الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اوباما في كل التفاصيل

الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

رد البيت الابيض في الايام الاخيرة بسرعة استثنائية : سرعة مكهربة. في واشنطن تأكدوا من أن الرئيس اوباما هو الذي سيبشر للأمة الامريكية وللعالم بان ما وصف بداية بانه «انذار عابث» وبعد ذلك «مناورة جافة»، هو عمليا عملية «ارهابية» منظمة جيدا.

الاستراتيجية الاعلامية ـ السياسية للادارة ترمي الى الايضاح بانه خلافا لرؤساء آخرين، كجورج بوش مثلا، فان الرئيس الحالي يوجد في كل التفاصيل ولا يستخف بأي تهديد. ونشر البيت الابيض الجدول الزمني الدقيق الذي يعمل فيه اوباما، من يوم الخميس في 22:35 توقيت واشنطن، حين تلقى التقرير الاول من مستشاره لمكافحة «الارهاب»، جون برنان. تعليمات اوباما بالحرص على مرافقة طائرات قتالية لطائرات النقل المدنية، التنسيق الوطني لوكالات الاستخبارات، الحرص على الخروج من فرضية أن هذا تهديد ملموس ـ كل هذه تأتي لخلق جملة ملابسات تجسد الفارق بين سياسة اوباما وبين سلوك بوش قبل 11/9 .

الولايات المتحدة وبريطانيا تكبدتا عناء التشديد، المرة تلو الاخرى، على التعاون مع اليمن والسعودية والذي بفضله منعت العمليات، أغلب الظن. تلميح آخر للمقترعين : هناك مردود لسياسة الحوار التي تتخذها ادارة اوباما مع العالم الاسلامي.

لقد سبق أن اخطأ اوباما في مثل هذه المواضيع في الماضي، عندما تبين في كانون الاول (ديسمبر) 2009 بأن مخربا حاول تفجير طائرة أمريكية في طريقها الى ميشيغن، كان الرئيس الامريكي في اجازة خاصة في هاواي. التصريحات التي أدلى بها لوسائل الاعلام لم تكن فورية، وسارع منتقدوه الى الادعاء بانه «رقيق على الارهاب». قبل أربعة أيام من انتخابات منتصف الولاية وهي الحاسمة في الولايات المتحدة لم يوشك اوباما على ارتكاب ذات الخطأ. اذا كانت هناك نقاط سياسية يمكن كسبها من هذه القصة، فلم يكن اوباما مستعدا لان يمنحها لمعسكر الجمهوريين.

الناطق بلسان البيت الابيض جيبس سئل بصراحة في اليوم الماضي اذا كانت هناك صلة بين نشر تهديد «الارهاب» اليمني وبين الحملة الانتخابية، وجوابه كان متوقعا جدا : لا، لا توجد نية لاثارة فزع وطني على هجوم محتمل، ونعم، نشر تفاصيل التحقيق جاء فقط بعد أن صادقت عليه كل المحافل ذات الصلة. جيبس والسائل على حد سواء كانا يعرفان جيدا ماذا يوجد في خلفية هذا السؤال المشحون جدا : الفرضية السياسية في أن الادارة تحظى بالشعبية في ايام يتعرض فيها الامن القومي للتهديد.

التفسير الطبيعي سيقرر اذا كان تهديد «الارهاب» مجديا للرئيس القائم، لانه ببساطة ينزع صورته كزعيم سياسي ويلتف بصورة القائد الاعلى لقوات الجيش الامريكي. وبزعم الكثير من المحللين، في العام 2004 خسر جون كيري المعركة الانتخابية بسبب كشف الاشرطة المهددة لاسامة بن لادن. بوش حاول استخدام الانذارات في انتخابات منتصف الولاية في العام 2006 (هذا لم ينجح؛ الجمهوريون خسروا).

ومع ذلك، يحتمل أن يكون رفع موضوع «الارهاب» الى جدول الاعمال كفيل بالذات ان يلحق الضرر بالديمقراطيين. السبب الاول، بالطبع، هو أن اوباما هو رئيس ديمقراطي، وعلى أي حال مشبوه من الناخبين الجمهوريين، وبعض من الناخبين المستقلين بسياسة متنازلة تجاه المسلمين. والثاني يرتبط بسلم اولويات الامريكيين، الذين في هذه الايام لا يركزون على تهديدات «الارهاب»، بل على تهديدات الرزق والبطالة.

- [**نداف ايال│«معاريف»│31 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181908

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181908 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40