الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

خمس ضربات لمسيرة السلام

الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

رئيس الولايات المتحدة الأسبق، بيل كلينتون، على حق جزئيا فقط عندما قال أخيرا على نحو غير دبلوماسي، إن الشكّاكين في المسيرة السلمية في المجتمع «الاسرائيلي» هم مهاجرون جُدد من الاتحاد السوفييتي السابق واولئك الذين جاءت عائلاتهم من الدول العربية.

اجل، ما يزال أكثر المهاجرين من رابطة الدول لم يستوعبوا حتى الآن التصورات «الليبرالية» التي تسود العالم الغربي، ويميلون الى رؤية جيران «اسرائيل» العرب أعداء للدولة، وهو تصور نشأ من التجربة السوفييتية. من الصحيح ايضا أن كثيرا من «الاسرائيليين» ممن أصلهم من الدول العربية يعتقدون أنهم يفهمون العرب أفضل من الليبراليين الغربيين الذين يؤمنون بما يُقدّر «اسرائيليون» شرقيون أنه أوهام. مع ذلك، الشك في مسيرة السلام ليس مقصورا عليهم فقط، وعلى السنين تغلغل الى أجزاء أكبر من المجتمع «الاسرائيلي». ونتائج الانتخابات في السنين الأخيرة برهان ساطع على ذلك. تلقت مسيرة السلام خمس ضربات، واحدة بعد اخرى، وأفضت الى ابتعاد كثيرين، كانوا يرون انفسهم في زمن ما جزءا من معسكر السلام. فليس «اليسار المتقلص» في السياسة «الاسرائيلية» أمرا عرضيا.

أولا، أكثر الحماسة التي صاحبت اتفاقات اوسلو تلاشت مع معرفة أن الاتفاقات، برغم فوز اسحق رابين، وشمعون بيريس وياسر عرفات بجائزة نوبل للسلام ـ كانت إخفاقا. وثانيا، الانسحاب الاحادي الجانب من الشريط الأمني في لبنان، الذي كان في زمانه اجراء شعبيا جدا، شجع العنف الفلسطيني، وأفضى الى تعزز «حزب الله» في لبنان والى حرب لبنان الثانية في نهاية الامر. وثالثا، سببّت موجة «الارهاب» الفلسطينية في فترة الانتفاضة الثانية موت ألف «اسرائيلي»، وانتهت الى دخول قوات الجيش الى الضفة. ورابعا، الانسحاب من غوش قطيف، يراه كثيرون الآن خطأ مأساويا. وخامسا، انتهت حرب لبنان الثانية في واقع الأمر الى سيطرة «حزب الله» على لبنان. كان حضور محمود احمدي نجاد الى حدودنا الشمالية تذكيرا بالخطر الذي يهدد «اسرائيل» من الشمال، زيادة على الخطر الذي تتعرض له من غزة. فمن ذا يريد التفكير في خطر مشابه ينشأ من الشرق؟.

ربما يكون لخراب «حزب العمل» عدة أسباب، لكن الرئيس فيها ميله عن التيار المركزي للرأي العام في الدولة. عرّف الحزب نفسه زمن «اتفاقات اوسلو» بأنه حزب السلام، ولم ينجح في اعادة بناء منزلته على أنه حزب مركز. لم يكن من الممكن على الزمن التفريق بينه وبين «ميرتس» في اليسار المتطرف تقريبا ـ وهذان الحزبان هما كل ما بقي من اليسار. استغل «كاديما» الوضع، وأقام نفسه عن يسار المركز قليلا ـ وهو مكان كان «للعمل» على نحو تقليدي ـ وافترس «العمل» في الانتخابات الأخيرة. الآن، وقد زاد الشك في مسيرة السلام، غدت المنافسة السياسية الرئيسية بين «الليكود» و«اسرائيل بيتنا»، وهما الحزبان اليمينيان الأكبران. عندما يدفع بنيامين نتنياهو قُدما بالتفاوض مع محمود عباس، ويُعد ا«اسرائيل» لـ «مصالحات مؤلمة»، ويتبنى الاصطلاح الفلسطيني ويُسمي «يهودا والسامرة» الضفة الغربية، ويزعم أنه يستطيع التوصل الى اتفاق في غضون سنة، فانه يُعرض نفسه لخطر خسارة أصوات لافيغدور ليبرمان. إن ليبرمان بعيد عن أن يكون اختيارا مثاليا لناخبين كثيرين من «الليكود»، لكنهم قد يشعرون بأن نتنياهو يميل يسارا ويتركهم بلا خيار. و ليبرمان سيستغل الفرصة. يبدو أن ليس «الاسرائيليون» فقط أصبحوا شكّاكين في المسيرة السلمية. فقد بيّن استطلاع للرأي أجرته اللجنة اليهودية الامريكية أن 76 في المئة من يهود امريكا يوافقون على قول إن هدف العرب ليس اعادة المناطق المحتلة، بل القضاء على دولة «اسرائيل». اذا كان هذا موقف الجمهور في «اسرائيل» ايضا، ففيه ما يُبيّن عدة اشياء تقع في الساحة السياسية في «اسرائيل» اليوم.

- [**موشيه آرنس│«هآرتس»│26 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2180865

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2180865 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40