الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

أصغوا ليهود الولايات المتحدة فهم اكثر اعتدالاً

الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

ما هي مواقف يهود الولايات المتحدة من «اسرائيل» وما هي صلتها بعلاقتهم بالادارة الامريكية؟ للفحص عن هذه القضية أهمية كبيرة إزاء انتخابات مجلس النواب والخطة الاصلاحية في الوكالة اليهودية التي بادر اليها نتان شيرانسكي.

أولا، يجب أن نعترف بحقيقة أن يهود امريكا ليسوا جماعة متجانسة. توجد نواة، تشتمل على يهود ينتمون على نحو ظاهر الى الشعب والدين اليهوديين، لكن عدد اليهود الذين اندمجوا تماما في المجتمع الامريكي ويمكن أن نُعرِّفهم على أنهم يقفون في «هامش» الشعب اليهودي أخذ يزداد. إن نحوا من نصف يهود الولايات المتحدة يُعرّفون انفسهم بأنهم يهود عِرقيون لا يهود متدينون. لهاتين الحقيقتين أهمية كبيرة تتصل بمواقف اليهود عامة وبـ «اسرائيل» خاصة.

يشعر كثير من اليهود الذين ينتمون الى النواة بصلة عاطفية بأرض «اسرائيل» لكن لا بـ «اسرائيل». فأكثر اليهود مقتنعون بأن «اسرائيل» ليست مركز الشعب اليهودي، وأنه لا حق لها البتة في التدخل في شؤونهم وفيها شؤون التربية اليهودية. وهم يعتقدون أنه يوجد مركزان على الأقل ـ «اسرائيل» ويهود الولايات المتحدة. بحسب استطلاعات للرأي لا تُقتبس في «اسرائيل»، يكشف أكثر اليهود الذين اندمجوا تماما في المجتمع الامريكي عن عدم اكتراث مطلق بما يقع في «اسرائيل». ويشعر 30 في المائة فقط من يهود الولايات المتحدة باكتراث عميق بما يحدث هنا.

إن أكثر اليهود الذين يشعرون بالاكتراث يؤيدون في وضوح حل دولتين للشعبين. والى ذلك أخذ يزداد عدد اليهود الذين يؤيدون تقسيم القدس وجعل قسم منها عاصمة فلسطين (لا في الولايات المتحدة فقط بل في كندا وفرنسا وبريطانيا بل في استراليا، التي تُعدّ أكثر الجاليات صلة بـ «اسرائيل»). ولا يزداد فقط عدد اليهود الفردانيين الذين يُعتبر هذا تصورهم بل عدد المنظمات التي هذه مواقفها. فليست «جي ـ ستريت» التي تتلقى انتقادا شديدا من قبل المؤسسة السياسية والبيروقراطية في «اسرائيل»، هي المنظمة الوحيدة التي هذا موقفها. فكثير في الجماعة الاصلاحية يؤيدون مواقفها، وأخذت تنشأ منظمات مشابهة، لا في الولايات المتحدة وحدها.

يمكن ان نقول في لغة حذرة إن كثيرين من يهود الجاليات لا يؤيدون سياسة حكومة «اسرائيل». ويمكن أن نقول بلغة أكثر حدّة انهم يعارضون أكثر جوانب سياسة حكومة «اسرائيل»، لا في المجال السياسي ـ العسكري فقط بل في مجالات كثيرة اخرى ايضا وفي ضمنها المسائل التي تتعلق بتعريف الهوية اليهودية ـ «الاسرائيلية» القومية. لا شك في أن أكثر من نصف يهود الولايات المتحدة، الذين يُعرِّفون أنفسهم على هذا النحو، لن يؤيدوا تعريفا دينيا للشعب اليهودي ولدولة «اسرائيل».

وفيما يتعلق بالعلاقة بادارة اوباما ـ من الحيوي أن نفهم أن يهودا قليلين فقط سيكّفون عن تأييده بسبب مواقفه من شأن المسيرة السلمية في «الشرق الاوسط» فقط. إن مواقف كثيرين جدا من يهود الولايات المتحدة تُقرر وستُقرر بحسب الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، لأن يهود الولايات المتحدة يشعرون بأنهم جزء لا ينفصل عن الدولة التي يعيشون فيها.

إزاء كل هذا من المهم جدا أن نفحص جيدا عن الكلام الذي يكتبه ويقوله اعضاء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، القريبون في مواقفهم ومصالحهم من حكومات «اسرائيل»، وكذلك كلام الساسة والبيروقراطيين «المُختصين» في «اسرائيل» الذين تتعلق أعمالهم ومصادر رزقهم بالعلاقة بـ «اسرائيل» والجاليات.

- [**«هآرتس»│31 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2182014

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

61 من الزوار الآن

2182014 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 63


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40