السبت 1 كانون الثاني (يناير) 2011

في ذكرى الإنطلاقة

منذر إرشيد
السبت 1 كانون الثاني (يناير) 2011 par منذر ارشيد

إكتملت المؤامرة على فتح وقد قالها كسنجر منذ عقود إذا أردنا أن ننهي القضية الفلسطينية فعلينا القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية ورأسها« فتح» نعم وبالقضاء على فتح كحركة رائدة لها الثقل الأكبر في العمل الوطني المقاوم يمكن أن يتم المخطط القادم وتصبح إسرائيل كما يراد لها أن تكون.

وكان هذا هو الهدف...لأن فتح الإنطلاقة كانت قد رسخت في العقل الفلسطيني أنها قامت بقواتها العاصفة من أجل تحرير فلسطين وبدأ العد التنازلي منذ غزو لبنان وخروج منظمة التحرير بقيادة فتح من أهم مواقعها على حدود فلسطين وكرت السبحة من الشتات إلى الوطن عبر أوسلو بعد أن جُرِدَت ْ فتح من أهم عناصر قوتها الكفاح المسلح.

ووضع الجميع كالدجاج في القفص الإسرائيلي , وبدأت اسرائيل تذبح قادتها وأبطالها واحداً تلو الاخر لتصل إلى رأس الهرم ( أبو عمار )، نجح َ المخطط الخارجي من خلال إبعاد فتح إلى الشتات وتدجينها من خلال الضغط المالي والمعنوي لكوادرها الذين شُردوا من مواقعهم النضالية بالقرب من فلسطيني إلى الشتات العربي وأصبح حال المقاتلين بعد أن كانوا عمالقة في الخنادق تحولوا إلى تائهين في الفنادق ولا ننسى الغارة على تونس (حمام الشط) التي قضت على خيرة ضباط فتح.

( سبحان الله الحاج مطلق لفظه عزرائيل يومها رغم أنه كان في نفس المكان الذي استشهد فيه عشرات الإخوة ) وقتل خيرة قادتها المخلصين من قبل الصهاينة " ، و تلاه العمل الداخلي من خلال قتل ِروح الجهاد والكفاح لفتح وعلى أيدي بعض الفتحاوين أومن سرقوا فتح. يحق لفتح أن يٌحتفل بذكراها الطيبة التي انتهت بالألم على طريقة الشيعة في احتفالهم بذكرى كربلاء

ففتح تم ذبحها كما ذُبح الحسين بن علي طيب الله ثراه وكرم وجْهُ أبيه ، وهل بقي من ذكرى الانطلاقة ما يمكن أن نحتفل به بفرح بعد أن مُزقت فتح وأصبحت أشلاء ً..!
فيحق لنا أن نلطم ونبكي وندمي وجوهنا على فتح الحبيبة ..فتح الشهامة ..فتح الأخوةن
فتح الكرامة والفداء التي تغيرت إلى مراكز قوى يتربص بعض من يدعون أنهم أبنائها بأبنائها الحقيقينن
وأخلوا الميدان لذولتهم ونزواتهم ومشاريعهم الخاصة

أربعة وأربعون عاماً وبعد إنطلاقتها العاصفة بعامين كنا في كنفها (فتح ) وقد إحتضنتنا كالأم الرؤوم، وكالخنساء التي كانت تدفع أبنائها للجهاد وتنتظر عودتهم بعد أن يذيقوا أعدائهم فِعل َسُيوفهم، كذلك فتح التي كانت تودع الأبناء وتستقبلهم شهداء أو جرحى أو منتصرين في معارك البطولة والفداء، عرفنا مع بداياتها معنى الحب للوطن والتضحية في أعظم ما تكون مع ثورة فقيرة بالموارد غنية بالكرامة.

إجتمعنا بالمئات والالاف , لا فرق بين أخ وآخر إلا بالعمل الجاد والمخلص“، وكان مقياس الرجل منا في ذلك الوقت الجميل , ليس بالجاه ولا بالمال ولا بكل كنوز الدنيا، بل كان يُقدَرُ الرجال بطيبتهم وشجاعتهم وصفاء نفوسهم وبعطائهم وحُبهم لإخوانهم وتفانيهم في الخدمة والتسابق نحو ملاقاة العدو ..أما”الشهادة " فكانت منتهى طموحهم
، عرفناها مع خيرة أبناء فلسطين من قادة كبار أبطال ضحوا بأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن، وعشنا مؤخراً مراحل النكوص والخنوع والركوع في أسوأ حالة مرت على أمة كانت خير أمة، وها نحن نعيش نتاج ما صنعه السارقون الهاربون البائعون والشارون والمستثمرون، نحتفل ونرفع الرايات ونصرخ غلابة يا فتح ...( غلابة ..! ) كيف وأين وبأي صورة..!

يا له من تزوير وكذب وتضليل غلابة يا فتح ..وهي مغلوبة كيف هذا ..!، غلابة يا فتح وهي مسروقة من قبل الهاربين المتئآمرين الذين تآمروا على أبو عمار، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم بنفس الصورة ( مؤامرة جديدة )، غلابة يا فتح وقد إعتلى مركزيتها التي كانت بمستوى أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد إعتلى بعضٌ من أشباه الرجال المتامرين اللصوص والهاربين من غزة وقد تركوا إخوانهم للذبح .

غلابة يا فتح .. عندما كنا فوق المال والجاه والسلطان وندفع من دمائنا وأرواحنا.
غلابة يا فتح عندما كان القادة لا يعرفون الفنادق ويمضون أيامهم ولياليهم في الخنادق.
غلابة يا فتح ..عندما كان التسابق على الشهادة ..أما اليوم فمغلوبة فتح لأنها التسابق على الكراسي.
غلابة يا فتح ..عندما كنا نصرف عليها من جيوبنا الفارغة إلا بما قدر الله لنا من دنانير معدودة.
فتح اليوم كالأم المغلوبة على أمرها لأن بعض أبنائها ينهشونها ويأكلوا من لحمها.
كانت غلابة فتح إلى أن أصبح من أبنائها من يضربونها كي تتسول المال ويسلبوه منها.
كما يفعل الأبناء العاقين المدمنين " سرقوها لنزواتهم وترفهم ومشاريعهم.
فتح اليوم ما عادت فتح التي كانت ".
فتح كانت قيادتها عظيمة وعناصرها كانوا أكثر عظمة وشموخاً , لأنهم كانوا مقاتلين مجاهدين ولم يكن لهم هدف ٌولا غاية إلا تحرير فلسطين أو الشهادة.
فتح التي غادرها عمالقة النضال منذ أبو علي إياد وأبو إياد وكمال عدوان وأبو جهاد وانتهاءً بأبو عمار ..
تغيرت وتبدلت وكما يقال ...غزلانها بقرودها.

اليوم نرى الأقزام يتعملقون ويهتفون بإسم فتح ليس لأنهم يحبونها بل يحبون ما جلبت لهم من مكانة وما وفرت لهم من نفوذ وصلوا من خلاله إلى العالمية فأصبحوا أصحاب ملايين .
أين هي فتح هذه الأيام ..ماذا يفعل قادتها وماذا قدموا منذ المؤتمر إلى اليوم ..!
أتحدى أن يقول لنا أي قائد منهم أنه قدم لفتح جزءاً ولو بسيطاً بقدر ما أخذ منها ..
أين التنظيم الذي كان ..!
أين الأقاليم ...! أين الترابط الأخوي بين أبناء الحركة ..!
لماذا نسمع البيانات من هنا وهناك, وهذا يتهم ذاك, وذاك يلعن سنسفيل هذا .
فضحتم فتح في الخارج بعد أن كانت فتح جوهرة يتغنى بها العالم الحُر .
هل يعرف أعضاء المركزية الجدد وضع إخوانهم الذين هُمشوا وجُردوا من حقوقهم وأصبحوا وكأنهم مجرد أرقام وأصفار “وهم من جعل لهم مكانة وكرامة” .أين اللقائات مع القواعد الفتحاوية ..!
مَنْ مِنَ القادة يلتقي بإخوانه في الداخل والخارج والشتات ويسأل عن أحوالهم ..!
أين دستور فتح وثوابتها وقوانينها وأهدافها التي كانت فخراً لكل أحرار العالم ..!
وقد أصبحت فتح في حالة يُرثى لها سواءً في داخل الوطن أو خارجه وما نسمعه عن الأقاليم يندى له الجبين
نحتفل بذكرى الإنطلاقة ونقول ((ساق الله على أيامك يا فتح العزة والكرامة) ( ساق الله على أيامك ..يا عاصفة ))



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2165371

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165371 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010