الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

وثائق «ويكيليكس» تفضح خزي الاحتلال

الأحد 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

عندما نشر موقع «ويكيليكس» نحو 400 ألف وثيقة تسجل يوميات الاحتلال الأمريكي للعراق في الفترة من 2004 إلى 2009، لاحظ العديد من وسائل الإعلام العالمية أن هذه الوثائق لا تأتي بجديد حقاً، حيث إن الأحداث التي سجلتها كنت معروفة بصورة عامة، ولكن الجديد في الوثائق هو، أولاً، أنها تشكل كماً هائلاً من أدلة دامغة على الجرائم التي ارتكبتها جميع الأطراف في هذه الحرب، وثانياً، أنها فضحت ما وصفه كثيرون من المعلقين بـ «الخداع المخزي» الذي مارسته الولايات المتحدة للتستر على مسؤوليتها عن الكثير جداً من هذه الجرائم الوحشية.

الكاتب والصحافي البريطاني روبرت فيسك، تحدث عن «خزي يلحق بأمريكا» في مقال نشره في صحيفة «إندبندنت» التي يراسلها من «الشرق الأوسط». ومما جاء في المقال :

كما هو المعتاد، العرب كانوا يعرفون، لقد عرفوا كل شيء عن التعذيب الجماعي، واطلاق النار من دون تمييز على المدنيين، والاستخدام الشائن للقوة الجوية ضد بيوت عائلات، والمرتزقة الأشرار الأمريكيين والبريطانيين، ومقابر الأموات للأبرياء. كل العراق عرف، لأنهم كانوا الضحايا.

نحن فقط كنا نتظاهر بأننا لم نعرف، نحن في الغرب كنا نرد على كل ادعاء أو زعم ضد الأمريكيين أو البريطانيين بأكاذيب لتبرئة أنفسنا - كانت ترد على ألسنة مسؤولين كبار مثل رئيس الأركان (الأمريكي) البغيض بيتر بايس والناطق العسكري الأمريكي المروع مارك كيميت، وكلما كان أحد يتحدث عن رجل تعرض لتعذيب، كان يقال له إن هذه دعاية إرهابيين. وعندما كان أحد يتحدث عن بيت مملوء بأطفال قتلوا في غارة جوية أمريكية، كان يقال له أيضاً أن هذه دعاية إرهابية، أو «خسائر مصاحبة» أو ببساطة «لا علاقة لنا بهذا».

وبالطبع، كلنا كنا نعرف أنهم كانوا دائماً يفعلون شيئاً ما. وطوفان اليوميات العسكرية الذي ينشر الآن يثبت ذلك مرة أخرى، وقد بذلت قناة «الجزيرة» مجهوداً كبيراً استثنائياً لتتبع إثر تلك العائلات العراقية التي سجلت الوثائق أو رجالها ونساءها قضوا عند حواجز التفتيش الأمريكية. وأنا تعرفت إلى سجل يومي عن أحد هذه الوقائع، لأنني كنت قد كتبت تقريراً صحافياً عنه عام 2004، تحدثت فيه عن سيارة نخرها الرصاص، ومقتل صحافيين اثنين بداخلها، وحتى عن اسم النقيب الأمريكي في المكان. وصحيفة «اندبندنت الأحد» كانت أول من نبهت العالم إلى جحافل المسلحين غير الانضباطيين الذين أرسلوا بطائرات إلى بغداد لكي يحموا الدبلوماسيين والجنرالات، وهؤلاء المرتزقة الذين كانوا يشقون طريقهم وهم يقتلون الناس عبر مدن العراق، أساؤوا معاملتي مرة عندما أخبرتهم أنني كنت أكتب عما يفعلون منذ عام 2003.

حتى الآن لم نقرأ كل قصة ويكيليكس وأنا اشتبه في أن هناك أكثر من مجرد بضعة جنود أمريكيين متورطين في ما أفشي من أسرار. ومن يدري ما إذا كان هذا الإفشاء سيصل إلى القمة؟

على سبيل المثال، وجدت «الجزيرة» في تحقيقاتها مقتطفاً من مؤتمر صحافي عادي للبنتاغون في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 في المؤتمر كان بيتر بايس رئيس الأركان غير المهم، يوجز للصحافيين كيف ينبغي على الجنود الأمريكيين أن يردوا على أية معاملة وحشية لمعتقلين، مشيراً بكبرياء إلى أن من واجب الجندي الأمريكي هو أن يتدخل إذا وجد دليلاً على تعذيب، وعند تلك اللحظة، تحولت الكاميرا إلى الوجه المنحوس أكثر بكثير لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي قاطع الجنرال بغتة، مثيراً ارتياع بايس- ليقول له: “لا أعتقد أنك تقصد أنهم (الجنود الأمريكيون) ملزمون بالتدخل بدنياً لوقفه (التعذيب)، وإنما بالإبلاغ عن الأمر.

وفي حينه لم يفطن الصحافيون لدلالة هذه الملاحظة التي تنم عن سادية. ولكن «المذكرة السرية فراغو 242» (إحدى وثائق ويكيليكس) تكشف عن مغزى المؤتمر الصحافي. فهي تتضمن تعليمات يفترض أن الجنرال ريكاردو سانشيز (قائد القوات الأمريكية في العراق آنذاك) هو الذي أصدرها وتقول «في حال لم يؤكد التقرير الأولي تورط قوات أمريكية في إساءة معاملة المعتقل، يجب عدم إجراء أي تحقيق إضافي إلا بناء على توجيهات قيادة أعلى».

[**أبوغريب*]

لنتذكر أن واقعة أبوغريب حدثت تحت أنظار سانشيز في العراق. وبالمناسبة، كان سانشيز أيضاً هو الذي لم يستطع أن يفسر لي في مؤتمر صحافي لماذا قتلت قواته ابني صدام حسين في معركة بالرصاص في الموصل بدلاً من القبض عليهما.

يبدو إذن أن مذكرة سانشيز لا بد أنها حصلت على مصادقة رامسفيلد، كما يفترض أن الجنرال ديفيد بترايوس- المحبوب على نطاق واسع في أوساط الصحافة الأمريكية- هو المسؤول عن الزيادات الحادة في الغارات الجوية الأمريكية خلال عامين : 229 غارة جوية في العراق عام 2006، و1447 غارة في 2007، وبالمناسبة فإنه لمن المثير للاهتمام أن تكون الغارات الجوية الأمريكية في افغانستان قد ازدادت بواقع 172% منذ أن تولى بترايوس القيادة هناك، وهذا يجعل من المستغرب أكثر أن يتذمر البنتاغون الآن ويقول إن موقع «ويكيليكس» يمكن أن يكون مسؤولاً عن دماء قد تراق نتيجة نشر الوثائق. ولكن البنتاغون كان ملطخاً بالدماء منذ إلقاء القنبلة الذرية على هشيروما عام 1945. وأنه لأمر مناف للعقل أن تدعي المؤسسة التي أمرت بالغزو غير المشروع للعراق في العام 2003 - ثم أعلنت وفقاً لإحصائياتها هي أن أكثر من 66 ألف مدني كانوا ضمن مجموع الـ 109 آلاف قتيل الذي سجل - ان موقع «ويكيليكس» مذنب بجرم إراقة الدماء.

الحقيقة هي بالطبع أنه لو كان هذا الكنز الضخم من التقارير السرية قد أثبت أن إحصائيات الجثث كانت أقل بكثير مما أعلنته الصحافة بصخب وان الجنود الأمريكيين لم يتساهلوا أبداً إزا التعذيب الذي مارسته الشرطة العراقية، وان هؤلاء الجنود نادراً ما كانوا يطلقون النار على مدنيين عند حواجز التفتيش، بل كانوا دائماً يحيلون القتلة المرتزقة إلى المساءلة، لكان الجنرالات الأمريكيون قد سلموا بأنفسهم وهم سعداء هذه الملفات إلى الصحافيين في البنتاغون وهم الآن غاضبون، ليس لأن السرية قد خرقت، ولا لأن دماء قد تراق، وانما لأنهم افتضحوا متلبسين لإطلاقهم أكاذيب كنا (نحن الصحافيين) نعرف دائماً أنها أكاذيب.

[**فاجعة أخلاقية*]

في بريطانيا أيضاً علقت صحيفة «صنداي اوبزرفر» على نشر وثائق «ويكيليكس» في افتتاحية قالت فيها :

لم يكن هناك أي سبب اطلاقاً لذهاب بريطانيا والولايات المتحدة إلى حرب في العراق. والدوافع التي حركت جورج بوش وتوني بلير اخضعت للتحليل والتشريح وحتى التحليل النفسي بطرق مختلفة. ولايزال من السابق للأوان أن يستقر التاريخ على حكم بشأن الحرب، ولكن الرأي القائل بأنها كانت خطأ هائلاً يفرض نفسه أكثر فأكثر.

ولقد تم دحض معظم التبريرات الرسمية للحرب، والتي أعلنت على أساس ضمان الأمن بمواجهة الارهاب وأسلحة الدمار الشامل. والعنصر الاخلاقي الوحيد في قرار الحرب الذي لايزال قائماً قد يكون أن صدام حسين كان يقود نظاماً دموياً مارس التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء. ومن الممكن أنه كان في واجب القوى الغربية ان تتدخل ضد هذه الفظاعة . ولكن المحتلين الغربيين سرعان ما أصبحوا هم أنفسهم متواطئين في الفظائع، كما تكشف الوثائق العسكرية التي تسربت. وهذه الوثائق تكشف كيف كانت القوات الحليفة تغض النظر عن تعذيب وقتل معتقلين على أيدي الجيش العراقي، وكيف كان القادة العسكريون الأمريكيون يحققون في التقارير عن المعاملة المرعبة للمعتقلين ثم يقررون انها لا تستحق مزيداً من التحقيق. ومسؤولية اتخاذ اجراءات انضباطية سلمت إلى الوحدات العراقية ذاتها التي ارتكبت الانتهاكات. وفي بضع حالات، كان جنود من التحالف متورطين مباشرة في الانتهاكات.

والوثائق التي نشرت تفضح موقفاً متعجرفاً ازاء القانون الدولي الخاص بمعاملة الجنود الأعداء، كما تفضح تساهلاً مخزياً ازاء وقوع خسائر بين المدنيين.

وما تكشفه الوثائق ليس جديداً. ولكن كل وثيقة تشكل دليلاً على احتلال عسكري متورط في ممارسات غير مشروعة بموجب القانون الدولي، وغير معقولة بنظر أي مراقب عاقل.

والآن، يتضح أكثر فأكثر أن الحقيقة بشأن التورط البريطاني والأمريكي في العراق لم تكن اخفاقاً استراتيجياً فحسب، بل كانت أيضاً بالنسبة للقوتين المحتلتين فاجعة اخلاقية.

[**انتهاك القانون الدولي*]

في موقع «غلوبال ريسيرش» (الكندي الذي يقدم نفسه على أنه مؤسسة إعلامية تقدمية)، كتب الصحافي آنغوس ستيكلر مقالاً لاحظ فيه أن ادارة الرئيس باراك أوباما سلمت آلاف المعتقلين إلى السلطات العراقية، على الرغم من أنها كانت تعرف أن مئات من التقارير تحدثت عن تعذيب في المنشآت الحكومية العراقية. ثم تابع الكاتب يقول :

تلقت واشنطن تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات معنية بحقوق الإنسان بأن التعذيب كان يمارس على نطاق واسع في مراكز الاعتقال العراقية. بل إن القوات الأمريكية ذاتها ابلغت قادتها بتقارير تتحدث عن وقوع أكثر من 1300 حالة تعذيب ارتكبتها قوات أمنية عراقية بين 2005 و2009.

وبموجب الميثاق ضد التعذيب، الذي أقرته الأمم المتحدة وصادقت عليه الولايات المتحدة عام 1994، فإن أية حكومة تسلم معتقلين إلى نظام يمكن أن يخضعهم للتعذيب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان انما تنتهك القانون الدولي.

وعلى هذا الأساس، عبرت منظمات حقوق الانسان عن سخطها أثر نشر وثائق «ويكيليكس». وقال البروفسور مانفريد نوفاك، مقرر الأمم المتحدة لشؤون التعذيب : «إذا كانت قوات الولايات المتحدة قد سلمت معتقلين إلى السلطات القضائية العراقية، على الرغم من واقع، انهم كانوا سيتعرضون لخطر التعذيب، فهذا خرق للبند 3 س من الميثاق ضد التعذيب». ودعا نوفاك إلى إجراء تحقيق شامل لمعرفة ما إذا كان أي من المعتقلين الذين سلمتهم الولايات المتحدة إلى السلطات العراقية قد تعرض لإساءة معاملة.

ومن المرجح أن المعتقلين الذين سلموا قد تعرضوا للتعذيب. إذ إن العديد من السجلات اليومية التي نشرها موقع «ويكيليكس» يتضمن تفاصيل شكاوى من أعمال وحشية، من بينها روايات معتقلين تعرضوا للجلد بواسطة سلاسل معدنية وكابلات وأسلاك، وآخرون أحرقوا بواسطة السجائر ومواد حمضية. ويصف بعض السجلات تعرض معتقلين لصدمات كهربائية في أماكن حساسة من أجسامهم، وكذلك انتزاع أظفار وقطع أصابع معتقلين. وفي حالات أخرى، تحدثت سجلات عن اغتصاب معتقلين بواسطة أدوات مثل قناني وخراطيم مياه.

وقال مالكولم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمنظمة العفو الدولية، في إشارة إلى وثائق «ويكيليكس» : «هذا يعطي وزناً إضافياً إن كانت هناك حاجة أصلاً لواقع أن السلطات الأمريكية ارتكبت انتهاكاً خطراً للقانون الدولي عندما سلمت آلاف المعتقلين إلى القوات الأمنية العراقية رغم علمها بأنها (القوات الأمنية العراقية) كانت مسؤولة عن ممارسة تعذيب منظم على نطاق واسع. ونحن نعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية متواطئة في التعذيب».

إذا كانت هذه هي الحال بالنسبة لإدارة أوباما فماذا يمكن القول عن إدارة جورج بوش، وهي المسؤولة أصلاً عن حرب العراق؟

الصحافية الأمريكية ايلين نيماير أثارت هذا الموضوع في مقال بعنوان «ويكيليكس تفضح أكاذيب رامسفيلد»، نشرته في صحيفة «ذا ديلي بيست»، وتحدثت فيه عن مشاهداتها في العراق عندما أخذ يغرق في حرب أهلية وحشية، وكيف كان كبار المسؤولين الأمريكيين يتعمدون الكذب على الرأي العام الأمريكي والقوات الأمريكية، والعالم.

روت الكاتبة كيف سجلت هي والصحافيين الآخرين الذين كانوا يعملون في العراق أعمال العنف الرهيبة التي اندلعت إثر تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء يوم 22 فبراير/ شباط 2006.

وأشارت الكاتبة إلى أن عدة آلاف من الناس قتلوا في أعمال العنف خلال الأيام التي تلت التفجير، وأعادت إلى الأذهان أن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد وكبار قادته العسكريين أنكروا اندلاع عنف طائفي، بل وأنكروا سقوط قتلى، وقالوا إن الصحافيين الذين يرسلون تقارير عن مثل هذه الأعمال إنما يكذبون.

وفي حينه، تحدث قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال جورج كاساي إلى وسائل الإعلام الأمريكية ليطمئن الشعب الأمريكي إلى أنه ليس هناك ما يدعو للقلق بشأن العراق. وقال في إحدى المقابلات : «البلد ليس غارقاً في عنف طائفي». وعندما سئل عن التقارير التي كانت تتحدث عن حرب أهلية، قال : «هذا لا يحدث الآن، وبالتأكيد ليس في أي وقت قريب».

وبدوره، دعا رامسفيلد إلى مؤتمر صحافي في البنتاغون ليقول إن التقارير الصحافية التي كانت تتحدث عن أعمال عنف وقتل هي «تقارير مبالغ فيها»، مؤكداً أن الوضع «هادئ» في العراق.

واختتمت الصحافية نيماير مقالها بالقول إن وثائق «ويكيليكس» تثبت أن رامسفيلد وكاساي عرفا كل شيء منذ البداية، وأنه على الرغم من بيانات كبار القادة الأمريكيين في ذلك الوقت، فإن الصحافيين الذين كانوا في بغداد لم يكونوا هم الذين كذبوا.

وفي الواقع، فإن هذه الوثائق تكشف عن «صورة قاتمة لتركة الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق»، حسب تعبير صحيفة «الغارديان» البريطانية التي كانت إحدى وسائل الإعلام التي تسلمت من ويكيليكس نسخة من نحو 400 ألف تقرير ميداني للجيش الأمريكي.

وقالت الصحيفة إن المصدر الذي سرب هذا الأرشيف الإلكتروني الضخم هو على ما يعتقد المحلل الأمريكي المنشق ذاته الذي عمل لدى استخبارات الجيش والذي قيل إنه هو الذي سرب إلى «ويكيليكس» في وقت سابق من العام الحالي رزمة أصغر تتكون من 90 ألف وثيقة تسجل أعمال العنف الدموية وقتل المدنيين في أفغانستان.

وعرضت الصحيفة بعضاً مما تضمنته الوثائق الجديدة بشأن العراق، مثل :

□ امتنعت السلطات الأمريكية عن التحقيق في مئات التقارير بشأن انتهاكات وأعمال تعذيب واغتصاب وحتى قتل ارتكبها جنود وأفراد شرطة عراقيون يبدو ان أعمالهم كانت منهجية وانهم لم يتعرضوا لأي عقاب.

□ مروحية عسكرية أمريكية أطلقت النار على مسلحين عراقيين اثنين وقتلتهما بعد ان رفعا أيديهما للاستسلام.

□ أكثر من 15 ألف مدني قتلوا في حوادث لم تكن معروفة قبل نشر وثائق ويكيليكس. وقبل الآن، كان المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون يصرون دائماً على انه لا توجد أية سجلات رسمية بشأن مقتل وإصابة مدنيين، ولكن الوثائق تسجل مقتل 66،081 شخصاً مدنياً من أصل مجموع قتلى بلغ 109 آلاف (في الفترة بين 2004 و2009).

□ وأحد حوادث مقتل مدنيين عند حواجز تفتيش عسكرية أمريكية سجلته وثيقة نقلها موقع «الجزيرة» الناطق بالانجليزية قائلاً : في ما يلي سجل للجيش الأمريكي بشأن مقتل امرأة حامل تعرضت لإطلاق نار من جنود عند حاجز تفتيش بينما كانت في طريقها لتضع مولودها في مستشفى للأمومة.

ونبيهة جاسم كانت في الخامسة والثلاثين من العمر عندما قتلت في بلدة سامراء، بينما كان شقيقها خالد يسرع بها وشقيقتها صالحة حسن (57 سنة) إلى المستشفى، وذلك لدى اقتراب السيارة من حاجز عسكري أمريكي.

ويقول السجل ان الجنود الأمريكيين الذين كانوا يديرون حاجز التفتيش ظنوا ان السيارة كانت تشكل تهديداً، ففتحوا النار عليها . وقتلت نبيهة وشقيقتها، وأصيب خالد بجروح خطرة، وعندما وصل جثمان نبيهة إلى المستشفى، وجد الأطباء أن جنينها الذكر توفي في رحمها.

وذكر مقال موقع «الجزيرة» أن قصة نبيهة هي واحدة فقط من مئات المآسي الإنسانية التي وثقتها خلال النزاع، التي تكشف أنه خلال النزاع، قتل نحو 700 مدني في أكثر من 1400 حادث عنيف وقعت عند حواجز تفتيش عسكرية أمريكية.

- [**بقلم / روبرت فيسك│صحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية.*]

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية│ترجمة : صباح كنعان.*]


titre documents joints

Robert Fisk: The shaming of America│The Independent

31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010
info document : HTML
105.9 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178173

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2178173 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40