الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2011

«فيسبوك» والفلسطينيون

الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2011

- [**بقلم / محمد عبيد*]

“عبّر عما تشاء . . لكن رجاء لا تكن فلسطينياً” رسالة مبطنة نستقرئها على لسان حال موقع “فيسبوك” الاجتماعي الذي شغل الأرض من مشارقها إلى مغاربها، ومنح فرصة التواصل لملايين الشباب في ظل أنظمة قمعية، وأعطاهم المساحة للتعبير، لكنه عند الفلسطينيين “محلك قف” .

حجب صفحة “الانتفاضة الفلسطينية الثالثة” على “فيسبوك” عن الشبكة العنكبوتية، بطلب “إسرائيلي” يجعلنا نعود إلى المربع الأول، الأمر المريع نفسه، فما منعه الطغاة والدكتاتوريون عن شبابهم المتعطشين للحرية، يمارس الآن بحق أحلام الفلسطينيين، لكن ليس من طاغية، بل من موقع أسس كمساحة “للوجوه”، يفترض أنها لا تعبأ بلون أو عرق أو دين، لكنها أصبحت عكس ذلك عندما أرعدت “إسرائيل” وأزبدت، وزعمت كما العادة أن الموقع “تحريضي”، ويدعو إلى قتل “إسرائيليين” .

الصفحة التي انضم إليها نصف مليون شخص من كل أرجاء الأرض حجبت، وحتى صفحات مشابهة أسست لاحقاً لتعوض الحجب أغلقت أيضاً، وليس من المستبعد أن تصبح أية صفحة تناصر الفلسطينيين على “فيسبوك” هدفاً محتملاً للحجب، والإرهاب الفكري “الإسرائيلي” الذي يبرع قادة الكيان في ممارسته ليحقق أمراً واقعاً، يدعم روايتهم المكذوبة والملفقة عن فلسطين التاريخية، وتاريخهم المزعوم فيها .

والمهزلة، أن “فيسبوك” ليس دولة لترضخ للإملاء “الإسرائيلي”، ولا حتى منظمة دولية، ما يدفع إلى شك ممزوج باليقين بأن مؤسس الشبكة الاجتماعية مارك زوكيربيرغ الذي يعد أصغر أثرياء العالم، على علاقة ب”إسرائيل”، أو متعاطف معها على الأقل، إن لم يكن الأمر أبعد من ذلك .

وتأتي هذه الخطوة في حجب الصفحة الداعية لانتفاضة عشية ذكرى النكبة ال63 في 15 مايو/أيار المقبل، لتضاف إلى سلسلة قوانين عنصرية وإجراءات في الكيان ضد فلسطينية الفلسطينيين، أهمها قانون النكبة، وما يسمى “قسم الولاء” ل”إسرائيل”، وأخيراً وليس آخراً “يهودية الدولة” التي ينادي بها المتطرفون هناك . وكأن الفلسطينيين بحاجة إلى نكبة جديدة تضاف إلى نكبة 1948 واحتلال ،1967 وتهويد القدس، وتوسيع الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، وانقسام ،2007 وحالة التسوية المهلهلة .

وإذ أقدم “فيسبوك” على هذه الفعلة، فليس من المستبعد أن يتهم الفلسطيني قريبا بما يزعمون أنه “معاداة السامية”، وأن يجرم في المحافل الدولية لدفاعه عن حقوقه، والأدهى من ذلك أن من الممكن أن نجد يوماً ما التعبير حقاً لأي كان، وحرية التعبير مكفولة للجميع، إلا للفلسطينيين الذين بات دفاعهم عن حقهم “جريمة دولية”، ودعوتهم للانتفاض على المحتل “شكلاً من أشكال الإرهاب” .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2177730

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177730 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40