الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

نزاع غير قابل للحل

الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تقريبا مع ختام 30 يوما من الحداد على اغتيال اسحق رابين تحرر اليمين «الاسرائيلي» من الصدمة وانطلق الى هجوم متجدد. في مظاهرات بسيطة، مستمرة حتى اليوم. يدور الحديث عن اختصاص مهني واسع النطاق : لليمين «الاسرائيلي» توجد شهادة دكتوراه في تقويض فكرة الحل الوسط السياسي والمعسكر المؤيد له. فبعد كل شيء، فانه ينشغل بذلك بمثابرة منذ اكثر من 15 سنة.

اليساريون عميان، هاذون، ساذجون، حالمون، سائبون، مدعون، ما بعد صهاينة ومناهضون لليهود. «اتفاقات اوسلو» جريمة، الخروج من لبنان اضعف «اسرائيل»، فك الارتباط فشل، الانسحاب من الجولان غير وارد، السلام مع مصر بارد، السلام مع الاردن هامشي، التسوية الدائمة مع الفلسطينيين وهم. لا يوجد مع من يمكن الحديث ولا يوجد على ماذا يمكن الحديث.

توجد فقط مشكلة واحدة مع الناطقين بلسان اليمين «الاسرائيلي» في العقدين الاخيرين : ليس لديهم حل. ولا حتى بارقة فكرة كيف نستمر من هنا في المشروع الصهيوني. وهم ليسوا شجعانا بما فيه الكفاية ليؤيدوا ضم المناطق الى الحدود السيادية لدولة «اسرائيل»، في ظل اقامة نظام ابرتهايد رسمي، وليسوا منفتحين بما فيه الكفاية كي يعرضوا دولة ثنائية القومية على اراضي بلاد «اسرائيل». وهم يتميزون بالنفي وبالمناكفة، ولكنهم يجدون صعوبة في أن يطرحوا حتى ولو اتجاها غامضا للبديل.

يدور الحديث عن ضعف ذي مغزى، لا يمكن الاستخفاف به. في الساحة الفكرية تكاد لا تكون هناك كفارة. وهي تجعل الموقف اليميني عاجزا، محدودا، غير ذي صلة. نوصي بمراجعة المقالات واوراق المواقف للناطقين بلسان اليمين «الاسرائيلي» بين الحين والاخر، لنقل بوغي يعلون، كي نفهم كم هزيلة ومهزوزة الوضعية الفكرية لديهم حين لا يكون في طرفها أي اقتراح بالعمل.

الناطقون بلسان اليمين ومفكروه ليسوا اغبياء. فهم واعون لهذا الضعف، الذي يظهر في نهاية اليوم من تحت جبال تحليلاتهم عن العلل التي لا تنتهي لدى اليساريين واتفاقات الحل الوسط التي يؤيدونها. المخرج الوحيد لديهم هو بالتالي، عرض النزاع العربي اليهودي كنزاع غير قابل للحل. فاذا كان شيء ما غير قابل للحل، فلا ينبغي الاجتهاد في التفكير في كيفية حله.

النتيجة هي جهد متواصل لتعظيم النزاع. ينزلون بفرح الى جذوره الدينية والقومية، ويؤكدون خلوده وتعقيده، ويجعلون له اسطورة ويرسمونه كمسرحية لمرة واحدة من العداء المطلق، عميق الرواسب والشحنات.

غير أن هذا بالطبع، هراء. لا يوجد نزاع قومي غير قابل للحل. تكفي رحلة قصيرة لايام معدودة في اوروبا كي نتذكر ذلك. فها هي قارة استضافت في غضون ثلاثين سنة حربين عالميتين فظيعتين، وغمرت اراضيها بدماء عشرات ملايين القتلى. بعد اقل من 70 سنة من ذلك تدار بمستوى متزايد من التعاون، وحدود مفتوحة وشراكة مصالح تظهر انها اقوى بكثير من كل ضغينة تاريخية.

النبرة الجديدة لليمين «الاسرائيلي»، واحيانا ايضا لممثلين من معسكرات اخرى، هو افراغ ذكرى اسحق رابين من مضمونها. الادعاء بانه لا يوجد شيء يسمى «إرث رابين» وتقليص نشاطه السياسي الى عدة ثقوب بائسة في الجبنة السويسرية لاتفاقات اوسلو. ولكن الحقيقة هي أن رابين انطلاقا من الرؤية وابداء الشجاعة والزعامة، قاد «اسرائيل» الى حل النزاع المرير من خلال تقسيم الارض والشراكة في المصالح. لم يكن ولن يكون طريق آخر.

- [**اوري مسغاف│«يديعوت»│24 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165630

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165630 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010