الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الزمن لا يعمل لصالحنا

الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

وكأنه لم تمر 37 سنة. وكأن غولدا، ديان وددو لا يزالون معنا. العناوين الرئيسية قفزت من الارشيف الى صفحات الجرائد. الحرب، التي غيرت مزاج «اسرائيل» وثقتها بالنفس لسنوات طويلة جدا، عادت مع المحاضر التي افرج عنها. ونحن مرة اخرى نسأل اذا كنا تعلمنا الدرس، وذلك خوفا من أنه اذا لم نكن قد تعلمناه، فمن شأنه، لا سمح الله أن يكرر نفسه.

ولكن ما هو الدرس؟ تجديد الاحتياط في الساعة الثامنة صباحا وليس في الثانية بعد الظهر؟ تصديق رئيس «الموساد» وليس رئيس شعبة الاستخبارات؟ التصديق بان غولدا هي التي كانت المفكر الاستراتيجي وان ديان كان جبانا؟ دوما يسألون اذا كنا تعلمنا الدرس، وكأن الدرس واضح، وكل ما تبقى هو ان نطبقه. المشكلة هي أن الدرس يكاد يكون دوما موضع خلاف.

«يوم الغفران» غير حياتي. الايام الستة بالذات حين كنت جنديا نظاميا، ورأيت في تلك الحرب لأول مرة الناس يقتلون. لم يتغير عالمي. اما في «يوم الغفران» فلم اكن في الميدان بل في المكان الذي وصل اليه وزير الدفاع ورئيس الاركان. سمعت الاتصال، اليأس، الفظاظة بين غورديش وشارون. اذا كان الناس في الميدان يرون المعركة نفسها، ففي القيادة العليا يرون كل الصورة، وجوه الجنرالات القاتمة، فيفهمون بأن الغطرسة حل محلها الانهيار.

كسكرتير للحكومة كرست امسيات طويلة لقراءة محاضر مداولات الحكومة. المادة من «يوم الغفران» كانت المادة الاكثر ايلاما. كانت قراءة الامور من ست سنوات العمى التي بين الايام الستة و«يوم الغفران» أكثر إحباطاً. الدرس يجب أن يأتي من هذه السنوات.

مثير للاهتمام أن نعرف كيف أن اناسا فهيمين، يريدون مصلحة الدولة، لم يمنعوا وضعا اقترب، برأيهم، من خراب البيت الثالث. الجواب لن يكون بوسعنا أن نجده في تبادل الحديث بينهم.

ويوجد جواب. هؤلاء الاشخاص لم يعرفوا ما الذي ينبغي عمله بالمناطق التي احتلت في 1967. خلافا لليمين الذي ايد ضمها وسارع الى الاستيطان؛ خلافا لبعض ممن تحدثوا عن انسحاب من طرف واحد، سمحوا للتطورات في الواقع أن تسيرهم. غولدا، ديان، والون فهموا جيدا المشكلة الديمغرافية، وكانوا مستعدين لحلول وسط اقليمية، ولكنهم آمنوا بان في هذه الاثناء تشكل المناطق حزاما أمنيا.

ديان كان اكثرهم غطرسة. القول الهراء الفظيع «شرم الشيخ بدون سلام أفضل من السلام بدون شرم الشيخ» هو «يوم الغفران» الحقيقي بالنسبة لي. حقيقة أننا اضطررنا لان نخلي منازل الاطفال في «الكيبوتسات» التي اقيمت في الجولان كانت الدليل القاطع على خطأ المفهوم الذي قال ان المستوطنات في المناطق ستحمي مركز البلاد. كيف تجرأوا على التفكير بان من المسموح به التضحية بالاطفال على الحدود الجديدة من أجل الدفاع عن «تل ابيب»؟

هذه الغطرسة أدت بغولدا لان تشرح بانه لا يوجد شعب فلسطيني. يهود امريكا ردوا بالتصفيق للسيدة التي لم تسمح لناحوم غولدمان أن يلتقي بناصر، ورفضت اقتراح يارينغ في 1971 لعقد اتفاق سلام مع مصر، كان السادات مستعدا لأن يقبله. لو قبلته، لعلها كانت منعت الحرب.

المناطق التي احتليناها في 1967 لم تصبح ورقة؛ فقد أضرتنا مرتين : مرة لانها شكلت دافعا لهجوم عربي منسق ضدنا بعد ست سنوات ومرة اخرى لان بسببها امتنعنا عن عمل الشيء الصحيح : ان نهاجم بدلا من أن نتعرض للهجوم.

المحاضر الهامة حقا هي تلك التي سجلت بين الحربين. يمكن منها أن نستخلص الدرس : لا الاراضي، ولا التسويات منحتنا الامن. السلبية، والتقدير بان الزمن يعمل في طالحنا كلفا «اسرائيل» ثمنا فظيعا بفقدان ابنائها وثقتها بنفسها.

- [**يوسي بيلين│«اسرائيل اليوم»│15 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2181826

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2181826 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40