«شكراً جزيلاً» للولايات المتحدة الأمريكية

شكراً جزيلاً للولايات المتحدة الأمريكية ، وألف شكراً لإدارة أوباما التي وضعت النقطة الأخيرة على حروف الكذبة الأمريكية الكبيرة ، فسنوات الخداع كانت طويلة وليلها حالك الظلمة ، سنوات الكذب السياسي والدبلوماسي طلع فجرها لتتضح الصورة جلية ، قالتها سوزان رايس في مجلس الأمن الدولي ( فيتو أمريكي بالخط العريض ) لتثبت أن الولايات المتحدة لا يمكن لها أن تكون طرفاً نزيهاً في عملية السلام .

هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية ، كنا نقنع أنفسنا أحياناً أنها تقف إلى جانب حق شعبنا الفلسطيني ، وكان البعض يُراهن على أنها ستقول يوماًُ كلمة ( لا ) لإسرائيل ، لكنها أعطت الجواب الشافي ، لا يمكن أن تكون سبباً في إغضاب إسرائيل ، هذا الكيان الذي يُثبت يوماً بعد يوم أنه لا يمكن أن يكون شريكاً لسلام على الورق في حين الجرافات الإسرائيلية تسرق الأرض وتنهبها يوماً بعد يوم .

هذه هي الولايات المتحدة ، التي صفق لها العرب ، وأقنعت الدول العربية نفسها بأن الولايات المتحدة ستكون جزءاً من معادلة الحل في الشرق الأوسط .. لكنها قالت بالصوت العالي لا تنازل عن حق إسرائيل في التوسع وسرقة الأرض ونهبها وطرد السكان وهدم المُقدسات .

وهنا السؤال ؟؟ هل يا تري سنبقى نراهن على إدارة أوباما التي خدعت العالم بأسره من خلال الخطابات الرنانة والدبلوماسية الكاذبة ، جولات لمندوبين ومحاولات فرض الأمر الواقع على الضحية في حين أن الجلاد لا يمكن لهم أن يقولوا له كلمة ( لا ) .

آن الأوان أن يقف الكُل الفلسطيني ، وأن تقف الشعوب العربية في وجه هذا الطغيان ، لنقول كلمة لا للولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الكاذبة في العالم العربي وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ويجب أن يتوحد الجميع على قاعدة الوقوف في وجه الولايات المتحدة ، لأنها وحدها التي تقف في ظهر إسرائيل وتدعم إسرائيل بالمال والسلاح والمواقف .

لن تستطيع الولايات المتحدة أن تقف أمام إرادة شعب يُريد الحرية والإستقلال ، ولن تستطيع أن تمرر مشاريع تسوية تعادل فيها بين سارق الأرض والفلسطيني الذي يتطلع لبيته الذي يُهدم أمام عينيه ، فشعبنا لن يصبر كثيراً حتى لو كان الثمن قطع المساعدات الأمريكية أو مزيداً من الحصار المالي أو الإقتصادي ، فمهما كان الثمن سوف يقول شعبنا كلمة الحق في وجه هذه المؤامرات .

 صحفي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com