خِطابُ الشُّعوبِ خطابُ الظَّفرْ -*- وَعصرُ الطُّـغاةِ هَوى وانكَسَرْ
وَشرْطُ الإرادةِ أنْ لا تُمارى-*- وَشَرطُ الكرامةِ أنْ تُختَبَرْ
إذا الحقُّ أضحى قويَّ الجنابِ -*- تمخَّضَ عدلٌ بكلِّ الصُّوَرْ
وإلا فـإنَّ لكـــلِّ بغيٍّ -*- حِسابٌ وإنْ طـالَ فيهِ العُمُرْ
وما العيشُ بينَ الرُّفاتِ فإلا -* دليلٌ على الكفرِ بالمختَصَرْ
وأيُّ بناءٍ على الظُّلمِ يبقى -*- وأيُّ أساسٍ وسوسٌ نَخَرْ
فإنَّ المصيرَ بدارِ خُنـــوعٍ -*- هوَ الموتُ والأسوأُ المنتَظَرْ
إذا كانَ ضيمُكَ بينَ الأعادي -*- يَهونُ وتبقى الأعزَّ الأغرّْ
ولكنْ بسيفِ عروقٍ تفانتْ -*- لمصِّ الدماءِ وحبسِ الثَّمرْ
وَتركِ البواقيَ جوعى وعطشى-*- فهذي المصيبةُ أدهى أمرّْ
لِتونُسَ سَبْقُ البــلاغِ تجلَّى -*- بهدمِ السُّدودِ وَبزِّ الخَطَـرْ
وَقـامَ ا لأبــاةُ فليسَ القعودُ -*- سوى عجزِ منْ كانَ فيهِ انتحرْ
تعلَّمَ شَعْبُ العُروبةِ دَرْساً -*- أرادَ الحياةَ وَفيها انتَصَرْ
وعلَّمَ كيفَ يصونُ العهودَ -*- وكيفَ يُجَدِّدُ حبرَ القَدَرْ
فلا عُجْبَ أن يُهزمَ المستَحيلُ -*- إذا الـدَّمُ صاغَ الخُطى كالمطرْ
سلامٌ لشَعبٍ أطاحَ القيودَ -*- بِلَحْمٍ تنزَّلَ مثـــلَ السُّوَرْ
تقحَّمَ نــارَ البغاةِ ضِراماً -*- لصـبحِ الكرامةِ يُجزي الدُّرَرْ
ويرسلُ أكـبادهُ ناهضينَ -*-بهـامٍ تطاولُ نجماً سَدَرْ
يرَدَّدُ لـحنَ النُّهوضِ أبياً -*- ويرفضُ سوْقَ العبيدِ المُقَرّْ
ويعلنُ أحـرارهُ الانعتاقَ -*- منَ الخوفِ قبلَ الرَّدى والحُفَرْ
لعمريَ إنَّ المثالَ عظيمٌ -*- سبى اللُّبَّ فيهِ وحازَ البَصَرْ
فأينَ هُراءُ ذوي المُبْطِلينَ -*- وَألسنةُ العَجْزِ منذُ الصِّغَرْ
وأينَ مَكائِدُ شرِّ الوجوهِ -*- أحاديثُ (مارِنزَ) بينَ الفِكَرْ
تُثَّبِطُ بينَ الشُّعوبِ خُداعاً -*- وتَسْتَوْرِدُ الكُفرَ فيمنْ حَضَرْ
وأينَ الذينَ يقولونَ ماتوا -*- وصاروا غُثاءً وَزالَ الأَثرْ
إليكمْ بيانُ الحقائقِ تَترى -*- وَتَكشِفُ زَيْفاً هوى ما استمرّْ
منَ القيْراون دليلٌ تجلَّى -*- فكفوا العويلَ أطيلوا السَّهرْ
أمانيُّ إبليسَ خابتْ جهاراً -*- وَذا الرَّعدُ صوتُ الخيولِ مُضرْ
فَعلِّمْ بها المستريحينَ إنّا -*- سئمنا انتظارَ جَديدِ الحجَرْ
فَهلْ تَصنَعُ الأمنياتُ المعاليْ -*- وهَلْ تنشدُ الخُرْسُ لحنَ القمرْ
وإني لأَعْجبُ منْ بهلوان -*- يبيعُ الضَّجيجَ وعنهُ اعتَذرْ
يقولُ عنِ الثَّورةِ الأحجياتِ -*- فإنْ ثارَ شعبٌ يَقلْ: لَوْ صَبَرْ
وهذا يسَّرِحُ جيشَ الخيالِ -*- يمنِّي الرِّجالَ بِرفدِ السَّفَرْ
وذاكَ تمطَّى وبينَ النيامِ -*- ترى الدَّهرَ فيهِ بأَعتى العِبَرْ
ومع ذاكَ فهوَ الذي لا بديلَ -*- لِجثَّتِهِ عندَ شَعْبٍ عَبَرْ
وأفدحُ منْ صنعةِ الخائبينَ -*- نفاقُ الأعاجمِ لاتَ المفرّْ
تدورُ مآقي الكذوبِ سِراعاً -*- لتلمحَ أينَ تــحطُّ النُّمَرْ
كأنَّ مصائرَ هذي الشُّعوبِ -*- قمارٌ يمارسُ فينا انتَشَرْ
رويدكَ يا غربُ إنا وعَيْنا -*- ونحنُ الرسالةُ بينَ البَشَرْ
وحاذِرْ تُمارسُ فنَّ الأفاعي -*- تُبرِّدُ لَغماً ثوى وانفَجَرْ
مصيرُ الشُّعوبِ بأيدي الشُّعوبِ -*- فَكُفُّوا النِّفـــاقَ رعاةَ البَقَرْ
ولا بُدَّ يوماً ستشرقُ شمسي -*- بعزِّ العــروبةِ رُغمَ العُسَرْ
سيصنعُ أحرارُها الانتِصارَ -*- كحمرةِ تونُسَ دونَ الشَّجَرْ
هيَ النّارُ تبقى ببطنِ الرَّمادِ -*- إذا النّارُ كانتْ ضميراً لِحرّْ
فِلَسطـينُ أنّى تقادمَ عَهدٌ -*- تُجَّـــدِدُ فيهِ الأماني الشَّررْ
أيمن اللبدي
14/1/2011