الثلاثاء 20 نيسان (أبريل) 2010

اسرائيل ترد على الملك بتهـديد سوريا

الثلاثاء 20 نيسان (أبريل) 2010 par شاكر الجوهري

هل هي مبالغة اسرائيلية بشأن القوة الحقيقية التي يمتلكها حزب الله اللبناني..؟

هنالك من بين المراقبين من يعتقد ذلك، بهدف تضليل الإدارة الأميركية، التي تبذل جهودا كبيرة، خاصة اردنية، وعلى يدي الملك عبد الله الثاني لإقناع واشنطن بأن عدم تحقق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية من شأنه التسبب بحرب جديدة في المنطقة.

حكومة بنيامين نتنياهو تعمل بدورها على إقناع واشنطن بأن ازدياد القوة التسليحية لحزب الله هي التي تهدد بنشوب حرب جديدة في الإقليم.

في هذا الإطار السايكلوجي، الذي تعمل اسرائيل على تنفيذه، يمكن التوقف أمام:

أولا: زعم صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية أن “أحد القادة البارزين في حزب الله تأكيده أن حزبه سيكون المبادر في حال اندلاع مواجهة جديدة مع اسرائيل”. ودون أن تذكر الصحيفة إسم هذا القائد، وأين صدرت اقواله، تواصل الزعم أنه شدد “على أن الحزب بات يمتلك مقدرات عسكرية هائلة تمكنه من المواجهة بكفاءة مع اسرائيل، وستنقل المعركة إلى داخل فلسطين المحتلة”، على حد تعبير القائد المجهول، وفقا للصحيفة، التي واصلت تقويله “على كل طيار من سلاح الجو الإسرائيلي يخرج للمواجهة المقبلة أن يعلم أنه ربما لن يعود سالما لأن لدينا قدرة هامة على اسقاط الطائرات”.

وواصلت الصحيفة على لسان ذات القائد المجهول “ألمح المسئول إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ أكثر دقة من صواريخ سكود يصل مداها إلى 250 كلم، قادرة على إصابة اهدافها بدقة عالية ونسبة الخطأ فيها متر واحد”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بقضية نقل صواريخ سكود سورية إلى حزب الله، في حين أن المنظمة تمتلك صواريخ وأسلحة من الصناعات الإيرانية المتطورة أكثر تقنية وأكثر دقة.

ثانيا: إذاعة الجيش الإسرائيلي تشارك هي الأخرى في هذه الحرب النفسية، التي تستهدف إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، بهدف ثنيه عن مواصلة العمل على تحقيق تسوية سياسية للصراع العربي الإسرائيلي.

فهذه الإذاعة تنقل عن مصادر اسرائيلية، اعرابها “عن قلقها الشديد من الإزدياد المضطرد في عمليات التسليح التي تقوم بها ايران وسوريا لحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”.

وتنقل الإذاعة عن تلك المصادر الإسرائيلية في هذه المرة قولها “إن ايران زودت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الآونة الأخيرة بصواريخ ذات مدى كبير قادرة على ضرب اهداف استراتيجية في داخل اسرائيل والوصول حتى إلى تل أبيب وضواحيها”.

وأشارت المصادر الإسرائيلية، مباشرة، ودون أن تنسب معلومتها في هذه المرة لقائد مزعوم في حزب الله، إلى أن“الصواريخ الإيرانية من طراز فجر والفاتح 100، التي يصل مداها إلى 300 كم، وصلت إلى الأطراف الحليفة لايران في المنطقة، وهي قادرة على حمل رءؤس متفجرة تصل إلى 500 كجم”.

وقالت المصادر ان الخشية الاسرائيلية تكمن في قيام حزب الله بهجوم وقائي يصاحبه هجمات مكثفة من قطاع غزة، منوهة إلى رفضها تصريحات الملك عبد الله الثاني، الذي يزور واشنطن حاليا، والتي يحاول فيها اقناع الإدارة الأميركية بأن سبب نشوب حرب قادمة في الصيف سيكون الجمود السياسي للحل.

واوضحت المصادر أن السبب الرئيسي لأي حرب قادمة تشارك فيها سوريا وحزب الله وغزة، سيكون محاولة اطراف الحلف الإيراني الرد على أي هجمات متوقعة على المنشئات النووية الإيرانية.

أكثر من ذلك، زعمت المصادر أن حزب الله انشأ 5 وحدات كوماندوز، ستكون مهمتها في حال نشوب حرب، اقتحام جزء من شمال اسرائيل وبلدة نهاريا لمنع أي تقدم اسرائيلي في داخل لبنان، مشيرة إلى أن عملية تسليح حزب الله وتزويده بصواريخ أرض جو، وصواريخ مضادة للسفن، ومنظومات صاروخية متطورة ضد الدبابات قد انتهت.

ثالثا: عبر الجنرال متان فيلنائي نائب وزير الجيش الإسرائيلي عن توتر اسرائيلي متصاعد جراء “التهديد الصاروخي المحيط بإسرائيل”، فقال خلال ندوة أُقيمت في بئر السبع: “بغضّ النظر عن موضوع نقل سوريا صواريخ سكود الى حزب الله، فإن اسرائيل كلها تقع في مرمى الصواريخ”.

وقال فلنائي إن «حزب الله» يمتلك صواريخ بوسعها أن تصل إلى بئر السبع، فيما أن الصواريخ السورية تصل إلى كل مكان.

وشدد على أنه في كل عملية أو حرب مستقبلية ستتضرر الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، مثلما سيتضرر الجنود على الجبهة.

رابعا: وفيما يبدو أنه رسالة مزدوجة الهدف، موجهة إلى واشنطن ودمشق معا، أفادت صحيفة “الصاندي تايمز” اللندنية صباح الأحد أن اسرائيل حذرت سرا الرئيس السوري بشار الأسد من أنها ستردّ على أي اعتداء صاروخي قد يشنه حزب الله عليها بهجوم انتقامي فوري على سوريا نفسها يعيدها للعصر الحجري.

وذكرت الصحيفة اللندنية انه تم نقل التحذير الإسرائيلي السري الى سوريا بواسطة طرف ثالث في وقت سابق من الشهر الجاري، وأن اسرائيل أوضحت أنها تعتبر الآن حزب الله بمثابة احدى فرق الجيش السوري، وأن الرد الإسرائيلي ضد سوريا سيكون سريعا ومدمرا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير اسرائيلي ـ لم تكشف عن هويته قوله في حديث لم يكن معدا للنشر ـ بأنه في حال تجرأ حزب الله على مهاجمة اسرائيل بالصواريخ الباليستية، فإن اسرائيل ستعيد سوريا إلى العصر الحجري، وذلك من خلال شل محطات توليد الكهرباء والموانئ ومخزونات المحروقات وأي منشأة للبنية التحتية الإستراتيجية في سوريا.

خامسا: ولإعطاء التهديدات الإسرائيلية صبغة عملية، أطلق الجيش الإسرائيلي ليلة الأحد، قنابل مضيئة في سماء بلدة العديسة اللبنانية المتاخمة للشريط الحدودي جنوب لبنان، فيما بدت قواته في حالة استنفار في المنطقة، على خلفية حفل عشاء في منزل رئيس بلدة العديسة أسامة رمال ضم عددا من قيادات “حزب الله”، ما عملت اسرائيل على الإدعاء أنه أثار ريبة وتوتر قواتها عند الشريط الحدودي، وفق مصادر اعلامية لبنانية.

كل هذه التهييجات، يبدو أنها دفعت الجنرال مايكل مولن رئيس اركان القوات الأميركية لتقرير القيام بزيارة اسرائيل “لمناقشة امكانية تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي للحد من دعم طهران لحزب الله وحماس”.

ومن المقرر أن يجتمع مولن، حسب الاذاعة العبرية، مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي، ووزير الحرب إيهود باراك، وعدد من أعضاء هيئة الأركان العامة لبحث الملف النووي الإيراني.

وسيبحث أيضا سبل ضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، والجهود المبذولة لمنع “تهريب” الأسلحة لحركة “حماس” وحزب الله.

ويبقى السؤال الأهم: هل تنجح حكومة نتنياهو في تبليع الرئيس اوباما اكذوبة التفوق العسكري لحزب الله، وما يمثله من خطر على اسرائيل..؟ وأنه هو المسؤول وحده عن التسببب بحرب جديدة أخرى في المنطقة، لا التعنت الإسرائيلي برفض الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة..؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2165272

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2165272 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010