الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اوباما.. انه الاقتصاد يا غبي

الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

«لنرَ إن كان سيبقى لطيفا بعد الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر)»، كان أحد ردود الفعل الاكثر انتشارا في «اسرائيل» في ضوء المرونة في موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما من «اسرائيل» ورئيس وزرائها. حسب هذه الرواية، عندما رأى اوباما بأن مكانته في الاستطلاعات التي أجريت في اوساط يهود الولايات المتحدة تتدهور، فهم بأنه بالغ في التوبيخات في موضوع البناء في القدس وفي المستوطنات وغيّر تكتيكه، بمعنى أن التغيير نبع من اعتبارات الانتخابات وبعدها سيعود الرئيس الى ممارسة الضغط على «اسرائيل».

حتى انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة بقي اسبوعان فقط ولم يتبق الكثير من الوقت للتخمينات.

التآكل في تأييد يهود الولايات المتحدة لاوباما بالفعل ملموس حسب استطلاع اللجنة اليهودية الامريكية، 51 في المئة فقط منهم يرون أداءه بضوء ايجابي. وذلك حين تكون الانتخابات (قبل سنتين) أشارت له بتأييد 78 في المئة من اليهود. 49 في المئة فقط راضون عن الطريقة التي تعاملت بها ادارة اوباما مع «اسرائيل» و45 في المئة ليسوا راضين. ومع ذلك، هناك من يشكك بالزعم بأن عطف اليهود على اوباما منوط فقط بموقفه من اسرائيل. أحد كبار رجالات الطائفة اليهودية، الذي لا يعتبر من مؤيدي الرئيس، قال ان بتقديره، «انه الاقتصاد، يا غبي» هو الذي يؤثر على موقف يهود الولايات المتحدة من الرئيس، وليس موجة عطف على المستوطنات.

اوباما أثبت في الماضي بأنه مستعد لأن يأخذ مخاطر سياسية، حتى عندما يحذر مستشاروه السياسيون من ذلك. ولكن بين الدعوة الى مواصلة التجميد وبين ممارسة الضغط الحقيقي توجد مسافة كبيرة. بالتأكيد اذا ما خسر الديمقراطيون الاغلبية في مجلس النواب، فلن يكون لدى بنيامين نتنياهو ما يقلق به.

لا ريب أن لحل (النزاع) «الاسرائيلي» الفلسطيني توجد أهمية في نظر اوباما، ولكن ايضا لانه استثمر في المسيرة من ايامه الاولى في البيت الابيض وكذا بسبب الصلة التي يراها بين (النزاع) وباقي المشاكل في المنطقة، بما في ذلك ايران. ولكن، رغم أن الفلسطينيين أوضحوا بأنهم معنيون بخطة امريكية واضحة تكون صيغة للمحادثات اذا لم يتحقق اختراق في موضوع الحدود، مشكوك أن يخاطر اوباما بعرض خطة خاصة به. في النصف الثاني من ولايته التي هي كفيلة بأن تكون هشة بسبب التغييرات في تركيبة الكونغرس، لن يكون لديه ما يدعوه الى اعادة تجربة انابوليس.
كما انه ينبغي الانتباه الى حقيقة أن المنتخب في البيت الابيض يتغير رئيس طاقم البيت الابيض، رام عمانويل، اعتزل. مستشار الامن القومي، جيمز جونز، يغادر هو ايضا. المسؤول عن «الشرق الاوسط» وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي، دان شبيرو، لم يكن أبدا من «اليهود الذين تأكلهم الكراهية الذاتية» وكذا المستشار الخاص دنيس روس أبدى تفهما عميقا للمصاعب السياسية لنتنياهو. المستشار الكبير ديفيد اكسلرود كفيل بأن يُبدل قبعته بعد عدة اشهر ليساعد اوباما في الاعداد لحملة الانتخابات الرئاسية القادمة.

كيف سيبدو اليوم التالي للانتخابات؟ أو اليوم التالي لانهيار المفاوضات المباشرة؟ حتى لو انهارت المحادثات سنواصل المحاولة وذلك لأن هذه مصلحة امريكية، قال اوباما. اذا لم يؤدِّ الضغط في موضوع البرنامج النووي الايراني والحاجة الى المساعدات الامريكية بنتنياهو الى تغيير رأيه في موضوع المستوطنات وربما ايضا تركيبة ائتلافه، واذا لم يكن محمود عبّاس مستعدا لان يُسلم باتفاق مقلص على نمط البند الفلسطيني في اتفاق كامب ديفيد بين مناحيم بيغن وانور السادات ففي النصف الثاني من ولاية اوباما لن يبقى للرئيس الكثير من الخيارات غير التركيز على ادارة الازمة بدلا من محاولات حلـّها.

- [**«هآرتس»│24 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165557

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165557 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 34


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010