أخرى على أن السفارة الأميركية في «تل أبيب» تقيم علاقات وثيقة ودائمة مع حركة «سلام الآن» المناهضة للاحتلال والاستيطان، وأوصى الدبلوماسيون الأميركيون بضرورة الحفاظ على سرية شخص واحد من الحركة «الإسرائيلية» «بصورة مطلقة» على ضوء المعلومات النوعية والصادقة التي يمررها للأميركيين.

ويظهر من الوثائق أن سكرتير «سلام الآن»، ياريف أوبنهايمر، حاول تجنيد الأميركيين لممارسة ضغوط على «إسرائيل» بشأن تطبيق قرارات اتخذتها حكومة «إسرائيل» الحالية في منتصف العام 2009 في ما يتعلق بإخلاء بؤر استيطانية عشوائية.

[**ليبرمان : محمد رشيد لرئاسة السلطة...*]

تطرقت وثائق مسربة إلى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان ويظهر منها أن لفت نظر الأميركيين بشكل خاص بأنه شخصية هامة لكن قيمته تدنت في أعقاب تعيينه وزيراً للخارجية أو «الدبلوماسي رقم واحد» كما يصفه الأميركيون.

وكتب السفير «الإسرائيلي» في «تل أبيب» جيمس كانينغهام في برقية بعثها إلى واشنطن في 3 شباط/ فبراير العام 2009 أنه «لا توجد لوزارة الخارجية (في ولاية حكومة بنيامين نتنياهو) وزن كبير في الجيش وأجهزة الاستخبارات، ومنذ تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية انخفض وزن الوزارة بسبب ليبرمان وبسبب تعزز مكانة رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد».

واضاف كانينغهام أنه «من الناحية الفعلية يمنع نتنياهو ليبرمان من العمل في القضايا المركزية مثل علاقات «إسرائيل» مع الولايات المتحدة والمفاوضات مع الفلسطينيين، ونتنياهو يفضل التشاور بشكل مكثف مع الرئيس («الإسرائيلي» شمعون) بيرس ووزير الدفاع (ايهود) باراك».

الجدير بالذكر في هذا السياق أن موضوع العلاقات بين «إسرائيل» والولايات المتحدة كان دائماً وبشكل تقليدي بأيدي رئيس الوزراء «الإسرائيلي».

ووفقاً لكانينغهام فإن «ليبرمان ألحق أضراراً بالعلاقات الخارجية «الإسرائيلية» واضطر نتنياهو إلى التدخل عدة مرات مثلما حدث مؤخراً عندما صرح نتنياهو بأن نوايا «إسرائيل» تجاه سورية هي نوايا سلمية وذلك في أعقاب التصريحات الهجومية لليبرمان ضد عائلة (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وإحدى الوثائق المثيرة هي تلك التي أرسلها السفير الأميركي السابق في «تل أبيب» ريتشارد جونز إلى واشنطن وتحدث فيها عن لقاء عقده مع ليبرمان في مكتب الأخير في الكنيست في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2006 وقبل يوم واحد من انضمام ليبرمان إلى حكومة ايهود أولمرت.

وكتب جونز في البرقية ما سمعه من ليبرمان وأنه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بأنه «ضعيف وفاسد وليس ذي صلة بالواقع» واقترح ليبرمان أن تجد الولايات المتحدة و«إسرائيل» شريكاً ملائماً أكثر ليتولى رئاسة السلطة الفلسطينية واقترح اسم محمد رشيد، الذي كان المستشار المالي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وأوضحت «هآرتس» دوافع ليبرمان لطرح اسم رشيد وأن «رشيد أقام علاقات تجارية، وربما لا يزال يقيم هذه العلاقات حتى اليوم، مع المليونير النمساوي مارتين شلاف المقرب جداً من ليبرمان، وربطت تقارير تم نشرها في الماضي بين أعمال شلاف وأعمال ليبرمان وفي خلفيتها تم ذكر رشيد».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2177885

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2177885 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40