الأحد 16 أيار (مايو) 2010

ما أروعك يا رام الله!

الأحد 16 أيار (مايو) 2010 par د. فايز أبو شمالة

نفذ الفلسطينيون في الماضي عشرات العمليات الفدائية المقاومة للغاصبين، وقتلوا وأصابوا عشرات الإسرائيليين، ويستطيع الفلسطينيون في هذه اللحظات إطلاق عشرات القذائف من قطاع غزة على المدن الإسرائيلية، بل ويستطيع الفلسطينيون الخروج من نفق الحصار وتنفيذ عمل استشهادي في وسط التجمعات اليهودية، وقتل العشرات، كما يستطيع حزب الله أن يضرب العمق الإسرائيلي، وأن يوجع دولة الكيان الصهيوني، ولكن كل ذلك لا يذكر، ولا يساوي شيئاً أمام العمل المقاوم الذي نفذه فتية فلسطينيون من قلب مدينة رام الله ضد مستوطنين يهود، فأصابوهم بجراح، أو أصابوهم بالفزع، أو بالاندهاش من تواجد المقاومين، وتواصل المقاومة؛ رغم كل الإجراءات الأمنية، والاحتياطات، والخطط، والتنسيق، والمراقبة، فكيف لو خرجت المقاومة من مدينة رام الله ذاتها، التي تعد حصناً منيعاً للسيد سلام فياض، ومجالاً للنفوذ المالي المخصص لمحاربة المقاومة، وأفقاً وهمياً للفلسطينيين الجدد الذين لا يطيقون سماع لفظة مقاومة، وتستفزهم حروفها، ويحاربونها بوحشية.

ما يميز العمل المقاوم الذي نفذ ضد المستوطنين قرب مفرق “حلميش” أنه جاء من مدينة رام الله عشية ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، فجاءت المقاومة لتذكر جميع الأطرف بأن القضية الفلسطينية لم تبدأ من رام الله، ولن تنتهي بموافقة رام الله على استئناف المفاوضات العبثية، فالقضية الفلسطينية قضية لاجئين مشتتين في أصقاع الأرض، والقضية سياسية عابرة للأجيال، وليست قضية راتب آخر الشهر، إنها قضية شعب بكل أطيافه وفئاته، لذا حمل العمل المقاوم من رام الله عدة رسائل تجاوزت سلوك المستوطنين الذين قتلوا بدم بارد قبل ليلة الصبي الفلسطيني “أيسر الزبن”، وتجاوزت المخابرات الإسرائيلية التي قتلت قبل شهور شباب المقاومة في مدينة نابلس، أولئك الفتية الذين نفذوا عملاً مقاوماً ضد المستوطنين، فأوصلهم التعاون مع الإسرائيليين إلى حتفهم بعد ساعات من تنفيذ عملهم المقاوم.

جاءت المقاومة من رام الله رغم الترهيب بالسجن الفلسطيني الذي يستهدف كل مقاوم، ورغم الترهيب بالسجن الإسرائيلي الذي يطبق على ألاف السجناء الفلسطينيين منذ عشرات السنين، وحمل العمل المقاوم اسم “كتائب الأقصى” رغم صحوة جيش “دايتون” الذي يكمن خلف ممرات التنسيق الأمني المعتمة، ويرى في المقاومة اختراقاً للمنطقة الخضراء المحصنة، وتعمية على العيون الذابلة من السهر على أمن المستوطنين.

فما أروعك يا رام الله وأنت ترجمين المفاوضات العبثية بحجر المقاومة!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2165542

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165542 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010