الخميس 13 كانون الثاني (يناير) 2011

استراتيجيّة الانتظار

الخميس 13 كانون الثاني (يناير) 2011 par حسام كنفاني

هل انهار مسار التفاوض السياسي الفلسطيني “الإسرائيلي” نهائياً؟ سؤال مطروح على طاولة البحث الفلسطيني خصوصاً لدراسة خيارات ما بعد الفشل الأمريكي في إطلاق محادثات، مباشرة أو غير مباشرة، مع حكومة بنيامين نتنياهو . سؤال مطروح ليس لبناء استراتيجية بديلة كما كان الكثير من المسؤولين الفلسطينيين يتحدثون، بل ربما لبناء استراتيجية انتظار، اعتاد عليها الفلسطينيون في ظل إغلاق الباب الأمريكي في وجوههم .

الوضع لم يتغير اليوم، الباب لا يزال مغلقاً، وها هي المساعي في مجلس الأمن لتجريم الاستيطان في الضفة الغربية تصطدم بالرفض الأمريكي المطلق لأي بحث في هذا الأمر . فغطاء واشنطن ل”إسرائيل” لم يسقط، حتى لو جرى حديث عن إحباط الرئيس باراك أوباما من رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو . بالنهاية السياسة الأمريكية يحكمها مسار من الاستمرارية، وبالتالي هي ليست خاضعة لمزاجية رئيس أو إدارة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية .

لا بد أن يكون ذلك في ذهن الفلسطينيين، لا سيما وهم يراقبون انهيار التسوية اللبنانية، أو ما عرف في الفترة القريبة الماضية بتفاهمات “س س” التي كانت قائمة بين السعودية وسوريا، بما يمثلانه من قوتين إقليميتين، مع تنسيق مباشر أو غير مباشر مع القوى الباقية في المنطقة، إضافة إلى القوى الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا . كل هذه المعطيات لم تمنع التسوية من الانهيار عند أقدام الفيتو الأمريكي، ليدخل لبنان في مجهول يقوده إلى سيناريوهات غير مأمولة الجانب .

الفلسطينيون يراقبون، ويسجّلون الملاحظات، ملاحظات من المؤكد أنها ليست في مصلحة الاستراتيجية الحالية التي يعتمدها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، الذي اختار اللجوء الى المحافل الدولية، سواء لتجريم الاستيطان أو لإعلان الدولة في مجلس الأمن . استراتيجية من الواضح، وبناء على المعطيات اللبنانية، أنها ستفشل تماماً طالما أنها لم تحظ بالمباركة الأمريكية، حتى لو استطاع محمود عبّاس جمع كل الموافقات الدولية للتصويت في مجلس الأمن لصالحه، فإن “الفيتو” الأمريكي سيكون له بالمرصاد . وعلى هذا الأساس فإن الحد الأقصى الذي يمكن أن يلجأ إليه الفلسطينيون هو اعتماد الجمعية العامة بديلاً لمجلس الأمن، وهناك سيحصلون على قرار غير ملزم يجرّم الاستيطان، لكن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات كثيرة على الأرض، وبالتالي فإن الأفق المسدود سيبقى هو نفسه .

ربما من الأجدر بالفلسطينيين البحث عن استراتيجية بديلة، فباب المحافل الدولية مغلق أمريكياً، ومسار الانتفاضات الشعبية مقفل بأمر من الرئيس محمود عبّاس، الذي لا يزال يؤمن بالتفاوض، وبالتالي انتظار تبدّل الظروف .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2165975

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165975 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010