الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الهوية مسألة يجب حلها

الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

مسألة هويتنا ليس جيراننا هم مَنْ ينبغي أن يحلوها لأن هذه مسألة مطروحة علينا نحن. في عصر تقطعت فيه آخر أوصال قصة الاطار المشترك لدينا، في فترة كل واحد فيها يفعل لاجل مصلحته ذاته ولبيته ويكاد لا يكون هناك شيء يربط بيننا، من الصعب جدا، ان لم نقل من المتعذر، البحث في هوية مشتركة وبالتأكيد ليس في يهودية مشتركة.

الجواب على الطابع اليهودي للدولة يجب أن نبحث عنه بين العلماني والديني، التقليدي، الارثوذكسي، المحافظ والاصلاحي. وبين رمات هشارون ورعنانا وحتسور الجليلية وديمونا. بين يهود «اسرائيل» ويهود المنفى، ناهيك عن واجب السماع والمراعاة للاجنبي، للعربي، للمسيحي ولكل من بيننا ما يوجد لديهم ان يقولوه في هذا الشأن. 60 سنة ونحن نهرب من التعريف الدقيق للطابع اليهودي للدولة. لدينا أجوبة اكثر للادوات الديمقراطية المرغوبة لها مما لدينا لهويتها اليهودية. يروى عن بروفيسور من احدى الجامعات هنا، تعبير حاد على نحو خاص، أجمل لطلابه السؤال : من هم الصهاينة؟ الصهاينة، قال، هم اولئك القادرون على أن يقولوا الجملة التالية دون ان يتلعثموا : «نحن لا نؤمن بالرب، ولكنه وعدنا بالبلاد».

ما هو اليهودي هنا على الاطلاق؟ القانون المحلي عندنا يستند بكامله الى المفهوم الانكلو ـ أمريكي والى المفاهيم الليبرالية. فماذا اذا كانوا يسمون هذا في سجل قوانيننا باسماء عبرية، قوانين العقوبات او قوانين دعاوى التعويض؟ ماذا إذا كان كل من يصل الى ساحات القضاء لدينا تستقبله اقتباسات دينية محفورة على الحائط خلف ظهر القاضي، فالقضاء العبري هنا هو حكاية، لون لتزيين قرارات المحاكم به. مفكرو الدولة إذ وضعوا اساسين في اعلان الاستقلال «دولة يهودية وديمقراطية» وضعوا قصتين مركزيتين في حاضرنا، والجميع يواصل تصديقهما. أي يهودية؟ وأي ديمقراطية؟ ومن في المحيط لا يستخدم معتقد «اسرائيل» لاغراضه السياسية والاقتصادية. مرة يكون هؤلاء هم الاصوليين من عمانويل الذين جندوا النص الصلواتي «لا تلمسوا مسيحيا» وسجلوه على اليافطات عشية دخولهم الى السجن كي يبرروا العنصرية الفظة. ومرة اخرى كان هؤلاء هم رجال القانون لدى اسحق تشوفا، الذين إذ جاؤوا يبررون ملكيتهم للغاز في اعماق البحر أجملوا حججهم القانونية بكلمات توراتية : «لا تمدوا ايديكم الى الرخص». وهم يريدون القول ان عقيدة اسحق في خدمة رأس المال اليهودي ـ الصهيوني.

والملكية في توراة «اسرائيل» هي بشكل عام خلق يجب كبح جماحه، ولهذا فقد تقررت سنة الاعفاء الزراعي للارض واليوبيل، وذلك لتعليمك أن لا شيء حقا هو في ملكيتك في هذه الحياة. الارض واسرارها، البحر وكنوزه، وحتى القروض التي تعطيها لاخيك كلها خاضعة لامر الرب في قوانين الاعفاء واعادة التوزيع.

ولكن رئيس وزرائنا لا يقصد حقا، فهو لا يريد أن نستوضح مرة واحدة والى الابد ما هو مصدر الصلاحية لوجودنا هنا، في هذا الجزء من العالم. كما أنه ليس لديه جواب على مسألة كيف سيعيش بيننا اولئك الذين سيجدون صعوبة مع الاجوبة التي ستقبل بها الاغلبية بالنسبة لهويتها اليهودية ـ الوطنية. بسبب كل هذا يدحرج رئيس وزرائنا المسألة عن هويتنا نحو بوابة ابو عباس. ربما في رام الله يعرفون الجواب.

- [**موشيه كريف│«يديعوت احرونوت»│26 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165897

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165897 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010