السبت 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

مولد عالم متعدد الأقطاب.. ما بعد الامبراطورية الأمريكية ... (3-3)

السبت 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

أدى الانتصار - المعنوي - الذي حققته الولايات المتحدة في الحرب الباردة في بداية التسعينات، إلى بروز إدعاءات مفادها بأن الإنسانية بلغت «نهاية التاريخ»، وأن واشنطن ستنعم بسيادة وسؤدد يدومان إلى الأبد . وبعد سنوات عدة، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت، الولايات المتحدة بأنها : «دولة لا نظير لها ولا غنى عنها». وصاح مسؤول رفيع في إدارة الرئيس جورج بوش : «لقد أصبحت الولايات المتحدة، إمبراطورية».

بيد أن بوش أوهن مصداقية الولايات المتحدة في العالم، بغزوه المدمر للعراق. ولجوء إدارته لممارسة التعذيب في معتقلات العراق وأفغانستان وغوانتنامو. وازدادت أحوال الولايات المتحدة سوءاً، بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها في 2008-2009 . وقد كشفت هذه الأزمة الاقتصادية، حقيقة صارخة، وهي أن الولايات المتحدة الغارقة في الديون، لم تعد تلعب دور العملاق المالي الذي كانت تجسده منذ الحرب العالمية الثانية.

[**«القوة الناعمة» الأمريكية تواجه تحديات عالمية*]

في العام 1999 دشن الاتحاد الأوروبي بدء العمل بوحدته النقدية الخاصة به «اليورو». وبذلك أسس لعملية منافسة للدولار.

وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على تدشين التعامل به، أصبح اليورو العملة المفضلة للدول النفطية الراديكالية (إيران وفنزويلا)، وباتت روسيا تقيّم عملتها «الروبل» بـ 55% يورو، 45% دولار.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي ومنظومة دول أوروبا الشرقية (الشيوعية)، حدثت قفزة في عددية الدول المنضمة للاتحاد الأوروبي، وأصبحت عدة دول مؤهلة لاكتساب عضوية الاتحاد إذا استوفت الشروط، «التي يأتي على رأسها أن تأتي حكوماتها للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة». وهذا يظل الحد الأدنى لتعريف الديمقراطية، ويضاف إليه مفهوم فصل الهيئات التنفيذية، والقانونية والتشريعية للدولة.

وفي الفصل الثامن يستعرض هيرو عدة أشكال مختلفة للديمقراطية.

ويقول هيرو إن نسخة الديمقراطية الأمريكية تحدد فروقات قوية وفواصل حادة بين الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية للدولة، بينما في النموذج البريطاني، تكون الأذرع التنفيذية والتشريعية متحدة ومتشابكة، وفي بريطانيا يكون رئيس أكبر حزب أو أكبر ائتلاف أحزاب في البرلمان، رئيساً لمجلس الوزراء، ومجلس الوزراء هو أعلى سلطة تنفيذية. والملك «أو الملكة» هو رأس الدولة.

الهند أتبعت النموذج البريطاني، بوجود استثناء وهو أن الرئيس المنتخب بطريقة غير مباشرة، يكون رئيس الدولة. وثمة اختلاف آخر كبير بين النظامين، ففي الولايات المتحدة تعقد الانتخابات في أوقات ثابتة معلومة (كل أربع سنوات بالنسبة للانتخابات الرئاسية مثلاً)، بينما في النماذج البريطانية والهندية يمكن الدعوة لانتخابات مبكرة في أوقات غير محددة.

ويقول هيرو إن الإسلام، وبعكس ما يدعي الغرب، يحض على ممارسة الديمقراطية أو الشورى وفي القرآن الكريم توجد آيات تأمر وتحث على الشورى «وشاورهم في الأمر»، «وأمرهم شورى بينهم».

ثم ينتقل هيرو لوصف الكيفية التي يؤطر بها قادة الصين الديمقراطية، إذ يرى قادة الصين أن بلادهم حققت تقدماً في هذا المجال. وهنالك مفاهيم أصبحت لا تقل أهمية عن الديمقراطية، وهي مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان : فبينما يشدد القادة الغربيون على الحقوق السياسية، يولي قادة الدول غير الغربية، أهمية أكبر للحقوق الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والصينيون هم أبرز المنادين بتلك الحقوق.

وبتحريض من قادة الصين، توغل باحثو الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (CASS)، وتعمقوا في تمحيص مفهوم السلطة بكل أنماطها وتجلياتها. وخرجت الأكاديمية بمعادلة لقياس وتحديد ما بات يعرف بـ «السلطة» أو القوة «الوطنية الجامعة».

وهي تتكون من 64 مؤشراً، وكل هذه المؤشرات تأخذ في حسبانها وتتضمن «القوة الناعمة» كما حددها وعرفها المفكر الليبرالي المعروف وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد جوزيف ناي.

[**القوة الناعمة*]

في الفصل التاسع الذي خصصه ديليب هيرو لاستعراض ومناقشة مفهوم القوة الناعمة، الحديث نسبياً.

يقول هيرو إنه بالرغم من أن جوزيف ناي هو الذي ابتكر مصطلح القوة الناعمة، في بداية التسعينات، إلا أن أصول هذا المفهوم تعود لحقبة الولاية الثانية لفرانكلين روزفلت (1941 - 1937). فقد أدرك روزفلت أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تشعر بأمان تام إلا عبر التواصل مع، وكسب تأييد شعوب الدول الأجنبية.

وهذا أدى لتأسيس وكالة المعلومات الأمريكية وإذاعة صوت أمريكا، ولاحقاً مؤسسات السلام في عهد جون كينيدي (1962).

في بداياتها، قدمت القوة الناعمة الأمريكية نفسها في شكل سلع وخدمات (كوكاكولا، كاديلاتك هوفرز، وأفلام هوليوود)، وهذه السلع والخدمات سلطت الضوء، ببراعة ونجاعة، على فضائل الشركات والثقافة الأمريكية. وفي أزمات أقرب، باتت موسيقا الروك، ووجبات ماكدونالدز السريعة، وبناطيل ليفيز الجينز، ومقاهي ستاربكس، وقنوات الـ «سي .إن .إن»، تحمل رسالة مماثلة للعالم خارج حدود الولايات المتحدة.

ووفقاً لناي تعرف القوة الناعمة بأنها المَقْدِرة على التأثير وعلى تشكيل خيارات «أو أفضليات» الآخرين، والقوة الناعمة مشتقة من ثقافة، وقيم، وإنجازات الدولة «أو الأمة».

وقد ظل تعريف جوزيف ناي لمفهوم القوة الناعمة سارياً لمدة تزيد على عقد من الزمن، حتى قدمت أكاديمية الدراسات الاجتماعية الصينية تفسيرها الأوسع لهذا المصطلح.

الأكاديمية الصينية قدمت لائحة مشكلة من 64 مؤشراً، تكون ما يعرف بـ «القوة الوطنية الشاملة». أبرزها : المقدرة الدفاعية، القوة الاقتصادية، المقدرات العلمية والتكنولوجية، السكان، التنمية الإنسانية، الإعلام (الميديا)، والثقافة والآداب والفنون. وفي كل عام تجري الأكاديمية الصينية عمليات حسابية دقيقة لمؤشرات كل دولة على حدة، وتخرج بتقييم رقمي للقوة الوطنية الشاملة لكل دولة.

ففي 2006 على سبيل المثال، كانت النتيجة التي أحرزتها الولايات المتحدة في القوة الوطنية (90،62) من مئة. والصين (59،10)، وبتلك النتيجة وضعت الصين في نفس الفئة التي حلت فيها روسيا التي أحرزت (63،03)، وفرنسا (62،0) وألمانيا (61،93).

ولئن كانت الصين متخلفة بفارق كبير عن الولايات المتحدة، في تقييم الأكاديمية، إلا أن واضعي سياساتها يبدون مجتهدين ومتحمسين لتضييق الفجوة.

ويقول هيرو إن استضافة بكين للألعاب الأولمبية، كانت بمثابة فرصة ذهبية للصين لإظهار وتقديم ذاتها وقوتها الناعمة، وتعمل الصين على تقديم نفسها باعتبارها دولة عصرية نشطة ومنظمة وقوية اقتصادياً. ولذلك عملت الصين بجد وأنفقت بسخاء على الأولمبياد لكي تعكس للعالم صورة مبهرة عن تقدمها وتفوقها.

كذلك يسعى قادة الصين لفتح أبوابها ونوافذها للعالم الخارجي، مع الحرص على عدم خدش الهوية الصينية. ويجتهد قادة الصين لنشر اللغة والثقافة الصينية في العالم الخارجي. ومؤخراً ضاعفت الحكومة الصينية ثلاث مرات فروع معاهد كونفوشيوس التي أسست في العام 2004 لترويج ونشر اللغة والثقافة الصينية (على غرار المجلس الثقافي البريطاني ومعهد غوته الألماني).

[**دور الإعلام*]

وتواجه القوة الناعمة الأمريكية تحديات هائلة جراء الانتشار الهائل للقنوات التلفزيونية الفضائية وبروز صناعة سينما على المستويات الإقليمية والمحلية «مثل سينما بوليود الهندية».

ويقول هيرو إن نمو وانتشار القنوات الفضائية عالمياً، لم يزد كثيراً من فرص إنهاء الاحتكار والهيمنة الأنجلو أمريكية على الأخبار التلفزيونية، بيد أن ذلك لم يتحقق كما كان مفترضاً بسبب التكلفة الباهظة لإنتاج وتحرير الأخبار التلفزيونية ولكن هذا الأمر تغير مع تدشين عمل «قناة الجزيرة» في 1996، فالتمويل السخي الذي تقدمه قطر للقناة التي تتخذ الدوحة مقراً لها، مكنها من منافسة القنوات الإخبارية العالمية مثل الـ «سي .إن .إن» و«فوكس نيوز»، وسياسة قناة «الجزيرة» المعلنة هي : تقديم رؤية للعالم من منظور عربي وإسلامي.

وقد حاولت عدة قنوات عربية منافسة «الجزيرة» لكنها وفقاً لهيرو لم تتمكن من اللحاق بها.

تأثير العولمة والمنافسة المستمرة غير العنيفة في مجال القوة الناعمة، لم يمنعا انفجار النقاط الساخنة في العالم وتحولها إلى كتل ملتهبة.

[**صراعات مستقبلية*]

وفي الفصل العاشر، والأخير، يقول هيرو إن بؤر الصراعات المستقبلية الساخنة بين القوى الكبرى، (أمريكا، الصين، روسيا)، ستدور حول إحدى الفئات الآتية :

(أ) الاحساس بتهديد جدي للأمن القومي.

(ب) السيطرة على أراضٍ متنازع عليها.

(ج) التنافس على موارد حيوية مثل النفط والغاز.

(د) التنافس التجاري والمالي.

ويرى هيرو أن إصرار واشنطن على نصب منظومات دفاعية مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، يعتبر مرشحاً رئيسياً للتسبب في مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا. وعلى صعيد متكافئ، قد تقود خشية النظام الإيراني من إطاحة الولايات المتحدة به، لعواقب وخيمة.

وتحتل تايوان مقدمة الفئة (ب) (النزاع على الأراضي)، فمن الممكن أن تصبح الولايات المتحدة، التي تدعم تايوان، الخصم اللدود للصين. كذلك قد يتصاعد التنافس التجاري العادي بين أمريكا والصين على النفط، ويصل لمرحلة نشر قوات للسيطرة على حقوق نفط وغاز. وهذا كان منشأ وجذر الصراع بين الولايات المتحدة واليابان، وأدى للهجوم الياباني على بيرل هاربور في 1941.

ثمة تشاحن آخر أقل إثارة بين واشنطن وبكين يدور حول التجارة والنقود. فكثير من الساسة الأمريكيين وبعض المسؤولين في إدارة أوباما، يتهمون الصين بالمناورة في عملتها اليوان لدفع وزيادة صادراتها وجمع وتكديس الدولارات الأمريكية لاستغلالها كأداة سياسية في المستقبل. وإذا أعلنت الإدارة الأمريكية رسمياً أن الصين تتلاعب باليوان، واتخذت إجراءات تعويضية، مثل فرض رسوم على الواردات الصينية، ففي هذه الحالة قد تعمد بكين للرد بتفريغ محفظتها الضخمة المكتنزة بسندات الخزينة الأمريكية. وهذا من شأنه أن يحدث هزة شديدة في الأسواق المالية حول العالم.

[**عالم متعدد*]

وفي الختام، يخصص هيرو فصلاً لاستعراض الكيفية التي سترتسم بها معالم العالم المتعدد الأقطاب في حقبة ما بعد الامبراطورية.

ويقول هيرو إن ملامح التغيير من عالم أحادي القطبية، هيمنت عليه الولايات المتحدة بمفردها، بعد سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفييتي، بدأت تلوح بعد انزلاق القوات الأمريكية الغازية في مستنقع العراق. والاهتزاز العنيف الذي تعرضت له صورة الجيش الأمريكي. وقد عبر الرئيس الروسي بوتين عن ذلك بإصداره وثيقة ذكر فيها «الأسطورة المتعلقة بعالم القطب الواحد حسمت وانهارت للأبد في العراق».

وعلى أثر ذلك، ولدت منهجية توازن القوى، التي أصبحت المبدأ الموجه للعلاقات الدولية. وبرز معها مفهوم «المنافسة في ظل العيش المشترك». الذي يعني إدراك القوى الكبرى الحاجة للتعايش السلمي في ما بينها، في الوقت نفسه الذي تتنافس فيه مع بعضها تجارياً وسياسياً.

ويتكون العالم المتعددة الأقطاب من عدة لاعبين رئيسيين هم، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الصين، روسيا، والهند.

[**السيناريو الأكثر ترجيحاً للمستقبل*]

يرى هيرو أنه وعلى النقيض من تنبؤات كثير من الباحثين الأمريكيين القائلة إن العولمة وحرية السوق سيحولان الدول لأسواق، سيحدث بعث قوي للحصانة والسيادة الوطنية، وقد بدا ذلك جلياً عندما رفض حكام بورما العسكريين وازدروا عروض المساعدات الأجنبية عشية إعصار 2008.

والفوضى المالية العالمية، التي تسببت بها سياسات واشنطن الخرقاء، وترافقت مع انهيار قيمة الأصول والعقارات في أمريكا والاتحاد الأوروبي، جعلت دولاً كثيرة تنفر من نموذج الاقتصاد الرأسمالي الحر، وتتطلع بإعجاب لنموذج التنمية الاقتصادية المدارة من قبل الدولة الذي تطبقه الصين.

وفي العقود القليلة المقبلة، ومع تناقص احتياطيات البترول والغاز، ستتزايد أهمية النفط بصورة درامية. وبالتالي سوف تزداد أهمية منطقة الخليج الاستراتيجية «أكثر من نصف احتياطيات النفط موجودة في الخليج».

ويرى هيرو، أن ثمة إيجابيات عديدة ستنجم من تعدد أقطاب العالم، ومن هذه الايجابيات، تحفيز وتنشيط المنظمات الإقليمية، التي بدأت تركز على تمتين أواصر الدفاع المشترك إلى جانب اهتمامها بالتعاون الاقتصادي.

وفي المجال الاقتصادي، يوفر النمو الهائل للناتج المحلي الإجمالي لدول مثل الهند، فرص عمل مغرية وآفاقاً واعدة لمواطنيها، خاصة من تلقوا تعليماً عالياً.

وتوفر فرص عمل جيدة داخل البلاد، قلل بشكل كبير، هجرة المهرة لأمريكا وأوروبا. ففي بداية الثمانينات كان 75% من خريجي معاهد التكنولوجيا المتقدمة في الهند يهاجرون للولايات المتحدة. وقد تقلصت هذه النسبة حالياً لتصل لـ 5% فقط. والمعروف أن اجتذاب أفضل العقول من العالم الثالث كان يشكل إضافة إيجابية للولايات المتحدة. ولكن مع نمو الاقتصادات، وتحسن أنظمة التعليم، وتوافر فرص عمل محلية جيدة، سيتقلص تسرب العلماء والباحثين من الدول غير الغربية. ومثال الهند يؤشر لفقدان الولايات المتحدة لهذه الميزة الإيجابية في العقود المقبلة.

إجمالاً، تتزايد أعداد المتعلمين في أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا، كما عدد المتعلمين غير الغربيين يتزايد بسرعة. وينمو أيضاً عدد من يشكلون ويوجهون الرأي العام في تلك القارات. ومع الانتشار الواسع للتلفزيون وتواجده في كل مكان تقريباً، أصبحت أغلبية شعوب العالم تطلع وتعلم بالأحداث في بلدانها وفي الخارج من خلال قنواتها التلفزيونية في بلادها وبلغتها، وباتت تستنير بالأحداث والأخبار عبر منظورها ورؤيتها الخاصة بها، وليس من خلال منظور أمريكي أو بريطاني.

كل هذه التطورات ستعمل مؤتلفة على تقليص سطوة وتأثير الولايات المتحدة، التي تمتعت بمكانة القوة العظمى الوحيدة طوال عقدين تقريباً، وستعمل هذه التطورات أيضاً، على تسوية وتهيئة الملعب للصين والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والهند، والبرازيل.

- [**تأليف : ديليب هيرو│إعداد وترجمة : محمد إبراهيم فقير│صحيفة «الخليج» الاماراتية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165599

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع إصدارات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165599 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010