الاثنين 21 آذار (مارس) 2011

ممرضات الإيدز: كلاكيت مرة جديدة

الاثنين 21 آذار (مارس) 2011 par إبراهيم توتونجي

مزيد من الأسرار. «الخزنة الخضراء» المقفلة على أحجيات «ملك ملوك أفريقيا»، الذي تنتاب أيام طغيانه حمّى العد العكسي، تنفتح. ثمة غبار كثيف على ملفات ظننا أنها أقفلت، وضع شمع أحمر على جلدتها ودفنت كطوطم قديم. لكن شرر الغضب المتطاير ذوّب اقفالها، ودماء من سقطوا من ثوار ومدنيين برصاص وقنابل القذافي، سالت تحت الملفات، فطفت هذه على السطح، ليكتشف العالم حكاية «قائد»، كنا نظن ان اسوأ خصاله هو جنونه، وأشد صوره بروزاً هي خيمة وحفنة من النساء وأزياء غريبة، فإذا الواقع الجديد يكشف عن «داهية» عرف كيف يبتز العالم، لكي يمدد حكمه، مضحياً بأي شيء، وكل شيء، بما في ذلك الأطفال، باسم «القومية» مرة، والحرب مع الرأسمالية مرة أخرى، ووحي الكتاب الأخضر دوماً.

وإذا صدقت تحقيقات صحافية سارعت مجلة «نيوزويك» الأميركية، قبل أيام، لتنفيذها، حول قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، الذين تابع العالم على مدى عقد من الزمن تفاصيل حكايتهم، بدءاً من اتهامهم بنقل عدوى الايدز عمداً إلى أكثر من أربعمائة طفل في بنغازي، مروراً باستخدام قضيتهم في جولات من المفاوضات مع أنظمة وحكومات غربية، حصل بموجبها العقيد مكاسب سياسية واقتصادية، لم يكن ليحلم بها، هو الموسوم طوال سبعينات وثمانينات القرن العشرين بأفعال الإرهاب التي هزت العالم، وصولاً إلى تثبيت حكم الإعدام عليهم، قبل ترحيلهم، والعفو عنهم باستحصال 400 مليون دولار تعويضاً لأسرهم. لقد كشفت «نيوزويك» أن اتهام الممرضات والطبيب قد يكون «مجرد اتهام زائف»، وأشارت إلى أن الحكاية برمتها كانت مجرد كذبة قذافية لابتزاز الأموال وصفقات أخرى. ونقلت المجلة أن زميلتها «تايمز» أجرت مقابلات مع بعض أهالي الأطفال من ضحايا الإيدز، والذين انتظروا 13 عاماً وسط أجواء من الخوف وعدم القدرة على الإخبار بالحقيقة، لكنهم يكشفون عنها هذه الأيام غير آبهين.

من ضمن الشهادات تلك، ما صرحت به زكية سلطاني، والدة طفلين أحدهما توفي: القذافي دعا أهالي الضحايا إلى إحدى الخيام بالصحراء خارج مدينة سرت، ووعدهم بمنحهم ما يريدون شريطة التزامهم الصمت بشأن ما جرى لأطفالهم، مضيفاً انه «لا يرغب في أن يتدخل الأجانب في القضية»، ومحذراً من أن أقارب الأهالي في الخارج قد يتعرضون للأذى إذا ما تحدث أي منهم أو أفشى سرية القضية إلى خارج البلاد، مما حدا بهم الإبقاء على الصمت تحت عامل الخوف.

مدير مستشفى الأطفال في بنغازي الذي كان معنياً بقضية الأطفال حينئذ يرفض الحديث لنيوزويك «ما بقي القذافي في سدة الحكم». وإلى أن تفرغ تلك السدة ويتكلم الطبيب، علينا ان نترقب مفاجآت جديدة في هذه القضية. وربما تصدر شهادات أخرى عن أسر الضحايا تجيب عن أسئلة لا تزال ملغزة: ماذا فعلت زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (كان حينذاك رئيس الوزراء) سيسيليا في بنغازي في أغسطس 2007؟ ما الدور الألماني الحقيقي في هذه القضية؟ ما الثمن الذي تقاضاه القذافي حين ابتز أوروبا بهذا الملف؟ الاجابات ستكون مشوقة وقد تشكل خواتيم شيقة للفيلم الهوليوودي الذي أعلن قبل أيام عن النية بتنفيذه حول هذا الموضوع!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2178476

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2178476 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40