الثلاثاء 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

هل مات جمال عبد الناصر في مصر؟!

الثلاثاء 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 par فواز العجمي

يقول مثلنا العربي “من خلف ما مات” والمقصود هنا كما يعرف الجميع أن من ينجب الذرية ويترك بعد وفاته من يحمل اسمه فإنه لن يموت لأن ذكراه ستبقى مع هذه الذرية وهي تحمل اسمه، لهذا فإن قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر لن يموت لأن أبناء فكر ومبادئ هذا القائد هم من المحيط إلى الخليج وكلهم يؤمنون بأن قائد ثورتهم 23 يوليو سيبقى خالداً في عقولهم ووجدانهم وضمائرهم.

بالأمس وبعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية خرج الحزب الناصري خاسراً في هذه الانتخابات، حيث لم نسمع عن فوز أحد مرشحي هذا الحزب في تلك الانتخابات ورغم تحفظي على مشاركة حزب ناصري في العملية الانتخابية المصرية لأنني واثق بخسارة أي حزب سيشارك ما عدا الحزب الحاكم أو حزب الحكومة لأن التجارب الانتخابية في الوطن العربي بشكل عام تؤكد أن من يملك السلطة يملك الفوز مهما حاولت بقية الأحزاب من طرح برامج جماهيرية أو شعبية ومهما قدمت من خطط ومشاريع تنموية واقتصادية لأن غياب الديمقراطية في الوطن العربي يجعل من بقية أحزاب المعارضة للسلطة عبارة عن “ديكور” لا أكثر ولا أقل يحاول النظام تجميل صورته الديمقراطية من خلالها ويدعي أنه نظام ديمقراطي.

والسبب الثاني في تحفظي عن مشاركة الحزب الناصري هو اختياره لاسم الناصري فلا يوجد في رؤية مبادئ وثورة جمال عبدالناصر ما يسمى بالناصري حتى أن عبدالناصر يرفض أن يسمي حزباً باسمه لأنه يؤمن بالديمقراطية ويرفض تقديس الفرد لهذا، فاختيار هذا الحزب كلمة الناصري لا تخدم مبادئ وثورة 23 يوليو وميثاقها الذي يؤمن بالفكر القومي العربي حتى أن عبدالناصر كان يخاطب شعبه بضرورة الإيمان بالفكر القومي العربي وكان -رحمه الله- رائد وقائد القومية العربية لهذا كله فإن تسمية أي حزب سياسي بالحزب الناصري لا يخدم الفكر الناصري وإنما يسيء إليه ومن هنا لا أدري شخصياً هل هذا الحزب ناصري حقاً وإذا كان كذلك من حقنا أن نسأل أين جماهير هذا الحزب ولماذا أخفق في هذه الانتخابات؟!!

إنني واثق ثقة كاملة لو أن الحزب الناصري يحمل مشروع وفكر ومبادئ ثورة 23 يوليو وأحلام وطموحات القائد الراحل عبدالناصر لاستطاع أن يكتسح الساحة الشعبية المصرية لأن الشعب المصري يحمل فكر هذا القائد ومبادئ ثورة 23 يوليو في قلبه ووجدانه وضميره كما هو حال أغلب الشعب العربي الذي آمن بفكر هذا القائد العربي ولن يستطيع النظام الحاكم أن يقف بوجه هذا الشعب مهما حاول من تزوير أو غش أو شراء الذمم، فتيار القومية العربية وتيار ثورة 23 يوليو وقائدها عبدالناصر أقوى من أن تقف قوة في وجهه مهما حاولت من وسائل القهر والبطش والتلاعب والتزوير، فهذه الثورة لا تزال حية في قلوب كل المصريين، خاصة العمال والفلاحين الذين يشكلون ما نسبته 70% من الشعب المصري لأن هؤلاء هم من استفاد من هذه الثورة واستفاد منها أبناؤهم في مسيرتهم التي بدأت منذ 23 يوليو عام 1952 وهم الذين حققت لهم هذه الثورة الآمال في حياة حرة كريمة وها هم يحصدون ثمار هذه الثورة عندما بدأوا في تقلد مناصبهم في الصناعة والزراعة والمشاركة في البناء والتنمية، خاصة بعد أن وفرت الثورة لهم التعليم المجاني ووفرت لهم مقومات الحياة وبنت لهم المصانع والسدود والمشاريع الاقتصادية العملاقة وهم الذين رفعت عنهم الثورة ظلم وقهر المستغلين لجهدهم وعرقهم وهم الذين رفعوا رؤوسهم عالياً عندما قال لهم قائدهم “ارفع رأسك يا أخي” وهم الذين صنعوا النصر لأمتهم وشعبهم بعد بناء القوات المسلحة المصرية وحرب الاستنزاف بعد النكسة وحققوا نصر العبور عام 1973 وهم الذين خرجوا بالملايين مطالبين عبدالناصر بعدم التنحي بعد النكسة وخرجوا بالملايين في تشييع جثمانه بعد وفاته، لهذا نسأل اليوم بعد خسارة الحزب الناصري في الانتخابات أين هذه الملايين وهل مات جمال عبدالناصر في مصر؟!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010