«إسرائيل» قريباً ستعلن بناء الهيكل ...!

المتابع للنشاط الصهيوني في القدس يدرك أن المدينة تقترب من إعلان كبير يمس جوهرها ، ويؤثر على طابعها الإسلامي الذي بدأ يهدم بالجملة من خلال البناء والهدم والمصادرة .

الحديث عن التغير الكبير وبوضوح يتجاوز المصادرة للأراضي ، والتغيير في التركيبة الديمغرافية ، والسيطرة على المنازل ليمتد إلى قلب الوجود العربي من خلال المس المباشر بالمسجد الأقصى .

حديثي هذا لا يأتي في سياق التحليل بل هو واقع بتنا نعيشه ونذكر بعض مؤشراته هنا حول ما كشفته مؤسسة الأقصى هذه الأيام من حفريات في منطقة باب المغاربة والتي شرع في تنفيذها من العام 2005 والتي اختزلتها على النحو التالي : “تنفيذ حفريات واسعة في قلب الأرض في أقصى غرب ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك ،تشمل حفر أنفاق تحت ساحة البراق وتحويل ما تحت الأرض إلى مراكز توراتية وأخرى”شرطية“، توسيع كبير لمسطح ساحة البراق وإنشاء طبقات أرضية تحتها ، وتغيير مداخل ساحة البراق والطبقات الأرضية ، واستحداث مداخل تحت الأرض ، ومواقف عامة للحافلات والسيارات فوق الأرض وتحتها في جميع المناطق القريبة من البراق ، وحفر نفق كبير وطويل يربط بين ساحة البراق وبلدة سلوان وأنفاقها تحت الأرض، وتشكيل منطقة تهويدية واسعة لغرب وجنوب المسجد الأقصى المبارك على مساحة تصل إلى نحو 7000 م2”.

هذه المعلومات السريعة والمختزلة هي العنوان الرئيس للمشروع ، وجرس إنذار لما يجري على الأرض .وتأكيد لخطرها الكبير.

لكن الإضافة التي أردناها هي في الحقيقة الرواية الكاملة التي يمكن مشاهدتها من خلال العمل أو المخططات على الأرض والتي أخذت و ستأخذ البعد التجذيري لما يسمى بالهيكل ، والذي يمكن مشاهدة أركانه من خلال التالي :

1. تهيئة ساحة البراق لتكون مكونة من عدة طبقات تستغل في سطحها كأرضية للمشروع وفي أسفلها بنى تحتية كمواقف للسيارات ، ومراكز للأمن ، وقاعات للتدريس ، وللتهيأت الروحية .

2. في محيط المكان تكشف الأوراق الصهيونية النية القيام ببناء مبنى من 3 طوابق بمحاذاة ساحة البراق على مساحة 3,000 متر ، من الجهة الجنوبية لساحة البراق.

3. توسيع ما يسمى بالمركز والحديقة الأثرية بنحو 500 متر شرقا لتمكنه من استيعاب نحو 400 ألف زائر سنويا مع إضافة عديد من الأبواب المزخرفة والضخمة على طول المنطقة المطلة على ساحة البراق للشعور بأنك أمام مبنى ديني بسمات صهيونية .

4. إغلاق الممر الحالي المؤدى إلى باحة البراق من جهة مدخل سلوان وإنشاء مدخل فاخر تحت الأرض بدلا منه لربط التوسعة الجديدة وعزل ما يسمى بالحوض المقدس كأبنية ومراكز مترابطة .

5. طموح المشروع يتجاوز ساحة البراق والبعد الديني لتصل دائرة التغير والاستغلال إلى جبل المكبر فحي البستان جنوباً حتى حي الشيخ جراح شمالاً والصوانة شرقاً .

6. التخطيط يرى في البعد التاريخي الأثري الذي يمكن له تعزيز الاعتراف العالمي بملكية اليهود لساحة البراق وأسفل المسجد الأقصى وفي سبيل ذلك سيتم إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ ’لأورشليم المقدّسة’ أسفل المسجد الأقصى وفي ضاحية سلوان .

7. ملأ البلدة القديمة ووصولاً إلى أحياء وادي الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان ورأس العمود بالمستعمرين اليهود ، وهذا ما بدأ بالفعل بحيث يتركز الجهد في هذه المنطقة لترحيل العرب وما تبقى منهم .

8. ترسيخ السيطرة على ساحة البراق من خلال الأبنية الضخمة والتي ستتمثل بموقع الاجتماع الديني القومي " وهو مبنى سيتم بناؤه في قلب الساحة والتي ستأخذ طابع الأقواس على طول ساحة البراق ومن ثم سيتم تجهيز منطقة مسقوفة مخصصة لصلاة النساء في حائط البراق، مطلة على ظهر المسجد الأقصى .

9. شمال ساحة البراق سيتم عمل مبنى (هيكل) للصلاة ، والذي سيضاف إلى مركز خدمات وأمن تحت الأرض ومركز زائرين مفتوح مع نموذج( جبل الهيكل) من عهد ( هيرودوس).

المخيف الذي نخشاه هو فتح ثلاث أبواب في حائط البراق من خلال ممرات أرضية تحت المسجد الأقصى وضمه ، للأنفاق المجهزة على شكل مصليات معزولة وتحويله إلى قلب (الهيكل) الذي سيمتد من هذه المنطقة إلى أقصى ساحة البراق والذي معه سنرى تهويداً لكل معالم المسجد الذي سيضيع بين أكثر من ست كنس ضخمة وعظيمة تحيط به .

المعلومات حول هذا الموضوع متشابكة ، والمقال هنا نجمل فيه البعض القليل والمتناثر ، لكن ما نقتنع به أن الأعوام السبعة القادمة هي المراحلة النهائية لاكتمال المشروع .

في ما نفهمه عن العقلية الصهيونية ونجاحها في تدجين المشهد العربي للقبول بأفعالها على الأرض سيشجعها على المسير المتسارع نحو إكمال المشروع وهذا ما نحذر منه اليوم .

تحذيرنا وباختصار هو أن إسرائيل بدأت بناء هيكلها على ساحة البراق وفي سبيله ستطحن القدس ، لست أدري هل وصلت الرسالة .